رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

وزراء غابوا عن الدوحة!

سليمان جودة
سليمان جودة

شعرت بالأسف لأن خمسة من وزراء الخارجية العرب تغيبوا عن اجتماع الدوحة، التى شهدت دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء!.. كان من المفترض أن يحضر ٢٢ وزيرا فحضر ١٧، ولم تذكر الصحف أسماء الذين لم يحضروا، ولكنها ذكرت العدد فقط ربما منعا للإحراج على الملأ!

وعندما تكون القضية التى كان الاجتماع مدعوا لإبداء رأى واتخاذ إجراء فيها، هى قضية بحجم سد النهضة، فمن الضرورى ألا تتخلف عاصمة عربية عن الحضور، ومن المهم ألا يغيب وزير خارجية عربى واحد عن التواجد.. فالقضية تتصل بحياة ١٥٠ مليون مواطن عربى فى مصر والسودان، وبالتالى، فالخطر الذى تمثله يحيط بما يقترب من نصف سكان الوطن العربى على امتداده!



ولا أعرف ما إذا كان الوزراء الخمسة تغيبوا عن انشغال أم عن رأى مختلف فى القضية المطروحة؟!.. ولكن ما أعرفه أن الوزراء الخمسة إذا كانوا قد غابوا عن رغبة فى عدم إحراج الطرف المتعنت فى قضيتنا وهو إثيوبيا، فما قال به سامح شكرى، وزير الخارجية، فى أثناء وجوده فى العاصمة القطرية تعرفه الدنيا كلها.. قال شكرى إن القاهرة أظهرت كل مرونة ممكنة فى التفاوض حول السد، وفى طرح الأفكار والبدائل، ولم تكن تجد من أديس أبابا إلا التشدد، وإلا التعنت، وإلا التصرف بعدم مسؤولية فى كل موقف!

وما قاله الوزير شكرى حقيقة ساطعة يلمسها كل متابع للقضية من أولها إلى اليوم، ولو كانت هناك جائزة فى هذا الملف على الصبر، وطول البال، والمرونة، والدبلوماسية الواصلة لأبعد حد، فسوف تحصل عليها مصر باستحقاق وجدارة.. ولو كانت هناك فى المقابل جائزة فى سوء التصرف، وفى اللامبالاة بكل قاعدة يقول بها القانون الدولى، وفى عدم مراعاة روابط الجوار، وفى إهالة التراب على كل ما يصل دول حوض النيل بعضها ببعض، فسوف تحصل عليها حكومة آبى أحمد دون منافس!



ربما يكون الوزراء الخمسة قد أرسلوا مَنْ ينوب عنهم، ولكن هذه قضية لا تنفع فيها الإنابة ولا تجوز، لأنها تمس الجزء الأكبر من الجسد العربى بالضرر البالغ، وما يمس جزءا من هذا الجسد سواء كان صغيرا أو كبيرا، فهو يستدعى حشد كل الإمكانات العربية لا بعضها!

لقد أعلن أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، أن هناك توافقا عربيا على أن الأمن المائى لمصر والسودان جزء من الأمن القومى العربى.. وأعلن الشيخ محمد بن عبدالرحمن، وزير خارجية قطر، أن الجامعة ستتخذ إجراءات تدريجية لدعم القاهرة والخرطوم فى الموضوع.. وهناك فارق بالطبع بين أن يقال هذا الكلام القوى فى حضور ١٧ وزيرا وبين أن يقال فى حضور ٢٢.. وقد كان اجتماع الدوحة إشارة الى أن لدى العرب من القوة ما يستطيعون به حماية مصالحهم من كل طامع فيها!.. يستطيعون بالتأكيد لو جربوا أن يكونوا يدا واحدة، والتاريخ القريب يقول بهذا ويشير إليه بكل بنان!.. يستطيعون لو جربوا أن يكونوا ٢٢ لا ينقصون!

نقلا عن "المصري اليوم"