رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تراجع أسعار البترول اليوم الثلاثاء لأقل من 105 دولار

انخفاض أسعار البترول
انخفاض أسعار البترول

تراجعت أسعار النفط عالميا اليوم الثلاثاء، إلى ما دون 105 دولارات للبرميل، بفعل أنباء عن قيام بعض منتجي النفط الرئيسيين من مجلس التعاون الخليجي بتعزيز الإنتاج. وسجل سعر خام برنت اليوم الثلاثاء، حتى موعد نشر هذا الخبر، نحو 105.85 دولار، بنسبة تراجع 0.40%. بينما يواصل الخام الأمريكي الوسيط تراجعه بنسبة انخفاض 0.77% مسجلا 101.72 دولار للبرميل.

كما هبطت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم أغسطس 58 سنتًا 0.6 % إلى 102.18 دولار للبرميل بعد صعودها 5.1% أمس في أكبر زيادة بالنسبة المئوية منذ 11 مايو. وينقضي أجل عقد أغسطس لخام غرب تكساس الوسيط غدًا الأربعاء وسجلت العقود الآجلة لسبتمبر الأكثر تداولًا 99.74 دولار للبرميل بزيادة 32 سنتًا. جاء هذا الأداء السلبي للخام على الرغم من انخفاض الدولار لليوم الثالث على التوالي وحوّمت العملة الأميركية عند أدنى مستوى في أسبوع، الأمر الذي يجعل النفط المقوم بالدولار أقل ثمنًا لحائزي العملات الأخرى.

مخاوف متزايدة

وتأرجحت أسعار النفط خلال الآونة الأخيرة بعد مخاوف الإمدادات عقب عقوبات غربية على إمدادات الخام والوقود الروسيَين، والتي أدت إلى تعطيل الشحنات التجارية إلى المصافي ثم إلى المستهلكين النهائيين، بالتزامن مع مخاوف متنامية من أن جهود المصارف المركزية بقيادة الفيدرالي الأميركي لترويض التضخم المتزايد قد تؤدي إلى ركود اقتصادي من شأنه أن يخفض الطلب مستقبلًا على الوقود.

وقفز النفط فوق 100 دولار للبرميل بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، مع ارتفاع خام "برنت" إلى ما يقرب من 140 دولارًا في مارس، إذ قيّم التجار مخاطر انقطاع الإمدادات والعقوبات المحتملة.

ارتفاع الأسعار لسنوات عدة مقبلة

من جهته، توقع وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار أن يتداول النفط بأعلى من 100 دولار للبرميل حتى نهاية العام، على أن يبقى مرتفعًا لسنوات عدة مقبلة، مما يتطلب استمرار جهود تحالف "أوبك بلس" لإدارة العرض والطلب.

وتعمل "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) بقيادة السعودية، مع روسيا ومنتجين آخرين لاستعادة الإمدادات تدريجًا مع انتعاش الاقتصادات والطلب على الطاقة بعد جائحة كورونا.

وسيعمل تحالف "أوبك بلس" على التراجع عن جميع حدود إنتاجه بحلول نهاية أغسطس، بينما تستمر اتفاقياته الحالية للعمل معًا حتى نهاية هذا العام.

وقال وزير النفط العراقي في مقابلة، "أود أن تحتفظ (أوبك) بأدواتها لقياس الإنتاج والسيطرة عليه والحفاظ على التوازن الحالي"، مضيفًا، "سنناقش ذلك مع شركائنا". 

تحركات "أوبك بلس"

من جانبه، توقع البيت الأبيض أن يزيد كبار منتجي النفط في تحالف "أوبك بلس" إنتاج الخام في أعقاب رحلة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، لكنه لم يذكر حجم الزيادة المتوقعة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين، "سنقيس النجاح في الأسبوعين المقبلين. نرجح أن تكون هناك زيادة في الإنتاج"، مضيفة أن "تلك مسؤولية أوبك بلس".

وسافر بايدن إلى الرياض الأسبوع الماضي حيث اجتمع مع القيادة السعودية وأعضاء مجلس التعاون الخليجي. وفي زيارته التي تعتبر الأولى منذ تولّيه منصبه، حث بايدن المنتجين في المنطقة على زيادة الإمدادات. وردًا على ذلك، أصر وزراء سعوديون على أن قرار سياسة الإنتاج يتم اتخاذه ضمن سياسة تحالف "أوبك بلس".

وتتعرض إدارة بايدن لضغوط لخفض أسعار البنزين وكُلف أخرى للمستهلكين قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي ستجرى في الثامن من نوفمبر، بحيث يسعى حزبه الديمقراطي إلى الاحتفاظ بالسيطرة على مجلسي الكونجرس.

وتشير توقعات مخزونات النفط في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلى أن إمدادات الخام ونواتج التقطير ارتفعت الأسبوع الماضي، بينما من المرجح أن تنخفض مخزونات البنزين.

ومن المقرر أن يعقد تحالف "أوبك بلس" اجتماعه المقبل في الثالث من أغسطس المقبل، بعد أن اتفق الأعضاء على إحياء إمدادات الخام التي توقفت خلال جائحة كورونا.

يقول محلل استراتيجية السلع في "أي إن جي" وارن باترسون إن "السوق كان لديها الوقت لاستيعاب زيارة الرئيس بايدن مع استنتاج أنه من غير المرجح أن يقوم "أوبك بلس" بزيادة الإنتاج بقوة أكبر من المخطط لها على المدى القصير". وأضاف، "قدم ضعف الدولار دعمًا للسوق، جنبًا إلى جنب مع مجمع السلع الأوسع". 

ومن جهته، قال مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة استشارات الطاقة "إف جي إي" فريدون فشاركي في مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ" إن "مفهوم الذهاب إلى السعودية للمطالبة بإنتاج إضافي يعتبر غير عملي نوعًا ما"، مشيرًا إلى أن "الرياض تضخ الخام بالفعل بالقرب من ذروتها التاريخية مع وجود طاقة احتياطية قليلة من المرجح أن يتم استغلالها".