الورقي
لقاح «استرازينيكا» يثير ذعر العالم ومخاوف من التوسع فى استخدامه بمصر
أثيِر الجدل في الآونة الأخيرة، الجدل بعد تأكيد وكالة مراقبة الأدوية ومُنتجات الرعاية الصحية البريطانية أن هناك أشخاص توفوا بسبب جلطات دموية نادرة، أُصيبوا بها بعد تلقيهم لقاح استرازينيكا.
وعلى الرغم من أن التحقيقات التي أجراها المنظمون في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة خلصت في تقارير عن حدوث جلطات دموية غير عادية بعد تلقي لقاح أكسفورد استرازينيكا إلى أن هذه الآثار الجانبية "محتملة" و"نادرة للغاية"؛ لكن لا يزال هناك تخوف من جانب المواطنين.
ومع ذلك، على الرغم من أن كل المنظمين استنتجوا أنه لا توجد قيود عمرية ضرورية للقاح، فقد قررت اللجنة الاستشارية للقاح في المملكة المتحدة أن البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا والذين يتمتعون بصحة جيدة وليسوا معرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا الحاد، يجب أن يقدم لهم لقاحا بديلا حيثما أمكن ذلك.
ومن بين أكثر من 20 مليون شخص تم تطعيمهم بلقاح استرازينيكا في المملكة المتحدة حتى الآن، تم الإبلاغ عن 79 حالة من جلطات الدم النادرة مع انخفاض الصفائح الدموية، بالإضافة إلى 19 حالة وفاة، وفقًا لوكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة.
وتعاقدت مصر على إجمالي نحو 40 مليون جرعة من لقاح استرازينيكا البريطاني عبر طريق منظومة كوفاكس، تسلمت منه حاليًا ما يزيد عن 850 ألف جرعة قبل أسبوعين. وكوفاكس هي المبادرة التي يُشارك في قيادتها كل من التحالف العالمي للقاحات والتحصين "جافي"، ومنظمة الصحة العالمية، والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة "سي. إي. بي. أي"، في شراكة مع يونيسف، فضلًا عن البنك الدولي، ومنظمات المجتمع الدولي، والمصنعين وغيرهم.
تأكيدات وزارة الصحة
وعلى الرغم من هذه الأخبار المقلقة، فإن وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، أكدت على مأمونية لقاح أسترازينيكا ضد فيروس كورونا على المواطنين بنسبة 100%، قائلة: "لا صحة لما يشاع حول إصابة المواطنين المتلقين لقاح استرازينيكا بجلطات الدم لأن ليس له علاقة بهذه الجلطات".
وأضافت الوزيرة، أن لقاح استرازينيكا سيتم تخصيصه لمن هم أقل من الـ65 عاما في مصر، وهناك أبحاث تجرى حول تطعيم الذين تتجاوز أعمارهم عن الـ65 سنة.
ولفتت إلى أن اللقاح آمن وفعال مثله مثل كل اللقاحات يمنح حماية بنسبة محددة ولا تزيد عن 75%.. ويمكن أن يصاب من يحصل عليه بكورونا مرة أخرى ولكن الإصابة تكون خفيفة". متابعةً أن: "استرازينيكا من الشركات التي لديها إتاحة للبيانات وشفافية مطلقة وتصفح عن الأعراض أول بأول".
استرازينيكا يستخدم فيروس ميت
إلى ذلك، قال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن لقاح استرازينيكا يستخدم فيروسًا غير صار وهو مسبب لنزلات البرد التي تُصيب الشمبانزي، ثم تم تعديله وبالتالي بات غير ناقل للعدوى، مشيرًا إلى أن هذا يسمح للفيروس بدخول جزء من المادة الوراثية الخاصة بالعامل الممرض لفيروس كورونا المُستجد المسبب لكوفيد-19 إلى الجسم لتوليد استجابة مناعية ضده.
وأضاف، أن هناك دراسة بريطانية أظهرت أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي تصنعه شركة استرازينيكا يُوفر حماية بنسبة 76% بعد 22 يومًا، وأوصت بتلقي الجرعة الثانية من لقاح استرازينيكا بعد 3 أشهر من الأولى.
وتابع بدران، أن مطوري اللقاح استخدموا طريقتي تطعيم مختلفتين؛ إحداهما أظهرت فاعلية بنسبة 90 %، إذا جرى التطعيم بنصف جرعة في البداية ثم جرعة كاملة يفصل بينهما شهر على الأقل، بينما أظهرت الطريقة الأخرى في التطعيم فاعلية نسبتها 62%، حيث جرى التطعيم بجرعتين كاملتين يفصل بينهما شهر على الأقل؛ وبالتالي أظهر التحليل المجمع للبيانات من طريقتي التطعيم متوسط فاعلية 70% للحماية من الفيروس.
وأكد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أنه تمت موافقة وكالة تنظيم الأدوية الأوروبية على إعطاء لقاح كورونا عبر جرعتين متباعدتين لمدة 12 أسبوعًا، وهي خطوة من المأمول أن تسمح لأكبر عدد ممكن من الأشخاص بالحصول على مستوى معين من الحماية في فترة زمنية قصيرة.
ودلل بدران على مأمونية لقاح كورونا، بأن المملكة المتحدة وهي واحدة من أكثر البلدان تضررًا في أوروبا، حجزت 100 مليون جرعة من لقاح استرازينيكا، مشيرًا إلى أن الشركة تهدف إلى تصنيع حوالي ثلاثة مليارات جرعة حول العالم في عام 2021.
وعن مميزات لقاح استرازينيكا، أوضح بدران، أن هناك 5 أسباب هي ثمنه القليل نسبيًا البالغ 2.5 يورو للجرعة الواحدة، كما أنه سهل التخزين حيث يتم في حرارة تتراوح بين درجتين و8 درجات مئوية، وآمن وتأثيراته الجانبية نادرة، والذين تم تطعيمهم أقل عرضة لنقل مرض كوفيد 19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا، وأخيرًا فعال.
وحول ما يُثار حول تسبب اللقاحات ضد فيروس كورونا في العقم شائعات، والمخاوف من اللقاحات الخاصة بالكورونا لا أساس لها من الصحة، بحسب عضو الجمعية المصرية للحساسية، مضيفًا أن الأمصال مكونة من أشياء يتم اختبارها بدقة قبل الاستخدام، وآمنة تمامًا.
وأشار إلى أن كل اللقاحات الحالية الخاصة بالكورونا مرت بالخطوات اللازمة، أي التجارب السريرية 3 مرات، ونشرت النتائج قبل بدء الإنتاج، ومنظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية في أغلب دول العالم تراقب سلامة اللقاحات بعد توزيعها، وكل التقارير تؤكد مأمونية اللقاحات.
ولفت بدران إلى أنه حتى منظمة الصحة العالمية لم تجد سببًا لوقف استخدام لقاح فيروس كورونا الذي تنتجه شركة استرازينيكا، موضحًا أن الهيئة المنظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي أكدت أنه لا يوجد ما يشير إلى أن لقاح استرازينيكا ضد فيروس كورونا مُرتبط بزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم. وختم حديثه قائلًا: "اللقاحات هي الأمل في كبح جماح الفيروس العاتية".
لم يتم رصد أعراض على مُتلقي اللقاح
كما قالت الدكتورة نهى عاصم، مستشار وزير الصحة للأبحاث ورئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمي بوزارة الصحة، إن جميع المواطنين الذين حصلوا على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا سواء استرازينيكا أو سينوفارم لم يتم رصد أي آثار جانبية خطيرة أو غير متوقعة متعلقة باللقاحات ما يُفيد أن مستوى الأمان في مقابل الكفاءة المتوقعة تدعم فكرة الاستمرار في التطعيم.
وأضافت، أن الوزارة ماضية في الحصول على الموافقات العلمية والأخلاقية اللازمة للبدء في المرحلة الثانية من دراسة التضامن الدولية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، موضحةً، أن الدراسة الجديدة التي تُشارك فيها وزارة الصحة والسكان المصرية، تسعى للبدء في إضافة بعض الأدوية الواعدة في علاج فيروس كورونا.
مسببات الجلطات الدموية سنويًا:
سيصاب شخص واحد من بين كل 250 ألف شخص تم تطعيمهم بلقاح استرازينيكا بتجلط الدم مع انخفاض الصفائح الدموية.
واحدة من بين 2000 امرأة تُصاب بجلطة دموية سنويًا بسبب تناول حبوب منع الحمل.
يُصاب شخص واحد من كل 1000 شخص سنويًا بجلطة دموية من السفر الجوي.
