رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الأسباب الحقيقية لنجاح ثورة 30 يونيو وسقوط الإخوان

ثورة 30 يونية
ثورة 30 يونية

في يوم 30 يونيو عام 2012 جاء محمد مرسي الي سدة الحكم بفارق ضئيل عن منافسه أحمد شفيق، ورغم تخوف اغلبية المصريين من سياسات مرسي ونيته أخونة الدولة، إلا أنهم فضلو ان يكونوا حسن النية معه حتي يثبت العكس، تكلم مرسي عن مشروع النهضة عدة مرات في أحاديث تليفزيونية ولم يوضح ما هو مشروع النهضة، وماذا سيقدم للشعب باكمله، وكانت من اسباب سقوطه العمل علي جماعة معينة أو فئة دون بقية الشعب  حاولت السيطرة علي مفاصل الدولة مما اعتبره البعض سطو مسلح علي الدولة.

الأعلان الدستورى
أصبح الفتور المسيطر علي علاقة مرسي بالمصريين، والصدام الذي اشعل الأزمة هو صدور إعلان دستوري في نوفمبر 2012، حصن فيه قرارته من الطعن عليها، وعين فيه نائب عام جديد بالمخالفة للقانون، وجاء في هذا الإعلان أنه لايجوز لأي جهة قضائية حل مجلس الشوري او الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور ما اعتبر إنهاء لعمل القانون في الدولة المصرية، بينما قال مرسي انها مادة لحماية الوطن وامنه، ونصت كذلك علي ان 
الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات الصادرة عن رئيس الجمهورية تكون نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن عليها، مما يخالف المبدأ القانونى القائل لكل إنسان قاضي، وحق اللجوء للقضاء حق لجميع المواطنين، أمر لابد منه ومنصوص عليه في كافة دساتير العالم، مما جعل القانونين يؤكدون أن احتواء الإعلان الدستوري علي هذا النص يعتبر أمر للشعب المصري بالسمع والطاعة لأوامر جماعة الاخوان، في حين أن حديثهم الدائم كان عن الديمقراطية.

اعتصام الاتحادية وشهيد الصحافة
بدأت الأزمة تشتعل ليس فقط مع القضاة والقانونين، وانما مع شريحة كبيرة من المصريين الذين اعتصموا أمام قصر الاتحادية اعتراضاً عليه، واعتبروه انه ليس رئيسا لكافة المصريين، وتوجه انصار مرسي وشباب الاخوان لمكان الاعتصام وقاموا بالتعدي علي المعتصمين بالاسلحة البيضاء، واعتبروا ذلك انه لا مجادلة لهذا النظام ومن يعترض سيكون عقابة من المرشد، واسفرت الأحداث عن  استشهاد الصحفي الحسيني ابو ضيف علي يد ميلشيات الإخوان.

الأجندة الخارجية
أجندة مرسي الخارجية كانت تهدف للتقرب من قطر وتركيا 
والسعي الي إعادة العلاقات مع إيران ودعم التعاون مع حماس، وخلال عام من حكمه زار انقرة وطهران مما اعتبره السياسين مخطط جديد لرسم خريطة الشرق الأوسط الجديد بتعليمات أمريكية وصهيونية، بينما كان النظام مؤيدا للجماعات المتطرفة والإرهابية في أفريقية والنظام السوداني نظرا لوجود اتجاه اخواني لديهم، مما اعتبره البعض عودة للخلافة العثمانية علي يد أردوغان، وكان هناك اتصالات  غير معلنه لقيادات حماس دون بقية الفلسطنين وسمح لهم بالتواجد في شمال سيناء واعتبارها ولاية.

سد النهضة 
دعي مرسي بعض الفصائل الاجتماع لمناقشة ازمة سد النهضة الأثيوبي، وبث الاجتماع علي الهواء مباشرة، وتناول علي العامة أمور خاصة اساءت إلي سمعة مصر ومكانتها في القارة الأفريقية وأزمت من أزمة السد مما جعل المتخصصين يعتبرونه إضرار بالمصلحة العامة المصرية، وعدم انضباط، وكان لذلك أثرا سلبيا علي العلاقات المصرية، بالدول الافريقية بصفة عامة واثيوبيا بصفة خاصة، هذا بالرغم من قول مرسي في العاصمة الإثيوبية "اديس ابابا" أنه ليس كل ما يعرف يقال، إلي جانب تصريح مرسي الغير سياسي بأنه أمام كل انتقاص كوب ماء سيكون مقابل له كوب من الدماء وتهديده بالقتل والحرب.

الصحافة 

علاقة مرسي بالصحافة والإعلام كانت متوترة منذ اللحظات الاولي لتوليه الحكم حيث قدم 600 بلاغ ضد صحفيين وإعلاميين بتهمة إهانة الرئيس، إلى جانب حالات انتهاكات كثيرة ضد صحفيين،  ومن ابشع هذه الجرائم استشهاد الحسيني ابو ضيف بالاضافة إلي محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، 
وفي نفس الوقت كان الاعلام والصحافة يكشفان فكر الاخوان الذي يعتبر مصر ولاية تابعة لتنظيم الاخوان من ضمن عدة ولايات، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بالتحريض علي العاملين في مدينة الإنتاج الإعلامي واعتصموا بمدينة اكتوبر وحاصروها 

الثقافة 
مع تعود المصريين ان يصطدم مرسي مع أحدى الفئات كل فترة، كان من الطبيعي ان يكون هناك صدام مع المثقفين، بدأت الازمة بتعيين الاخوانى علاء عبد العزيز وزيرا للثقافة وبدأ وضع الكوادر الاخوانية في الوزارة، ما استثار المثقفين والفنانين وجعلهم  لا يصمتون وقاموا بعمل اعتصام مفتوح أعلنوا فيه سحب الثقة من مرسي ردا علي محاولة أخونة الوزارة، وتعهد المعتصمون بأستمرار الاعتصام حتي يلتحم بحركة الشعب التي كان مقررا لها الإنطلاق في 30 يونيو 2013، وخلال 55 يوم لم يدخل الوزير الإخواني الوزارة وكانت تقام عروض فنية  في الشوارع المحيطة للوزارة والاوبرا.

أزمة الوقود والطاقة 
أصبح انقطاع الكهرباء بشكل دائم وصل إلي 12 ساعة يومياً، وأزمة خانقة في أنابيب البوتجاز وعدم توافر البنزين والسولار وزادت عمليات تهريب السولار، وتعطلت المصانع بسبب شح المازوت، وشهدت البلاد من اقصاها إلي ادناها أزمات، اشتدت في عهد محمد مرسي يوما بعد الآخر واصبحت الطوابير أمام محطات الوقود ومستودعات البوتجاز، وتعامل مرسي مع هذة المشاكل بشكل سطحي واتهم الموظفين الحكوميين، بدلاً من حل المشكلة واستبدال الشبكات المتهالكة مما ادي الي تأخر النمو الإقتصادي، وزيادة الأنفاق وبدأ الاقتراض من دولتى قطر وتركيا، وبديون قصيرة الأجل، مما تسبب في ضغوط إقتصادية، واخذ يمدح في قطر وتركيا ليس حبا لهم بل رغبة في اقامة وتقوية جماعة الاخوان.

تمرد 
بدات تمرد في إبريل 2013 ودعت لسحب الثقة من مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ونجحت في تجمع 200 الف توقيع عقب أسبوع من تدشينها، ووصلت التوقيعات في مايو الي نحو 2 مليون توقيع، واعلنت الحملة في 29 يونيو 2013 جمع 22 مليون توقيع، وكانت الأستجابة لحملة تمرد نتيجة طبيعة للسياسة المتبعة من قبل الجماعة، ووعي الشعب المصري بان المستقبل الدولة المصرية في خطر، واصبح مبدأ الدين لله والوطن للجميع في خطر في ظل هذا الحكم، 
وكان تمرد علي الاستبداد السياسي والاستبداد الديني هذا كان الي جانب الفعاليات التي قام بها العديد من الفئات في الشوارع المصرية.
 
ثورة 30 يونيو
 دعت القوي الوطنية لتظاهرات بعد تزايد صدام مرسي مع مؤسسات الدولة، وطالب المتظاهرين برحيل مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وحشدت جماعة الإخوان افرادها للتظاهر اعتراضا علي دعوات 30 يونيو وفي تقديرات الوكالة العالمية منها وكالةcnn أن 30 مليون مواطن مصري خرجوا إلي ميادين مصر  للتعبير عن رفضهم لنظام الاخوان خرج المصريون لفتح صحفات التاريخ من جديد يطالبون مطلب واحد غير قابل للتفاوض لا للدولة الدينية لا للدولة الاستبدادية ونعم للدولة الديمقراطية، بينما خرج بعض قيادات الجماعة بتوعدون المؤيدين  ل 30 يونيو، ويؤكدون انهم سيسحقون من يخرج من منزله في هذا اليوم، وخرج بعض الدعاة المحسوبين علي الإخوان يدعون علي الخارجين في هذا اليوم، وأصبح هناك نموذج يحتذي به للشعوب القادرة علي صناعة مستقبلها.

الشرعية الاخوانية 
اصدرت القوات المسلحة بيانا في أعقاب تظاهرات 30 يونيو أكدت فيه أنها لن تكون طرفاً في دائرة السياسة، وأمهلت جميع الفصائل 48 ساعة كفرصة أخيرة للحل السياسي، ولم تستمع الاخوان لنصائح العقلاء وخرج مرسي في خطاب للمصريين ردا علي تظاهرات 30 يونيو، وأكد أنه سيبذل دمه للدفاع عما وصفه بالشرعية وكرر مرسي كلمة الشرعية نحو 56 مرة في هذا الخطاب، ورفض الأنصياع لإرادة الشعب، وهدد بسفك الدماء،  ومتمسك بالشرعية ولا بديل عن الشرعية.