رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل استخدام الحشرات لفك لغز أصعب الجرائم الجنائية فى مصر

استخدام الحشرات لفك
استخدام الحشرات لفك لغز أصعب الجرائم الجنائية فى مصر

يبدو أن العقل لم يتخيل للحظة واحدة أن المثل المصري الشهير القائل «مش هخلي الدبان الأزرق يعرف لك طريق مكان»، سيتحول في يوم من الأيام إلى أن «الدبان الأزرق هو واحد من الحشرات التي تستخدم في فك لغز الجرائم الجنائية، ويكون الدليل القاطع لمعرفة مكانك».

وتستخدم فرق البحث الجنائي الحشرات في العديد من دول العالم لتحديد هوية الجاني، حيث إن رائحة الموتى جاذبة لأنواع من الذباب، ومنها الذباب الأزرق والأخضر، التي تلتقط هذه الرائحة من مسافات بعيدة للغاية، وتحوم حول مكان دفن الجثة، حتى لو تم دفنها داخل أماكن مغلقة أو قطع خرسانية، ويتوالى وصول الحشرات بأنواعها إلى مكان الجثة.

السطور السابقة تثير العديد من التساؤلات حول كيف تحل الحشرات لغز جريمة من أصعب الجرائم الجنائية؟، وهل سيتم تطبيق هذا علم الحشرات في فك لغز الجرائم الجنائية في مصر؟، خاصة أن علم الحشرات الجنائي يطبق علم أحياء الحشرات فى التحقيقات الجنائية، ويستخدم الحشرات ومفصليات الأرجل الأخرى للكشف ملابسات القضايا الجنائية، لا سيما أن العديد من دول العالم من بينهم دولة الإمارات العربية المتحدة تطبق هذا العلم في كشف الجرائم الجنائية.

إنشاء كلية متخصصة في علم الحشرات الجنائي

وعلمت «النبأ الوطني»، أن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، مهتمة بالعلوم البيولوجية والكيميائية في الأدلة الجنائية، حيث سيبدأ من العام الدراسي القادم بجامعة بنها إنشاء كلية متخصصة فى مجال العلوم البيولوجية والكيميائية فى الأدلة الجنائية، ومن بينها علم الحشرات الجنائى، حيث تمنح درجة البكالوريوس فى هذا المجال.

الدكتور أحمد عبد الرؤوف الحفناوي الباحث في كلية العلوم بجامعة بنها

أول باحث مصري في علم الحشرات الجنائي

وفي هذا الصدد، نشير إلى أن الدكتور أحمد عبد الرؤوف الحفناوي، الباحث في كلية العلوم بجامعة بنها، توصل إلى نتائج جديدة في مجال علم الحشرات الجنائي، من خلال دراسة بعنوان «التعرف على الحشرات وتحديد الفاصل الزمني للوفاة باستخدام البيولوجيا الجزيئية للحشرات»، والتي تقدم بها لنيل درجة الكتوراه، كأول باحث مصري في هذ المجال، من خلال المشاركة في بعثة علمية تنافسية بجامعة تكساس، في الولايات المتحدة الأمريكية، على مدار عامين، حصل بعدها على درجة الدكتوراه، تحت إشراف علمي مشترك بين جامعتي بنها وتكساس.

استخدام علم الحشرات في كشف الجرائم

وكشف الباحث في جامعة بنها عن أنه كان يعمل على 3 مشروعات بحثية، تابعة لوزارة العدل الأمريكية، بخصوص موضوع حشرة جديدة دخلت بيئة ولاية تكساس، ولم يعرف العلماء آنذاك عن دورة حياتها أي شيء، مؤكدًا أنه نجح في ذلك، وتمت الإشادة بأبحاثه، التي تم نشر نتائجها في الولايات المتحدة الأمريكية في دوريات علمية من الدرجة الأولى.

وأوضح أن بحثه يعتمد على استخدام علم الحشرات الجنائي في كشف الجرائم، وضبط المجرمين عن طريق كشف موطن الحشرة، وزمن تواجدها في الجثة، والحامض النووي (DNA) في جرائم مثل الاغتصاب، وكذلك في كشف جرائم تهريب المواد المخدرة، وتابع قائلًا: «ببساطة هي رسالة للمجرمين: لن تفلتوا بجرائمكم».

وقال الدكتور أحمد الحفناوي، إن بحثه سيحول المثل القائل «مش هخلي الدبان الأزرق يعرف مكانك»، إلى «الدبان الأزرق هيعرف مكانك»، حيث يمكن أن تتحول الحشرات إلى أداة تستخدمها فرق البحث الجنائي لتحديد هوية الجاني، حيث إن رائحة الموتى جاذبة لأنواع من الذباب، ومنها الذباب الأزرق والأخضر، التي تلتقط هذه الرائحة من مسافات بعيدة للغاية، وتحوم حول مكان دفن الجثة، حتى لو تم دفنها داخل أماكن مغلقة أو قطع خرسانية، ويتوالى وصول الحشرات بأنواعها إلى مكان الجثة.

يرقات الذباب تكشف مكان ووقت وقوع الجريمة

وأوضح الباحث، أن العثور على نوع معين من الحشرات بمنطقة ما في جثة عثر عليها بمنطقة أخرى، فذلك دليل على نقل جثة المجني عليه من مكان وقوع الجريمة الأصلي، وأيضا وقت الجريمة يمكن أن يساعد الذباب في التوصل إليها، ومن ثم تحديد هوية مرتكب الجريمة، مشيرًا إلى أن الذباب عندما ينجذب إلى رائحة الموتى، فإنه يقوم بوضع البيض الخاص به على الجثة ثم فقس اليرقات، لتخرج حشرة كاملة، ومن خلال العثور على اليرقات بالجثة، يمكن حساب الفترة الزمنية بين وضع البيض وخروج اليرقات، لتحديد وقت حدوث الجريمة.

علم الحشرات الجنائي يحتاج لدراسات

وأضاف العالم المصري، أن علم الحشرات الجنائي لا يزال غير معروف بدرجة كبيرة في الأوساط العلمية العربية، باستثناء عدد قليل من الدول، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أن بعض الحشرات يمكن أن تحفظ البصمة الوراثية للجناة في جرائم مثل الاغتصاب، وباستخراج الحمض النووي DNA الخاص بالجاني من الحشرة ومضاهاته مع المشتبه فيهم، يتم تحديد هوية مرتكب الواقعة.

وأكد «الحفناوي» أن الدولة المصرية داعمة بشكل قوي للعلم والعلماء، من أجل النهوض بمصر ورفع شأنها بين الأمم، مشيرًا إلى أن علم الحشرات الجنائي لا يزال محدودا جدا في العالم العربي، وذلك لغياب الكوادر المدربة عليه، وعدم وجود ثقة كبيرة لدى بعض الدول في قدرة هذا التخصص على تذليل الصعاب التي تواجه رجال البحث الجنائي، مطالبًا الدولة المصرية بالاستفادة من هذا العلم في إزالة اللبس عن بعض القضايا، وأكد أنه على استعداد لتقديم خبراته في هذا المجال.

اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الأمن العام

تطورات العلوم الجنائية

من ناحيته، يقول اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الأمن العام، والخبير الأمني، إن الجريمة بدأت على الأرض مع بداية البشرية عندما قتل قابيل شقيقه هابيل ولم يعرف كيف يخفى معالم جريمته حتى دله على ذلك الغراب، مؤكدًا أنه من هنا جاء السعي لكشف الحقيقة ومعاقبة الجانى كى تستمر الحياة، ولا يفنى النسل بكافة الطرق التى تمكن الأجهزة الأمنية من الوصول إلى الحقيقة سواء بالطرق الفنية أو العلمية، حيث تطورات العلوم الجنائية إلى أن توصلت إلى استخدام الحشرات في فك العديد من الجرائم الجنائية.

ويضيف «الشرقاوي»، خلال حديثه لـ«النبأ الوطني» أن البعض يظن فى البداية أن تناول هذا الموضوع درب من دروب الخيال أو أنها أسطورة من الأساطير أو مزحة لا أساس لها فى الواقع ولكن الحقيقة تختلف عن هذا الظن، فبعض الحشرات يمكنها أن تحل جريمة قتل بشكل كامل، فعلم الحشرات الجنائي يطبق علم أحياء الحشرات فى التحقيقات الجنائية، ويستخدم الحشرات ومفصليات الأرجل الأخرى للكشف ملابسات القضايا الجنائية، وهو ثلاثة أفرع، هم (علم الحشرات الطبى الشرعى - علم الحشرات الطبى المدنى - علم الحشرات المواد المخزونة).

ويكمل: «والتطور التاريخي لعلم الحشرات الجنائى لا يتبع الأسلوب التحليلى لتخصصات الطب الشرعى المشتقة من علم الوراثة، أو الكيمياء أو الفيزياء (تحليل الحمض النووى) أو اكتشاف المخدرات، وإنما مستمد من الفرع الطبيعى لعلم الأحياء الذى يعتمد على خبرة الفرد فى تفسير الأدلة التى توضح التنوع البيولوجى».

إنشاء قاعدة بيانات الحشرات لتحديد زمن الوفاة

ويكشف مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الأمن العام، والخبير الأمني، في تصريحات خاصة لـ«النبأ الوطني» عن أنه تم عقد ندوة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، خلال شهر مارس الماضي 2022 لإنشاء قاعدة بيانات الحشرات لتحديد زمن الوفاة بجرائم القتل.

ويشير «الشرقاوي» إلى أن الندوة التي عقدت خلصت إلى عدة توصيات هى: التوصية الأولى ضرورة توحيد جميع المراكز البحثية وكليات العلوم لإنشاء قاعدة بيانات تفصيلية لكل الحشرات الموجودة بمصر والتى تختلف باختلاف المناخ لكل منطقة جغرافية، التوصية الثانية تكوين فريق عمل من المركز القومى للبحوث والاجتماعية والجنائية بمشاركة الجهات المعنية كليات العلوم والطب الشرعى لوضع تصور لقاعدة بيانات الحشرات، التوصية الثالثة إنشاء قسم لذلك بالمركز مع إجراء المزيد من الدراسات فى علم الحشرات الجنائية وإنشاء قاعدة بيانات الحشرات التى تساعد فى تحديد زمن الوفاة فى جرائم القتل مع إجراء بحوث توثيقية لذلك.

ولفت إلى اهتمام الدولة المصرية ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى بالعلوم البيولوجية والكيميائية في الأدلة الجنائية، مؤكدًا أنه تم الإعلان بجامعة بنها يوم 24 مارس 2022 عن إنشاء برنامج يبدأ من العام الدراسي القادم يمنح درجة البكالوريوس فى العلوم البيولوجية، والكيميائية فى الأدلة الجنائية، يختص بجمع المعلومات فى مجال التحقيقات الجنائية بأسلوب منهجى علمى، يمكن من خلالها تقديم مجموعة من الأدلة العلمية التى تساعد فى كشف الجريمة، ومن بينها علم الحشرات الجنائى.

القضايا التى تم استخدام علم الحشرات فيها

ويستعرض مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الأمن العام، بعض القضايا التى تم استخدام هذا العلم فيها ووصلت إلى نتائج محققة لا يراودها شك، من بين هذه القضايا جريمة قتل فى ولاية تكساس الأمريكية، حيث تبيّن من فحص الجثة وجود حشرة لا تعيش إلا فى غابات البينوى، ودل ذلك على أن الجريمة، ارتكبت فى هذة الولاية، ونقلت الجثة إلى تكساس.

ويشير إلى جريمة العثور على كميات كبيرة من مخدر الكوكايين، ولم يتم التوصل إلى مصدرها إلا بعد العثور على حشرة صغيرة نافقة داخل أحد الاكياس، والذى تبيّن أن موطنها غابات الهندوراس، منوهًا إلى بلاغ من شخص بانتحار شقيقته فى نافذة غرفتها المفتوحة، وبالنهاية تبيّن عدم وجود أثر للذباب الذى يتجمع فورًا على الجثة، فدل على أن النوافذ كانت مغلقة في الـ24 ساعة الأخيرة، فاعترف المُبلغ بقتلها.

ويكمل: «وبلاغ من زوجة أمريكية بوفاة زوجها الذى كان بصحبتها منذ وقت قليل فى حين أن فحص الجثة أثبت أن دود الجثة مر عليه أربعة أيام، وأيضًا واقعة العثور على جثة سيدة بدبي حيث قرر زوجها أن الوفاة نتيجة حادث دهس، وعند معاينة الجثة عثر على حشرة لا تعيش إلا فى إحدى الإمارات الأخرى؛ مما دلل ذلك على نقل الجثة من هذا المكان إلى دبى، واعترف الزوج بقتلها ونقلها إلى دبى».

ونوه «الشرقاوي» إلى أن علم الحشرات الجنائى يًعد من العلوم القديمة التى ساعدت على اكتشاف العديد من الجرائم، بكافة أشكالها فى كل دول العالم، ولتدعيم هذا العلم لمساعدة الأجهزة الأمنية فى الوصول إلى الحقائق المؤكدة التى لا تقبل الشك، مطالبًا بأنه لا بد من تأسيس قاعدة بيانات لعلم الحشرات الجنائى فى القضايا المختلفة بخلاف تصنيف الحشرات، وأنواعها وأماكن ومواسم وجودها ودورة حياتها للوصول إلى تاريخ الوفاة عبر مراحل نمو الحشرة ونوع الحشرات المرتبطة بأماكن معينة وطولها وحجمها وذلك للكشف حالات القتل، وتحديد زمن الوفاة.

الجثث المتحللة تتعرض لتغيرات

ولفت إلى أن الجثث المتحللة تتعرض لتغيرات بيولوجية وكيميائية وفيزيائية، وفى كل طور من التحلل تتعرض الأجسام لغزو أنواع متعددة من الحشرات، فالذباب المنزلى يغزو الجثة بعد دقائق من الوفاة، وهناك حشرات يتم استخلاص الحمض النووى للجثث منها، أو إثبات ما إذا كانت الوفاة تمت بالسم من الحشرة، أم غير ذلك، إضافة إلى قضايا الاغتصاب المرتبطة بالقتل، فبعض الحشرات يمكن أن تحفظ البصمة الوراثية للجناة والتى تتغذى على ماء الحياة الخاص بالجانى ووجود حشرة القمل بالجثة والذى يدلل على أن الوفاة تمت منذ فترة بسيطة حيث يتركها بعد الوفاة.

وأكد أن علم الحشرات الجنائى من العلوم القديمة، ولكن الخطوات التى اتخذت للوقوف على تطور هذا العلم لم تصل إلى الهدف المرجو، ولكن وزارة التعليم العالي والبحث العلمى تنبهت لذلك، وسيبدأ من العام الدراسي القادم بجامعة بنها إنشاء كلية متخصصة فى مجال العلوم البيولوجية والكيميائية فى الأدلة الجنائية ومن بينها علم الحشرات الجنائى، حيث تمنح درجة البكالوريوس فى هذا المجال.

ويتابع: «كما نظم المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ندوة لإنشاء قاعدة بيانات الحشرات لتحديد زمن الوفاة فى جرائم القتل من خلال علم الحشرات الجنائى، والدولة المصرية مع بداية الجمهورية الجديدة لا تترك مجالا من مجالات البحث العلمى إلا وأعدت الركائز الأساسية للانطلاق فيه باعتبار أن البحث العلمى والباحثين فى كافة المجالات هم عماد الوطن وسيفه ودرعه الذى يتصدى لكافة المخاطر إلى يتعرض لها أو لأفرادها».

المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية

رائحة الموتى جاذبة لأنواع معينة من الذباب

ومن جانبه، يقول الدكتور علي رسمي، أستاذ علم الحشرات بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وصاحب أحد الكتب العلمية باللغة العربية في مجال «علم الحشرات الجنائي»، إن ما حدث في دبي بشأن واقعة العثور على جثة سيدة بدبى حيث قرر زوجها أن الوفاة نتيجة حادث دهس، وعند معاينة الجثة عثر على حشرة لا تعيش إلا فى إحدى الإمارات الأخرى؛ هو تطبيق لأحد أبرز استخدامات الحشرات في البحث الجنائي، وهو تحديد مكان الجريمة.

ويوضح «رسمي»، أن رائحة الموتى تكون جاذبة لأنواع معينة من الذباب، التي تلتقط هذه الرائحة من مسافات بعيدة للغاية، ومن ثم فإن العثور على نوع معين من الذباب لمنطقة ما في جثة عثر عليها بمنطقة أخرى، فهذا دليل على أنه حدث انتقال لجثة المجني عليه من مكان وقوع الجريمة الأصلي، وبالإضافة إلى مكان الجريمة، فإن وقت وقوع الجريمة هو معلومة مهمة يمكن أن يساعد الذباب في التوصل إليها أيضا، وقد تقود هذه المعلومة إلى تحديد هوية الجاني.

وينوه أستاذ علم الحشرات بالمركز القومي للبحوث: «الذباب عندما ينجذب لرائحة الجثث، فأنه يضع البيض الخاص به على الجثة، الذي يفقس اليرقات، ليخرج من هذه اليرقات حشرة كاملة، ومن خلال العثور على اليرقات مثلا على الجثة، يمكن حساب الفترة بين وضع البيض وخروج اليرقات، لتحديد وقت حدوث الجريمة».

كشف مكان ووقت وقوع الجريمة

ويشرح «رسمي» أهمية وقت الجريمة، مضيفا: «قد تكون زوجة متهمة في قتل زوجها، وتحاول تضليل العدالة بإدعاء أنها عادت من خارج البيت لتجده جثة هامدة، ولكن إذا تم العثور على اليرقات بالجثة، فهذا يعني أن الجريمة وقعت في وقت مبكر جدًا عن الموعد الذي أبلغت عنه الزوجة.

ويذهب أستاذ علم الحشرات بالمركز القومي للبحوث، إلى أبعد من ذلك بالإشارة إلى أن بعض الحشرات يمكن أن تحفظ البصمة الوراثية للجناة في جرائم الاغتصاب، بما يمكن الشرطة من تحديد هوية الجاني.

ويكمل: «إذا تم العثور على حشرة في مكان الأعضاء التناسلية للفتاة المغتصبة، فهذه الحشرة قد تكون تغذت على ماء الحياة الخاص بالجاني، ومن ثم يمكن باستخدام بعض الطرق العلمية استخراج الحمض النووي (الدي إن إيه) الخاص بالجاني من الحشرة ومضاهاته مع المشتبه فيهم، لتحديد هوية الجاني، ولا يتوقف دور الحشرات عند جرائم القتل والاغتصاب فقط، بل يمكن أيضا أن تكون مفيدة في الكشف بعض جرائم الاتجار في الهيروين، وهو ما حدث في الواقعة المشار إليها بأمريكا».