رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار خطة الدولة لاستثمار أصول المؤسسات الصحفية القومية

أسرار خطة الدولة
أسرار خطة الدولة لاستثمار أصول المؤسسات الصحفية القومية

خلال الأيام الأخيرة، أعاد قرار الهيئة الوطنية للصحافة بدمج مجلتي الكواكب وطبيبك الخاص في مجلة حواء، التي تصدر عن مؤسسة دار الهلال، مع إنشاء موقع إلكتروني خاص لكل إصدار، خطة الحكومة الهادفة إلى التخلص من الأعباء المالية والمديونية الضخمة التي تُعاني منها كل المؤسسات الصحفية.

وبحسب الأرقام المتاحة، تتراوح مديونيات المؤسسات الصحفية بين 19 و20 مليار جنيه وفقًا لما أعلنه رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. وتتوزع تلك المديونية على النحو التالي: «7 مليارات جنيه ضرائب بالفوائد، و3 مليارات جنيه مديونية لصالح هيئة التأمينات الاجتماعية، رغم أن أصل الدين كان 1.9 مليار جنيه فقط، إضافة لمديونية لصالح شركات الكهرباء والبترول، إذ كان يصل استهلاك المؤسسات الصحفية للوقود شهريًا أكثر من مليون جنيه، وفقًا للأرقام الصادرة عن بعض المواقع الإلكترونية».

وتعود معظم تلك المديونية إلى أكثر من 40 عامًا، حيث بدأت مع عام 1980، حسب ما أعلنه عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، مضيفًا أنه يعمل في المؤسسات الصحفية نحو 20 ألف عامل، منهم 4 آلاف صحفي، و9 آلاف إداري، و7 آلاف عامل، أي أن هناك 2.5 موظف إداري لكل صحفي، ونحو 1.6 عامل لكل صحفي. 

فيما يصل حجم المصروفات السنوية للمؤسسات الصحفية حوالي 3.4 مليار جنيه، منها 2.15 مليار جنيه رواتب تتحمل خزانة الدولة منها نحو 660 مليون جنيه بنسبة 31% أو بنسبة 21% من إجمالي نفقات تلك المؤسسات الصحفية، وفقًا لما أعلنه عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة الشروق. 

وبحسب الأرقام الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن إجمالي توزيع الصحف المصرية الورقية تراجع من 3.5 مليون نسخة عام 2000 إلى نحو 350 ألف نسخة عام 2018. 

استثمار أصول المؤسسات الصحفية

هذا الأمر يعيدنا إلى الخطة التي وضعتها الهيئة الوطنية للصحافة في يناير 2020، والتي تدور حول تطوير وتحديث المؤسسات الصحفية بالتعاون مع وزارة التخطيط وقطاع الأعمال ووزارتي المالية والتضامن الاجتماعي، وأبرز ما جاء بتلك الدراسة كان خطة لاستثمار أصول المؤسسات الصحفية القومية. 

وكشف كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الدراسة وضعت مجموعة من التوصيات تتمثل في البدء الفوري في عملية استثمار لأصول المؤسسات الصحفية القومية، وذلك لتحقيق فائض يسمح لها بتحمل أعبائها ويوازن بين الإيرادات والنفقات.

كما تضمنت الدراسة أيضًا، إعداد تقرير حول الأنشطة الخاسرة في المؤسسات بما في ذلك الإصدارات ومقترحات مجالس الإدارة لعلاج تلك الخسائر، وفقا لجدول زمني مدته 6 أشهر يتم بعدها اتخاذ القرار بشأنها.

ودراسة ملف الديون والاقتراحات الخاصة بجدولتها، بما يُمكّن المؤسسات من الوفاء باحتياجاتها، وتحديد الأصول التي يتم التنازل عنها كجزء من سداد الديون، والاتفاق على جدولة الديون المتبقية، إضافة لإنشاء شركات متخصصة أو قابضة في التوزيع والطباعة والإعلان، تمارس أنشطة مستقلة عن المؤسسات، وتخفف الأعباء عنها. 

وأكدت التوصيات أهمية البدء في تنفيذ خطة الإصلاح فور إعادة تشكيل الجمعيات العمومية ومجالس الإدارة والتحرير فهي المخولة بإصدار القرارات، بحيث يتسلم كل منهم الخطة المتفق عليها، ويقدم تقريرا ببدء تنفيذها.

لا لبيع المؤسسات الصحفية 

إلى ذلك، قال المهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إن هدف المؤسسات الصحفية القومية، التثقيف والتنوير، ولا تقاس بتحقيق المكاسب والخسائر المادية، وأن المؤسسات الصحفية القومية غنية بقوتها البشرية وأصولها الكبيرة، وسيتم استثمارها، ولا مساس بالصحف أو حقوق العاملين بها، لأنها خط أحمر، وأن الهيئة وضعت لائحة إدارية موحدة لجميع المؤسسات الصحفية، للحفاظ على حقوق العاملين بها.

وأضاف، أن المؤسسات الصحفية القومية تمتلك 55 إصدارًا صحفيًا، ولن يتم إلغاء أي إصدار صحفي موجود بالمؤسسات الصحفية القومية، مشددا على أن  المؤسسات الصحفية القومية ليست للبيع، وستظل قائمة، فهي القوة الناعمة للدولة المصرية، وأن الصحافة القومية لها دور كبير في إنجاح الحوار الوطني. 

وذكر «الشوربجى»، أن المؤسسات الصحفية القومية لا تحصل علي أي قروض من البنوك، وليس لديها ديون تجارية للبنوك، وأن الحكومة تدعم مرتبات العاملين بالمؤسسات القومية بنحو 33% فقط، والباقي من موارد المؤسسات، وأن 75% من مصروفات المؤسسات القومية من مواردها المالية، والحكومة تتحمل 25% فقط، كما أن كل المؤسسات الصحفية القومية أصبح لديها بوابات إلكترونية تماشيا مع التطور التكنولوجي، وأن النقل والإعارة بين المؤسسات الصحفية القومية مسموح به في حالة موافقة الطرفين. 

وأكد أن الهيئة الوطنية للصحافة استطاعت حل مشكلات أصول المؤسسات الصحفية القومية مع الحكومة، وحصلت على موافقة لمصلحة مؤسسة الأهرام بإنشاء ثلاث كليات جدد بجامعة الأهرام الكندية، وتمت الموافقة على إنشاء ناد رياضي لمؤسسة الأهرام الصحفية بعد إعادة تخصيص الأرض لذلك وحل المشكلة مع الحكومة، وأن أول مشروع استثماري هو نادي الأهرام، وقريبا سنعلن عن العديد من المشروعات الاستثمارية للمؤسسات القومية الأخرى، كما أن مؤسسة أخبار اليوم ستقوم بإنشاء جامعة خاصة لها بتمويل ذاتي بعد حل مشكلة الأرض مع الحكومة. 

وأضاف أن توزيع الصحف المسائية كان غير مرض، ومحدودا، لذلك قررنا إيقاف الطباعة وتحويلها إلى مواقع إلكترونية، ولسنا ضد تعيين صحفيين جدد؛ ولكن المؤسسات الصحفية القومية بها 4000 صحفي حاليًا، مؤكدًا أنه لا زيادة في أسعار الصحف برغم زيادة أسعار الورق عالميًا، موضحا أن التكلفة الحقيقة لطباعة الجريدة 12 جنيها، وتباع بثلاثة جنيهات فقط؛ لكي تصل الرسالة الصحفية لأكثر عدد من المواطنين.