رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

لهذا السبب الخطير.. الخارجية الأمريكية تحذر رعاياها من دخول منطقة «جليب الشيوخ» في الكويت

النبأ

حذرت وزارة الخارجية الأمريكية رعاياها من دخول منطقة "جليب الشيوخ"، بالعاصمة الكويتية.

وزعمت الوزارة في بيان إن على مواطنيها عدم دخول منطقة جليب الشيوخ بالعاصمة الكويتية نظرا لارتفاع معدلات الجريمة بتلك المنطقة، مبينة أن "وزارة الداخلية الكويتية حددت جليب الشيوخ، على أطراف مطار الكويت الدولي، بأنها منطقة عالية الجريمة".

ومنطقة جليب الشيوخ كما هو معروف يعيش فيها المغتربون من كل الجنسيات، اغلبهم يسكن في غرف صغيرة، الغرفة الواحدة يسكنها حوالى 4 أشخاص، أغلبهم من العاملين في مهنة البناء والمعمار، واصحاب الدخول المنخفضة. 

«جليب الشيوخ».. أوضاع مأساوية مستمرة والحلول مُعلّقة

وكانت صحيفة الأنباء الكويتية قد أجرت تحقيقا تحت عنوان « بالفيديو.. «جليب الشيوخ».. أوضاع مأساوية مستمرة والحلول مُعلّقة!»،  جاء فيه أنه، ضمن جولات «الأنباء» على بعض المناطق خلال فترة الحظر الجزئي المفروضة بسبب جائحة «كورونا»، كانت زيارتنا هذا الأسبوع إلى منطقة جليب الشيوخ والتي تقطنها مجموعة كبيرة من الوافدين بالإضافة إلى نسبة لا يستهان بها من المواطنين، وذلك للاطلاع على ما آلت إليه هذه المنطقة بسبب العزل المناطقي سابقا والحظر الجزئي الحالي وكيف يعيش الناس أيامهم وإذا ما كانت هناك أي صعوبات تواجههم، حيث التقينا عددا من المواطنين والمقيمين الذين عبروا عن آرائهم ومعاناتهم مع نقص الخدمات والازدحام الكبير والاكتظاظ السكاني الذي تشهده المنطقة، وضرورة الحرص على الالتزام بالاشتراطات الصحية والوقائية تجنبا للإصابة بفيروس «كورونا»، كما أشادوا بالإجراءات الحكومية في تقليل أعداد المخالفين خلال المهلة التي قدمتها الدولة لهم خلال فترة الحظر الكلي، وغيرها من الأمور، فإلى التفاصيل:

البداية، كانت مع المواطن علي العجمي الذي يقطن هذه المنطقة منذ 40 عاما وهو من مواليدها، حيث قال: ان جليب الشيوخ منطقة ميتة من قبل العزل وخلال العزل والحظر الحالي، لأن الحكومة تناست ان لها مواطنين يسكنون في هذه المنطقة، وأصبحت المنطقة مهملة وخدماتها تحت الصفر، وقد عزلت كليا لمدة 4 أشهر، علما أن العزل كان خارجيا، اما الوضع في الداخل فكانت تقوده عصابات من بعض الوافدين الذين يتحكمون بجميع الموارد والسلع ونقاط البيع داخل المنطقة، وأصبح المواطن بسببهم غريبا في منطقته وفي وطنه، واصبح وضعنا فوضويا.

وتساءل العجمي: هل تعلم أن الجليب تعد من اقدم المناطق بالكويت وتبعد عن المطار 5 كيلومترات فقط، وعن العاصمة اقل من 15 كيلومترا، واكبر معاناة نعانيها هي الدخول والخروج من وإلى الجليب بسبب تكدس السيارات والعمالة التي يصادف خروجها ودخولها مع وقت خروج المواطنين إلى الدوام أو لقضاء احتياجاتهم، وعند سؤالنا له عن الحل أجاب بأن الحل هو إما بإخراج العزاب وعمالة الشركات المتكدسة في المنطقة وتركها للعائلات فقط وتطوير بنيتها التحتية أو تثمين المنطقة بالكامل وإعادة توزيعها على المواطنين.

كما التقينا المواطن بندر الشمري وهو من مواليد منطقة الجليب منذ اكثر من 40 عاما أيضا، والذي قال: حاليا اسكن خارج منطقة الجليب وذلك بسبب ما عانيناه من خدمات متدنية ومن تكدس العمالة والازدحام المروري، مضيفا: ضمن معاناتنا خلال العزل وهي ان الجليب انقسمت إلى ثلاثة أجزاء وتوزعت بين ثلاث جاليات، حيث ان قطعة 1 كان يسيطر عليها الأفارقة، وقطعه 2 كان يسيطر عليها الآسيويون، وقطعة 3 بعض الجاليات العربية، حيث ان بعض السلع المدعومة من الحكومة مثل الغاز وصل سعر استبدال الاسطوانة في الشهر الأول من العزل إلى 8 دنانير، وبعد تعود الناس على العزل والحظر الحالي عاد الاستقرار بعض الشيء إلى المنطقة من حيث توفير السلع ولكن لا يوجد حل لهذه المنطقة المنسية من الحكومة سوى حل واحد فقط وهو إزالتها من الوجود وإنشاء منطقة نموذجية للمواطنين.

أما المواطن خالد العذاب فقال لـ «الأنباء»: انا من زوار هذه المنطقة بشكل مستمر لوجود اقارب واصدقاء لي في هذه المنطقة، موضحا أن الوضع مع العزل أو الحظر لا يختلف بشيء في الجليب، فهي مرتع للجريمة وكسر القوانين ووجود الأسواق الهامشية على الأرصفة وتجمع العمالة الوافدة المخالفة للاقامة. وأشار العذاب إلى أنه كان باستطاعة الحكومة تنظيف الجليب من العمالة المخالفة أثناء فترة العزل، مؤكدا ان هناك بعض الوافدين من العوائل والعزاب يسكنون الجليب ومخالفين للإقامة منذ اكثر من 20 سنة.

كذلك تحدث إلينا احد سكان الجليب وهو ناجي النجم الذي قال «لا تكلمني عن معاناتنا أثناء العزل الكلي خلال 4 أشهر في منطقة صغيرة، وأكثر من 400 ألف نسمة، وممنوع الخروج منها الا للحالات الطارئة جدا، ونشكر الجهات الخيرية التي ساعدت بكل ما تملك من مستلزمات، ولكن العدد الكبير من السكان أدى إلى عدم الوصول إلى بعض المحتاجين أثناء فترة العزل والحظر، واصبحنا بين المطرقة والسندان، حيث انك لا تستطيع الذهاب إلى مكان عملك خارج الجليب مما أدى إلى تسجيل حالات تغيب عن العمل من قبل أصحاب الشركات وترتب عليه خصومات من الرواتب والسبب هو عدم وجود تصاريح خروج للعمل.

وزاد النجم: من المشاكل التي عانينا منها هو تكدس الإيجارات علينا أثناء فترة العزل، حيث ان أغلب أصحاب العقارات يطالبون بقيمة الإيجار كاملة واغلب العمالة لم تتسلم رواتبها بسبب العزل، إلا قلة قليلة من أصحاب العقارات الذين خفضوا نسبة من الإيجار أو اعفوا المستأجرين من شهر أو شهرين، وكلمتي الأخيرة هي أن تنظيف الجليب يكون بإخراج عمالة الشركات المتكدسة من المنطقة فقط لا غير وستعود الجليب إلى سابق عهدها.

كما أجرت صحيفة القبس تحقيقا تصحفيا حت عنوان « جليب الشيوخ مرتع فوضى.. وجريمة»، مدعوما بالصور والفيدوهات والشهادات.

ووفق الإحصاءات الرسمية، يبلغ عدد سكان جليب الشيوخ 328.319 ألف نسمة، منهم 4 آلاف كويتي و324 ألفاً من الوافدين، غالبيتهم من البنغال والهنود والسوريين والمصريين.

وتضم «جليب الشيوخ» خمس قطع، منها الحساوي والعباسية، وتطل على الدائري السادس، يقابلها أهم مشروعين كبيرين، استاد جابر وجامعة الشدادية، وتتبع محافظة الفروانية.

خصص مجلس الوزراء عام 2017 مليار دينار لتثمين بيوت الجليب والعمل على استغلالها، بعد إخلائها تدريجيا، وجعلها منطقة اقتصادية حرة، لقربها من المطار الدولي.

المصدر: وزارة الخارجية الأمريكية + RT