رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

زيارة بايدن للشرق الأوسط.. سرغياب «قضية العرب الأولى» عن أجندة الرئيس الأمريكي

سرغياب «قضية العرب
سرغياب «قضية العرب الأولى» عن أجندة بايدن

رغم أن جدول زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط تتضمن عقد مباحثات بين بايدن والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلا أن مسئولين ومحللين فلسطينيين يستبعدون أن تحظى القضية الفلسطينية باولوية لدى الرئيس الأمريكي، كما يستبعدون حدوث اختراق ملموس في الملف الفلسطيني.

وهذا ما كشف عنه "إعلان القدس" للشراكة الإستراتيجية، الذي وقع عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، في اليوم الثاني من زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل، والذي نص على التزام واشنطن بأمن إسرائيل والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لتل أبيب، وعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي ومواجهة الأنشطة الإيرانية بالمنطقة، وتوسيع اتفاقيات السلام العربية مع إسرائيل«دمج إسرائيل الكامل في المنطقة».

زيارة بايدن لا تحمل رؤية جديدة للقضية الفلسطينية

قال الدكتور بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل، إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة والشرق الأوسط، لا تحمل رؤية جديدة للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي يكمل مسيرة الرؤساء السابقين للولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل، في حديثه لقناة “الغد”، أنه على الفلسطينيين عليهم ألا ينتظروا أي جديد بشأن القضية خلال زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، مشيرا إلى القضية الفلسطينية ليست في قلب الزيارة التي يقوم بها بايدن لكنها على هامش الزيارة.

وأوضح رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل، أن الرئيس الأمريكي يكمل ما قام به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن القضية الفلسطينية، لافتا إلى أنه لا بد من التنفيذ على أرض الواقع والتزام إسرائيل الاتفاقيات التي وافقت عليها بشأن القضية.

القضية الفلسطينية ليست على رأس أولويات بايدن

ويلفت رئيس قسم الإستراتيجية في مجلس الأطلسي ماثيو كرونيغ، إلى أن إدارة بايدن كانت قد قررت عندما أتت إلى الحكم أن الشرق الأوسط ليس أولوية، وأنها تريد التركيز على آسيا وعلى الحرب في أوكرانيا عقب اندلاعها، مشيرا إلى أن بايدن يحاول بعد سنتين أن يعيد الانخراط في المنطقة وتقوية الشراكات المعروفة مع إسرائيل ودول الخليج ومواجهة إيران، فضلًا عن مشكلة النفط.

وبينما يقول إن "فلسطين هي فعلًا قضية، لكنها ليست على رأس أولوياته"، يتحدث عن أولوية كبرى في إدارة بايدن لتعزيز العلاقات مع الأحلاف في المنطقة، وأيضًا بالنسبة لمفهوم الناتو وجود نظام عربي دفاعي متكامل في المنطقة به رادارات ومعترضات، سيمكن هذه الدول من أن تكون أكثر قوة مع واشنطن في حلف ضد إيران.

الرئاسة الفلسطينية تشعر بخيبة أمل

وقال مسؤول فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الاتصالات الأمريكية الفلسطينية للإعداد لزيارة بايدن لم ترتق إلى المستوى المأمول فلسطينيا، لا سيما على الصعيد السياسي.

وذكر المسؤول أن الرئاسة الفلسطينية شعرت بخيبة أمل من الاكتفاء الأمريكي بالحديث عن الملفين الاقتصادي والأمني بشأن العلاقة الفلسطينية مع إسرائيل، دون أي بوادر لإطلاق أفق سياسي بين الجانبين.

وبحسب المسؤول الفلسطيني، يتوقع أن يعلن بايدن عن مساعدات مالية أمريكية للمستشفيات الفلسطينية في القدس ولمؤسسات أهلية فلسطينية، دون أي إشارة إلى الدعم المالي للسلطة الفلسطينية.

وأوضح أن واشنطن لم ترسل أي إشارة بشأن إمكانية إعلان بايدن عن إعادة افتتاح القنصلية الأمريكية في شرق القدس أو إزالة منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة المنظمات الإرهابية، وكذلك تبني موقف أكثر حزما بشأن الاستيطان الإسرائيلي.

التركيز سيكون على دفع التطبيع العربي الإسرائيلي

ويرى الدبلوماسي الفلسطيني السابق نبيل عمرو، في تصريحات لـ(د.ب.أ)، أن أقصى ما يمكن أن يقدمه بايدن للفلسطينيين في زيارته للمنطقة هو التأكيد على حل الدولتين لكن دون إجراءات فاعلة لإحياء عملية السلام.

ويعتبر عمرو أن لقاء بايدن وعباس سيكون أقرب إلى "مجاملة" في ظل تلاشي الاهتمام الأمريكي بملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتركيز على دفع التطبيع العربي الإسرائيلي.

ويبرز أن "القضية الفلسطينية غير موجودة عمليا في التحضيرات الجوهرية لجولة بايدن، وزيارته إلى بيت لحم للقاء الرئيس عباس تندرج فقط في إطار الاسترضاء والاحتواء ومحاولة منع الانفجارات الميدانية مع إسرائيل".

ويلقي ضعف الموقف الفلسطيني، بما في ذلك عدم إجراء انتخابات والانقسام الداخلي المستمر منذ عام 2007 من جهة، والتطورات الدولية من جهة أخرى بظلال سلبية عشية زيارة بايدن، حسب الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله.

دفع عجلة التطبيع مع إسرائيل واستكمال عملية دمجها في المنطقة

وقلل مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات" هاني المصري، من النتائج المتوقعة للقضية الفلسطينية لزيارة بايدن.

ويرى المصري، في تصريحات لـ "د.ب.أ"، أن لقاء بايدن وعباس "ليس سوى جائزة ترضية فالقضية الفلسطينية ليست من أولوياته ويتم التعامل معها أكثر وأكثر كأنها قضية داخلية إسرائيلية تتعلق بالأمن والاقتصاد فقط".

ويعتبر أن أقصى ما يسعى له بايدن بشأن القضية الفلسطينية هو "الحفاظ على الوضع الراهن السيئ جدا للفلسطينيين، ومنع تفاقمه وصولًا إلى منع انهيار السلطة الفلسطينية لاستمرار دورها في إطار الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة".

وبحسب المصري، فإن بايدن يركز على "دفع عجلة التطبيع العربي مع إسرائيل، واستكمال عملية دمجها في المنطقة، عبر التوصل إلى اتفاقات أمنية وعسكرية واقتصادية مع ما يحمله ذلك من مزيد من تهميش القضية الفلسطينية".

زيارة بايدن لن تأتي بالخير للقضية الفلسطينية

أكد المتحدث الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية، طارق عز الدين، أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للأراضي الفلسطينية لن تأتي بالخير للقضية الفلسطينية.

وقال عز الدين، لوكالة "شهاب" للأنباء الفلسطينية، إن "هذه الزيارة تعتبر تثبيتا للموقف الصهيوني المُدعم أمريكيًا على مدار عقود طويلة، وتأتي ضمن سياق محاولة حماية وتوسيع حلف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف عز الدين أن "هذه الزيارة تعطي الغطاء للاحتلال الإسرائيلي لإكمال سيطرته على الأراضي الفلسطينية والمقدسات الدينية، وبسط نفوذه عليها.

 وأضاف عز الدين أن "هذه الزيارة تعطي الغطاء للاحتلال الإسرائيلي لإكمال سيطرته على الأراضي الفلسطينية والمقدسات الدينية، وبسط نفوذه على الوطن العربي والإسلامي".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية تُحاول إعطاء دعائم قوية لما وصلت إليه مرحلة التطبيع بين بعض الدول العربية والكيان الإسرائيلي، لترسيخ القوة الإسرائيلية من خلال الربط السياسي والاقتصادي".

وتطرق عز الدين إلى الدعم الأمريكي للجبهة الإسرائيلية التي ستُواجه جبهة المقاومة الفلسطينية، التي تحمل لواء دعم القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الدينية.

ونوه إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي بايدن تتركز على لقاء قادة "إسرائيل"، معتبرًا لقاء بايدن مع الرئيس محمود عباس "ذر الرماد في العيون" و"لقاء شكلي ضمن البروتوكول الدبلوماسي لالتقاط الصور الرسمية، ولن يقدم للقضية الفلسطينية أي جديد".

ويرى أن "من أهداف زيارة بايدن الاستراتيجية، تثبيت دعائم التطبيع العربي مع إسرائيل"، لافتًا إلى أن "إسرائيل تنظر إلى المملكة العربية السعودية على أنها المحطة القادمة للتطبيع".

ودعا عز الدين الشعب الفلسطيني إلى التعبير عن رفضه لزيارة الرئيس بايدن للأراضي الفلسطينية، لإيصال رسالة الرفض للظلم الأمريكي بحق القضية الفلسطينية، مؤكدا أن "هذه الزيارة تحتاج إلى وقفة جدية وحقيقية، للتأكيد على الرفض الشعبي القاطع لوجود الرئيس الأمريكي على أرض فلسطين".

تخدم مصالح إسرائيل في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية

واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للشرق الأوسط تخدم مصالح إسرائيل في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية.

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم في تصريح للأناضول: “زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لن تخدم إلا المصالح الإسرائيلية في المنطقة (الشرق الأوسط) على حساب قضيتنا الفلسطينية”.

وأضاف قاسم: “زيارة بايدن تهدف إلى حماية المشروع الصهيوني عبر تعزيز الانقسامات في المنطقة وتشكيل اصطفافات جديدة تستهدف القوى الحية في الأمة”.

وأردف: “مصالح الاحتلال (إسرائيل) كانت الهدف الأساسي لكل الزيارات السابقة لرؤساء الولايات المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط”.

ولفت إلى أن “تشكيل أحلاف عسكرية تكون إسرائيل جزءًا منها، وتوسيع التطبيع العربي الإسرائيلي مع زيارة الرئيس الأمريكي يشكل خطرا استراتيجيًا على القضية الفلسطينية والمصالح القومية لمنطقة الشرق الأوسط”.

القضية الفلسطينية لم تكن اساسا على رأس الأولويات الأمريكية

يقول سري القدوة، على موقع أمد: لن ولم تحمل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أي تطورات جديدة على صعيد القضية الفلسطينية التي تعاني على مدار أعوام من التهميش برغم من ان هذه الزيارة تعد الاولى من نوعها إلى منطقة الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة في يناير العام 2021 ومن الواضح إن القضية الفلسطينية لم تكن اساسا على رأس الأولويات الأمريكية وأن زيارة بايدن إلى بيت لحم كانت شكلية ودبلوماسية وللتصوير والإعلام فقط كونه لا يستطيع أن يأتي لدولة الاحتلال دون أن يرى ويزور الاراضي الفلسطينية من باب رفع العتب اولا ومن باب استغلال زيارته لدعم السياسة الامريكية والعلاقات الاسرائيلية العربية.

القضايا الفلسطينية الأساسية لم تكن على أولويات الإدارة الأمريكية وبالتالي لم تأتي تلك الزيارة بجديد ولم يتم تنفيذ أي من الوعود التي اتخذها بايدن، وبات هنا من الضروري ان تعمل ادارة بايدن على تحديد موقف وموعد جدي ومحدد لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والضغط لوقف الاستيطان حتى تثبت حسن نواياها تجاه الشعب الفلسطيني، وكان الرئيس بايدن أكد في مواقف سابقة التزام بلاده بحل الدولتين، وأهمية إعطاء أمل للشعب الفلسطيني في تحقيق السلام، وأبدى معارضة إدارته لأية إجراءات أحادية الجانب مثل الاستيطان، وإجلاء الفلسطينيين من بيوتهم في القدس الشرقية، وضرورة الحفاظ على الوضع القائم في الأقصى.

الشعب الفلسطيني ما زال يشعر بخيبة أمل كبيرة جراء مرور الوقت دون وفاء الإدارة الأمريكية بأي التزامات وعدت بها سواء خلال حملتها الانتخابية أو في اللقاءات والاتصالات الثنائية مع المسؤولين الفلسطينيين والقادة والرؤساء العرب ومن الواضح إن إدارة الرئيس بايدن غير جاهزة لتقديم أي خطوات نحو إعادة عملية السلام، وبالتالي أقصى ما تستطيع فعله هو تقديم بعض المساعدات المالية أو الطلب من دولة الاحتلال تقديم بعض التسهيلات الانسانية وخاصة في قطاع غزة.

وبات من الواضح بان مفتاح قياس نجاح الادارة الامريكية برئاسة الرئيس بايدن يتمثل في مدى التقدم نحو عملية سياسية جادة وحقيقية تؤمن الحقوق الفلسطينية وتساهم في إنهاء الاحتلال القائم ووقف الاستيطان وليس تقديم بعض التسهيلات الانسانية والاقتصادية المحدودة ويجب على الادارة الامريكية العمل على ضمان اعادة المسار السياسي الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ولجم الاستيطان وتنفيذ الوعود الدولية في هذا الاتجاه.

لا يمكن استمرار المفاوضات السلمية والتقدم نحو ايجاد افق حقيقي يقود إلى لنجاح الجهود الدولية وتحقيق السلام في ظل تواصل اعمال الاستيطان كون ان المستوطنات الإسرائيلية القائمة هي بمثابة جرائم حرب بموجب القانون الدولي، ولا يمكن استمرار الصمت على هذه السياسات الخطيرة وممارسة الظلم بحق ابناء الشعب الفلسطيني الذين تم تجريده من اراضيه وحقوقه والاستيلاء على موارده الطبيعية والاقتصادية وحقوقه في العيش بكرامة على ارضه وفرض واقع لا يطاق بفعل الاحتلال القائم.

المطلوب من الإدارة الأمريكية طرح حل الدولتين بشكل قوي واتخاذ إجراءات على الأرض تدعم هذا الخيار والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس وأن اتخاذ لإدارة الأمريكية هذه الخطوات من شأنها ان تعطي مؤشرات قوية بأنها مختلفة عن سابقتها وتبرهن مصداقيتها وحياديتها كوسيط ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

القضية الفلسطينية ليست ضمن أهداف زيارة بايدن

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال للكاتبة الإسرائيلية نوعا لنداو، أنه : "في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل على الأرض توسيع المستوطنات وإقامة وشرعنة بؤر استيطانية، وضم فعلي لكل القدس وغيرها؛ فإن الرسالة المستخذية لبايدن بخصوص حل الدولتين، وغياب السلام في خطاب لابيد، هي ليست فقط وصف للواقع، بل أيضا خلق واقع لم يعد أي أحد يريد فيه السلام". 

وتحدث موقع "ميدل ايست مونيتور" البريطاني عن هدفين رئيسيين لزيارة بايدن إلى المنطقة، الأول هو الحد من التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا.

أما الهدف الثاني فهو كبح التهديد الإيراني بتشكيل تحالف يضم إسرائيل والدول العربية، وفق ما قال الموقع البريطاني.

وأردف الموقع البريطاني أن القضية الفلسطينية ليست ضمن أهداف زيارة بايدن وأنه "لا مصلحة للولايات المتحدة الآن باتخاذ أي موقف في ظل انشغالها بمواجهة روسيا والصين".

وبيّن الموقع البريطاني، أن زيارة إسرائيل ستركز أيضًا على "الاندماج المتزايد للدولة اليهودية في المنطقة من خلال اتفاقيات أبراهام للتطبيع، لتعزيز العلاقات الإسرائيلية العربية".