رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل المخطط التركي الإيراني القذر لضرب أمن مصر المائي وتعطيش المصريين

سد النهضة
سد النهضة


كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن "النصر العسكري المذهل" الذي حققته القوات الحكومية في إثيوبيا يعود فضله لتزويد 3 قوى إقليمية بأديس أبابا بطائرات مسيّرة ضاربة.


وقالت الصحيفة إنه "بعد أن حقق رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد نصرا عسكريا مذهلا في وقت سابق من هذا الشهر، الذي أدى إلى انسحاب المتمردين (جبهة تحرير تيغراي) الذين هددوا بالإطاحة به، عزا الفضل لشجاعة القوات الإثيوبية".


وأضافت: "قال الزعيم المبتهج آبي أحمد، لقواته على جبهة القتال في كومبولتشا في 6 ديسمبر: إثيوبيا فخورة ببطولاتكم المذهلة، لقد كنا على ثقتنا عندما قلنا إن إثيوبيا لن تخسر أبدا".


هذا التقرير يؤكد على أن الحرب في إثيوبيا تم حسمها لصالح آبي أحمد، وبالتالي تثبيت حكمه، فما تأثير ذلك على مفاوضات سد النهضة لاسيما وأن آبي أحمد الذي كان معروفا بتعنته الشديد في هذه المفاوضات، وما هي السيناريوهات المتوقعة لحل أزمة سد النهضة، بعد أن يتحول آبي أحمد إلى بطل قومي في نظر الكثير من الإثيوبيين؟


دراسة خطيرة


كشفت دراسة علمية حديثة شارك فيها خبراء مصريون وأمريكيون، بينهم الدكتور محمد عبد العاطي وزير الري المصري وخبراء من جامعات أميركية ومصرية وهيئات دولية وجود هبوط أرضي بموقع سد النهضة الإثيوبي، ومشاهد وصورا كثيرة تكشف عن إخلال جسيم بعوامل أمان السد، وتؤكد أنه غير آمن نهائيا، حسب ما ذكره موقع «العربية نت».


وحللت الدراسة 109 صور ومشاهد في الفترة من ديسمبر في العام 2016 إلى يوليو 2021، باستخدام تقنية الأشعة الرادارية، وكلها تشير لعوامل إزاحة وتحرك مختلفة الاتجاهات في أقسام مختلفة من السد الخرساني وهو الرئيسي وكذلك السد الركامي"وهو المساعد"، ما ينذر بخطورة كبيرة، وسط توقعات بانهيار السد وتأثير ذلك على دولتي المصب.


وأوضحت الدراسة أن هناك تدفقات زائدة جدا على الناحيتين الشرقية والغربية لسد النهضة، وهي غير متساوية وغير متناسقة وهنا مكمن الخطورة، حيث كانت كبيرة عند الملء الأول، ثم زادت بصورة أكبر وخطيرة عند الملء الثاني، وهو ما يعتقد معه الخبراء الذين أجروا الدراسة أنه وراء إيقاف إثيوبيا للملء الثاني والاكتفاء بما تم تخزينه. ويبلغ في الملء الأول 5 مليارات و3 مليارات في الملء الثاني.


وكشف الخبراء الذين أجروا الدراسة أن السد خطر جسيم، وغير آمن نهائيا واستبعدوا تنفيذه واكتماله، أو تخزين 74 مليار متر مكعب كما تعتزم إثيوبيا، مشيرين إلى أن حجم النشاط الزلزالي أو الفوالق الأرضية تحت السد وجسمه كبير جدا وعلى درجة عالية من الخطورة، بل رصدت الدراسة وجود حركات أرضية في موقع السد وقبل وصول المياه إليه ما قد يمثل ضغطا هائلا على الطبقات الأرضية.


دول تدعم الحكومة الإثيوبية بالسلاح


يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الدول الداعمة لـ"آبي أحمد" تدافع عن مصالحها والقاهرة ترفض الموقف الأحادي، مشيرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية أكدت على عدم وجود حل عسكري للصراع في إثيوبيا، وطالبت الأطراف المتصارعة بالوصول لحل وسط يرضى جميع الأطراف، مشيرا إلى أن هناك دولا تدعم الحكومة الإثيوبية بالسلاح، لافتا إلى أن الحرب في إثيوبيا عطلت مفاوضات سد النهضة وأجلت التوصل لاتفاق في هذا الملف، وهذا يصب في صالح الطرف الإثيوبي، مؤكدا على أن هزيمة آبي أحمد أو انتصاره في الحرب الاهلية لن يغير الموقف الإثيوبي من قضية سد النهضة، موضحا أن سد النهضة مشروع قومي بالنسبة لأغلب الإثيوبيين.

ولفت إلى أن الصين دائما تدعم السلطات الرسمية ولا تتعامل مع الحركات الثورية أو المتمردة، لكنها في النهاية تتعامل مع الطرف المنتصر، من أجل الحفاظ على مصالحها، مؤكدا على أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تنحز لمصر في ملف سد النهضة كما يعتقد البعض، ولم تمارس أي نوع من الضغط على أديس أبابا، بل أنها منحتها فسحة من الوقت لبناء السد، مشيرا إلى أن تحويل إثيوبيا إلى بؤرة صراع جديدة بين أمريكا والصين لن يكون له أي تأثير على ملف سد النهضة أو مصالح مصر المائية.

عودة المفاوضات لنقطة الصفر


يقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن انتصار آبي أحمد سوف يؤدي إلى عودة المفاوضات لنقطة الصفر، لكن ربما يحدث بعض المرونة في الموقف الإثيوبي، لا سيما وأن الموقف الدولي يطالب بالعودة إلى المفاوضات، موضحا أن مصر مازالت تمارس سياسة ضبط النفس، وأنها مصرة على رفض الحل الأحادي..


وعن آخر تطورات العمل في سد النهضة، قال شراقي: "أجرت إثيوبيا التخزين الأول العام الماضى بحوالى 5 مليارات م3، والتخزين الثاني الذي لم يكتمل في يوليو الماضي بحوالي 3 مليارات م3، باجمالي 8 مليارات م3، ونتيجة زيادة الفيضان عن قدرة الممر الأوسط تم تخزين 2 مليار م3 بصورة مؤقتة، كان من الممكن الاستفادة منها فى توليد كهرباء، إلا أنه بعد انتهاء موسم الفيضان بنهاية شهر أكتوبر تم عبور الـ 2 مليار م3 المؤقتة دون استفادة".


وتابع: "ما زالت جميع البوابات مغلقة كما هو واضح من صور الأقمار الصناعية (Sentinel 2) التي تظهر تراجع حواف البحيرة "اللون الفاتح".


وأشار إلى أن إثيوبيا لم تتمكن من تشغيل أول توربينين المقرر لهما في أكتوبر الماضي، حيث أعلنت وزيرة الدولة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي الإثيوبية، حورية علي مهدي، أن إنتاج الكهرباء سوف يكون العام المقبل.


وأكد عباس شراقي أنه بهذا يكون التخزين الأول والثاني دون فائدة، فإذا أرادت اثيوبيا أن تكمل الأعمال الهندسية استعدادا للتخزين الثالث فسوف تفتح بوابتي التصريف اللتين تم فتحهما أبريل الماضي حتى منتصف أغسطس لتجفيف الممر الأوسط، ثم البدء في وضع الخرسانة لتعلية الممر الأوسط في فبراير القادم استعدادا لتخزين حوالي 10.5 مليار م3 عند منسوب 595 م لتخزين إجمالى 18.5 مليار م3، وهذا كان المستهدف تخزينه موسم 2020، ولكنه لم يتم حتى في 2021، وقد تضطر إثيوبيا إلى إبقاء الوضع الحالي كما هو دون تغيير في حالة استمرار الحرب الاهلية بين الحكومة الفيدرالية وإقليم تيغراى.


وأضاف، أن إثيوبيا من أكثر الدول معاناة من شدة انجراف التربة، فضلا عن أن مياه النيل الأزرق تنحدر بشدة من 1800 متر عند بحيرة تانا إلى 500 متر عند سد النهضة، مما يشكل فيضانات كبيرة، مشيرا إلى انتشار ظاهرة الانزلاقات الأرضية وتساقط الصخور بفعل التشققات والأمطار الغزيرة وقوة اندفاع المياه والطمي.


الصين غيرت ميزان المعركة


ويقول اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن انتصار آبي أحمد في المعركة سوف يجعله أكثر تعنتا في مفاوضات سد النهضة، مؤكدا على أن الدول التي تدعم آبي أحمد وتمده بالسلاح تدافع عن مصالحها، لافتا إلى أن الصين تسعى لضرب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في إثيوبيا بسبب موقفها من تايوان، والصين هي التي غيرت ميزان المعركة في إثيوبيا لصالح آبي أحمد من أجل مصالحها.