رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

نقاش التطوير

عمرو الشوبكي
عمرو الشوبكي


تلقيت العديد من الرسائل عن عملية تطوير الأحياء، اخترت اثنتين منها لعرضهما على القارئ الكريم: الأولى من الأستاذ أحمد أبوشادى وجاء فيها:

عمودكم عن تطوير الأحياء والتخطيط العمرانى حديث يُدمى القلوب، ورقابة الصحافة غائبة مع انشغالها بالشأن السياسى والاقتصادى على حساب أحوال الناس وهمومهم الحياتية التى تفضلتَ بطرح بعضٍ منها.

اسمح لى أن أسوق بعض الأمثلة من محيط سكنى فى مدينة زايد.

بدأت هذه المدينة العامرة بمنحة كريمة من الشيخ زايد آل نهيان منذ نيفٍ وعشرين عامًا بمساكن شعبية أطلقت عليها الدولة عمارات الشباب، ثم تلقف القطاع الخاص الواعى الفرصة وأنشأ واحدة من أجمل ضواحى القاهرة وأكثرها تنظيمًا، ملتزمًا بقواعد البناء ارتفاعًا وكثافة، مع الفصل بين ما هو سكنى، وما هو تجارى وإدارى، وبإشراف جهاز تعمير المدينة.

للأسف الشديد وكما يحدث عندنا دومًا «الحلو ما يكملش».. فمنذ سنوات قليلة تولى جهاز التعمير بنفسه خرق القواعد التى وضعها، وسمح بإنشاء أبراج عديدة سكنية إدارية وترفيهية وسط الكتلة السكانية.

كما جرى تحويل محور أكتوبر، وهو الشريان السريع المزدحم دومًا بآلاف السيارات، إلى مول تجارى مفتوح، يزدحم بمئات المطاعم والكافيهات والمحال، مما يشوه الطريق ويعطل حركة المرور، ويتسبب فى كثير من الحوادث، وسمح بأنشطة تجارية مماثلة على وصلة دهشور التى تربط أكتوبر وزايد والأحياء المحيطة بطريق إسكندرية الصحراوى.

كما يجرى حاليًا بالتخطيط لشق طرق كبرى تربط توسعات زايد الجديدة بالطريق الصحراوى على حساب حدائق فاكهة ومزارع زيتون ومناطق زراعية استُصلحت خلال نصف قرن من الكد والعناء.

كما تفضلتم العائد المادى والسعى لزيادة الدخل ليس أمرًا مرفوضًا، طالما لا يجىء على حساب التخطيط العمرانى السليم، الذى يحقق أهداف كافة المستفيدين على المدى الطويل.

أردت مشاركتكم تجربتى وتجربة جيرانى الغاضبين فى الشيخ زايد، والذين بُحت أصواتهم احتجاجًا ومعارضة للعشوائيات التجارية التى تُطْبق على مدينتهم الجميلة.

أما الرسالة الثانية فجاءت من الدكتور محمد طنطاوى، وقال فيها:

لا يبدو أن هناك خطة أو استراتيجية تتبناها محافظة القاهرة من أجل التطوير. فعلى حد علمى، لم أجد ما يشير على موقع المحافظة على الإنترنت أو فى أى من أدبياتها العامة (الإعلانات، الإخطارات... إلخ)، إلى وجود حتى رغبة فى الاستماع إلى وجهات نظر أخرى قبل المضى قدمًا فى «التطوير».. ناهيك عن خطة أو استراتيجية عامة أو مفصلة تُقدّم لأصحاب المصلحة الرئيسيين (سكّان الأحياء) عن فلسفة التطوير وسير الأعمال.

لا غرابة إذًا أن يستيقظ سكان أى حى فى مصر، ويستوى فى ذلك الراقى أو الشعبى، ليجدوا شجرة معمّرة اقتُلعت، أو مبنى أثريًا أو تاريخيًا كان علامة على الحى قد اختفى، أو جسرًا اخترق شرفة إحدى الوحدات السكنية.

باختصار: فتّش عن الاستراتيجية والرؤية.

[email protected]

نقلا عن "المصري اليوم: