رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تعرف على الوصايا السبع للنبي صلى الله عليه وسلم

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة

بين الدكتور علي جمعة  عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ما هي الوصايا السبع التي أوصى بها النبي؟ موضحا، أنه 

ما هي الوصايا السبع ؟

جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:‏ (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة‏،‏ ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة‏، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة‏،‏ والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة‏،‏ وما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده،‏ ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) ‏(صحيح مسلم‏).

ويقول الدكتور علي جمعة في بيانه ما هي الوصايا السبع التي في هذا الحديث الكريم‏: جمع لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعا من الوصايا الثمينة‏،‏ والتي تعد من الأعمدة الرئيسية لبناء المجتمع الإسلامي‏،‏ المعينة له في أزماته‏، والمحفزة على توثيق مشاعر الرحمة والمودة فيما بين أفراده‏.، ونشر علي جمعة الوصايا كالتالى:

1- تحث الوصية الأولي على تنفيس الكرب عن الناس‏،‏ وجعلها صلى الله عليه وآله وسلم في صيغة المفرد النكرة لتعظيم الثواب‏،‏ فالحساب على مستوي الكربة الواحدة مع الفارق العظيم بين كرب الدنيا وكرب يوم القيامة‏،‏ وجعلها غير مرتبطة بزمن للحث على فعلها طوال الوقت‏،‏ واختار الفعل نفس لتأكيد الراحة النفسية المصاحبة لزوال الكرب‏،‏ وجعل الثواب من الله مباشرة حيث لا توجد واسطة أو حائل‏،‏ جميع هذه الأمور اجتمعت في الوصية الأولى وهي وصية جامعة مطلقة تصلح لكل زمان ومكان‏.‏

2- وفي الوصية الثانية‏: تناول شكلا آخر من أشكال تنفيس الكرب‏،‏ وقد أفردها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في وصية بمفردها لتأكيدها والحث عليها وبيان عظم أجرها‏،‏ فالمعسر في كرب مستمر ومن دعائه صلى الله عليه وآله وسلم اليومي (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر)‏،‏ فاستعاذ عليه الصلاة والسلام من الفقر كأنه بلاء‏،‏ وقرنه بالكفر وعذاب القبر لشدته على المؤمن‏،‏ وقد جعل الإسلام سهما من اسم الزكاة للغارمين تأكيدا لأهمية التنفيس عن المسلمين في أزماتهم‏،‏ والتيسير على المعسر‏:‏ منه فرض ومنه مندوب‏،‏ أما الفرض فهو الإنظار أي تأجيل الدين لحين ميسرة كما قال تعالى‏:‏ (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) ‏[البقرة‏:280]،‏ والمندوب هو إسقاط الدين عن المعسر‏،‏ ومن عجائب هذا الفرع أن المندوب هنا له أجر أكبر عند الله من فرضه‏،‏ وهو خلاف ما عليه أغلب الفروع الفقهية من كون الفرض أكثر ثوابا من المندوب إلا في أربعة فروع هذا منها‏،‏ والفرع الثاني هو البدء بالسلام الذي هو سنة وهو أثوب من رد السلام الذي هو فرض‏،‏ والفرع الثالث التطهر قبل الوقت‏، والرابع ختان الذكور قبل بلوغهم‏.

3- الوصية الثالثة تأمر بالستر‏: وهو ضد الفضيحة وعليه مبنى الدين‏،‏ وفي عصرنا يدعو كثير من الناس إلى ما سماه الشفافية ولها معنى صحيح ومعنى قبيح‏،‏ والمعنى القبيح هو الدعوة إلى الاستهانة بالفاحشة وسيء القول والأخلاق بدعوى الشفافية‏، والشفافية بالمعنى الصحيح هي الصدق وليس الفضيحة‏،‏ قال تعالى‏:‏ (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ‏[‏ النور‏:19].‏

4- والحقيقة الكونية الشرعية هي أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه‏،‏ وهي وصية تدل على أن قلب المسلم يتسع للعالمين‏،‏ وأنه دائما على استعداد أن يتعاون على البر والتقوى‏،‏ لا على الإثم والعدوان‏،‏ وأنه كلما تعاون مع أخيه يشعر بأن الله معه‏.

5- والوصية الخامسة تجعل السعي إلى طلب العلم بكل أشكاله هو سعي في طريق الجنة‏،‏ وهي بلاغة لا نجدها إلا في كلام أفصح العرب وسيد المرسلين‏،‏ فشراء الكتاب وحضور المحاضرة والبحث العلمي من موجبات الجنة‏،‏ قال تعالى‏:‏ (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) ‏[الزمر‏:9]،‏ وبين أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة فقال‏:‏ (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) ‏[طه‏:114]،‏ وأنه لا بد للباحث والعالم أن يتعلم أبدا‏،‏ قال تعالى‏:‏ (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) ‏[يوسف‏:76]،‏ وهذا نهايته الخوف من الله‏:‏ (إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ) ‏[فاطر‏:28].‏

6- والوصية السادسة توصي بجعل المسجد مؤسسة من مؤسسات المجتمع فيها بناء الإنسان قبل البنيان‏،‏ وفيها الاهتمام بالساجد قبل المساجد‏،‏ وفيها مفاتيح الخير من علم وذكر وفكر‏.‏

7- أما الوصية السابعة‏، فهي تبين المعيار الذي يجب علينا أن نتخذه لقبول الأشياء وردها وتقويم الناس‏،‏ والذي يبنى على المساواة لا على الأحساب والأنساب.‏‏