رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

انتحار المرأة خوفًا لا يعفي من ابتزها من المسئولية الجنائية

اللواء أحمد طاهر
اللواء أحمد طاهر نور الدين

لم تتحمل موكلتي خيانة صديق لها فقد كانت كل جريمتها أنها أعجبت به من خلال عالمها الإفتراضي على شبكة الإنترنت، فقد كانت تثق فيه يومًا ما، إلا أنه وفي لحظة غادرة من عمر الزمن تحول هذا الصديق إلى عدو كاره، نتيجة رفضها لمحاولاته المستمرة للسيطرة عليها واستعبادها.

فقام بإرسال صورها ومحادثاتهما معا لأصدقائها المقربين كتهديد مبدأي في محاولة لإرهابها فكان ذلك تشهيرًا يعاقب عليه، وهدد بإرسال ذات المحتوى لوالدها الرجل ذو المنصب المحترم وشقيقها الأكبر مالم تستحب لرغباته الشاذة.

فعاقبت نفسها بالموت وفضلت الإنتحار وترك الحياة على أن تواجه الفضيحة والإنكسار.

حاولت الوقوف بجوارها بقوة والعمل على دعمها وأفهمتها أن الأمر بسيط وإنها ضحية مريض نفسي وأن مصارحة الأهل أمرًا مهم أفضل بكثير من الخوف والرضوخ لذلك المريض.


حاولت إفهامها أننا قادرين على حمايتها بهدوء وسرية كاملة والوصول للمُبتز والتعامل معه ووقف الضرر بقوة وبالقانون، إلا أنها أختارت الهروب بالرحيل وسيظل الخوف والرعب يحكم النساء بإعتبار أنهن الحلقة الأضعف في تلك المعادلة. 

وسيظل المرضى النفسيين ينتهزوا ضعف النساء التائهات على صفحات الإنترنت ويتصيدوا أخطائهن بلا رحمة.

ظن المبتز أن الأمر أنتهى برحيل ضحيته ولكن سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده باعتباره السبب الرئيسي في إنتحار الضحية وذلك لقيامه بإرهابها وإكراهها معنويًا ونفسيًا  والتشهير بها وإبتزاها؛ مما دفعها لقتل نفسها نتيجة ما قام به من ضغوط لم تتحملها.

المصارحة في مثل تلك الأمور وعدم الخوف أفضل بكثير من العيش تحت رحمة المُبتز في رعب وإنهيار نفسي قد يؤدي بعواقب لا داعي لها أبدًا ونصوص القانون صريحة وقادرة على حماية ضحايا الجرائم الإلكترونية.

ناقوس خطر يجب أن نطلقه للأسر المصرية والعربية حتى لا تتكرر مثل تلك المصائب الإنسانية أتمنى أن يصل للجميع.