رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد قرار السلطات التركية بإيقاف «مكملين» نهائيًا..

خطة قنوات الإخوان للبث التلفزيوني من العاصمة الأفغانية «كابول»

خطة قنوات الإخوان
خطة قنوات الإخوان للبث التلفزيوني من العاصمة الأفغانية

لا شك في أن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت تعاني حالة من التشتت والانقسامات الداخلية لم تشهدها الجماعة على مدار تاريخها، لا سيما بعد ما تعرضت له أذرع الجماعة الإعلامية مؤخرًا من الإغلاق النهائي لقناة «مكملين» من قِبل السلطات التركية، بعد سلسلة طويلة من التضييق على القنوات الموالية للجماعة من قبل الأتراك رغبة في ضبط الأداء الإعلامي ووقف الإساءات التي توجهها تلك الأبواق للنظام المصري.

وأعلنت قناة «مكملين» في بيان رسمي لها، عن إغلاق مقرها واستوديوهاتها بشكل نهائي في تركيا.

وقالت القناة، إنها حرصت منذ بدايتها قبل ثماني سنوات أن تكون صوتًا للحقيقة ومنبرًا لكل أبناء الشعب -على حد وصفها-.

وتابعت: «نظرًا للأوضاع التي لا تخفى على أحد وحرصًا على استمرارية رسالة القناة الإعلامية لنقل الحقيقة كاملة، فقد قررت إدارة قناة مكملين الفضائية نقل بثها واستوديوهاتها وكافة أعمالها إلى خارج تركيا لتنطلق انطلاقة جديدة من كل ميادين العالم».

وأوضحت القناة في بيانها أن الهدف من هذه الخطوة «هو الحفاظ على طبيعة التغطية الإعلامية، وحرصًا من إدارة القناة على استمرارية رسالتها الإعلامية».

وأضافت: «وعليه ستغلق القناة استوديوهاتها ومقرها بالكامل في تركيا وتنطلق من عواصم عالمية مختلفة خلال المرحلة المقبلة.. نشكر كل من ساهم ولو بكلمة في أن تبقى مكملين علامة بارزة في سماء الإعلام الحر».

وحرصت إدارة القناة على تقديم الشكر لقيادة تركيا وشعبها لحسن الاستضافة خلال السنوات الماضية، كما أكدت امتنانها لكل من أسهم في خروج القناة وبرامجها بهذا الشكل إلى الجمهور.

وعثرت السلطات التركية على أجهزة مخالفة لنظام البث المعمول به وفق قوانين اسطنبول داخل مقر «مكملين» أثناء تنفيذ قرار الإغلاق.

«مكملين».. ماذا بعد تركيا؟

غلق قناة «مكملين» كان بمثابة «القشة» التي قصمت ظهر الجماعة، وأدت إلى ارتباك بوصلته الإعلامية وسط غموض حول مصير قناتي «الشرق» و«وطن» خاصة وأنهما مازالتا تقومان بالبث التليفزيوني من داخل اسطنبول، كذلك الأمر حول مصير قناة «مكملين» خاصة وأن بيان إدارة القناة لم يحدد بشكل واضح الوجهة القادمة مكتفيًا بعبارات فضفاضة «انطلاقة جديدة من كل ميادين العالم» دون أن يحدد دولة بعينها ستكون بدلًا عن تركيا لإنطلاق البث التليفزيوني.

وعلمت «النبأ» من مصادر مُطلعة داخل إدارة قناة مكملين، أن التوجه الأقرب للتحقيق على أرض الواقع انطلاق البث التلفزيوني للقناة من خلال كابول عاصمة أفغانستان معتبرين «كابول» ملاذًا آمنًا للإخوان المطرودين من «جنة أردوغان».

وقال المصدر، إن أحد الاجتماعات التي عقدت مؤخرًا في اسطنبول بحضور القيادي الإخواني محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة والمُلقب بـ«زعيم جبهة اسطنبول»؛ لمناقشة وبحث البدائل الآمنة لقيادات وأعضاء الجماعة الموجودين بالأراضي التركية والمطلوبين في مصر، شهد طرح فكرة جديدة تتمحور حول اختيار العاصمة الأفغانية «كابول» ملاذًا آمنًا للجماعة خاصة بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان.

ولاقت الفكرة استحسانًا كبيرًا داخل غرفة الاجتماعات، خاصة وأن تركيا أصبحت تتخذ مواقف حاسمة ونهجًا جديدًا مع قيادات وعناصر الجماعة خلال الأشهر الماضية بدأت بالتضييق الإعلامي على قنوات الجماعة ووقف برامج مذيعين لديها، تلاها تخفيف اللهجة الإعلامية الحادة تجاه النظام والحكومة المصرية، وصولًا بطرد مجموعة من العناصر الإخوانية، وحتى صدور قرار رسمي من السلطات التركية بغلق مقر واستديوهات قناة مكملين كخطوة تركية لتهيئة الأرضية لتطبيع العلاقات مع القاهرة.

اللجوء إلى كابول أم لندن؟

على الجانب الآخر، اعترض بعض الحاضرين فكرة اللجوء إلى «كابول»، مؤيدين ما تم الاتفاق عليه من قبل بنقل قنوات الإخوان والإعلاميين العاملين بها إلى العاصمة البريطانية لندن، ​​تماشيًا مع ما حدث للإعلامي معتز مطر الذي سافر للإقامة في «لندن» وتقديم برنامجه التلفزيوني عبر منصة «يوتيوب» بعدما طلبت السلطات التركية منع ظهور «مطر» مجددًا عبر قناة «مكملين» في يونيو 2021.

فكرة اللجوء إلى «كابول» تستند في الأساس إلى قيام جماعة الإخوان بدعم طالبان والجهاديين الأفغان خلال حربها ضد السوفييت ماديًا وإغاثيًا.

واستقبل إبراهيم منير القائم بعمل المرشد العام للجماعة فكرة انتقال قنوات الإخوان إلى «كابول» بالترحيب ولم يعارضها بالرغم من تواجده في لندن وترحيبه السابق بفكرة إنشاء قناة تلفزيونية جديدة من لندن.

وطلب «منير» التمهل لإجراء ترتيبات ومشاورات مع التنظيم الدولي وقادة حركة طالبان ومسئولي النظام التركي خاصة وأن حكومة أردوغان اصطدمت مؤخرًا بـ«طالبان» بعدما قامت الحركة الأفغانية بوصف التواجد التركي على الأراضي الأفغانية بالاحتلال.

خطة الخروج الآمن من أنقرة

وتتمثل خطة الإخوان لنقل القنوات الإعلامية الخاصة بها «مكملين - الشرق - وطن» إلى العاصمة الأفغانية «كابول» في مدة أقصاها 3 أشهر بالتنسيق مع حكومة أردوغان خاصة وأن السلطات التركية تسيطر بشكل كبير على الأوضاع في كابول وكذلك هي المسئولة عن تأمين مطار كابول الدولي.

وتنقسم خطة الخروج الآمن إلى عدة محاور أبرزها إنهاء كافة الأمور الإدارية في تركيا ومنح العاملين مستحقاتهم المالية ومكافآت نهاية الخدمة لهم، وبث مواد مُسجلة عبر القناة في الفترة الحالية لحين إنهاء إجراءات نقل الاستديوهات خارج تركيا والحصول على موافقات بالبث بشكل مباشر من «كابول»، ويشرف على تنفيذ الخطة أحمد الشناف المدير العام لقناة مكملين الفضائية.

وتعاني إدارة «مكملين» حاليًا من أزمة كبيرة تتمثل في ملف مستحقات العاملين، خاصة بعدما أعلن «الشناف» استقطاع نسبة من مستحقات العاملين لعدم توافر تمويل كافي للسداد؛ وهو ما أحدث جدلًا واسعًا وهدد البعض بالإضراب واقتحام ستديوهات القناة قبل إغلاقها بساعات قليلة ليرد «الشناف» على المحتجين بشكل صارم، قائلًا: «هطلبلكم الشرطة».

ويبحث مديرو قناتي وطن والشرق حاليًا السيناريوهات البديلة في حالة التعرض للإغلاق من قِبل السلطات التركية كما حدث مع «مكملين».

وبالتفتيش في كواليس صدور قرار إغلاق فضائية «مكملين»، تبيّن وجود مفاوضات أجريت بين أحد كبار المسئولين المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعبد الرحمن أبو دية عضو التنظيم الدولي للإخوان وممول قناة مكملين، قبل صدور القرار بـ3 أشهر تقريبًا، واتفقا على كتابة السطر الأخير وانقطاع الأضواء عن استديوهات «مكملين» على الأراضي التركية، ووافق «أبو دية» بالعرض التركي طالبًا إعطاءه مهلة 3 أشهر -أي بعد قضاء شهر رمضان وعيد الفطر-؛ للتمهيد للقرار ووجود حلول بديلة لعدم وقف البث عن القناة نهائيًا على أن يبحث عن دولة بديلة توافق على انطلاق البث التلفزيوني منها، وإنهاء كافة الأمور الإدارية وتوفير مرتبات العاملين ومكافأة نهاية الخدمة الخاصة بهم.

تأسيس موقع إخباري

وعلمت «النبأ» أن إبراهيم منير القائم بعمل المرشد العام للجماعة، يفكر بشكل جدي في تأسيس موقع إخباري إلكتروني حتى يكون الذراع الإعلامي لجبهة «منير» لمناصرته إعلاميًا في حربه ضد جبهة محمود حسين، الأمين العام السابق لجماعة الإخوان، ومن ثم لتصبح صوت «إخوان لندن» بالوطن العربي.

وكشف تقرير استخباراتي جديد صادر عن فرع هيئة حماية الدستور -الاستخبارات الداخلية بولاية شمال الراين وستفاليا بألمانيا- عن وجود صراعات كبيرة بين قادة الإخوان المسلمين بين جبهتي لندن واسطنبول.

ويقول التقرير الذي أطلع مُحرر «النبأ» على نسخة منه: إن خلافات واسعة نشبت بين قيادات الإخوان أدت إلى فضيحة دولية بقيام قادة الإخوان في لندن بإيقاف مسئولين كبار من الإخوان في تركيا بمزاعم تورطهم في قضايا فساد.

وأضاف التقرير أن إحدى جبهتي الصراع تخطط لإنشاء موقع إلكتروني إخباري يتحدث باللغة العربية، مشيرًا إلى امتلاك الإخوان المسلمين مواقع إلكترونية متعددة تتحدث باللغة الألمانية.

وحذر التقرير من ارتفاع أعداد العناصر الإخوانية الرئيسية في ولاية شمال الراين وستفاليا من 300 عنصر في عام 2020 إلى 350 شخصًا في 2021.