رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل خطة الحكومة لاستبدال العملات الورقية بـ«البلاستيكية»

العملات البلاستيكية
العملات البلاستيكية

بدأ البنك المركزي خلال شهر يوليو الجاري، في طرح العملات البلاستيكية «بوليمر» فئة الـ10 جنيهات، والتي تم إنتاجها باستخدام أحدث خطوط إنتاج البنكنوت المطبقة في العالم بدار الطباعة الجديدة في العاصمة الإدارية.

وجاء ذلك مع التأكيد على عدم إلغاء أي من الإصدارات السابقة من ذات الفئة واستمرار العمل بها وتداولها خلال ماكينات الصرافة كأي فئة نقدية أخرى.

ومن المقرر أن يتم إصدار عملة 20 جنيهًا المصنوعة من البلاستيك بنهاية العام الجاري أو بحد أقصى أول العام المقبل، بعد الانتهاء من التصميمات والموافقات النهائية لها، من قبل البنك المركزي المصري.

وأثارت العملات البلاستيكية جدلًا واسعًا، خلال الأيام القليلة الماضية، في الشارع المصري، وإشادات بين المواطنين وخبراء الاقتصاد، حيث إنها تصنع الهيبة للدولة ومتعارف عليها في جميع أنحاء العالم، -على حد وصفهم-.

وكان البنك المركزى أعلن بداية الشهر الجاري، أن طرح عملة نقدية جديدة فئة 10 جنيهات، يأتي كخطوة لرفع معدلات جودة أوراق النقد المتداولة بالسوق المصري، حيث تتميز النقود البلاستيكية بالمرونة والقوة، والسُمك الأقل، وطول العمر الافتراضي الذي يصل إلى نحو ثلاثة أضعاف عمر الفئة الورقية الحالية.

وأكد البنك المركزي على عدم إلغاء أي من الإصدارات السابقة من ذات فئة العشرة جنيهات واستمرار العمل بها وتداولها.

وبحسب البنك المركزي، فإن النقود البلاستيكية تتميز بالمرونة والقوة، والسُمك الأقل، وطول العمر الافتراضي الذي يصل إلى نحو ثلاثة أضعاف عمر الفئة الورقية الحالية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل في درجة تأثرها بالأتربة.

صديقة للبيئة

وأكد البنك، أن النقود البلاستيكية صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التصنيع، وأكثر مقاومة للتلوث مقارنة بفئات النقد الورقية المتداولة، بالإضافة إلى صعوبة تزييفها وتزويرها.

وشدد البنك المركزي على أن تداول العملة البلاستيكية الجديدة يأتي جنبًا إلى جنب مع نظيرتها الورقية من فئة العشرة جنيهات المتداولة حاليًا، ويمكن للمواطن الحصول على العشرة جنيهات البلاستيكية الجديدة عن طريق شبكة فروع البنوك المصرية التي يتجاوز عددها 4500 فرع.

وذكر البنك المركزي المصري، أن طرح العملة الجديدة يأتي في إطار تطبيق سياسة النقد النظيف ورفع معدلات جودة أوراق النقد المتداولة بالسوق المصري، بجانب تخفيض تكلفة طباعة أوراق النقد وخاصة الفئات الأكثر تداولًا، وذلك على المدى البعيد نظرا لطول عمر الورقة، بما يتماشى مع برامج التنمية المستدامة التي تتبانها الدولة من خلال رؤية مصر 2030.

وأشار إلى أنه تم تصميم العشرة جنيهات الجديدة بطابع عصري حديث ومبتكر، حيث تتزين العملة الجديدة بمسجد الفتاح العليم باعتباره أحد معالم الطرازات المعمارية الإسلامية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك الحضارة الفرعونية ممثلة في تمثال حتشبسوت والذي يعكس هوية الدولة المصرية القديمة.

وأوضح البنك المركزي، أنه بذلك ربطت العملة الجديدة عراقة التاريخ المصري القديم بالعصر الحديث، وتجمع بين حضارة الأجداد وما أنجزه الأحفاد.

خطوة مهمة

توقع عدد من خبراء الاقتصاد، انتهاء عصر العملات الورقية في المستقبل، وأن تحل محلها العملات البلاستيكية «بوليمر»، ولا سيما أن عمرها الافتراضي أطول من أى عملة أخرى.

وفي هذا السياق، قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، إن العملات البلاستيكية يتعامل بها في جميع بلدان العالم، وهي أقوى من العملات الأخري وأكثر تحملًا.

وأضاف، في تصرحات خاصة لـ«النبأ»، أن العملات البلاستيكية، لا تتلف بتعرضها للمياه وصعب الكتابة عليها، ويعاد تدويرها وصناعتها مرة أخرة، بالإصافة إلى صعوبة تزويرها، ولا تنقل الأمراض.

وأشار «الإدريسي»، إلى أن شكل العملة البلاستيكية أفضل من الورقية وتعطي مظهرا جيدا أمام السياح، حيث إنها خطوة مهمة تأخرنا فيها كثيرًا.

وأوضح أستاذ الاقتصاد، أنه سيتم الاستغناء عن العملات الورقية واستبدالها بالعملات بوليمر، بشكل تتدريجي، قائلًا: «إحنا دلوقتي في مرحلة شمول مالي ليس في حاجة إلى عملات بلاستيكية أو ورقية كل التعاملات أصبحت عن طريق الفيزا والبنوك، والكاش أصبح محدود ولذلك يجب استخدام الأموال بشكل ومظهر حضاري مشرف لمصر دون رسومات أو كتابة أو تلف».

وعن التكلفة، أكد «الإدريسي»، أن العملات البلاستيكية عمرها الافتراضي أطول من العملات الورقية فقيمة التالف منها أقل، وإعادة الطباعة أقل، بخلاف الورقية التي تتلف بسرعة وهو ما يعد خفضا في التكلفة وليس أعلى.

وتابع: «الدولة تسعى لاتجاهات لخفض التكلفة وليس لرفعها، فهي استخدمت ماكينات طباعة على أعلى مستوى من الحرفية والدقة لوضع علامات مائية يصعب تزويرها».

وحول تلف العملات البلاستيكية عند تعرضها للشمس، قال إن هذا الكلام غير منطقي، وصعب حدوثه، ولا سيما مع الخامات والطباعات الحديثة التي يتم استخدمها في إنتاجها.

توفر طباعة

ومن ناحيته، قال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، إن العملات البلاستيكية ستحل محل العملات الورقية في المستقبل، متابعًا: «العملات الورقية ستظل موجودة حتى تختفي ويسحبها البنك المركزي تدريجيًا من السوق».

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن البنك المركزي في البداية طرح فئة الـ10 جنيهات، ثم يبدأ طرح فئة الـ20 جنيهًا، حتى يتم طرح الـ200 جنيه وينتهي التعامل بالعملات الورقية.

وأوضح «فهمي»، أن التعامل بالعملات البلاستيكية أفضل لأنها تتحمل الكتابة عليها ولا تتلف بالمياه، وهذه العملات يتعامل بها في جميع البلاد الأجنبية وليس هناك تعامل بالعملات الورقية.

وأشار أستاذ الاقتصاد، إلى أن العملات البلاستيكية توفر طباعة بخلاف العملات الورقية، لافتًا إلى أن هذه العملات يتم طباعتها بأحدث تقنيات في العالم.

وأكد أن العملة البلاستيكية لا تكلف الدولة مبالغ كبيرة وخاصة مع طول العمر الافتراضي لها، والذي يصل إلى 10 أو 15 سنة، حتى يتم إعدامها وطباعة غيرها.