رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ناس لَبَطَ!

حمدي رزق
حمدي رزق


فى تفسير شعبوى، كلمة «لَبَطَ»، مشتقة من «لا» بمعنى كتير و«بات» يعنى «رجل الإنسان»، أى أنها لفظة تعنى حرفيًّا «كتير الرجلين» أى كثير الجرى والتنطيط.. هذا ما جادت به محركات البحث الإلكترونية فى وصف الناس اللَبَطَ، وهؤلاء يمرحون فى الطرقات، ويخالفون التعليمات، ولا يمشون على الرصيف، ويتفننون فى الخروج على القانون أى قانون، لا يرتدعون، ولا يخشون، ولا يبالون، عدميون بالفطرة.

اللَبَطَ من الموظفين، قلة نادرة، سايقين الهبل على الشيطنة، يخادعون، الحكومة تقول ممنوع لغير الملقحين دخول الدواوين، يمارسون لَبَطًا، يراوغون، يتهربون، يناورون، ويزوِّرون شهادات التلقيح.



طائفة من الموظفين «اللَبَطَ» يلتفون على القرارات الحكومية بحتمية تلقى اللقاح، يتهربون بشتى الطرق غير المشروعة، مع أن تعاطى اللقاح أيسر وأسهل وبالمجان، ولكنهم «ناس لَبَطَ» يلابطون، اللَبَطَ كالأذية طبع، واللَبَطَ سياق، وطريقة ومنهج متبع.

الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، الله يكرم أصله، قطع الطريق على هؤلاء «اللَّبَطَ» وشدَّد: لا يمكن تزوير شهادات «كيو آر كود» الخاصة بإثبات التطعيم بلقاح كورونا من عدمه، واللجوء لتزوير شهادات التطعيمات الورقية أو الخاصة بـ«كيو آر كود» يعرِّض الشخص المُزور (اللَّبَطَ) لإجراءات قانونية وعقوبات صارمة؛ وفقًا للوائح والمواد المختصة بذلك.

اللَّبَطَ من الموظفين لا يأبهون بمثل هذه تهديدات، ويتحايلون، ويخرقون خصائص شهادة تطعيم كورونا المحصنة، متن الورق المطبوع به الشهادة، العلامة المائية الموضوعة على الشهادة، رمز «qr code» الموجود بالشهادة، الختم الرسمى بالوزارة لا يبهت أو يتلاشى من على الشهادة.. محتاجة جنى مصور لتزويرها!!

تحتاج إلى تحليل نفسى للوقوف على ظاهرة «اللَّبَطَ» التى تشيع بين فئة من الموظفين الرافضين لتلقى اللقاح، لماذا يرفضون، ويلابطون، ولا يرعوون للتعليمات الوزارية، وقبلها الأمر يحتاج إلى كشف عصابات تزوير الشهادات فى المستشفيات ومراكز تلقى اللقاح، الدولة تنفق من لحم الحى مليارات لجلب اللقاحات، وناس لَبَطَ، تخترق المنظومة تحت حجج واهية، وظنون موهومة!.

اللَّبَطَ فى المسائل الصحية خطر محدق، اللَّبَطَ خطر على غيره من الموظفين والمتعاملين من الجمهور، ومنعه بالقانون ضرورة صحية.

أحد أهم أسباب العدوى المنتشرة الناس اللَّبَطَ الذين يحتالون على الفيروس، تخيل يراوغون الفيروس ويزوّغون من التطعيم، يخيل لهم أنهم يخدعون الحكومة والفيروس فى آن.. ويضحكون ويسخرون.

الشدة فى تطبيق المنع، ودون أعذار و«معلش» وآخر مرة، دون صرامة فى المنع لن تجدى احترازات وزارة الصحة، والوباء مخيم، ومهدد، وخطر مع دخول شهور الشتاء الباردة.

ممكن نبطل «لَبَطَ» فيما يخص الوباء، ونتلقح بالمجان، لا يُتخيل عقلًا أن ٣١ مليونًا جرى تطعيمهم باللقاح ولم تحدث أعراض جماعية ولا فردية، واللقاح عالمى بمواصفات دولية.. كفى عبثًا فى وضع جدِّ خطير.. استقيموا يرحمكم الله!.

نقلا عن "المصري اليوم"