رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اعتراف غير مكتمل من الاحتلال بأن جنديا إسرائيليا قتل شيرين أبو عاقلة

النبأ

أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، للمرة الأولى أن هناك "احتمالا كبيرا" بأن أحد جنوده قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في مايو الماضي.
وقال جيش الاحتلال،  خلال إيجاز صحفي عن تحقيقه في مقتل المراسلة البارزة في قناة "الجزيرة"، "هناك احتمال كبير بأن تكون أبو عاقلة أصيبت عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي الذي كان يستهدف مشتبها بهم من المسلحين الفلسطينيين".

اغتيال شيرين أبو عاقلة

قتلت شيرين أبو عاقلة بالرصاص في مايو خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين، معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وكانت أبو عاقلة ترتدي سترة واقية من الرصاص كتبت عليها كلمة "صحافة" وخوذة واقية عندما أصيبت برصاصة في وجهها أسفل خوذتها.
ويأتي هذا الاعتراف بعد أشهر أصر فيها الجيش على استحالة تحديد مصدر الرصاصة القاتلة التي قتلت شيرين.

عائلة شيرين تعلق على الإعلان الإسرائيلي

تعليقا على الإعلان الإسرائيلي، قالت عائلة الصحفية في بيان باللغة الإنجليزية إن إسرائيل "رفضت تحمل المسؤولية عن مقتل" أبو عاقلة.

ودعت العائلة إلى تحقيق أمريكي "موثوق به"، مضيفة "ما زلنا متألمين ومحبطين ونشعر بخيبة أمل".

بعد مقتل الصحفية، اتهمت السلطة الفلسطينية وقناة الجزيرة القطرية الجيش الإسرائيلي بقتلها، لكن إسرائيل لم تقر بذلك، وأفادت بعد تحقيق أولي عن "استحالة" تحديد مصدر الرصاصة، لكنها تحدثت بعد الحادث عن احتمال أن تكون الصحافية قتلت برصاص مسلحين فلسطينيين.

ونشر الجيش الإسرائيلي اليوم "الخلاصات النهائية" للتحقيق، وقال ضابط إسرائيلي كبير خلال الإيجاز إن الجنود الإسرائيليين تعرضوا لإطلاق نار كثيف من مخيم جنين. 

وأضاف "عندما أطلقوا النار في اتجاهها لم يعرفوا أنها صحفية، كان ذلك خطأ، ظنوا أنهم كانوا يطلقون النار على إرهابيين أطلقوا النار في اتجاههم".

وتابع "خلصنا إلى أنه من غير الممكن الجزم تماما بأي نيران قتلت. لكن هناك احتمال أكبر بأن تكون أصيبت برصاصة عن طريق الخطأ أطلقها جندي إسرائيلي لم يتعرف عليها كصحفية".

لكن لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك انتقدت تقرير الجيش، وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اللجنة، إن "الاعتراف بالذنب متأخر وغير مكتمل، لم يكشفوا اسم قاتل شيرين أبو عاقلة ولم يقدموا أي معلومات أخرى غير شهادته بأن القتل كان خطأ".

بدورها، أدانت منظمة بيتسيلم الحقوقية الإسرائيلية الناشطة ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي تقرير الجيش ووصفته بأنه "تغطية" على الجريمة. وأضافت أن القتل "لم يكن خطأ، إنها سياسة".

خلال عرض استنتاجات التقرير، قال الضابط الإسرائيلي إن الجندي كان متمركزا على بعد حوالى مئتي متر منها ولم ير كلمة "صحافة" على سترتها. وعبّر الضابط عن "أسف" الجندي الذي أطلق النار على أبو عاقلة، وقال "أنا آسف لذلك أيضا". واستدرك أن الجندي "لم يفعل ذلك عن قصد، هذا واضح تماما".

وأشار الضابط إلى أن الجيش درس "تسلسل" الوقائع وحلّل الموقع وأشرطة الفيديو والأصوات المسجلة خلال الحادث، وقاد "محاكاة لما حدث". 

كما أن "خبراء إسرائيليين" قادوا تحليلا بالستيا للرصاصة في الثاني من يوليو في حضور ممثلين عن "لجنة التنسيق الأمني الأمريكي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية".

وتحدث عن "وضع مزر" للرصاصة، وبالتالي كان تحديد مصدرها "صعبا".

وأعلن مكتب المدعي العام الإسرائيلي، اليوم الإثنين، من جهته أن "لا شبهة بوجود عمل إجرامي يبرر فتح تحقيق جرمي من جانب الشرطة العسكرية".

خلص تحقيق لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في يوليو إلى أن أبو عاقلة قتلت بنيران القوات الإسرائيلية.

وفي يونيو، قالت الأمم المتحدة إن "لا دليل على نشاط لمسلحين فلسطينيين بالقرب من" أبو عاقلة عندما تعرضت لإطلاق الرصاص.

كذلك أجرت الولايات المتحدة تحقيقا خلص بدوره إلى أن الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة مصدرها "على الأرجح" موقع إسرائيلي، مشيرة إلى عدم وجود ما يدل على أن قتلها كان متعمدا.

وسعت عائلة شيرين أبو عاقلة إلى لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية في يوليو، معبرة عن استيائها من تقاعس واشنطن حيال قضيتها، لكن بايدن لم يلتق العائلة، ولم يأت على ذكر القضية في التصريحات التي أدلى بها خلال الزيارة.

وفي وقت لاحق، التقت لينا أبو عاقلة، ابنة شقيق الصحفية، في واشنطن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ودعت "إلى المساءلة والعدالة لشيرين".
وأكدت لينا أن السلطات الإسرائيلية تعرف اسم الجندي الذي أطلق النار على عمتها.

وشارك آلاف الفلسطينيين في القدس الشرقية في تشييع الصحفية في قناة الجزيرة القطرية في 13 مايو، وشهدت جنازتها عنفا من الشرطة الإسرائيلية التي حاولت منع المشيعين من رفع الأعلام الفلسطينية. 

وكاد نعش أبو عاقلة يسقط أرضا من أيدي المشيعين بعد أن تعرضوا للضرب بالهراوات من عناصر الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت بعضهم.

وأنهت الشرطة الإسرائيلية لاحقا تحقيقا داخليا أجرته بخصوص التعامل مع الجنازة دون الكشف نتائجه.