رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مخطط «شلة الثورجية» لتوريط مصر في مستنقع سد النهضة

النبأ

 

«شراقى»: المشكلات الهندسية تحول دون تخزين الكمية المستهدفة من الملء الثاني 

 

«الشناوي»: إذا كانت إثيوبيا لا تعترف بالقانون الدولي فما الذى يمكن أن تأتي به المفاوضات؟

 

«درويش»: «الشلة البايظة» لا تفهم معنى الحرب وتريد جر الجيش المصري لمعركة غير محسوبة ودعوتهم للاصطفاف ليست صادقة

 

«الجبلي»: هدفهم تهييج الناس ومصر مازالت ملتزمة بالتفاوض والوصول إلى اتفاق ملزم وقانوني لملء السد

 

أدلى وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، بتصريحات أكد فيها أن بلاده لن تكون قادرة على تعلية سد النهضة إلى الحد المطلوب، وبالتالي قد تفشل خطتها لتنفيذ خطة الملء الثاني للسد، التي كانت مقررة خلال شهر يوليو المقبل، وهو ما أثار الكثير من الجدل، لا سيما بعد أن تزامنت هذه التصريحات مع حديث للقائد العام للقوات الجوية الإثيوبية، الجنرال يلمما مرداسا، قال فيها إن قوات بلاده عززت وحداتها أكثر من أي وقت مضى، وأنها تقوم بحراسة دقيقة لسد النهضة.

 

وقال جيديون أسفاو، رئيس اللجنة الفنية الإثيوبية لمفاوضات سد النهضة، إن نجاح عملية الملء الثاني، سيمكن السد من ضمان الحماية لكونه سيخزن نحو 18.4 مليار متر مكعب خلفه، وهو ما يجعله محميا ذاتيا.

التحريض على ضرب السد

في غضون هذه الأزمة تسعى نخبة الثورجية، التي كادت أن تدمر مصر خلال فترة ثورة يناير، إلى توريط البلاد في مواجهة عسكرية مع إثيوبيا، حتى يتسنى لهم إيجاد بيئة محرضة على الاضطرابات والفوضى.

وقال حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، إنه ليس أمام مصر الآن "الآن وليس غدا"، إلا الدفاع الشرعي عن النفس، بتدمير السد الإثيوبي وإلغاء الملء الثاني إلى غير رجعة.

وكتب صباحي على "فيسبوك"، أنه "بعد 10 سنوات من الفشل في التفاوض لم يعد أمامنا سوى أقل من 80 يوما لننقذ مصر قبل الملء الثاني لسد النهضة".

 

وقال المهندس ممدوح حمزة على تويتر: "الحل الأصعب ضرب سد النهضة قبل موسم الفيضان وبدمار شامل أو احتلال موقعه وإدارته لصالح إثيوبيا للكهرباء فقط"، كما طالب ممدوح الحكومة المصرية، بأن تكشر عن أنيابها في وجه إثيوبيا، بسبب أزمة السد".

وقال الهارب أيمن نور، رئيس حزب "غد الثورة"، إن الموافقة على تمرير مشروع سد النهضة الإثيوبى، الذي يقضي بتحويل مجرى من قطاع النيل الأزرق، ليتسنى إنشاء سد لإنتاج الطاقة الكهرومائية، يجب الوقوف أمامه حتى لا يتم تنفيذه.

وأضاف “نور” فى تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، أنه يجب اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل القيادات المصرية، للحفاظ على حقوق مصر فى مياه النيل، لأنه شريان الحياة ويجب عدم السكوت حتى يتم الانتهاء من هذا المشروع الذى سيضر بالبلاد كثيرا.

 

وقال الأكاديمي حسن نافعة، إنه لا بديل أمام مصر سوى توجيه ضربة، لتدمير سد سيؤدي حتما لخرابها خلال سنوات قليلة.

وتابع نافعة في تغريدة بموقع "تويتر": "خاصة إن أصرت إثيوبيا على الملء الثاني دون اتفاق. لكن متى وكيف نضمن أن تحقق الضربة الحتمية أهدافها؟ هذا سؤال لا تستطيع سوى المؤسسة العسكرية المصرية أن تجيب عليه، ونحن نثق فيها"، على حد قوله.

هذا كله فسره البعض على أنه تراجع من جانب إثيوبيا عن الملء الثاني، بسبب الضغوط التي تمارسها مصر والسودان على أديس أبابا، وهو ما يعتبر بالنسبة إلى أصحاب هذا الرأي، انتصارا للبلدين، وفشلا لإثيوبيا، فيما يراها البعض الآخر خدعة من جانب أديس أبابا، لاستدراج مصر والسودان للاعتراف بشرعية الملء الثاني للسد، ومحاولة لاستكمال هذه المرحلة بشكل مفاجئ، يجعل الخيار العسكري مستحيلا.

تصريحات استفزازية

كشف الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن فشل إثيوبيا في إتمام عملية الملء الثاني لسد النهضة، وأرجع شراقي السبب في ذلك الى أن تعلية الممر الأوسط بمقدار 30 مترا كما هو معلن في السابق، تسببت في فشل الملء الثاني، مشيرا إلى أن إثيوبيا ستكتفي بتعلية الممر الأوسط 8 أمتار، منوها بأن التخزين سيكون 5 مليارات متر مكعب خلال موسم الفيضان المقبل.

وأوضح شراقي، أن الأمطار على منابع نهر النيل مازالت ضعيفة، وفي حال زيادة الأمطار عن المياه الخارجة من السد، ستتراكم المياه أمام بحيرة السد، وبالتالي يتحقق الملء الثاني.

وأضاف أن تصريحات القيادة الإثيوبية خلال الأيام الماضية استفزازية، خاصة أنها أكدت على الملء الثاني للسد بدون التوافق مع مصر خلاف تصريحات أديس أبابا حول بناء 100 سد خلال الفترة المقبلة.

 

وأكد أن السدود التي أعلنت عنها إثيوبيا صغيرة، ولن تؤثر على نهر النيل، خاصة أنها على روافد صغيرة، وارتفاع لا يتجاوز عدة أمتار.

فشل واضح

وقال هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إثيوبيا فشلت بنسبة 70% في تحقيق المستهدف من سد النهضة، مشيرا إلى أن هناك 4 توربينات في سد النهضة لم يتم إغلاقها حتى الآن رغم اقتراب الفيضان، وبالتالي لن تستطيع تخزين المياه.

وأكد رسلان، أن أزمة سد النهضة لها أبعاد إقليمية ودولية، وهناك تعاون كبير بين مصر والسودان في هذه الأزمة، كما أن تحالف مصر وإثيوبيا فضح إثيوبيا أمام العالم، ويجب الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة في الفترة المقبلة، خاصة بعد قطع مصر شوطا طويلا في المفاوضات".

لا فائدة من المفاوضات

ويقول الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود، إن "القانون الدولي يمنع بناء سد النهضة من الأساس، وهناك واقعة سابقة حدثت مع نهر الدانوب الذي يمر بعدة دول أوروبية، حيث قامت إحدى دول النهر ببناء سد فذهبت الدول المتضررة إلى المحكمة الدولية والتي أمرت بدورها بإزالة السد، فلو تخيلنا أن هذا السد سوف يؤثر على الموارد المائية لمصر فكيف يكون الأمر".

وتابع الشناوي، "إذا كانت أثيوبيا نفسها لم تأخذ بهذا القانون الدولي ولا تعترف به، فما الذي يمكن أن تأتي به أي جولة مفاوضات جديدة، حتى إن وافقت أثيوبيا على مخرجات أي جولة جديدة لن تقوم بتفعيلها أو العمل بها؟

مناورة واستدراج

قال أحمد المفتي، العضو السابق بالوفد السوداني بمفاوضات سد النهضة وخبير القانون الدولي، إن تصريحات إثيوبيا حول فشلها في تعلية السد والملء الثاني للسد بالكامل، وإعلانها عن عدم قدرتها على الملء أكثر من 4 مليار متر مكعب مجرد مناورة لاستدراج السودان ومصر لطاولة المفاوضات مرة أخرى، موضحًا أن الملء الأول تم بإرادة منفردة من إثيوبيا، ولكن قبول مصر والسودان للتفاوض أعطى الملء الأول شرعية ضمنيًا.

وأضاف "المفتي"، أن عودة مصر والسودان لطاولة المفاوضات يعطي الملء الثاني للسد شرعية، وهذه التصريحات الإثيوبية خطوة نحو إكساب شرعية تدريجية للملء الثاني للسد.

ورقة للمناورة

يقول هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن جماعة الإخوان تجد قضية سد النهضة ورقة للمناورة بها وشغل المصريين بالقضية، للضغط على الدولة المصرية بمزاعم خوف المصريين من العطش والجفاف للتعامل مع الملف بخشونة وبخيارات عسكرية.

يريدون جر الجيش المصري لحرب غير مدروسة

ويؤكد اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي، على أن هذه الحملة لن تجد لها سبيل لسبب واحد وهو أن هناك ثقة في القيادة السياسية، مشيرا إلى أن القيادة السياسية الأن تقوم بعمل حصار كامل على إثيوبيا من جميع الاتجاهات، مؤكدا على أن أمريكا والدول الأوربية لن يقبلوا بضرب سد النهضة، موضحا أن إثيوبيا هي رأس الحربة في القرن الأفريقي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية،  لافتا إلى أن ضرب سد النهضة الأن سيكون له تأثير سلبي على السودان، والحرب تحتاج إلى حسابات كثيرة جدا لا يعرفها المواطن العادي، والحرب اقتصاد والجيوش تمشي على بطونها كما يقول أهل العسكرية، الحرب ليست سهلة وفيها خسائر كثيرة.

 

وأضاف «درويش»، أن حمدين صباحي وممدوح حمزة وأيمن نور عبارة عن بقالين لا يفهمون معنى الحرب ولا يعرفون أن كل طلقة لها ثمن وكل خطوة لها ثمن، مشيرا إلى أن من وصفهم بـ«الشلة البايظة»، لا يعرفون معى الحرب ولم يدخلون حرب قبل ذلك، مؤكدا على أن دعوتهم للاصطفاف مع النظام ليس صادقة، وأنهم يريدون جر الجيش المصري لحرب غير مدروسة من أجل أن يتغنون ويتاجرون بالخسائر بعد ذلك، مطالبا هؤلاء بالبقاء في الخارج.

 

وأشار إلى أنهم لا يعرفون ما يحدث في مصر ولا يعرفون أن الحرب لها مقاييس، ولا يعرفون أن الحرب لها توابع ولها خسائر، مؤكدا على أن القيادة السياسية تفهم قيمة كل حركة تقوم به، ولن تستجيب لهؤلاء، مشيرا إلى أن مصر دولة قوية والقيادة السياسية تتصرف بالحسابات وليس بالعواطف أو الكلام، لافتا إلى أنه لا يراهن على الولايات المتحدة الأمريكية لحل أزمة سد النهضة، موضحا أن الولايات المتحدة تبحث عن مصالحها في القرن الأفريقي، وأن إثيوبيا تحقق لها هذه المصالح، مؤكدا على أن مصر لن تسكت ولن تفرط في أمنها المائي لأن مياه النيل مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين، ولكن كل شيء يحتاج إلى حسابات، مشيرا إلى أن العسكريين يحسبون كل شئ بدقة ويعرفون خطورة الحرب.

 

متمسكون بالحل السياسي

 

ويقول النائب شريف الجبلي، رئيس لجنة الشئون الأفريقية في مجلس النواب، أن مصر ما زالت متمسكة بالوصول الى اتفاق ملزم وقانوني لملء السد وتبذل اقصى جهد دبلوماسي في هذا الشأن، مؤكدا على أن مصر تتحرك في كل الاتجاهات زما زالت ملتزمة بحل الأزمة عن طريق التفاوض، مشيرا إلى أن قرار الحرب يعود للقيادة السياسية أولا، وهي قيادة حكيمة وتعرف ماذا تفعل، لافتا إلى أن الهدف من دعوات ضرب السد تهييج الأمور، مؤكدا على أن مصر ما زالت ملتزمة بالتفاوض والوصول إلى اتفاق ملزم وقانوني لملء السد، مشيرا إلى أن مصر لم تتحدث عن أي حلول أخرى.