رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار «دليل الصحة» لتقييم جودة المستشفيات في مصر

المستشفيات
المستشفيات


كثيرًا ما تُطالعنا مواقع الإنترنت عند البحث عن أفضل المستشفيات في مصر عن مستشفيات مختلفة على اعتبار كونها الأفضل، لكن على أي أساس تأتي أفضلية هذه المستشفيات عن غيرها؟ .

وفقًا لوزارة الصحة فإنها أسسّت أول دليل للتحقق من جودة المستشفيات في عام 2006، ثم تطور هذا الدليل حتى وصل إلى ما هو عليه حاليًا والذي يعد نسخة متطورة تحتوي على معايير للتحقق من جودة المستشفيات وطرق قياسها واعتمادها ضمن منظومة الجودة والاعتماد.

ووفقًا للمعلومات المتاحة حتى الآن، فقد حصلت مستشفى 57357 على تقييم مرتفع جدًا من جانب المرضى والمتعاملين معها، على الرغم من بعض الشكاوى من طريقة التعامل معها من البعض الآخر.

أما أفضل 10 مستشفيات حصلت على تقييم مرتفع، وفقًا للمعلومات المتاحة، فهم مستشفى المركز الطبي للمقاولون العرب الذي تأسس عام 1981، وتبلغ سعته 350 سريرًا، يتم علاج أكثر من 20 ألف سنويًا، ومستشفى كليوباترا الذي تأسس عام 2014، وهي أكبر مجموعة مستشفيات خاصة في مصر، وتصل سعتها إلى أكثر من 700 سرير.

ومستشفى أصيل للرعاية الطبية في الغردقة، وبدأ المستشفى في عام 2010 كأول مركز متخصص لجراحة العظام في منطقة البحر الأحمر، والمستشفى السعودي الألماني بالقاهرة، الذي تأسس عام 2016 وتصل سعته إلى 300 سرير وهو متخصص في جراحات العظام والقلب. فضلًا عن مستشفيات مثل وقاية التخصصي والندى والسلام الدولي، بدرجات أقل.

ويعلق الدكتور محمد حسن خليل منسق عام مبادرة الحق في الصحة، إن معايير تقييم المستشفيات تعني أن كل مستشفى له ما يُشبه "كارت تعريف" وموقع إلكتروني، ومن خلال هذا الكارت والموقع تذكر المستشفى الحقائق الموضوعية عنها.

وتابع، أن هذه الحقائق تعد أحدى الأدلة على تقييم المستشفيات، وأبرز الأمثلة على ذلك هي عدد الأسرّة المتاحة والعنايات المركزية وحجم العمليات الجراحية التي أجرتها، ومدى دقتها وما إلى ذلك، إضافة إلى حجم وعدد الأطباء والتمريض والذي يكشف عن حجم العناية الطبية الموجودة في المستشفى.

ويُضيف خليل، أن عدد الأسرّة المتاحة يكشف عن حجم ونطاق المستشفى ومعدلات دخولها، موضحًا أن مثل هذه المعايير غير موجودة في مصر على الإطلاق إلا فيما ندر، حيث يتم تطبيق معايير مختلفة خاصة في تقييم المستشفيات الخاصة أبرزها درجة نظافة المستشفى، وطريقة تعامل المستشفى مع العميل وهذه طرق تجارية لا تمت بالصلة للصحة، فضلًا عن كونها معايير تقيس الشكل لا المضمون.

ويُشير منسق مبادرة الحق في الصحة إلى أن كل مستشفى يجب أن تكون لديها رؤية وتصور ولائحة السلوك الخاصة بها، وإجراءاتها إضافة إلى العمليات الجراحية المتخصصة بها، أو غيره، وهذه حقائق موضوعية يمكن القياس بها وعليها لتقييم المستشفيات.

من جهته، يقول الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أنه تم تعديل كتيب تقييم المستشفيات المصرية للمرة الثالثة، مؤكدًا أن هذا التعديل يعد استمرارًا للجهود التي بدأت في وقت سابق من القرن الماضي لتحسين خدمات الرعاية الصحية في البلاد، كما يعد تطوير هذه المعايير نتاجًا قيمًا للجهود التعاونية لممثلين من مختلف القطاعات الصحية في مصر، بما في ذلك، وزارة الصحة والسكان، والمستشفيات الجامعية، والمستشفيات المتخصصة والمستشفيات الخاصة، وتجرى حاليا إجراءات اعتماد دليل معايير المستشفيات من الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية.

وكانت الهيئة العامة للاعتماد والرقابة والصحية، أصدرت في 2019، أول دليل لمعايير الاعتماد المصرية للمستشفيات، والذي يأتي كخطوة أصلية نحو الإصلاح الشامل للرعاية الصحية في مصر، وتم تطوير هذه النسخة من المعايير للمرة الثالثة.

ويوضح إسماعيل، أن دليل معايير المستشفيات يقع في أربعة أقسام رئيسية تحتوي على 16 فصلًا متخصصًا، تتوزع بها 355 معيارا بأكثر من 1100 عنصر ومتطلب للتقييم، حيث تتعلق 62% من المعايير بسلامة المرضى والرعاية التي تتمحور حول المريض، و38% من المعايير تتعلق بفعالية العلاج وكفاءة استخدام الموارد والعدالة في التطبيق.

ويُتابع، أن الدليل يتناول المعايير الرئيسية لتقييم المستشفيات من منظورين مختلفين رئيسيين؛ المنظور الذي يركز على المريض والمنظور الذي يركز على المنشأة، حيث يتبنى كل قسم من القسمين الرئيسيين من الكتاب أحد هذين المنظورين.

كما يُناقش الدليل بالتفصيل الحد المقبول لمتطلبات اعتماد المستشفيات، فيما يناقش القسم الثاني "المعايير المتمحورة حول المريض" ويعتمد نموذج الرعاية التي تركز على المريض لضمان استجابة المنشآت الصحية لاحتياجات المرضى، وفقًا رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية.

ويكمل، أن القسم الثالث من الدليل يُسلط الضوء على "المعايير المتمركزة على المنشأة" الضوء على العديد من الجوانب اللازمة لمدى ملائمة مكان العمل لتوفير رعاية صحية آمنة وفعالة وذات كفاءة؛ وهي تعتمد على مفاهيم عالمية في هذا السياق.

ويؤكد إسماعيل، أنه لأول مرة في مصر يتم تعديل آلية التقييم ليصبح تقييم الالتزام بالتطبيق العملي للمعايير ما بين 50% إلى 80% من درجات التقييم بينما ينحصر نصيب الأوراق والوثائق من التقييم بين 20% إلى 50% فقط مما يدفع المنشآت الصحية نحو الالتزام بالتطبيق العملي للمعايير والتي تنعكس بشكل مباشر على سلامة المرضى وجودة الخدمات المقدمة لهم.

ويلفت إلى حصول نسخة معايير اعتماد مراكز الرعاية الأولية على تقييم ٩٩٪ من الجمعية الدولية للجودة تمهيدًا لحصولها على شهادة الاعتماد الدولية وبناءً عليه جار الانتهاء من الإصدار الثاني لمتطلبات تسجيل مراكز الرعاية الأولية بما يتماشي مع المعايير المعتمدة.

ويؤكد إسماعيل، أنه تم تسجيل 2415 من أعضاء المهن الطبية، واعتماد 17 منشأة طبية ما بين مستشفيات وصيدليات عامة، فضلًا عن تسجيل 69 منشأة طبية ما بين مستشفيات ومراكز رعاية أولية ومعامل ومراكز طبية بإجمالي 86 منشأة.