رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مرصد الأزهر: قضايا الإسلام أصبحت جزءًا من مشاكل الحياة اليومية في ألمانيا

مركز الأزهر العالمى
مركز الأزهر العالمى للفتوى

أكد مرصد الأزهر أن ألمانيا على أعتاب انتخابات برلمانية حاسمة تنطلق اليوم، وتحتدم فيها المنافسة بين الأحزاب الألمانية لتحديد من يخلف المستشارة أنجيلا ميركل، التى سيطرت على المشهد السياسى الألمانى طوال مدة 16 عاما، حيث يجرى السباق لانتخاب قيادة جديدة لأحد أهم العواصم الأوروبية والعالمية؛ فألمانيا من كبريات الدول المؤثرة عالميًّا على المستوى الاقتصادى والسياسي.

 

وأضاف المرصد في بيان اليوم، أن ثلاثة أعلنت أحزاب عن تقديمها مرشحين لمنصب المستشارية؛ وهي: ائتلاف حزبى المسيحى الديمقراطى (CDU) والمسيحى الاجتماعى (CSU) الذى تنتمى إليه المستشارة أنجيلا ميركل، ومرشحه هو أرمين لاشيت Armin Laschet (CDU) حاكم ولاية شمال الراين- وستفاليا الحالي، والحزب الاشتراكى الديمقراطى (SPD) ومرشحه أولاف شولتس Olaf Scholz، وزير المالية ونائب المستشارة فى الحكومة الائتلافية الحالية، وثالثًا حزب الخضر (Die Grünen) ومرشحته أنالينا بيربوك Annalena Baerbock، التى تتولى رئاسة الحزب منذ 27 يناير لعام 2018.

 

وتابع المرصد أن هناك تغييرًا وتطورًا كبيرًا طرأ على الساحة الألمانية، وهو أن قضايا الإسلام والمسلمين أصبحت جزءًا من مشاكل الحياة اليومية فى ألمانيا، وهو ما انعكس على برامج الأحزاب بالسلب (مثل برنامج حزب البديل من أجل ألمانيا) وبالإيجاب، بنسب متفاوتة، فى برامج الأحزاب الأخرى، وبشكل عام حصرت البرامج الانتخابية للأحزاب قضايا المسلمين فى قضيتين أساسيتين؛ وهما مكافحة الإسلاموية والعداء للإسلام (الإسلاموفوبيا)، غير أن مشاكل المسلمين الحياتية لم تحتل المكانة المناسبة لها فى البرامج الانتخابية للأحزاب، وإن كانت بعض الأحزاب عالجتها ولكن بشكل مقتضب لا يتناسب مع حجم المشكلة على أرض الواقع ودون تفصيل فى آليات المعالجة.

 

ويظل وضع المسلمين تحت طائلة الشك العام، والذى يستثمر فى تغذيته اليمين المتطرف بكل قوة، المشكلة الأبرز التى تواجه المسلمين فى حياتهم اليومية، وعلى أثرها يتعرض الكثير منهم للتمييز والعنصرية فى شتى مجالات الحياة (الدراسة، والعمل، والسكن، والشارع).

 

ولذا يأمل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من الحزب أو الائتلاف الحزبى الذى سينجح فى الانتخابات أن يعمل على السيطرة على هذه الإشكالية من خلال تشريعات وقوانين واضحة تدعم مكافحة التمييز بحق المسلمين فى الوظائف وشتى مجالات الحياة العامة وتجرم خطاب اليمين المتطرف العدائي، ومن الناحية الأخرى يدعو المرصد المسلمين فى ألمانيا إلى المشاركة فى القضاء على هذه الظاهرة السلبية من خلال الاندماج الواعى والبنّاء فى المجتمع، ومن ثم المشاركة بقوة فى الانتخابات وكل الفعاليات السياسية والاجتماعية.