رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

التفاصيل الكاملة لأزمة تصريحات إبراهيم عيسى وعباس شومان بسبب خطبة الجمعة

النبأ

شهدت الساعات الماضية أزمة كبرى بين الإعلامي إبراهيم عيسى، والدكتور عباس شومان، المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف، بسبب محتوى خطبة الجمعة الذي ألقاها الدكتور شومان بجامع الأزهر، ونسلط الضوء في التقرير التالي، على القصة الكاملة لتصريحات إبراهيم عيسى وعباس شومان بسبب خطبة الجمعة.

انتقاد إبراهيم عيسى 

انتقد الإعلامي إبراهيم عيسى، ما قاله الدكتور عباس شومان، خلال إلقائه خطبة الجمعة أمس في الجامع الأزهر، حين تحدث في خطبته خلال 18 دقيقة عن قتل الزوجات للأزواج، في حين أن وزارة الأوقاف حددت خطبة الجمعة عن صلة الرحم، وهو موضوع طيب وجميل.

وأكد إبراهيم عيسى، أن خطبة الدكتور عباس شومان، ركز فيها على قتل الزوجات للأزواج، وهي بالفعل ظاهرة تستحق النقاش، ولكن حين مناقشتها على المنبر، لا بد أن نكمل الصورة ونتحدث عن العنف ضد المرأة وقتل الأزواج للزوجات وقتل البنات.

وتعجب إبراهيم عيسى من خطبة الدكتور عباس شومان، قائلا: "إزاي شاف موضوع وزارة الأوقاف عن صلة الرحم إنه قتل للزوجات".

وأضاف: "هو لا يتكلم في قانون ولا شريعة اللي إنت عايز تعملها.. النقاش الديني مش يشمل الجميع ليه؟ المرأة هي بس اللي بتقتل؟ وده يقدم خيال الوعظ الديني التقليدي وكيف تنظر الثقافة التقليدية السائدة في تحويل خطبة عن صلة الرحم إلى قتل الزوجات".

رد الدكتور عباس شومان

على الجانب الآخر، رد الدكتور عباس شومان، المشرف على لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، على ما قاله الإعلامي إبراهيم عيسى، منوها إلى أن هذا الكلام كذب وبهتان وهو أن خطبة الجمعة أمس كانت عن قتل الزوجات للأزواج، مع أنها بعنوان “جرائم الشوارع تهديد لأمن المجتمع”، وفيها قتل الأزواج للزوجات، وقتل الشباب للفتيات، والانتحار.

وأدى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، وخطيب الجامع الأزهر، خطبة الجمعة أمس، من رحاب الجامع الأزهر، حيث شدد خلالها على موقف الشرع الحنيف من القتل ومن يتجرأ على انتهاك حرمات الله تعالى، متوعدًا الأم التي تخلت عن صفاتها وتفوقت عليها الأم الحيوانية في أن مصيرها حتمًا لن يكون الجنة ولن تشم رائحتها.

صفات الأم البشرية والمسلمة

واستنكر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق وخطيب الجامع الأزهر، جرائم القتل داخل الأسرة الواحدة، خاصة من الآباء والأبناء، موضحًا أننا أصبحنا نسمع عن أب يقتل زوجته أو أولاده وأم تفعل مثله جريا وراء متعة محرمة.

وقال الدكتور عباس شومان: “تقتل الأم أولادها ولا أدري كيف تحولت الأم الحانية التي لا تنام إلا بعد أن ينام أطفالها ولا تشبع حتى يشبعوا وترضى راضية حتى يأكلوا، فتلك هي الأم البشرية والمسلمة”، مستطردا: “ أم تقتل أبناءها؟؟ يا سبحان الله!! مع أن الأم الحيوانية في عالم الحيوان إذا ما حاول البعض افتراس أبنائها دافعت عنهم حتى تُفترس هي، الأم في عالم الحيوان تموت دون أبنائها، وأم بشرية بقلب ودم تقتل أولادها لتقضي متعة حرام، هل تستحق أن يكون الجنة تحت أقدامها؟ لا ورب الكعبة لن تشم رائحتها، الأم ليست كذلك، الأم حانية ومتسامحة ومؤثرة لا يعنيها إلا راحة أولادها والاطمئنان عليهم، وهذه هي الأم التي جاءت النصوص الشرعية لتبينها".

وشدد شومان على أنه "إن كانت جرائم قتل عادية فعقوبتها قصاص، وإن كانت من نوع آخر فهي جريمة مغلظة، خاصة إن هددت أمن الناس وأفزعت المارة وألقت في قلوبهم الرعب، فهي ليست عادية بل هي مغلظة، وأخشى أن يكون هؤلاء وانتبهوا: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، إذا فعقوبتها مغلظة، فاحذر يا من تقدم على جريمة قتل، فإن كانت عادية عقوبتها القصاص وكيف لا يكون وقدم علمنا أن “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”.

كما قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق وخطيب الجامع الأزهر، إن جرائم القتل باتت مفزعة ومرعبة لا تتم إثر عرض للقاتل، بل أصبح القتل بعد تدبير وتخطيط لكيفية إيقاع القتل والإفلات بالعقوبة مع التمثيل بالمقتول.

وأضاف: “قرأنا كثيرا وسمعنا عن زوجة خططت ونفذت فقتلت ومثلت بجثة زوجها، وسمعنا عن أم خططت وشاركت عشيقا لها في الحرام لقتل زوجها وأبنائها، ولا أعلم كيف تحولت المودة والرحمة التي بنيت عليها الأسرة في الإسلام إلى غل وإجرام، يقع الخلاف بين الزوجين فيقتل أحدهما صاحبه وكأن الإسلام لم يضع حلًا للخلافات الأسرية دون جريمة”.

ولفت شومان إلى أن الأشهر القليلة الماضية شهدت جرائم قتل مفزعة ارتكبت في الشوارع وعلى مرأى ومسمع من الناس، لافتًا إلى أن جريمة القتل ليست جريمة جديدة حلت بالمجتمع، فكان أولى قاتل على وجه الأرض قابيل حين قتل هابيل بعد أن تقبل الله قربان أخيه ولم يتقبل منه.

وتابع خطيب الأزهر الشريف في خطبة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر: “ومن وقتها وجرائم القتل تقع بين الناس، لكن الجرائم المعهودة التي يقال عنها في الفقه جرائم قتل عادية - ليست عادية وسهلة لكن تفريق بينها وبين أشد منها- يدفع إليها غضب عارض، وغالبا يحط به الندم بعد ارتكاب جريمته، وهو ما فعله قابيل حين بحث عن مواراة جثمان أخيه وهذا الندم لا ينفعه في القصاص”.

وبين خطيب الأزهر الشريف أن القرآن والسنة نهيا عن القتل وغلظا في عقوبته فقال سبحانه: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"، وقال سبحانه: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، مستدلًا أيضا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم".