رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

رسمت نحو ٤٠٠ لوحة

«أنثى فان جوخ» القعيدة تستمر في إلهام العالم رغم انخفاض وزنها

  وقع حادث لها وهي في الصف الأول الابتدائي وتم تشخيص حالتها بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وبعد 3 سنوات أصيبت بالشلل التام وأصبحت طريحة الفراش ولم تعد قادرة على الوقوف أو الجلوس لأكثر من نصف ساعة.
 

 كلمات قصيرة يمكن أن تختصر حالة الفتاة الصينية الأربعينية تشانغ جيون لي التي تعرف باسم بـ "أنثى فان جوخ"، لكنها تحمل في طياتها تاريخا حافلا بالمثابرة والإبداع في الرسم لا يتوقف عن إثارة الإلهام للآخرين مرضى وأصحاء من على سرير المستشفى.
  

«تشانغ جيون لي» ولدت بمدينة تاييوان في مقاطعة شانشي عام 1978 لوالدين يعملان بالتدريس. 

تقول متحدثة عن مسيرتها مع فن الرسم: "تحدث الكثير من الأشخاص إلى والديّ، وسألوني كيف سأعيش. كنت في الثامنة أو التاسعة من عمري وعرفت أن حياتي ستكون مختلفة عن الآخرين وبدأت أفكر فيما سأفعله في المستقبل".
 

وتضطر تشانغ في كل مرة ترسم أن ترفع رقبتها، وتضع القلم بين أصابعها الملتفة، وتستخدم كتفيها للتحكم في فرشاة الرسم. وبعد الرسم لفترة عليها أن تميل رأسها على الوسادة خلفها وتستريح حتى تحصل على القوة الكافية للاستمرار. 

ورغم ظروفها الصعبة إلا أنها بمثابرتها غير العادية رسمت ما يقرب من 400 لوحة حتى الآن.
 

 وفي سبتمبر الماضي، ساءت حالة تشانغ جيون لي مرة أخرى حيث تورمت المفاصل في جميع أنحاء جسدها، وأصبح وزنها لا يزيد عن 20 كيلوجراما. 

تقول تشانغ: "إنها كلما كبرت، أصبحت أضعف جسديا كنت أقدر على الرسم كل يوم لمدة خمس ساعات، ولكن الآن أرسم فقط لمدة ساعتين. إنني ما زلت أحب الرسم".
  

ونشرت تشانغ  بعض أعمالها على الإنترنت، وحظيت باهتمام ودعم العديد من مستخدمي الإنترنت." الرسم يجعلني أشعر بجمال العالم، لذلك أمل أيضا أن يشعر الآخرون بالجمال من خلال أعمالي".
  

ويأتي إلهام تشانغ الإبداعي من جوانب مختلفة. على سبيل المثال، بعد إصابتها بالمرض، غالبا ما كانت تحلم بالسماء الممتلئة بالنجوم، وكانت تستخدم اللوحات لتسجيلها. وعندما رأت الصور الجميلة التي التقطتها صديقاتها بدأت ترى العالم من خلال عيون الآخرين، قائلة: "بما أنني لا أستطيع رؤية العالم في الخارج، سأرى العالم من خلال عيون الآخرين".
 

وتكسب تشانغ الآن رزقها من خلال بيع لوحاتها، وبعض البطاقات البريدية التي يتراوح سعرها بين 20 و30 يوانا. وفي السنوات الأخيرة بدأت لوحاتها تُباع بشكل أفضل من ذي قبل مع ازدياد شعبيتها على منصات الفيديو.
 

تقول: "لقد نشرت أيضا عملية رسم كل لوحة من لوحاتي على الإنترنت. كان البعض يشتكي من أن لوحاتي باهظة الثمن، وفهموا لاحقا قيمة هذا العمل الشاق في رسوماتي".
  

وتكتب تشانغ، في الوقت نفسه، الروايات والسيرة الذاتية وتتعلم اللغة الإنجليزية "لا شيء يمكن أن يمنعني من التحسن، فنحن لا نعرف أبدا إمكانات الحياة ما لم نحاول".


  وتردد تشانغ جملة وردت في كتاب "نبذة تاريخية عن الزمن" تقول: "يمكن للمرء أن يكون معاقا جسديا، ولكنه لا يكون معاقا عقليا أبدا".
 

 وفي حديثها عن المستقبل، قالت إن أمنيتها الأكبر هي إقامة معرض فني. إذا حدث ذلك، فإنها تود أن يكون لديها لوحتان في المنتصف تتمكن فيهما من الجري بسعادة مثل الطفلة.