رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

انتخابات الرئاسة الفرنسية.. ماكرون ولوبان ومصر

انتخابات الرئاسة
انتخابات الرئاسة الفرنسية.. ماكرون ولوبان ومصر

في ظل الانتخابات الرئاسية التي تجرى في فرنسا الأن، والتي أسفرت عن وصول الرئيس الحالي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، رئيسة حزب الجبهة الوطنية، إلى جولة الإعادة، طرح البعض سؤالا عن المرشح الأفضل بالنسبة لمصر؟.

العلاقات المصرية الفرنسية في عهد ماكرون

شهدت العلاقات المصرية الفرنسية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون- حسب الكثير من الخبراء- طفرة هائلة وغير مسبوقة على كافة المستويات، السياسية والعسكرية والاقتصادية، كما شهدت تنسيقا وتوافقا تاما في الكثير من ملفات المنطقة وعلى رأسها، الملف الليبي، وملف غاز شرق المتوسط، وملف الحرب على الإرهاب، وكذلك ملف الإسلام السياسي.

وقد وصف سفير فرنسا بالقاهرة مارك باريتي، العلاقات السياسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنها "متميزة".

كما تطورت العلاقات الثنائية بين البلدين«الصديقين» وازدادت قوة ومتانة، وشهدت تشاورا مستمرا في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية.

كما شهدت فترة حكم ماكرون تعدد الزيارات وعقد الكثير من القمم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أجل تعزيز العلاقات الوطيدة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا.

ماكرون يزور القاهرة ويلتقي الرئيس السيسي

في يناير 2019، قام الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بزيارة لمصر، هي الأولى له، التقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشاد الرئيس الفرنسي بجهود الحكومة المصرية لضمان أمن وحماية الأقباط، مؤكدًا أنه يعلم حجم المعاناة التي واجهها الأقباط الأرثوذكس في السنوات الأخيرة من الإرهاب، ومن عمليات عنف وتفجيرات للكنائس.

وأشاد ماكرون بجهود الحكومة المصرية لحماية أمن الأقباط، مؤكدًا أنه حرص على زيارة الكنيسة الأرثوذكسية لما يكنه لها من احترام وتقدير، ولما تمثله من قيم لماضي مصر ومستقبلها.

وقال إن التعددية في مصر والمنطقة تمثل عنصرا أساسيا للسلام، مشيرًا إلى أن العلاقات بين الشرق والغرب ليست من جانب واحد، وإنما هي حوار وتكامل، مؤكدا أن هناك معركة فكرية وثقافية يقودها الرئيس السيسي والحكومة المصرية بكل شجاعة.

السيسي يزور فرنسا ويلتقى ماكرون

وفي 6 ديسمبر 2020، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي،، إلى مطار اورلي بالعاصمة الفرنسية باريس، في زيارة رسمية تلبيةً لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي إن هناك دوائر تفاهم مشتركة كبيرة في المواقف بين القاهرة وباريس تجاه عدة قضايا إقليمية منها الوضع في شرق المتوسط والبناء والتعاون ونبذ التوترات والمشاكل والاستغلال الأمثل لثروات المنطقة لصالح شعوبها.

وأضاف راضي في تصريحات للوفد الإعلامي المرافق للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في زيارته الحالية إلى فرنسا، إن القضية الليبية ستكون من القضايا المحورية محل النقاش بين الرئيسين السيسي وماكرون، مشيرا إلى وجود شبه تطابق في مواقف البلدين من رفض التدخل الخارجي، ورفض التعامل مع الميليشيات ونقل المقاتلين الأجانب من العراق وسوريا إلى ليبيا، فضلا عن الاقتسام العادل والشفاف لكل الثروات.

ونوه المتحدث بتقارب الموقف الفرنسي مع الموقف العربي والمصري إزاء قضية السلام في الشرق الأوسط، وضرورة عودة كافة حقوق الشعب الفلسطيني وفقا للقرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة، والعمل على دفع الجهود لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وأوضح أن التعاون العسكري بين مصر وفرنسا لا يقتصر على صفقات السلاح وحسب، بل يمتد للتدريب والمناورات المشتركة وتبادل الخبرات ونقل المعلومات، بالإضافة  إلى اللجنة العسكرية المشتركة برئاسة رئيسي أركان البلدين وما ينبثق عنها من لجان لمكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات.

ولفت بسام راضي إلى اهتمام السيسي وماكرون بتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات خاصة أن فرنسا شريك أساسي لمصر في قطاعات عدة، والعلاقات بينهما تتميز بقدر كبير من الاستقرار.

الرئيس السيسي يثمن العلاقات الثنائية بين البدين

في 12 نوفمبر الماضي قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لفرنسا، والتقى بالرئيس ماكرون في قصر الاليزيه بباريس، وثمن المستوى المتميز للعلاقات الثنائية والاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، خاصةً على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري والعسكري، معربًا عن الحرص على استمرار التشاور مع الرئيس الفرنسي بشكل دوري، سواء فيما يتعلق بموضوعات التعاون الثنائي وتعميق الشراكة المصرية الفرنسية، أو اتصالًا بالموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

على  هامش الزيارة، قال السفير علاء يوسف، سفير مصر لدى فرنسا، إن العلاقات المصرية الفرنسية قوية وراسخة، وتشهد خلال الفترة الحالية طفرة هائلة وكبيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تشهد حالة زخم بدأت منذ زيارة الدولة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى لباريس فى شهر ديسمبر الماضى وأعقبها زيارة أخرى بشهر مايو الماضى، بالإضافة إلى التواصل المستمر والدائم بين الرئيس السيسى والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتنسيق المشترك فى الملفات المختلفة.

وأوضح أن تلك المرحلة تشهد زيارات متبادلة على كافة المستويات بين البلدين والتي كان آخرها الزيارة المهمة لرئيس الوزراء المصرى الدكتور مصطفى مدبولى وعدد كبير من الوزراء فى البلدين والتى تعكس المستوى المتميز للعلاقات.

وردًا على سؤال حول آخر مستجدات التعاون العسكري بين البلدين، قال "يوسف"، إن التعاون العسكرى بين القاهرة وباريس يعود إلى الثمانينات بداية من صفقات طائرات "الميراج " و"ألفا جت"، ويعد هذا التعاون قاطرة للعلاقات الثنائية بين البلدين وأحد أهم المحاور الرئيسية التي ترتكز عليها العلاقات المصرية الفرنسية.

وأضاف "يوسف" أن باريس من ضمن الشركاء الرئيسيين الذين تتعامل معهم مصر في مجال التسليح خلال السنوات الأخيرة، فهناك صفقة طائرات الرافال الأولى التي تم توقيعها بين البلدين في عام 2016 وصفقة الرافال الثانية التي تم توقيعها منذ عدة شهور وتمثل خطوة جديدة في تعزيز العلاقات، بالإضافة إلى وجود تنسيق وتعاون دائم بين القوات المسلحة بين البلدين.

وأكد سفير مصر لدى فرنسا أن باريس تعتبر شريكًا رئيسيًا للقاهرة في مجالات التسليح والذى يشهد تنوعًا دائمًا في مصادره، حيث أن مصر دولة لا تسعى إلا للسلام والاستقرار والخير لجميع دول المنطقة والعالم.

وفيما يخص آخر مستجدات الجانب الاقتصادى بين البلدين.. قال السفير علاء يوسف أن حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر بلغت حوالى 5 مليارات يورو، والفترة المقبلة ستشهد زيادة ملموسة لهذه الاستثمارات، حيث هناك رغبة من الشركات الفرنسية لزيادة استثمارات في القاهرة.

وقال السفير المصرى، إن التنسيق مع فرنسا في الملفات السياسية شهد الفترة الماضية زيادة ملموسة، وهناك تواصل دائم بين الرئيسين، وكان آخرهم منذ عدة أيام وبحث عدد من الملفات الهامة الثنائية والوضع في ليبيا والسوادن.

وأشار إلي أن فرنسا تنظر إلى مصر كشريك مهم ومحوري في منطقة الشرق الأوسط وتعتبر القاهرة هي رمانة الميزان في تلك المنطقة وتسعى باستمرار للتعرف على خبرات ورؤية مصر في ملفات الشرق الأوسط.

ماكرون يستقبل الرئيس السيسي في بريست

في شهر فبراير الماضي، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مدينة بريست مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء شهد متابعة عدد من الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، والتي شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتجاري والعسكري والأمني، وكذلك تبادل الرؤى ووجهات النظر في إطار التشاور المكثف بين مصر وفرنسا تجاه القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ورحب الرئيس «ماكرون» بزيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا، مؤكدًا اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة والمتميزة التي تربطها بمصر، والتي اكتسبت مزيدًا من قوة الدفع خلال الزيارات المتعددة التي قام بها الرئيس السيسي مؤخرًا إلى فرنسا، مما ساهم في دعم مسيرة العلاقات بين البلدين الصديقين على نحو بناء وإيجابي، ومشددًا في هذا الإطار على التزام الإدارة الفرنسية بمواصلة تعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات، ومساندة الجهود الحثيثة للرئيس السيسي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في المنطقة بأسرها.

وأعرب الرئيس السيسي من جانبه عن التقدير لحفاوة الاستقبال، والتي تعكس الطابع الاستراتيجي للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، مؤكدًا سيادته ما توليه مصر من أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات، لا سيما ما يتعلق بنقل الخبرات والتكنولوجيا الفرنسية العريقة في كافة المجالات التنموية إلى مصر، فضلًا عن تعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الفرنسي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، بما يساعد على صون الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط والقارة الأفريقية، خاصةً في ظل الرئاسة الفرنسية الحالية للاتحاد الأوروبي.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى مناقشة التطورات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً مستجدات الأوضاع في ليبيا، حيث أعرب الرئيس «ماكرون» عن تثمين بلاده للجهود المصرية بقيادة السيد الرئيس لصون المؤسسات الوطنية الليبية وتعزيز مسار التسوية السياسية للأزمة، وهي الجهود التي تقع محل تقدير من قبل المجتمع الدولي بأسره، وقد تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين الجانبين لمساعدة الأشقاء الليبيين على استعادة الأمن والاستقرار بالبلاد، خاصة من خلال خروج القوات المرتزقة والأجنبية بكافة أشكالها من الأراضي الليبية، والقضاء على الإرهاب.

كما استعرض الجانبان سبل التعاون والتنسيق المشترك في إطار استضافة مصر لقمة المناخ العالمية في شرم الشيخ في نوفمبر من العام الجاري، خاصةً في ضوء الدور البارز للدولتين في مجال قضايا البيئة والمناخ، حيث أعرب الرئيس الفرنسي عن خالص تمنياته بنجاح مصر في استضافة هذا الحدث الدولي الضخم، في حين أوضح السيد الرئيس أن تلبية سيادته لدعوة الرئيس الفرنسي للمشاركة في قمة «محيط واحد» تعكس مدى حرص مصر على التعاون مع فرنسا في هذا المجال، أخذًا في الاعتبار أن مصر تولي أهمية قصوى لحماية البيئة البحرية، وذلك من خلال الجهود الوطنية المختلفة في مجالات إقامة المحميات الطبيعية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والحد من التلوث البحري.

وزير الاقتصاد الفرنسي يزور القاهرة

في شهر مارس الماضي قام وزير الاقتصاد الفرنسي، رونو لومير، بزيارة للقاهرة، التقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء. 

قال لومير، في تصريحات تليفزيونية، بمقر مجلس الوزراء، عقب انتهاء جلسة المباحثات التي ترأسها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بحضور عدد من الوزراء في الحكومة، وأعضاء الوفد الفرنسي، إلى أن الاجتماعين يؤكدان وجود علاقات صداقة قوية للغاية بين مصر وفرنسا، كما يعكسان تمتع البلدين وارتباطهما بمستوى عال من التقارب.

وأضاف: تعلمون أننا نواجه أوقاتا صعبة، فنحن جميعًا نجابه معا تداعيات الأزمة في أوكرانيا، والتي تسببت في تأثيرات سلبية للغاية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي في العديد من دول العالم، وهو ما يدعونا للوقوف معا من أجل مواجهة تبعات هذه الحرب.

وتابع: الرئيس إيمانول ماكرون ومعه الحكومة الفرنسية حريصون على الوقوف إلى جانب مصر ودعمها، خاصة بعد تأثرها بتداعيات هذه الأزمة، وذلك فيما يتعلق بأسعار السلع، ونقص واردات القمح عالميا، وهو الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على عدد من الدول خلال الأشهر المقبلة.

وأكد أن الرئيس ماكرون حريص على تقديم كل صور الدعم الممكن لمصر ولجميع البلدان التي قد تواجه هذه التداعيات السلبية.

واختتم حديثه بأن زيارته لمصر تمهد الطريق لتعاون أكثر في مجالات مختلفة بين بلدينا.

العلاقات العسكرية.. صفقات السلاح

كما شهدت العلاقات العسكرية بين البلدين دفعة قوية في عهد إمانويل ماكرون، حيث شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة عقد عدد كبير من الصفقات العسكرية بين البلدين، خصوصا فيما يخص القوات الجوية والقوات البحرية.

وأبرمت مصر مؤخرا اتفاقية لتوريد 30 طائرة طراز رافال لمصر، حيث قالت وزارة الدفاع الفرنسية إن الصفقة "تعزز الشراكة الاستراتيجية" بين باريس والقاهرة.

وأكدت الوزارة التي ترأسها فلورانس بارلي في بيان أن "هذا العقد يوضح الطبيعة الاستراتيجية للشراكة التي تقيمها فرنسا مع مصر في حين أن بلدينا منخرطان في مكافحة الإرهاب والعمل من أجل الاستقرار في محيطهما".

ونقلت وكالة رويترز عن موقع موقع ديسكلوز الاستقصائي أن قيمة الصفقة تبلغ 3.75 مليار يورو (4.5 مليار دولار).

وقال الناطق باسم القوات المصرية المسلحة تامر الرفاعي في بيان نشر على حسابه في فيسبوك "في إطار اهتمام القيادة السياسية بتطوير وتنمية قوى الدولة الشاملة وقعت مصر وفرنسا عقد توريد عدد 30 طائرة طراز رافال، وذلك من خلال القوات المسلحة المصرية وشركة داسو أفياسيون الفرنسية، على أن يتم تمويل العقد المبرم من خلال قرض تمويلي تصل مدته كحد أدنى إلى 10 سنوات".

ويرى خبراء عسكريون، أن تعدد صفقات السلاح بين مصر وفرنسا يعزز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، التي اعتبروها "حليفا قويا" للقاهرة.

وأكد الخبراء، أن التوافق بين البلدين إزاء قضايا الشرق الأوسط شكل دافعا قويا لباريس لمنح السلاح للقاهرة "بسخاء"، و"بشروط ميسرة".

وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري اللواء متقاعد نصر سالم، أن صفقات السلاح مع فرنسا تأتي في إطار سياسة القاهرة لتنويع مصادر التسليح، لكي "لا تقع مصر تحت ضغوط أي دولة إذا ما انفردت بتسليح الجيش المصري"، مشيرا إلى ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية عقب ثورة 30 يونيو 2013، حين أوقفت تصدير أي صفقات سلاح متعاقد عليها أو قطع غيار للقوات المسلحة المصرية.

وأكد أن هذه الصفقات تعزز العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، وأوضح أن "المواقف المشتركة للبلدين حول القضايا (في الشرق الأوسط) دافع قوي لفرنسا للموافقة على صفقات السلاح مع مصر".

وأشار إلى وجود توافق في الرؤية بين مصر وفرنسا إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ونوه بأن هذا التوافق "شجع فرنسا على أن تمد مصر بهذا التسليح، وبهذه الشروط الميسرة".

وأكد اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن فرنسا أصبحت حليفا قويا لمصر، وتعد اليوم من أكثر الدول التي تدعم مصر في أزمات المنطقة مثل أزمة ليبيا وسد النهضة وشرق البحر المتوسط"، مشيرا إلى أن "التقارب السياسي" بين مصر وفرنسا دافع قوي لموافقة الأخيرة على صفقات السلاح مع القاهرة.

وشدد على أن شراء 30 طائرة رافال "صفقة مهمة جدا لمصر"، ويأتي في إطار "تنويع مصادر السلاح"، بحيث "لا يجعل مصر تحت رحمة أمريكا، مثلما كنا في السابق".

وتابع أن "صفقة الرافال الجديدة إضافة لمصر، التي تملك أطقم وفنيين جاهزين لاستخدام الرافال.. التي تعد من أحداث الطائرات في العالم، وإمكانياتها كبيرة جدا في التسليح والتكنولوجيا، لذلك تناسب المهام التي تحقق الأمن القومي المصري".

أما المحلل السياسي سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، فقال، أن تعدد صفقات السلاح بين فرنسا ومصر تشير إلى "قوة العلاقات الاستراتيجية والعسكرية" بين البلدين.

وتابع أن "هناك رؤية متطابقة بين القاهرة وباريس حول الحرب على الإرهاب، وأخرى متقاربة إزاء الوضع في سوريا والعراق".

ماكرون والسيسي والإسلام السياسي 

وهناك توافقا تاما بين الزعيمين في الكثير من الملفات الأخرى، وعلى رأسهان ملف الحرب على الإرهاب، والموقف من حركات الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية.

الرئيس عبد الفتاح السيسي يري أن المنطقة ستظل في حالة عدم استقرار ما دام هناك إسلام سياسي يسعى للوصول إلى السلطة.

وقال الرئيس المصري خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في نيويورك: "في ظل الإسلام السياسي والجهود التي بُذلت خلال السنوات الماضية للسماح لهم بلعب دور في المنطقة، ستتأثر المنطقة وستظل في حالة عدم استقرار حقيقي ما دام هناك إسلام سياسي يسعى للوصول إلى السلطة في بلادنا".

وأوضح السيسي أنه "من المهم أن الرأي العام في مصر لا يستطيع أن يقبل، ولن يقبل، ورفض هذا الموضوع عندما تولوا السلطة لمدة عام".

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد أعلن الحرب على الإسلام السيساي في فرنسا، وتعهد بألا يكون هناك أي "تهاون" بمواجهة أولئك الذين يريدون فرض "اسلام سياسي يسعى إلى الانفصال عن المجتمع الفرنسي"، مؤكدا على أن «الإسلام السياسي» مصدر الشرّ في فرنسا.

 وأعلن الرئيس الفرنسي، أنه على فرنسا "التصدي إلى الانعزالية الإسلامية" الساعية إلى "إقامة نظام موازٍ" و"إنكار الجمهورية". 

وقال ماكرون "ثمة في تلك النزعة الإسلامية الراديكالية عزم معلن على إحلال هيكلية منهجية للالتفاف على قوانين الجمهورية وإقامة نظام موازٍ يقوم على قيم مغايرة، وتطوير تنظيم مختلف للمجتمع" معتبرا أن الإسلام "ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم".

وطرح ماكرون مجموعة من التدابير مثل إلزام أي جمعية تطلب مساعدة من الدولة على التوقيع على ميثاق للعلمانية، وفرض إشراف مشدد على المدارس الخاصة الدينية والحد بشكل صارم من التعليم الدراسي المنزلي. 

كما ذكر ماكرون أن الحظر الذي فرضته بلاده على الشعارات والرموز الدينية، بما في ذلك الحجاب سيتم توسيعه ليشمل موظفي القطاع الخاص الذين يقدمون خدمات عامة.

مارين لوبان والرئيس عبد الفتاح السيسي  

أما مرشحة حزب الجبهة الوطنية، مارين لوبان، فقد أشادت أكثر من مرة بالرئيس عبد الفتاح السيسي.

ففي 2015، وأثناء زيارتها لمصر، أشادت لوبان، رئيسة حزب الجبهة "الوطنية" الفرنسي المعادي للأجانب، بمعركة السيسي ضد "الأصولية"، معتبرة أنه يتبنى خطابا أوضح" حول الموضوع. 

وقالت لوبان إن فكر الإخوان المسلمين هو منبت إيديولوجية المشروع السياسي "للدولة الإسلامية". ونفت أن يكون موقفها من "الهجرة غير الشرعية" قد تغير بعد زيارتها، مشيرة إلى أن "مصر بالنسبة لنا القلعة التي ستحمينا" من الهجرة.

وقالت لوبان، في مؤتمر صحافي عقدته في ختام زيارة للقاهرة استمرت أربعة أيام أن "السيسي أحد القادة الذين يتبنون خطابا هو الأوضح تجاه الأصولية".

وأضافت أن "خياراتنا في الجبهة الوطنية واضحة، مساندة الدول التي تكافح ضد الأصولية وفي مقدمتها بالطبع مصر والإمارات العربية المتحدة".

واعتبرت لوبان أن إيديولوجية الإخوان المسلمين مرتبطة بإيديولوجية الجهاديين في تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يرتكب فظاعات في العراق وسوريا، ويكسب أرضا في ليبيا ويتواجد في شمال سيناء.

وتابعت أنه "من المؤكد أن فكر الإخوان المسلمين هو منبت إيديولوجية المشروع السياسي للدولة الإسلامية".

واستطردت "ما أود أن أقوله هو شيء قاله لي رئيس الوزراء (المصري إبراهيم محلب) وأشاركه الرأي فيه، قال لي إن هؤلاء الناس، أي الأصوليين، كانوا يريدون تغيير الحمض النووي للمصريين".

وتابعت مارين لوبان قائلة "اعتقد ان السيسى يملك تصورا حكيما للموقف، فالخيار الذى يتبناه سيغير العالم"، واصفة نظام الاخوان بأنه كان "نظام اصوليًا".

كما اعربت عن شغفها بمصر، حيث لها جدة ولدت بأسيوط وجدة أخرى ولدت بالإسكندرية، معربة عن أملها فى أن يكون هناك شراكة بين مصر وفرنسا على غرار العلاقات المصرية الروسية.

وأضافت مارين لوبان أنها زارت شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا تواضروس الثانى، ولمست الحكمة التى يتميزان بها ولاحظت أن بينهما توافقًا كبيرًا فى الرأى.

وأوضحت لوبان أن حزب الجبهة الوطنية الذى تترأسه يدافع عن حرية العبادة فى فرنسا، ولكن مع احترام القانون، ولديه رؤية عقلانية حكيمة تفرق بين الدين الإسلامى والإسلاميين الأصوليين.

وأضافت رئيسة حزب الجبهة الوطنية أن هناك تصاعدًا كبيرًا للأصوليين فى فرنسا، وهذا يتطلب أخذ إجراء سريع للتخلص منه.

وأشارت رئيسه حزب الجبهة الوطنية إلى أنه رغم انتقادها الشديد لمواقف الحكومة الفرنسية فى العديد من الملفات، إلا أنها رحبت كثيرًا بالتعاون الاستراتيجي لحكومة بلادها مع مصر.

وأثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي  لفرنسا في ديسمبر 202، رحبت مارين لوبان، بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى باريس، مؤكدة أن مصر "حليف لا غنى عنه" لفرنسا.

ووصفت لوبان في تغريدة على موقع "تويتر"، مصر بـ "قطب الاستقرار في المنطقة".

وقالت لوبان، إن مصر في عهد الرئيس السيسي والتي أطاحت بجماعة الإخوان من الحكم، يجب أن تكون حليفا لا غنى عنه بالنسبة لفرنسا خاصة في الملف الليبي ومواجهة الاستفزازات التركية، وكذلك في مكافحة الإرهاب.

وفي 2018، كشفت مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا، عن أصولها المصري، وقالت إن جدتها كانت من أقباط مصر.

وأضافت، أن جدتها وُلدت وترعرعت في مصر، ولكنها انتقت إلى فرنسا عندما بلغت العشرين.

 

وأشارت المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية في فرنسا إلى «تأثرها بهذا التاريخ».

ورأت أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يقوم بدور حاسم مع «الأصولية الإسلامية» في مصر، وهو ما يجعلها حليفًا قويًا لفرنسا.

وتحدثت «لوبان» عن زيارتها إلى مصر، وأشادت بـ«ما لمسته من مواكبة العصر في مواجهة الأصولية الإسلامية».

وقالت إنها دعت لتعاون «الأجهزة المصرية مع نظيرتها في فرنسا، لإمدادها بالمعلومات حول التنظيمات والجماعات، حلفاء جماعة الإخوان المسلمين».

وأضافت أن أفكار جماعة الإخوان توغلت داخل أحياء ومدن فرنسية، لأن فرنسا لا تضع عوائق أو شروط أمام دخولهم إلى البلاد، معربة عن تخوفها من «اتساع قاعدة الأصولية الإسلامية في بلادها».

واعتبرت أن «أفكار جماعة الإخوان وأيديولوجيتها تأتي ضمن مشروع سياسي، لا علاقة له بالدين»، مشددة على ضرورة «التعاون بين البلدان التي تتخذ موقفًا حقيقيًا من الأفكار الأصولية، مثل مصر وروسيا».