رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«نتفيلكس».. منصة لنشر المثلية والتطبيع وغسيل دماغ العرب

بوستر فيلم أصحاب
بوستر فيلم "أصحاب ولا أعز"


مصادر سرية كشفت وجود صفقات تجارية ممولة للشركات الداعمة لـ«المثليين» في العالم

‏«الرقابة على المصنفات الفنية» لـ«النبأ»: الفيلم لبناني.. وليس لنا علاقة به أو سلطة عليه

محمود قاسم لـ«النبأ»: جهة مجهولة تتعاون مع الشبكة لإفساد الذوق العام.. وطريقة «المنح » هي الحل


‏"هدم قيم الأسرة المصرية"، و"الخروج عن المألوف وخدش الحياء"، و"مخالفة الآداب العامة"، كانت هذه التهم التي وجهت إلى فيلم "أصحاب ولا أعز"، الذي عُرض على منصة ‏‏"نتفيلكس" الإليكترونية، ليخلق حالة عارمة من الجدل في الساحة الفنية ولدى الرأي العام.‏

وانقسمت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي حول الفيلم، إلى فريقين؛ الأول يراه عاديًا ويدعم أبطاله ضم الهجوم اللاذع الذي ‏وجدوه، والثاني يجده انحلالًا أخلاقيًا ودعوى لنشر الشذوذ والفجور، لاسيما أنه يضم مشاهد جريئة وألفاظًا خارجة ويروج ‏للمثلية الجنسية، حتى وصل الأمر إلى مطالبة البعض من أصحاب الفريق الثاني، بالتدخل لمنع عرضه على الشبكة الرقمية.‏

الفيلم، الذي جاء بمشاركة كل من "منى زكي، وإياد نصار، ونادين لبكي، ودايموند عبود، وعادل كرم، وجورج خباز"، وحمل ‏توقيع المخرج وسام سمايرة، وكان باكورة الإنتاج العربي لشركة "نتفيلكس"، يعد النسخة العربية من الفيلم الإيطالي "‏Perfect ‎Strangers‏"، الذي صدر عام 2016، وهو ما كان سببًا في مضاعفة الهجوم عليه، لاسيما أنه منقول عن النسخة الأجنبية، ‏دون أي تغيير أو إبداع فيه.‏

كل هذه البلبلة لم تكن من نصيب صناع وأبطال الفيلم فقط، لكنها وضعت، أيضًا، شبكة "نتفيلكس" تحت المطرقة، وواجهت ‏اتهامات بتعمد أصحابها نشر أفلام "أقرب إلى الإباحية"، بهدف تقويض الثوابت الأخلاقية وتدمير الآداب التي تربى عليها ‏أجيالًا سابقة.‏

لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن المتضررين من الفيلم، من الذي يؤمنون بأن السينما يجب أن تكون "نظيفة"، ساروا ‏في خطواتهم الرسمية، محاولة منهم لمنع عرضه، إذ تقدم النائب مصطفى بكري، عضو البرلمان، بطلب إلى مجلس النواب، ‏بحجب "نتفيلكس"، مبررًا ذلك، في طلبه، بأنه يسعى لحماية الشباب من الفساد الأخلاقي الموجود بالفيلم، وفقًا لوصفه.‏

كما أوضح، في الطلب نفسه، أن روسيا قامت بحجب الشبكة، حفاظًا على قيم المجتمع، وأنه يجب، أيضًا، أن يتم اتخاذ هذه ‏الخطوة، في مصر.‏

وحول أقاويل أن الفيلم لبناني، ولا يستهدف المجتمع المصري، استند "بكري" إلى أحد المشاهد، التي ظهر فيها الأبطال وهم ‏يتناولون أكلة "الملوخية"، ضمن الأحداث، مشيرًا إلى أنها أكله مصرية أصيلة، وأن ذلك أكبر دليل على أنه يقصد المجتمع ‏المصري.‏

على النقيض من ذلك، قال الدكتور خالد عبد الجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، لـ"النبأ"؛ إن الهيئة ليس لها أي سلطة أو ‏علاقة بالفيلم، وإنه عمل لبناني من إنتاج عالمي، مؤكدًا على أنه لم يعرض في مصر، وأنه لم يتقدم أحد بمثل هذا الطلب من ‏الأساس.‏

وألمح بأن أي عمل قبل عرضه في مصر، فإنه يمر بشروط الرقابة، وأنه لا يمكن أن يتم عرض فيلم، يخالف المعايير ‏والأخلاقيات العامة.‏

والحقيقة أن هذه المرة لم تكن الأولى التي تقابل فيها "نتفيلكس" اتهامات مباشرة وصريحة، بالتخلي عن كل الضوابط والترويج ‏للشذوذ الجنسي والانحدار الأخلاقي، ما أثار العديد من التساؤلات، حول الهدف من وراء ذلك، وهل هو بدافع تحقيق أعلى ‏الأرباح أو التفوق على المنصات الأخرى، مهما كان الثمن، أم إنها لديها بالفعل أجندة معينة للإطاحة بالقيم الإنسانية في ‏المجتمعات العربية عامة؟!‏

فـالشبكة، التي انطلقت عام 1997، بدأت بتقديم خدمة عرض الأفلام على الإسطوانات الرقمية وتوصيلها للعملاء بالبريد، ثم ‏تطورت وقامت ببث الأفلام عن طريق الإنترنت، حتى توسع نطاق خدماتها إلى نحو 33 مليون مشترك، كان مسلسل "بيت من ‏ورق"، الذي عرض عام 2013، هو أول عمل لها، وجاء يركز على المثلية الجنسية.‏

وبعدها بسنوات قليلة، امتدت توسعات الشبكة حتى وصلت إلى أكثر من 100 دولة، وحاليًا أصبح أكثر من 150 مليون ‏مستخدم يتابعونها، حتى كشفت بعض المصادر السرية أن هناك صفقات تجارية ممولة، تتم في الخفاء، تحصل عليها الشبكات ‏والشركات الداعمة للحركة المثلية حول العالم، لتتضح الرؤية قليلًا.‏

وفي سياق متصل، فـهناك مؤسسات كبرى باتت تتحكم في منابر الإعلام، ومهمتها الأساسية هي عمل "غسيل دماغ" البشر، ‏وجعلهم يتقبلون فكرة وجود علاقات محرمة وشاذة بين المجتمعات العربية، وبالتالي، فهي تدعم أي منصات تروج لنفس أفكارها، ‏ماديًا ومعنويًا.‏

وهذا يعني أن الشبكة الأمريكية، تستغلها قوات الاحتلال الإسرائيلي، من منطلق أن "الفن" هو أبرز عناصر القوى الناعمة في ‏مصر، للترويج لثقافتهم وأفكارهم، التي تتعارض، بالطبع، مع ثقافة العرب، فهي في الغالب تكون موجودة داخل البيوت ومتاحة ‏أمام أغلب أفراد الأسر البسيطة، وبهذه الطريقة، يكون التأثير فيهم ليس بالأمر الصعب.‏

من جانبه، قال الناقد محمود قاسم لـ"النبأ" إن فيلم "أصحاب ولا أعز" يفتقد الحس السينمائي والإخراجي، وأنه مجرد محاولة لهدم ‏القيم وتقبل كل ما هو مرفوض من عادات وتقاليد، مشيرًا أن هناك جهة مجهولة تسعى لإفساد الذوق العام، بالتعاون مع شبكة ‏‏"نتفيلكس".‏

وتابع أن هذه الشبكة قدمت فيلم "الملاك"، عن "أشرف مروان"، صهر الرئيس جمال عبد الناصر، وأظهرته على أنه عدو ‏وجاسوس للموساد الإسرائيلي، في الفترة التي سبقت حرب أكتوبر عام 1973، وأنه كان في البداية يعرض للمشتركين فيها فقط، ‏لكنها بعد ذلك، فتحته للمشاهدة للجميع.‏

وأضاف "محمود" أن هناك تخوفات، حاليًا، من أن يحدث ذلك، مع "أصحاب ولا أعز"، مؤكدًا على أن مبرر حرية المشاهدة هو ‏مجرد خدعة من الشبكة تقدمها؛ للضحك على العقول، وأنها في النهاية تسعى لتنفيذ ما تراه في مصلحتها فقط.‏

وحول إمكانية حجب المنصة من مصر، أعرب الناقد الفني عن عدم اقتناعه بالمنع كحل للأزمة، موضحًا أن الأفضل من المنع ‏هو "المنح"؛ أي تقديم أفلام ومسلسلات أخرى جيدة ومحترمة، تواجه كل هذه الأعمال "المشينة" –على حد وصفه-.‏

وأنهى محمود قاسم حديثه قائلًا إن "نتفيلكس" وجدت طريقًا جديدًا لإقناع الكثيرين بأن الإسرائيلي ليس عدوًا، وأن الفلسطيني هو ‏الإرهابي، وأن وجود علاقة جنسية في حياة فتاة، لم يتجاوز عمرها الـ17 عامًا، بعلم والديها، حرية شخصية، وأن الشاذ ما هو ‏إلا إنسان له حقوق وواجبات، ويجب احترامه وتقبله.‏