رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تحرير أسعار الأسمدة وإفلاس الفلاح

علاء الخضيرى
علاء الخضيرى

"ما أحلاها عيشة الفلاح، متهنى ومرتاح" كانت هذه الأغنية من الزمن الجميل الذى يبدو أنه ولى بغير رجعة ، وأصبح الفلاح يعيش في حالة من البؤس والفقر، ومعظم الفلاحين هجر الزراعة وباع الأرض لتزرع بالخرسانة المسلحة والبيوت فالأرض على رأى فلاحين بلدنا "مش جايبة همها".

اكتب هذا بمناسبة القرارات الأخيرة بزيادة سعر الأسمدة إلى 4500 جنيها للطن، رغم أن مصر لديها إنتاج وفير من الأسمدة وتصدر كميات كبيرة منها إلى الخارج. 

حيث تم رفع سعر شيكارة السماد أو الكيماوي بلغة الفلاح اليوريا بـ235 جنيها والنترات ب240 جنيها وكانت تباع ب135 جنيها، ونجحت الشركات فى إخضاع الحكومة للزيادة وليس العكس له أن عطشت السوق وخفضت معدلات التوريد ‘لى الجمعيات التعاونية الزراعية وجعلتها بالفطارة ووصل سعر الشيكارة فى السوق السوداء إلى 450 جنيها واضطر الفلاحون إلى الشراء لأنهم فى موسم الزراعة حتى لا يضيع المحصول وهنا نذكر أنه قد بح صوتنا من قبل أن المستثمرين يهمهم جنى الارباح فالمال بلا قلب ولا وطن وقد بيعت شركات حيوية واسترتيجة مثل الى قير للأسمدة بتراب الفلوس 

ورغم أن وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الدكتور السيد القصير بذل مجهودات كبيرة لتوفير الأسمدة فى الجمعيات إلا أن جهوده ذهبت سدى بسبب تعنت الشركات وبعضها يتبع وزارة البترول والتى تعالت بزيادة أسعار الطاقة والغاز وتفضيلها للتصدير بالعملات الأجنبية وكان يجب أن تصدر الحكومة المصرية قرارا برفع رسوم التصدير لتجبر الشركات على ضخ كميات أكبر تكفى السوق المحلي والزامهابالتوريد للجمعيات الزراعية في توقيتات محددة حسب موعد زراعة المحاصيل

إننا منذ سنوات طويلة ونحن نكتب لكن حكومتنا ودن من طين وأخرى من عجين ،لا تسمع وإذا سمعت لا تريد أن تفهم لان بعض الوزراء فى زمن مبارك كانوا أصحاب بيزنس ورجال أعمال وسوقوا بصورة كبيرة لبيع القطاع العام بل وخسروه ليباع بسعر زهيد والغريب أن الشركات التي بيعت اولا فى نظام الخصخصة كانت الشركات الناجحة والتى تحقق مكاسب وليست الشركات الخاسرة ،ونحن هنا لاتريد لعجلة الزمان أن تدور بل نذكر أن اليوم هو ابن الامس وقد وصلنا إلى النتيجة المستثمرين وجنى الارباح وذبح الفلاح بسكين بارد من تجار الأسمدة والذين يبيعون السماد للفلاح المصري بنفس سعره للفلاح الأوروبي رغم الفارق الشاسع بينهما 

ولك أن تعرف أن أمريكا أم الرأسمالية فى العالم تقدم دعما كبيرا للفلاح وكذلك  استراليا والغرب الأوروبي بينما هنا في مصر تعتبر الفلاح بدعم سعر  السماد على الحيازة حتى يتمكن من انتاج المحاصيل الزراعية وتوفير الغذاء للمواطنين وهى مسألة أمن قومى وليست رفاهية

لقد رفعت الحكومة  سعر توريد القمح للعام الجديد إلى 865 جنيها لتشجيع الفلاحين على زراعته في ظل ارتفاع كبير في الأسعار العالمية جعلت مصر تؤجل مناقصة عالمية لشراء القمح اكثر من مرة ،لكن هذه الخطوة تلاشت مع ارتفاع أسعار الأسمدة وملحقاتها من التقاوى والمبيدات.

إن الفلاح المصري هو الذى يطعمنا ويوفر لنا الغذاء ويجب أن ندعمه بكل طاقاتنا فلا مستقبل لهذا الوطن بدون فلاحيه ومزارعيه الذين لا يقلوا أهمية عن الجنود الذين يدافعون عنه فلولا فاس الفلاح لسقط ساعد الجندى ،
ارفعوا  الظلم عن الفلاح المصري وانهضوا به تنهضوا بهذا الوطن.