رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل نهر النيل مذكور بالقرآن؟.. على جمعة يجيب

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة


قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله أنعم على مصر بالنيل‏,، وهو من أعذب الأنهار طعما‏، ‏وأجملها منظرا‏،‏ حتى عده رسول الله ﷺ من أنهار الجنة‏، فقال‏: "‏سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة" (مسلم),‏ وفي رواية أنه لما رفع ﷺ إلى سدرة المنتهى كان من وصفه‏: "‏وإذا أربعة أنهار نهران باطنان‏,‏ ونهران ظاهران‏.‏ فقلت ما هذان يا جبريل قال أما الباطنان‏,‏ فنهران في الجنة‏،‏ وأما الظاهران فالنيل والفرات" (‏البخاري‏).‏

 

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: واعتاد المصريون من قديم الزمان أن يحتفلوا بفيضان النيل ووفائه‏,‏ وكان لهذا الاحتفال أغراض متعددة‏:‏

شكر النعمة قال تعالى‏: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7],‏ وقال سبحانه‏: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل:18].‏ والماء من أعظم النعم التي منَّ الله بها على الإنسان‏,‏ قال عز وجل‏: (وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ) [البقرة:164] وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ المَاءَ إِلَى الأَرْضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ) [السجدة:27],‏ وقديما بين الفقهاء درجات أفضلية المياه إظهارا لهذه النعمة وامتثالا لعلو شأن الماء في حياة المسلم‏,‏ بل وفي حياة الإنسان عامة‏.

  

وأوضح: ولذلك قال أهل التجارب والخبرة‏: "‏من أقام بمصر سنة وجد في طباعه وأخلاقه رقة وحسنا‏" (‏كوكب الروضة‏,‏ للسيوطي).‏ أن الله سبحانه قد جعل الماء أصل المخلوقات فقال‏: (وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء:30],‏ وقال تعالى‏: (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ) [النور:45],‏ ثم أكثر الحاجة إليه‏,‏ وجعله عنوانا للطهارة الحسية والتهيؤ للصلاة بالوضوء أو الاغتسال‏، وأداة من أدوات إزالة النجاسة‏,‏ وأمرنا باحترامه وبعدم إفساده وتلويثه‏,‏إذ نهى النبي ﷺ "‏أن يبال في الراكد‏" (‏مسلم)، والتبول في الماء الراكد لا يفسده فقط‏،‏ بل يجعله مستنقعا وموطنا لانتشار الأوبئة والأمراض‏، ونهى كذلك عن الإسراف في استعمال الماء‏، ولو تعلق الأمر بالعبادة كالوضوء‏، فقد مر ﷺ بسعد رضي الله عنه وهو يتوضأ فقال‏: "‏ما هذا السرف؟"‏ فقال سعد‏:‏ أفي الوضوء إسراف؟ قال‏: "‏نعم‏,‏ وإن كنت على نهر جار‏" (‏ابن ماجه).‏

 

وتابع: ‏ استمر المصريون في ترصد وتخصيص يوم يحتفلون فيه بالنيل عند وفائه‏، واشتهر ذلك اليوم باسم ‏(وفاء النيل‏)، وكانت هذه الحفاوة تبدأ في يوم ‏26‏ بؤونة من الشهور القبطية‏,‏ وهو الوقت الذي اعتاد النيل أن يفيض من جانبيه‏،‏ ويستمر في الزيادة لمدة ‏48‏ يوما‏،‏ فيحتفلون في يوم ‏14‏ مسري وهو يوافق عادة يوم ‏20‏ أو ‏21‏ أغسطس باختلاف السنين الكبيسة والبسيطة‏، وفي هذا اليوم ينعقد المجلس الشرعي الإداري لرصد زيادة النيل‏,‏ فإن وصل المقياس إلى ‏16‏ ذراعا فأكثر وجبت الضرائب على المزارعين‏,‏ وإن كانت أقل من ‏16‏ ذراعا عفي عنهم‏.