رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالفيديو.. أبشع المشاهد في اللحظات الأولى بحريق كنيسة أبو سيفين بإمبابة

حريق كنيسة أبو سيفين
حريق كنيسة أبو سيفين بإمبابة

رصدت عدسة النبأ الوطني روايات شهود العيان حول اللحظات الولى لحادث اندلع حريق كنيسة أبو سيفين بشارع الكيلاني في منطقة مطار إمبابة بالجيزة، والذي أسفرت عن وفاة 41 شخصا من بينهم أطفال، وإصابة 14 آخرين، تم استخراج الجثث والمصابين ونقلهم إلى المستشفيات المختلفة تحت تصرف النيابة العامة وتلقي العلاج اللازم.

اللحظات الأولى في حادث حريق كنيسة أبو سيفين بإمبابة

انتقل محرر النبأ الوطني إلى شارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة حيث موقع حادث حريق كنيسة أبو سيفين، ورصدت عدسة النبأ أن الكنيسة مكونة من 4 طوابق بينما النيران اشتعلت داخل الطابقين العلويين، (الثالث والرابع)، أما الطابق الثاني كان مخصصا لحضانة أطفال، احتجاب الأدخنة داخل المبنى تسبب في اختناق الأطفال، وأدى لوفاة العديد من الأطفال وحوالي 9 أشخاص كبار.

محرر النبأ في موقع حادث حريق كنيسة ابو سيفين بشارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة 

كما رصدت عدسة النبأ الوطني فرض أجهزة وزارة الداخلية لتعزيزات أمنية مكثفة بمحيط كنيسة أبو سيفين بشارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة، فيما يعمل رجال قطاع الأمن العام، والأمن الوطني، بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة؛ على إجراء التحريات اللازمة والفحص اللازم للوقوف على الأسباب وراء الحادث، فضلًا عن التواجد الأمني المكثف لقيادات أجهزة وزارة الداخلية بمحيط الحادث.

كما رصدت لحظة تحرك سيارات الإطفاء، ورجال قوات الدفاع المدني بإدارة الحماية المدنية بالجيزة، لحظة إخلائهم محيط كنيسة أبو سيفين بشارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة، بعد إنهاء مهمتهم في السيطرة الحريق وإخماده، وإجراء عمليات التبريد والحماية المدنية.

والتقت «النبأ الوطني» بأحد الشباب من سكان شارع الكيلاني، وأحد شهود العيان، حيث روى لنا اللحظات الأولى في حريق كنيسة أبو سيفين بشارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة في الجيزة، والأسباب التي أدت لاشتعال النيران داخل الكنيسة فضلًا عن دور شباب المنطقة المسلمين والمسيحيين في مساعدة  بعضهم البعض، ومعاونتهم لرجال الشرطة في استخراج الضحايا والمصابين وإخماد النيران.

أحد شهود العيان في حريق كنيسة ابو سيفين بشارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة 

يقول أشرف الشايب، أحد شباب سكان شارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة، وأحد شهود العيان الذين قاموا بمساعدة الشرطة في استخراج الضحايا والمصابين من داخل الكنيسة، إن المصاب كان جللا والضحايا كانوا أطفالا صغار، فكان المشهد الصعب لأحد الضحايا عندما حاصرته النيران داخل المبني فما كان لها إلا شرفة صغيرة خرج منها ليطل على الشارع فوجد بجواره التكييف فوقف عليه في محاولة منه للهرب من الموت حرقًا.

ويكمل: وقف على تكييف الكنيسة من الخارج، وظل فوقه لكن الأدخنة الكثيفة التي خرجت خلفه أفقدته الوعي وشعر بالأختناق إلى أن فقد الوعي ومن شدة الأدخنة واقتراب السنة النيران عليه، فقد لم يعد يتحمل آلمها، فقفز بالشارع حتى لا يموت حرقا، وسقط على الأرض جثة هامدة غارقا في بركة من الدماء، وتم نقل جثته إلى المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

ويضيف شاهد العيان وأحد سكان شارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة أن أحد أصدقائه حاول إنقاذ هذا الرجل الذي كان واقفا على التكييف، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، وقد نفذ أمر الله في أن يسقط هذا الرجل على الأرض وتكون نهايته هكذا كما أراد الله، وأن يموت بهذه الطريقة ولا يموت محروقا.

ويشير إلى أنه عند سماعه في البداية لأصوات صريخ؛ أسرع هو وشباب الشارع ودخلوا الكنيسة وحاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلى أن حضر رجال الإطفاء، والشرطة إلى موقع الحريق، متابعًا: «عند وصول سيارات الإسعاف بدأنا في نقل الجثث والمصابين إلى المستشفيات بواسطة سيارات الإسعاف، لكن قبل وصول الإسعاف كنا ننقل المصابين والضحايا إلى المستشفيات بواسطة دراجات نارية وبخارية في محاولة لإنقاذ حياتهم».

ويكمل: «عم سعد العامل بالكنيسة منذ 14 عاما، معروف عنه  إخلاصه في عمله خاصة في هذا المكان، حيث قال له إن سبب الحريق تمثل في البداية بانقطاع التيار الكهرباء عن الكنيسة بالكامل، فطلب منه بابا الكنيسة أن يشغل المولد الموجود بالكنيسة حتى تعمل الكهرباء بالكنيسة مرة آخرى لحين عودة التيار الكهربائي، فلما توجه عم سعد وفتح باور التشغيل بالمولد واشتغلت الكهرباء في المكان بشكل كامل، عادت على الفور الكهرباء الأمر الذي من شأنه زيادة الأحمال الكهربائية على الأسلاك الكهربائية بالكنيسة وأدى إلى اشتعال النيران نتيجة ماس كهربائي».

ويشير شاهد العيان إلى أن النيران اشتعلت بالطابقين الثالث والرابع، حيث تصاعدت الأدخنة بكثافة وحجمت داخل المبنى؛ مؤكدًا أن هذا الأمر تسبب في إصابة الأطفال والمتواجدين داخل الكنيسة بالاختناق، وهو ما أدى لتدخل سكان شارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصابين واستخراج جثث الضحايا.

ونتج عن حادث حريق كنيسة أبو سيفين بشارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة مصرع 41 شخصا حالي من بينهم 9 أفراد كبار في السن بينما باقي الضحايا وعددهم حوالي 32 فردًا من الأطفال الذين كانوا متواجدين بالحضانة في الطابق الثاني وجميعهم توفوا نتيجة إصابتهم بالإختناق، عدا الشخص الذي سقط من شرفة الطابق الثالث بعدما اشتد عليه الآلم واقتربت منه ألسنة النيران فما كان له إلا أن يقفز خشية من الموت حرقًا، وإصابة 14 شخصًا آخرين، تم نقل الجثث والمصابن إلى مستشفيات الجيزة المختلفة.

تواجد أمني مكثف بمحيط حريق كنيسة ابو سيفين بشارع كيلاني بمنطقة مطار إمبابة

وانتقل فريق من النيابة العامة، بقيادة المستشار النائب العام، حمادة الصاوي، إلى موقع حريق كنيسة أبو سيفين، لمعاينة الحادث، وإجراء معاينة تصورية، ومعاينة جثث الضحايا والإطمئنان على حالات المصابين، وذلك وسط تكثيفات أمنية مشدة بمحيط الحادث، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

من جانبه، يتابع الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، تقديم الخدمات الإسعافية والطبية، لمصابي حريق الحريق الذي وقع صباح اليوم الأحد، في كنيسة أبوسيفين بمنطقة إمبابة، في محافظة الجيزة، كما وجه بانتقال قيادات وزارة الصحة، لمستشفيى العجوزة وإمبابة العام لمتابعة تداعيات الحريق بشكل مباشر.

حريق كنيسة ابو سيفين بشارع كيلاني بمنطقة مطار إمبابة

وأكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن سيارات الإسعاف التي تم الدفع بها لموقع الحريق بلغت 37 سيارة، وتم نقل 55 حالة إلى مستشفيي (إمبابة العام، والعجوزة).

وأشار «عبدالغفار» إلى رفع حالة الاستعداد بمستشفيات محافظتي الجيزة والقاهرة، مشيرًا إلى توافر جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ في جميع المستشفيات التي استقبلت المصابين.

وكشف «عبدالغفار» عن أن إجمالي عدد الوفيات في الحريق بلغت41 وفاة، بسبب الدخان الكثيف الناتج عن الحريق والتدافع بسبب محاولات هروب الضحايا، منوها إلى مغادرة 2 من المصابين للمستشفيات بعد تلقي الرعاية الطبية اللازمة، فيما يتلقى الرعاية الطبية حاليا 12 مصابا، منهم 5 في مستشفى العجوزة، و7 مصابين في مستشفى إمبابة العام، مشيرا إلى أن 4 من المصابين حالتهم غير مستقرة.

ونوه «عبدالغفار» إلى أنه تم إبلاغ الإسعاف بوقوع الحريق في تمام الساعة الـ 8:57 دقيقة، وعلى الفور تحركت أول سيارة إسعاف من أقرب تمركز بمنطقة مطار إمبابة، ووصلت لموقع الحريق في تمام الساعة الـ 8:59 دقيقة، ثم توالى وصول باقي السيارات.

تعليق مساعد وزير الداخلية على حريق كنيسة أبو سيفين

وعلق على الحادث، اللواء رأفت الشرقاوي الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام السابق، حيث أشار إلى أنه حدث ماس كهربائي صباح اليوم الأحد أثناء أداء حوالى خمسة آلاف مسيحي من الإخوة الأقباط الصلاة بكنيسة أبو سيفين الكائنة بشارع الكيلاني بمنطقة مطار إمبابة بالجيزة، في المولد الكهربائي داخل الكنيسة، أدى لاشتعال النيران المر الذي نتج عنه وفاة 41 شهيدًا من بينهم راعى الكنيسة القس عبد المسيح جرجس، وعدد من الأطفال، الذين كانوا بحضانة الطابق الثانى بالكنيسة وإصابة 14 شخصًا آخرين.

ونوه إلى أنه فى حينة انتقلت إدارة الحماية المدنية للتعامل مع الحريق، والذى أصيب منهم ضابطين، وثلاثة أفراد من رجال الدفاع المدني بإدارة الحماية المدنية، كما انتقل إلى موقع الحادث سيارات الإسعاف، وكافة قيادات أجهزة الدولة المعنية، وعلى رأسهم اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة.

ضباط الشرطة أثناء إخماد حريق كنيسة أبو سيفين بإمبابة

وأشار إلى تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء والوزراء المعنيين والمختصين، بالانتقال فورًا لمكان الحادث، وتقديم كافة وسائل الدعم والمساندة، وأيضًا توجيه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بصرف مبلغ مائة ألف جنية إعانة عاجلة لأسرة كل متوفى، إضافة إلى مع صرف معاش شهرى لكل أسرة، فقدت عائلها، وعشرون ألف جنيه لكل مصاب.

وذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم التعازى للبابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأيضًا قدم التعازي لأسر الشهداء، وتمنى لهم الشفاء العاجل لكل المصابين، كما قدم رئيس مجلس الوزراء والوزراء ورجال الدولة وكافة مؤسستها التعازى للبابا تواضروس، وكذلك الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب قدم التعازى للبابا تواضروس، وقرر أن كافة مستشفيات جامعة الأزهر على استعداد تمام لاستقبال المصابين وتقديم كافة سبل العلاج.

ولفتت مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام إلى أن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية انتقل إلى مكان الحادث، ومساعديه للأمن الوطنى، والأمن العام، ومساعد الوزير لأمن الجيزة، ومساعد الوزير لقطاع الحماية المدنية، وتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى من قيادات تلك القطاعات وضباطهم.

وأشار مساعد وزير الداخلي لقطاع الأمن العام السابق، اللواء رأفت الشرقاوي، إلى تكليف مساعد الوزير لقطاع الأمن العام، قيادات الإدارة العامة، لتحقيق الأدلة الجنائية، وخبرائهم ومعداتهم وأجهزة الفحص الفنى الميدانى، من خبراء الحرائق والمفرقعات، للوقوف على أسباب الحادث ميدانيًا.

اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام السابق

ونوه أن فحص أجهزة الأدلة الجنائية أسفر عن أن الحريق نشب بتكيف بالدور الثانى بمبنى الكنيسة، والذى يضم عددًا من قاعات الدروس نتيجة خلل كهربائى، أدى ذلك لانبعاث كمية كثيفة من الدخان، كانت السبب الرئيسى فى حالات الإصابات والوفيات، وتأكد ذلك من خلال تحريات أجهزة الأدلة والبحث الجنائي بقطاع الأمن العام، والإدارة العامة لمباحث الجيزة، وقطاع الأمن الوطنى.

ويكمل: انتقل المستشار حمادة الصاوى النائب العام إلى موقع الحادث، وعاين بنفسه المكان الذى نشبت به الحريق، وكلف المحامى العام لنيابات الجيزة بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية، ومعاينة الجثث وسؤال المصابين، بعد أن أدلى الشهود بموقع الكنيسة أن سبب الحادث ماس كهربائى بمولد كهرباء داخل الكنيسة.

ويرى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام السابق، أن هناك نتائج إيجابية اتضحت من حادث كنيسة ابوسيفين من اهتمام وتكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى لرئيس مجلس الوزراء، والوزراء المعنيين ورجال الدولة وكافة مؤسستها واجهزتها بسرعة الانتقال إلى موقع الحادث، وتقديم كافة سبل الدعم والمساندة لأهالي الشهداء والمصابين، فضلًا عن مساندة أهالى الجيزة من المسلمين للأخوة المسيحين، وتقديم يد العون والمساعدة لهم فى موقع الحادث.

واعتبر أن اليوم هو يوما من أيام الحزن على الشعب المصرى، فالشهداء والمصابين كانوا يؤدوا مناسك الصلاة لله، وذهبت أرواحهم بين ايدى الخالق عز وجل، مشيرًا إلى أن معدن المصريين يظهر ويتجلى فى المحن، والشدائد؛ فالجميع يشعر أن الحادث قد أصاب أحد أفراد أسرته، وليس حادثًا عابرًا، داعيًا بالرحمة والمغفرة لشهداء كنيسة أبوسيفين، متمنيًا الشفاء العاجل بأذن الله تعالى للمصابين.