رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أبرز 4 طقوس وعادات رمضانية اختفت بين المصريين في الشهر الكريم

مسحراتي
مسحراتي


اختفت معالم كثيرة من عادات وتقاليد الناس فى شهر رمضان، منها موائد الرحمن، التى كانت تنتشر بكثافة فى معظم الشوارع والطرقات بكل المحافظات، كما خيم الهدوء على الشوارع، إلا من محاولات فردية يوزع فيها بعض التمور والوجبات الصغيرة على المارة قبيل أذان المغرب، وذلك كله بسبب انتشار جائحة كورونا التي يبدو أنها أحدثت تغييرا حقيقيا في المجتمعات.

وفي ظل ذكريات وطقوس وعادات وروحانيات شهر رمضان، والموروثة من قديم الزمن، نجد أن بعضها اختفى من مصر هذا العام، بسبب الإجراءات الاحترازية الواجب تطبيقها والالتزام بها لتفادي وباء كورونا، وترصد "النبأ" في السطور التالية، جانبا من تلك العادات والطقوس والحكايات، التي تذخر بها الثقافة المصرية، والتي امتدت لسنوات لا حصر لها، ويتبادلها المصريون منذ مئات السنين، إلا أنها اختفت هذا العام!

المسحراتي
يعد المسحراتي الذي يتولى إيقاظ الناس من النوم لتناول وجبة السحور قبل صلاة الفجر استعدادا ليوم صيام جديد، من أكثر المظاهر التى ارتبطت بشكل مباشر برمضان، حيث اختفى المسحراتي في العديد من محافظات الجمهورية.

وبدأت مهنة المسحراتي أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي أصدر أمرًا بأن ينام الناس مبكرين بعد صلاة التراويح وكان جنود الحاكم يمرون على البيوت يدقون الأبواب ليوقظوا النائمين للسحور.

وقديمًا كان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزل منزل ومعه طبلته المعهودة، فيهب له النّاس المال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد.

وأول من نادى بالتسحير «عنبسة ابن إسحاق» سنة 228 هجرية وكان يسير على قدميه من مدينة العسكر فى الفسطاط حتى مسجد عمرو بن العاص تطوعا، وكان ينادى "عباد الله تسحروا فإن فى السحور بركة"، ومنذ تلك الفترة أصبحت مهنة المسحراتى فى مصر تلقى احتراما وتقديرا بعد أن قام بها الوالى بنفسه، وأصبحت عادة أساسية فى العصر الفاطمى فكانوا يوقظون الناس بطرق العصا على أبواب المنازل.

تطورت بعد ذلك ظاهرة التسحير على يد أهل مصر حيث ابتكروا الطبلة ليحملها المسحراتي ليدق عليها بدلا من استخدام العصا، كما ارتبطت بالسير والحكايات الشعبية التي يعشقها الكثير من المصريين مثل ألف ليلة وليلة وابو زيد الهلالي وعلي الزيبق.

مائدة الرحمن
اتفقت اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس «كورونا» عدم السماح بإقامة أي موائد رمضانية، لاسيما أن الخليفة الفاطمي العزيز بالله يعتبر أول من عمل مائدة في شهر رمضان قد عرفت مصر ظاهرة المآدب الملكية أو الموائد الرمضانية التى انتشرت فى عهد الملك فاروق وكانت تقام لإطعام الفقراء والمساكين والموظفين وعابرى السبيل وأى فرد من أفراد الشعب.

وكان الغرض منها كما يقول بعض المؤرخون يتراوح ما بين بروتوكول سياسي وعمل خيرى، وقد ظلت الموائد الملكية مستمرة حتى قيام الثورة وسقوط الملكية لتحل محلها موائد الرحمن والموائد الرمضانية البسيطة التى تملأ شوارع وحوارى مصر المحروسة.

وتحفل موائد رمضان على وجه العموم بالحلويات والمشروبات وغيرهما التى سجلتها بعض الأغنيات التى يقول مطلعها: «جبت‏ ‏لنا‏ ‏معاك‏ ‏الخير‏ ‏كله، م‏ ‏الصبح‏ ‏نقوم‏ ‏ونحضرله، بالقمر‏ ‏الدين‏ ‏وبلح‏ ‏على‏ ‏تين، م‏ ‏المغرب‏ ‏للمدفع‏ ‏واقفين».

سهرة رمضان
تعد السهرة الرمضانية من مظاهر الشهر الكريم، حيث يقيم بعض العائلات في صعيد مصر وبعض علماء الدين في القاهرة والدلتا حلقات ذكر كل ليلة طوال هذا الشهر في دوار عائلاتهم، يتلون خلالها أحد الشيوخ آيات الذكر الحكيم، لكن اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس «كورونا» قررت عدم السماح بإقامة الحفلات والتجمعات الكبيرة في الأماكن المغلقة لمواجهة انتشار وتفشي كورونا.

ليلة القدر
يبدأ المصريون في الثلث الأخير من شهر رمضان الاستعداد لاستقبال عيد الفطر بعادات خاصة تتداخل مع عادات الناس في رمضان، فضلا عن إحياء الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان لرصد ليلة القدر، حيث يحيي البعض آخر عشرة أيام من رمضان، بالمساجد، إلا أن اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا اتفقت على عدم السماح بالاعتكاف أو أداء صلاة التهجد في المساجد.