رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

علي الهواري يكتب: فتنة حسام موافي التي استفزت العلمانيين

علي الهواري يكتب:
علي الهواري يكتب: فتنة حسام موافي التي استفزت العلمانيين

تصريحات الدكتور حسام موافي أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، التي قال فيها، أن الشخص المؤمن والقريب من ربه لا يُصاب بالأمراض النفسية، وأن المريض المصري لا يقبل مصارحته بإصابته بالمرض النفسي، ويظن أنه مصاب بالجنون أو أن ذلك نتج عن حالته الاجتماعية، ولكن في الحقيقة أن هذا الأمر ليس له علاقة بالحالة الاجتماعية، قائلا: «الشخص المؤمن والقريب من ربه لا يُصاب بالأمراض النفسية».

ثم كشف «موافي»، حقيقة ما يتم تداوله نقلا عنه، أنه أنكر وجود الطب النفسي، قائلا: «هل يعقل أن أستاذ في كلية طب عمره 76 عاما ميعرفش تخصص اسمه الطب النفسي».

وتابع موافي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة صدى البلد، «محدش بيكتب أدوية أمراض نفسية في مصر أكتر مني»، مضيفا «أنا حزنت من الفيديو الذي انتشر، ولكني متعود على هذه الهجمات»، معلقا «لما تجيب سيرة الدين الارتكاريا تحصل».

وحول ما قاله موافي إن المرض النفسي لا يصيب مؤمنا، أوضح أن المتدين لا يقلق ومن ثم لا يصاب بالاكتئاب، مؤكدًا أن الشخص المؤمن «المسلم والمسيحي»، أقل عرضة للإصابة بالمرض النفسي، لافتا إلى أن هذه ملاحظة وجدها في عيادته الخاصة.

وأشار أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، إلى أنه يحول بضع حالات يوميًا لزملائه من أخصائي الطب النفسي، مختتما «في ناس عندهم لو اتكلمت عن الحجاب ميصحش، لكن لو تحدثت عن الشذوذ الجنسي حرية»، مضيفًا أن من رد على المشككين في كلامه حول الطب النفسي «يكفيهم»، مؤكدًا أن نحو مليون شخص ردوا عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه التصريحات فتحت أبواب جهنم على الدكتور حسام موافي، لا سيما من جانب التيار العلماني الذي يرفض الخلط بين الدين والعلم، كما يرفض الخلط بين الدين والسياسة، ويطالب بفصل الدين عن الدولة وإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على «الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع».

المتدين البوذي والمسيحي والمسلم والهندوسي يمرضون نفسيًّا

علَّق الدكتور خالد منتصر، الكاتب والمفكر والطبيب، على تصريحات الدكتور حسام موافي قائلًا: "للأسف ومع كامل احترامي لشخص القائل، هذا كلام غير علمي ولا يصح أن يصدر عن طبيب شهير وأستاذ جامعة كبير، الصلاة 24 ساعة في اليوم والعمرة خمس مرات في الشهر، لن تُعالج أو تقِ أو تمنع حدوث مرض الاكتئاب أو الذهان أو العصاب أو الشيزوفرينيا أو الوسواس القهري أو الباي بولار ولن تمنع حتى الانتحار".

وأضاف "منتصر" في منشور له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "بمناسبة الانتحار بماذا سترد على المكتوب في البخاري وأنا أعرف مدى إيمانك وتمسكك به، أن النبي نفسه عليه الصلاة والسلام عند تعرضه للضغوط النفسية نتيجة انقطاع الوحي حاول الانتحار.. هل هناك من هو أكثر إيمانًا من النبي؟".

وتابع: "نفس كلامك أستاذي قالوه للسيدة المنقبة التي انتحرت تحت عجلات الجرار بعد أن قتلت أبناءها الثلاثة، قالوا لها صلي أنتِ ست مؤمنة وخدي الرقية الشرعية دي عشان الزعل اللي أنت فيه.. وللأسف لم يكن "زعل" ولا شوية ضيق، وإنَّما اكتئاب ما بعد الحمل والولادة postpartum depression، لم تعالجه واستسلمت لنفس الجملة التي ترددها حضرتك، وهي أن الاكتئاب لا يصيب المؤمن.

واستطرد: المرض النفسي خلل كيميائي وليس خلل إيماني.. المتدين البوذي والمسيحي والمسلم والهندوسي يمرضون نفسيًّا، حتى الأنبياء أنفسهم يمرون بأزمات نفسية.. نعم الإيمان يمنحك طمأنينة والرقص يمنحك سعادة والرياضة تمنحك طاقة، لكن لا الإيمان ولا الرقص ولا الرياضة ولا الخمر ولا المخدرات ستعالج مريض الشيزوفرينيا مثلما ستعالجه وتضبطه جلسات تنظيم إيقاع المخ.. برجاء احترام العلم وعدم مغازلة المزاج السلفي المصري الذي علينا تغييره لو كنا بالفعل نريد نهضة هذا الوطن، بلاش نضحي بالعلم على مذبح الدروشة، أتذكر دائمًا مقولة أرسطو "أحب أفلاطون لكني أحب الحقيقة أكثر".

هل حاول الرسول الانتحار كما قال الدكتور خالد منتصر؟

على مر العصور فند الكثير من العلماء شبهة «محاولة الرسول الانتحار»، وهي الرواية التي جاء ذكرها في صحيح البخاري، حيث قال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن مثل هذه القضايا لا ينبغى الحديث فيها، ومن المعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحاول الانتحار، والبعض يقوم بتأويل وفهم غير صحيح للأحاديث النبوية، وقراءة نصية بعيدا عن الفهم.

وتابع عضو مجمع البحوث الإسلامية: "فهم الأحاديث النبوية نعمة من الله عز وجل، وينبغى أن يستخدمها الجميع فى تفسير الأحاديث والقرآن وليس الأخذ بالنص فقط، فظاهرة الأخذ بالنصوص وتفسيرها يضر بالإسلام".

وفى ذات السياق قال الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق إن الحديث أو الرد على تساؤلات من قبيل هل حاول النبى صلى الله عليه وسلم الانتحار، لا ينبغى الحديث فيها إلى عوام الناس، لأن هذا أمر لا يليق بمكانة النبى صلى الله عليه وسلم.

وأضاف رئيس لجنة الفتوى الأسبق، الله سبحانه وتعالى هو من تولى الرسول بالحفظ والعناية منذ كان ماء فى صلب أبيه، وقال تعالى "إنك لعلى خلق عظيم" وبالتالى لا يجوز الحديث فى مثل هذه الأمور والرد على أقاويل من طبيعة هل حاول النبى الانتحار من عدمه، فهذه الأمور لا ينبغى أن تثار بهذا الشكل.

خلط الدين بالعلم ليس في صالح الدين

وقال الإعلامي محمد الباز، إن قيام الدكتور حسام موافي أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، بخلط العلم بالدين، ليس في صالح الدين، لأن العلم متغير والدين ثابت، ولا يجوز الربط بين متغير وثابت.

وأضاف، خلال برنامجه "آخر النهار" المُذاع على قناة "النهار"، أن الدكتور حسام موافي صرح بأن "القريب من ربنا بعيد عن الأمراض النفسية"، موضحًا أن هذا الربط غير جائز، لأن هناك من يصلي ويصوم ويقرأ القرآن وفي نفس الوقت يعاني من المرض النفسي.

وتابع: "نحن أمام فكرة دروشة العلم"، موضحًا أن الأمراض النفسية ليست مرتبطة بالإيمان والقرب من الله، لان المرض النفسي مثل المرض العضوي.

وأردف: "اللي بيقوله الدكتور حسام موافي ده بيعمل مشكلة كبيرة جدا، شاب يسمع الكلام ده، وهو شاب متدين ويعرف ربنا ويصلي ويصوم، وفجأة يصاب بمرض نفسي هيعمل ايه؟ هيلحد، وربنا قال خد بالأسباب لما يكون في مرض في علاج وفي دكتور متخصص بتلجأ له".

ولفت إلى أن الجماعات المتطرفة كرّهِت الناس في الدين، منوها أن ما يقوم به الدكتور حسام موافي من خلال تصريحاته يجعل الآخرون يسخرون من الدين، والدين هو من يدفع الثمن في النهاية.

وقال الباز، إن الدكتور حسام موافي رجل عالم ويجب أن يلتزم بخط علمه، ولا يجب أن يضع طبقة الدروشة على العلم لأنه بذلك لن يفيد الدين أو العلم.

واعتبر الباز، ما قاله الدكتور موافي بمثابة تخلف فكري، مشيرًا إلى أن الأخير حين وجد هذا الكم من الهجوم عليه في السوشيال ميديا تراجع خطوة للوراء، وقال: "أنا قولت أن المتدين أقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية لأن المتدين لديه قناعة ورضا بما قسمه الله".

وأكد الباز: "العلم علم والدين دين، مؤكدًا أننا لن نستفاد إطلاقًا من دروشة العلم، كما تطرق إلى كلمة للدكتور أحمد كريمة عندما قال إن بعض المستشفيات في الغرب تعالج مرضاها بسماع القرآن، قائلًا «جرى إيه ياجماعة مش كدة أنتوا بتضحكوا على مين وبتروجوا لهذه الخرافات لمين».

وأضاف: "بقول لدراويش موافي.. جرا إيه يا جماعة هو محدش عارف يقول كلمتين في البلد.. وأي حد يقول رأي مخالف وبينتقد تهاجموه كده وتحولوا موافي لبقرة مقدسة لا مساس بها".

ووجه رسالة للدكتور حسام موافي قائلًا: «يادكتور حسام إلزم بيتك وهو عيادتك ومعملك لأنه أجدى وأنفع للجميع».

واختتم، موجها رسالة للدكتور حسام موافي: "استقيموا يرحمكم الله، كل واحد يبقى في تخصصه وبلاش نعمل مزايدة على الدين عشان الدين هو اللي بيخسر".

هناك الكثير من الناس تذهب للمساجد أو الكنائس وتصاب بأمراض نفسية

وحذَّر الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، والطبيب النفسي، من التأثير السلبي للتصريحات التي أدلى بها الدكتور حسام موافي، على زيادة معاناة المرضى النفسيين خلال الفترة المقبلة.

وقال حسين في تصريحات لمصراوي: "الكلام الذي يقوله الدكتور حسام غير صحيح ولم نتعلمه في الطب النفسي ولم نراه، وهناك الكثير من الناس تذهب للمساجد أو الكنائس وتصاب بأمراض نفسية".

وأوضح أن تأثير تلك التصريحات قد يضر بالكثير من المرضى النفسيين، ويروج لـ "فكرة الجدل والشعوذة"، مضيفًا: "المريض النفسي لما يقرأ أن أستاذ كبير مثل الدكتور حسام موافي بيقول إن المرض النفسي ميصبش المؤمنين، وبالتالي يعتقد أنه بعيد عن الله، وحتى الملتزمين دينيا ينظرون إلى مرضهم باعتباره وهما، ومن ثم فهذا يؤدي لزيادة أعراض المرض، وكذلك الوصمة من المرض النفسي".

وشدد "حسين" على أن المرض النفسي "مرض عضوي" مثل السكر والضغط أو أي مرض آخر، ويجب أن يخضع المريض لمتخصص وفق برنامج علاجي.

بدورها، انتقدت الدكتورة إيمان سلامة، عضو مجلس نقابة الأطباء، تصريحات الدكتور حسام موافي، قائلة: "مؤسف حقيقي ما ورد في فيديو حلقة دكتور حسام موافي، كلام مؤذي للمرضى النفسيين اللي هيتوصموا إنهم بٌعاد عن ربنا ويتم مطالبتهم يزوروا شيوخ ويقروا قرآن ويطلعوا عمره عشان يتعالجوا من اضطرابات شخصية أو اكتئاب".

وأضافت عبر حسابها على فيسبوك اليوم الأحد: "افتراض وجود علاقة عكسية بين الدين وأي مرض دا مُهلك للمجتمع.. الأمراض مش عقاب من ربنا للعصاة وعلاجها مرتبط بطلب التداوي والعلاج من الأطباء".

المرض النفسي ليس له علاقة بالكفر أو الإيمان

وقال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن المرض النفسي مرض عضوي جيني يكون في «مخ» الإنسان، إذ إن الجينات تنشط في المرحلة العمرية بين الـ15 عامًا حتى الـ25 عامًا، وعندما يتعرض الإنسان للضغوط الحياتية والعاطفية والمادية، ينشط المرض الجيني ويظهر على شكل مرض نفسي، مؤكدا أنه لا يُصاب به أي شخص سوى الذي لديه الاستعداد للإصابة به، بعيدا عن الكفر والإيمان.

وأضاف، أن المرض النفسي ليس له علاقة بالكفر أو الإيمان، إذ إن الإنسان من جميع الطوائف الدينية المختلفة معرض للإصابة بالمرض النفسي طبقًا للاستعداد الجيني لديه.

واستطرد قائلًا: «عندما أخبر مريض الوسواس القهري أنه ضعيف الإيمان، وسبب مرضه الأساسي هو الخوف الشديد من الله سبحانه وتعالى بالطبع سيلجأ للانتحار».

وأوضح، أن الشخص كلما تقرب من ربه وازداد إيمانه بقضاء الله وقدره، ارتفعت قدرته على الاستجابة للعلاج، ولكن يجب عليه الأخذ بالأسباب في ذات الوقت.

وعلق الدكتور جمال شعبان، استشاري أمراض القلب، وعميد معهد القلب السابق، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، أن المرض النفسي شأنه شأن المرض العضوي لا يفرق بين المؤمن وغير المؤمن، والمرض النفسي غالبا خلل كيميائي، ودور الإيمان قد يكمن في المساعدة على التكيف والاستشفاء.

الجندي: هكذا تعامل النبي مع المرضى النفسيين 

وكان الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قد قال في تصريحات سابقة،  إنه كان يوجد مرضى نفسيون أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الرسول يتعامل معهم بالتماس العذر ورفع الأحكام عنهم والترفق بهم.

وأضاف الشيخ خالد الجندي، خلال تقديم برنامجه "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر فضائية" دي إم سي"، أن الدليل على ذلك أنه عندما كان يأتي للنبي رجل أصاب حد من الحدود، يرد عليه:"أبك جنة أبك خبل أبك جنون"، مؤكدًا أن الخبل والجنون ترفع الحكم.

وأشار إلى أن المرض النفسي موجود لدى كل البشر، لافتًا إلى أن الأعراض النفسية تصيب الأنبياء كذلك، والدليل أن الله سبحانه وتعالى عندما قال في كتابه الكريم لسيدنا زكريا: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ"، وسيدنا أيوب عندما قال الله عنه في القرآن الكريم "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ".

وتابع: أن أشار إلى النبي الكريم في القرآن قائلا: "فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ"، لافتًا إلى أن الحسرة تقتل النفس نتيجة لعرض نفسي وهناك مرض نفسي وحال نفسية، قائلا ن الحالات النفسية تأتي للانبياء من خلال غم وهم وحسرة.

ولفت إلى أن سيدنا يعقوب عليه السلام، أشهر نبي تعرض لحالة نفسية تسببت في العمي كقول الله تعالى "وأبيضت عيناه من الحزن"، موضحًا أن شدة الحالة والغم وصلت لدرجة العمى.

وأوضح أن الله تعالى أشار إلى الأذكار والتحلي بالإيمان والقرآن، لمواجهة ذلك بالصبر والجلد على تحمل الحالة النفسية السيئة، مشيرًا إلى أن ذلك هو الفرق بين المؤمن والشخص العادي، في الصبر على الابتلاء.

وتابع عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الإنسان عرضة للإصابة بالمرض النفسي حتى بالإيمان والقرآن، ولكن وظيفة الإيمان والقرآن أن تعطيه الجلد والصبر على تحمل المرض النفسي.

قبل أن يتراجع ويقول،: "والله ما قلت هذا، لكن أنا قلت إن الأعراض النفسية تسببت في فقد بصر سيدنا يعقوب.

وتابع الجندي: "تعرضت لهجوم، وناس شتموني كتير، بسبب غيرتهم على الأنبياء، ومعهم كل الحق، لكن عايز أقول إن المرض النفسي لا يتناسب مع الأنبياء، لأنهم ينزل عليهم الوحي، هم يصابون بحالة نفسية فقط، وكنت أقصد بحديثي تعرضهم لأعراض وحالات نفسية، ومفيش نبي عنده عيب خلقي

العلاقة بين المرض النفسي وضعف الإيمان.. علماء دين يؤكدون كلام الدكتور حسام موافي 

في المقابل أكد الكثير من علماء الدين الثقات قديما وحديثا على أن هناك علاقة وثيقة بين الدين والأمراض النفسية، مؤكدين ما ذهب إليه الدكتور حسام موافي.

يقول الدكتور محمود حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر وزير الأوقاف المصري الأسبق: إن الإنسان لا يصاب بالمرض النفسي إلا بسبب سيطرة بعض الأفكار السلبية على رأسه وتؤدي إلى تأثر أعصابه سلبًا بها وإلى تغير نظرته للحياة إلى نظرة مغرقة في التشاؤم ولا يرى أي بصيص ضوء في مستقبله، وبالتالي يضطرب سلوكه ويصبح قلقًا على الدوام وسرعان ما تسيطر عليه الهواجس التي تنعكس في صورة إحساس دائم بالتوتر والقلق وغيرها من الأمراض النفسية، ولهذا فإن أهم أسباب علاج المرض النفسي في بداياته هو تصحيح العقيدة وتزكية النفس الإنسانية تحقيقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا وإنّ في الجَسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسَدتْ فسد الجَسد كلُّه، ألا وهي القلب»، فالقلب إذن هو مستقر العقائد ومبعث الوجدان والدين بعقائده وعباداته وأخلاقه علاج لكل الأمراض العقلية والنفسية، بل والأمراض الجسدية، فهو يُزيل الشك ويثبِّت اليقين، والتفقه فيه وممارسة مبادئه بصدق يمنع العقد النفسية، ويشفيها ويعالجها كما قال تعالى: (يا أيُّهَا النّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وشِفاءٌ لِمَا فِي الصُّدورِ...)، «يونس: 57»، وبالتالي، فإن العِبادات وقراءة القرآن وذكر الله والدعاء من أنفع أنواع العلاج للأمراض النفسيّة إن لم تكن أنفعها على الإطلاق، فهي دواء الله العليم بأحوال النفوس والرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أصابه حزن أو أمر هب إلى الصلاة وهو القائل: «وجُعلت قرّة عَيني في الصلاة»، كذلك قال مخاطبًا بها بلال: «أرحنا بها يا بلال». يضيف د. زقزوق: الواجب على المسلم الرضا والصبر، ففي ذلك راحة نفسيّة وانتظار للفرج وتكفير للسيئات أو رفع للدرجات: (يا أيُّها الذِينَ آمَنوا استَعِينُوا بالصَّبْرِ والصّلاةِ إنّ اللهَ مَعَ الصّابِرينَ)، «سورة البقرة: الآية 153»، (وبشر الصّابِرِينَ الذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصيبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وإنّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِن رَبِّهِمْ ورَحْمةٌ وأُولئِكَ هُمُ المُهْتدونَ)، «سورة البقرة: الآيتين 155 - 157»، كذلك، فإن العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج تربي شخصية الإنسان وتزكي نفسه، وتجعله يتحلى بالصفات التي تعينه على تحمل أعباء الحياة، ونجد في بعض الآيات القرآنية ارتباط الصبر مع الصلاة، فالصبر على تقلبات الحياة يساعد في تكوين الشخصية السوية التي تتمتع بالصحة النفسية، وكذلك الصوم والحج يعلّمان الإنسان الصبر وتحمل المشاق، ومجاهدة النفس والتحكم في أهوائها، ويزيدان من قوة الإرادة وصلابة العزيمة، والزكاة تنمي حب الناس والإحسان إليهم والتعاون معهم. حل الأزمات ويؤكد الدكتور محمد كمال إمام عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر وأستاذ الشريعة بجامعة الإسكندري أن الإسلام حل كل الأزمات التي من الممكن أن يتعرض لها الإنسان مهما كانت نوعية تلك الأزمات اقتصادية، أو اجتماعية، أو سياسية، أو حتى نفسية، وذلك ضمن منظومة إسلامية هدفها تحقيق راحة وسعادة الإنسان، ويقول:« وضع الإسلام منظومة قيم وتعاليم لو نفذها الإنسان لحصن نفسه في مواجهة الاضطرابات النفسية وحمى نفسه من الوصول إلى حافة المرض النفسي، فالإسلام وبشهادة المنصفين من مفكري الغرب قدم قيمًا تحافظ على التوازن النفسي للإنسان، فيكفي أن يتوكل على الله تعالى في شتى أموره الحياتية وسوف يجد الراحة النفسية من رأسه إلى أخمص قدميه، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الطلاق الآيتين الثانية والثالثة: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ...)، وهكذا فالإيمان بالله تعالى والعمل على استلهام الهدوء النفسي من تقواه والعمل على إتقان العمل وعدم ارتكاب المعاصي مع التحلي بالصبر والتواصي بالخلق الحميد والرضا بقضاء الله خيره وشره يورث الإنسان بشاشة الروح وحلاوة النفس. ويضيف د. إمام: لا بد أن يواجه الإنسان المصائب التي قد تعترض سبيله بمزيد من الإيمان والصبر، فلا ريب في أن تأثير الإيمان في صفاء النفس وبعث الطمأنينة في القلب أعظم من تأثير العلم وقوته ففي الظروف الحرجة، حيث يصل القلق إلى القمة وتهبّ الأعاصير في نفس الفرد يعجز العلم عن تهدئة ذلك بينما يتدخل الإيمان بقوته الجبارة، فيهدئ الأوضاع ويبعث الاستقرار والطمأنينة، وهذه سمة فريدة يمتاز بها الإسلام عن كل الأديان والمعتقدات، فالدين الإسلامي يزرع في المسلم منذ نعومة أظافره حقيقة بديهية، وهي أن الإيمان بالله لا بد أن يكون راسخًا في ضميره.

وقال الشيخ هاشم إسلام أحد علماء الأزهر الشريف، إن ذكر الله هو طريق للراحة النفسية، وإن الأصل هو قلة تعرض العبد المتقرب من الله بالأمراض النفسية، ولكن لا يقاس الاستثناء على ذلك، مستندًا بقوله تعالى في سورة الأعراف: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَٰتٍۢ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ»، وكذلك قوله تعالى: «فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا».

وأشار في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إلى أن السكينة والرحمة والطمأنينة تحدث بفضل اتصال الإنسان بالله، ولكن هذا لا يعني إهمال الأخذ بالأسباب واللجوء إلى الطب في هذه الحالات، مؤكدًا في نهاية حديثه على أن الصحة والسلامة النفسية تكون أولًا للمؤمنين بالله سبحانه وتعالى.

أحمد كريمة: مستشفى للأمراض النفسية في بريطانيا يستخدم القرآن لعلاج المرضى

قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر، تعليقا على تصريحات الدكتور حسام موافي، إن للقرآن الكريم تأثيرات على المرضى، موضحا: هناك مستشفى للأمراض النفسية والعصبية في بريطانيا يأتون بأشرطة التسجيلات للقرآن الكريم للمرضى، لما يعلمون من أن هناك تأثيرات من كتاب الله تعالى عليهم.

وأوضح كريمة: فعلا المؤمن يكون بمنأى عن الأمراض النفسية والعصبية، مضيفا: والمؤمن من رضي بالله ربا واستسلم لقضاء الله وقدره، مستشهدا بحديث البخاري الذي جاء نصه كالتالي: يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ.

وواصل كريمة: الإيمان بقضاء الله وقدره يجعل الإنسان إذا أنعم الله عليه بشيء شكر وإذا ابتلي صبر أي يعيش بين شكر وصبر، على النقيض تجد الماديين والدنيويين وعباد الشهوات والملذات، دائما في صراعات نفسية، وهل من مزيد هل من مزيد، فلا يشكر على نعمه ولا يصبر على بلاء.

واستطرد: النصوص القرآنية والواقع العملي يؤيد كلامي، فانظروا إلى سحنات وجبين الملتزمين في القرى والأحياء الشعبية وفي الصعيد والبدو سنجد أن السكينة تغمر الوجوه، أما إذا نظرنا لقسمات الماديين وعباد المال والشهوات سنجد الوضع مختلفا.

وأضاف أحمد كريمة: «للتأكيد على كلامي، هناك مستشفى للأمراض النفسية والعصبية في بريطانيا يأتون بأشرطة التسجيلات للقرآن الكريم للمرضى، لما يعلمون من تأثير كتاب الله تعالى عليهم».

واختتم كريمة: «ما قاله العلامة الدكتور حسام موافي صحيح، وهو قامة وقيمة إسلامية، وأنا أعرفه عن قرب».

ويقول علماء الدين، أن النفس المطمئنة التي امتثلت لأوامر الله واجتناب نواهيه لا يؤثر فيها أي اضطراب نفسي مهما كان، لأنها تحيا حياتها على يقين تام بالله، فهي متوافقة مع نفسها والمجتمع الذي تحيا فيه. هذا وإن تزكية النفس ومحاولة علاجها وتوجهها نحو النهج السليم يؤدي إلى تحقيق الراحة النفسية والطمأنينة القلبية، وبالتالي تكون سلوكياتها التي تصدر عنها سليمة صحيحة وليس بها شذوذ أو خلل. ويرحم الله ابن القيم إذ قال:

وعن أسباب الاضطرابات النفسية، يقول العلماء، أن الاضطرابات النفسية تنشأ من أمور عدة، كارتكاب المعاصي وتشويه المفاهيم الدينية وضعف الضمير والقيم والمعايير والضعف الأخلاقي والشعور بالذنب، مؤكدين أن البعد عن الدين وعدم ممارسة العبادات والإذعان للشيطان واتباع الهوى يؤدي إلى الانحراف والشقاء والضيق، ويدخل الإنسان في صراع داخلي بين تأنيب الضمير والشعور بالكدر وحزن والهم. ومع الإصرار على العصيان واتباع الهوى يضعف الضمير ويحدث نوع من عدم التوازن لدى الفرد.قال تعالى:«وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، كما قال تعالى: «قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ».

وفي جريدة «الرياض»، السعودية، كتب الدكتور أنوار عبد الله أبو خالد، مقالا بعنوان «عندما أصيب الإمام الغزالي بالاكتئاب»، قال فيه: هذه النظرية- الاكتئاب-  يشهد لها ما وقع للإمام ابي حامد الغزالي الذي بلغ في العلم والشهرة والغنى شأنا حتى أصبح يلبس عباءة قيمتها خمس مائة دينار وحتى أصبح محظيا ومحبوبا عند الوزير نظام الملك فعينه رئيسا على الجامعة الكبرى في بغداد المدرسة النظامية، وعندما قارب الاربعين أصيب ببوادر الاكتئاب، وأضحى مترددا كثيرا في الانعزال عن الدنيا والابتعاد عن الناس، واستمر الاكتئاب الشديد معه - كما يحدث هو عن نفسه في المنقذ - حتى ما عاد يستسيغ الطعام، وضعفت معدته، وكره الطعام والشراب، وأصابته سوداوية واغتمام، وضعف جسمه، حتى أصبح عاجزا عن النطق بما يريد وصعب عليه الكلام، فقرر ان يقف شامخا في وجه هذا المرض النفسي القاتل، فوزع ماله، وودع زوجته وبنتيه، وهاجر إلى الشام، وحج إلى البيت العتيق، وعندما غير المكان وأسلوب العيش وقرب من المساكين وأسعدهم بماله وكسر رداء الكبر والطبقية والغرور، رد الله اليه سعادته وبدل انكساره وتواضعه إلى رفعة وسمعة وعلم أطبق الآفاق، وفتح عليه بفتوح علمية وفلسفية ادهشت علماء الفقه والفلسفة والقانون حتى هذه العصور.

وحسب بعض الباحثين في التاريخ الإسلامي، فإن الغزالي هو مؤسس علم النفس الإسلامي، وأنه سبق غيره في تأسيس هذا العلم موضوعا ومنهجا، وأن الغزالي قد أدرك كثير من مشكلات وأمراض النفس، ووصفها بطريقة موضوعية، تدل على اعتماده الملاحظة، واستفادته من التجربة، وتمكنه من المنهج. إضافة إلى أن الغزالي تنبه إلى دور العامل الروحي في نجاح العلاج النفسي، دون أن يغفل ما للعوامل النفسية، والجسدية والاجتماعية من تأثير.

الشيخ الشعراوي يقدم 4 وصفات لعلاج الأمراض النفسية

وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- في تسجيلات صوتية، أن هناك 4 أسرار قرآنية قد استنبطها الإمام جعفر الصادق، تزيل ما يعترى النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها وتكدر عليها صفاءها، وهي:

السر الأول وصفة لمن يخاف: ونوه الشعراوي أن الإمام جعفر قال: عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله تعالى “حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” والشاهد فى هذا قوله فيما بعد إنلي سمعت الله عقبها يقول “فانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ”.

واستطرد الشعراوي: لكن انظروا إلى شدة صفاء الإمام جعفر فى استقبال كلام ربه حينما قال" فإني سمعت الله عقبها يقول" كأن الله يتكلم مع أنه كان يسمع من قارئ أو يقرأ هو، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن.

وتابع الشعراوي أن بذلك قد أعطى سيدنا جعفر وصفة للخوف الذى يعترى الإنسان، لأن كل ما يخيفك دون قوة الله، وما دام كل ما يخيفك دون قوة الله فأنت قولت حسبنا الله ونعم الوكيل فى مواجهة ما يخيفنى.

وأوضح الشعراوى أن الخوف هو قلق النفس من شيء تعرف مصدره.

السر الثاني وصفة لمن يشعر بالغم: وأكمل الشعراوى قول الإمام جعفر: وعجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ” وتلك ليست خصوصية له بل "وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ".

ونوه أن الغم كآبة النفس من أمر قد لا تعرف مصدره فهو عملية معقدة نفسية.

السر الثالث وصفة لمن مكر به: وتابع الشعراوى قول الإمام جعفر: وعجبت لمن مكر به -أي كاد الناس له، والإنسان لا يقوى على مواجهة كيد الناس وائتمارهم فيفزع إلى رب الناس- ولم يفزع إلى قول الله تعالى “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ”، فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا”.

السر الرابع وصفة لمن يريد الدنيا وزينتها: واستطرد الشعراوي كلام الإمام جعفر: وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله “مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه”، فإني سمعت الله بعقبها يقول “إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا، فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ”.

وأكد الشعراوي أن هذه وصفات أربعة لما يعترى النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها وتكدر عليها صفاءها.