رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

دراسة إسرائيلية تؤكد..

هذا الفيتامين الأكثر قدرة على مواجهة كورونا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أشارت دراسة إسرائيلية جديدة إلى أن فيتامين د، أفضل فيتامين يساعد في محاربة فيروس كورونا، وقد يقي من الإصابة بالمرض الفتاك، وفقًا للدراسة.

وكان هناك العديد من العلماء الذين أشاروا في وقت سابق إلى أهمية فيتامين د في الوقاية من فيروس كورونا، إلا أنه ظهرت بعض النتائج التي تقلل من قيمة "فيتامين أشعة الشمس" للعلاج والوقاية.

الأوراق العلمية، التي وجدت رابطًا بين الوقاية من كورونا، وفيتامين د، لم تكن محددة بشكل كافي، وليست نهائية، لكن دراسة جديدة قام بها باحثون إسرائيليون تقول أن لديها أكثر الأدلة حسمًا حتى الآن.

الانتقادات للأبحاث السابقة حول فيتامين د وعلاقته بكورونا

تعرضت الأبحاث السابقة لانتقادات بسبب النظر فقط في مستويات فيتامين (د) عندما يكون مريض كورونا في المستشفى بالفعل، حيث من المعروف أن كونك مريضًا يؤدي إلى انخفاض مستويات الفيتامين، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج مشوهة، وفقًا للنقاد.

للتغلب على هذا الانتقاد، نظر باحثون من جامعة بار إيلان الإسرائيلية ومركز الجليل الطبي، في سجلات المرضى لمدة تصل إلى عامين قبل تشخيصهم بـ كورونا.

ووجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من نقص مستمر في الفيتامين كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض حادة بنسبة تصل إلى 14 مرة، حتى بعد التكيف مع العمر وغيره من المشاكل الصحية الأساسية.

وقال العلماء إن النتائج التي توصلوا إليها ينبغي النظر إليها على أنها ضوء أخضر لمناهضي التطعيم للتوجه إلى المكملات بدلًا من اللقاح.

الدراسة الإسرائيلية

قام الباحثون بقياس مستويات فيتامين (د) في 253 مريضًا بالغًا من كورونا من أبريل 2020 إلى فبراير 2021.

ووجد الباحثون أن الذين يعانون من نقص فيتامين (د) كانوا أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا الحاد من المرضى الذين يعانون من مستويات عالية من فيتامين (د).

وقالوا إن الارتباط كان قويًا لدرجة أنهم تمكنوا من التنبؤ بنتائج مرضى كورونا، فقط من خلال العمر ومستويات فيتامين (د).

وأضافوا إن فيتامين د حيوي في مساعدة جهاز المناعة على الاستجابة بشكل صحيح للفيروس. لكنهم لم يتمكنوا من إثبات أن ارتفاع مستويات فيتامين (د) كان العامل الوحيد وراء تلك الاستجابة.

تصريحات حول الدراسة

يقول الدكتور أميل درور، أحد الباحثين الذين أجروا الدراسة، إن النتائج كانت أيضًا مهمة لمرضى أوميكرون مثلها مثل مرضى المتحورات السابقة، ويأتي على خلفية مجموعة من الدراسات التي تشير إلى أن "فيتامين أشعة الشمس" - الذي يتم الحصول عليه عادةً من ضوء الشمس - يمكن أن يساعد في الحماية من الفيروس.

أين يتوفر فيتامين د ؟

الفيتامين متوفر أيضًا بكثرة في الأسماك الدهنية واللحوم الحمراء والكبد وصفار البيض، وهو يعزز الصحة العامة ويقوي العظام والعضلات.

ويعد نقص فيتامين (د) مستوطن في الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر، حيث يُعتقد أن ما يقرب من أربعة من كل خمسة أشخاص يعانون من نقص في هذا الفيتامين.

تفاصيل الدراسة 

ونظرت الدراسة الإسرائيلية، التي نُشرت في مجلة PLOS One التي تمت مراجعتها من قبل هيئات علمية مستقلة، في المرضى خلال أول موجتين من الوباء في البلاد قبل انتشار تغطية اللقاح على نطاق واسع.

وقاموا بفحص مرضى كورونا بمتوسط ​​عمر 63 عامًا مقابل سجلات المستشفى السابقة الخاصة بهم لمعرفة كيف كانت سجلات فيتامين د طويلة الأجل الخاصة بهم.

من بين 1176 مريضًا تم قبولهم، تم اختبار 253 مريضًا مسبقًا لمستويات فيتامين د، مما يسمح للباحثين بفحص العلاقة بين نتائج فيتامين وكوفيد.

من بين هؤلاء، كان 52% يعانون من نقص فيتامين د، مع وجود أقل من 20 نانوغرام / مل من فيتامين في دمائهم، و14% لديهم مستويات غير كافية (20 إلى 30 نانوغرام / مل)، و17% لديهم مستويات كافية (30 إلى 40 نانوغرام / مل)، و16% لديهم مستويات عالية طبيعية (أكثر من 40 نانوغرام / مل).

وتوفي أكثر من ربع المرضى المصابين بنقص الفيروس (25.6%) بالفيروس، مقارنة بـ 2.3% في المجموعة ذات المستوى الطبيعي المرتفع.

تم العثور على نقص فيتامين (د) في 87% من المرضى الذين يعانون من مرض شديد و34 في المائة من المصابين بمرض خفيف أو متوسط.

نتائج الدراسة 

وجدت الدراسة أيضًا ارتباطًا بين نقص فيتامين (د) وكان ثابتًا بين أولئك الذين يختبرون انخفاض فيتامين بين 14 و730 يومًا قبل اختبار كورونا الإيجابي.

وقال الدكتور درور: 'لقد وجدنا أنه من الرائع أن نرى الفرق في فرص أن تصبح مريضًا شديدًا عندما تفتقر إلى فيتامين (د) مقارنة بأن تكون بحالة أفضل عند امتلاكك مخزون جيد من هذا الفيتامين".

وبشكل عام يساعد فيتامين د الأشخاص المُصابين بعدوى كورونا، نتيجة فعاليته في تقوية أجهزة المناعة للتعامل مع مسببات الأمراض الفيروسية التي تهاجم الجهاز التنفسي.

وقال إن النتائج لا تستند إلى بيانات غير كاملة أو معيبة كما هو الحال مع الدراسات السابقة.

وقال إنه يجب على الناس التفكير في تناول مكمل فيتامين د للمساعدة في تجنب النتائج السيئة للفيروس.

ماذا يفعل فيتامين د في الجسم ؟

يساعد فيتامين د على تنظيم كمية الكالسيوم والفوسفات في الجسم، وهذه العناصر الغذائية ضرورية للحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات.

ويمكن أن يؤدي نقص فيتامين د إلى تشوهات العظام مثل الكساح عند الأطفال، وآلام العظام الناتجة عن حالة تسمى تلين العظام عند البالغين، ويجب على الجميع التفكير في تناول مكملات فيتامين (د) يوميًا خلال الخريف والشتاء والتي يقل فيها معدل التعرض لأشعة الشمس.

يجب على الأشخاص المعرضين لخطر كبير لعدم الحصول على ما يكفي من فيتامين (د)، وجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 1 إلى 4 سنوات، وجميع الأطفال (ما لم يكن لديهم أكثر من 500 مل من حليب الأطفال يوميًا) تناول مكملات يومية على مدار العام.

الدراسات السابقة حول فيتامين (د) وكورونا

في يونيو 2021، أجرت جامعة ماكجيل في كندا دراسة حول علاقة كورونا بفيتامين د، حيث تناولت الدراسة ارتباط المتغيرات الجينية ارتباطًا وثيقًا بزيادة مستويات فيتامين (د) في أكثر من 4000 شخص تم تشخيص إصابتهم بكورونا، وأكثر من 1.2 مليون شخص غير مصاب من 11 دولة.

وأكد الباحثون أنه لم يكن هناك دليل يربط بين ارتفاع مستويات فيتامين (د) وانخفاض خطر الإصابة بكورونا، ومن بين أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، لم يكن هناك ارتباط بين ارتفاع فيتامين د وانخفاض احتمالية دخولهم المستشفى أو الإصابة بمرض شديد.

ولكن كان يعيب الدراسة أنها لم تشمل الأفراد الذين يعانون من نقص فيتامين (د)، لذلك لا تغطي ما إذا كان المرضى الذين يعانون من نقص يمكن أن يستفيدوا.

وفي دراسة أخرى أجرتها جامعة شيكاغو في مارس 2021، درس العلماء مستويات فيتامين (د) لأكثر من 3000 شخص في شيكاغو وما إذا كان هذا يزيد من خطر الإصابة بكورونا.

وقد وجد العلماء أنه عادةً ما يُعتبر 30 نانوغرام / مل من فيتامين د في الدم كافيًا. لكن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 نانوغرام / مل كانوا أكثر عرضة بنسبة 2.64 مرة للاختبار الإيجابي مقارنةً بأولئك الذين لديهم مستويات أعلى من 40 نانوغرام / مل.

وكان الانتقاد الوحيد للدراسة أنه من غير الواضح كيف يدعم فيتامين (د) وظيفة المناعة وهو مجرد ملاحظة؛ لذلك لا يمكن تحديد أن انخفاض فيتامين (د) يسبب زيادة خطر الإصابة.

وفي دراسة أجرتها كلية كينغز لندن في ديسمبر 2020، درس العلماء 372720 مستخدمًا لتطبيق Covid Symptom Study في المملكة المتحدة، الذين أبلغوا عن المكملات الغذائية التي كانوا يتناولونها في بداية الوباء.

ووجد العلماء أن النساء اللواتي يتناولن فيتامين د أو الفيتامينات المتعددة أو أوميغا 3 أو البروبيوتيك أقل عرضة للإصابة بـ Covid-19بنسبة تتراوح بين 9 و14 في المائة، وهذا يعني أنه إذا كان متوسط ​​خطر الإصابة بـ Covid هو واحد من كل 10، فإن أولئك الذين يتناولون المكملات قد يشهدون انخفاض مخاطرهم إلى حوالي واحد من كل 12.

وكان العلماء غير متأكدين تمامًا من النتائج، وقالوا إن الدراسة لم تثبت أن الحبوب تحمي النساء بالفعل، لكنها ربما كانت علامة على أنماط حياة صحية بشكل عام، حيث قال الخبير الذي قاد الدراسة إن على الناس ألا يبدأوا في محاولة حماية أنفسهم بالفيتامينات.

وفي أكتوبر 2020، أجرت جامعة كانتابريا بإسبانيا دراسة على 116 مريض في مستشفى Valdecilla، حيث وجد العلماء 82% يعانون من نقص فيتامين (د)، في حين أن 18% فقط لديهم مستويات كافية من المغذيات بفارق أربعة أضعاف، ولم يثبت البحث أن النقص أدى إلى تعرضهم للمرض بدرجة كافية للحاجة إلى رعاية في المستشفى.

وفي سبتمبر 2020 أجرت جامعة قرطبة باسبانيا دراسة على 50 مرضى في مستشفى يعانون من كورونا، حيث تم منحهم فيتامين د، وتمت مقارنة نتائجهم الصحية مع 26 متطوعًا في مجموعة ضابطة لم يتم إعطاؤهم الأقراص.

وقد وجد العلماء أن واحد فقط من بين 50 مريضًا احتاج إلى العناية المركزة ولم يمت أي منهم، كما تم إدخال نصف 26 من المصابين بالفيروس الذين لم يتناولوا فيتامين (د) في العناية المركزة فيما بعد وتوفي اثنان.

وكانت الانتقادات للدراسة أنها كانت على مجموعة صغيرة من المتطوعين، ولم يتم فحص مستويات فيتامين د لدى المرضى قبل القبول، ولم تؤخذ الأمراض المصاحبة في الاعتبار.

وفي سبتمبر 2020، أجرت جامعة شيكاغو اختبار على 500 شخص حول مستوى من فيتامين (د) لدى الأمريكيين، ثم قارن الباحثون مستويات المتطوعين مع عدد المصابين بفيروس كورونا.

ووجد العلماء ارتفاع معدلات الإصابة بـ Covid-19بنسبة 60 في المائة بين الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات "فيتامين أشعة الشمس".

ولكن لم يتحقق الباحثون من العوامل الأخرى، فمن غير الواضح ما إذا كان المتطوعون يعانون من نقص فيتامين (د) في وقت اختبارات فيروس كورونا، علاوة على ذلك لم يؤخذ في الاعتبار عمر الأشخاص ووظائفهم ومكان إقامتهم، وهي العوامل التي تزيد بشكل كبير من فرصة الإصابة بالفيروس.

وفي سبتمبر 2020، تعاونت جامعة طهران في إيران وجامعة بوسطن، في تحليل البيانات من 235 مريضًا في المستشفى مصابين بـ Covid-19.

ووجد العلماء أن المرضى الذين لديهم كمية كافية من فيتامين د - على الأقل 30 نانوغرام / مل - أقل عرضة للوفاة من المرض بنسبة 51.5 في المائة، كما أنهم أقل عرضة للإصابة بمرض خطير أو الحاجة إلى تهوية، وكان المرضى الذين لديهم الكثير من المغذيات يعانون أيضًا من التهاب أقل - وغالبًا ما يكون أحد الآثار الجانبية المميتة لـ Covid-19.

ولكن لم يتم تسجيل العوامل الأخرى، مثل التدخين، والوضع الاقتصادي الاجتماعي لجميع المرضى ويمكن أن يكون لها تأثير على شدة المرض.