رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«الوشاح الأزرق» قاتل إلكترونى يستدرج الشباب والأطفال للانتحار بحيلة جهنمية

الوشاح الأزرق والتيك
الوشاح الأزرق والتيك توك


أثارت لعبة جديدة ظهرت على تطبيق تيك توك، حالة من الرعب والفزع بين الآباء والأمهات، بعد ما أودت بحياة عدد من الأطفال والشباب في أماكن مختلفة بمصر والعالم.

اللعبة التي تسمى "الوشاح الأزرق"، أو "تحدي التعتيم"، تبدأ بالتسجيل من خلال حساب على تيك توك فقط، ويُطلب فيها من اللاعب ممارسة تحدي تعتيم الغرفة الموجود فيها، وكتم أنفاسه لأكبر مدة ممكنة، مع تسجيل لحظات كتم الأنفاس، بحجة أنهم سيشعرون بأحاسيس مختلفة وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها، ونجح بعض المشاركين في التحدي بالفعل، بينما توفي البعض الآخر.

الحالات انتشرت مؤخرًا بشكل واسع بين الشباب على مستوى العالم أجمع، حيث تجعل الشاب يوثق لحظات موته ليس من أجل الانتحار ولكن لتجربة إحساسه به، وهو الفخ الذي يقع فيه الشباب، فيكتبون نهايتهم بأياديهم.

ويقول أحد أقارب شاب توفي بسبب هذه اللعبة، إنه كان يتناول معهم الطعام، ولم يحدث أى شيء غير طبيعي، بل على العكس كان مرحًا كثيرًا، وبعد تناول الطعام ذهب لغرفته، وبعد فترة دخلت عليه شقيقته فرأته معلقًا بحبل مربوط في سقف غرفته.

فكرة اللعبة
اللعبة مبنية على ما يتم الوصول إليه عبر “Tik Tok”، حيث يستخدم الشخص هاتفه لتصوير أدائه، حيث يُطلب منه الدخول في التحدي مع الآخرين، ويتم تسجيل لحظات الصمت والاختناق، بذريعة أنهم سيشعرون بمشاعر مختلفة، وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها.

اللعبة وقع ضحيتها ثلاثة أصدقاء يغلب عليهم الحياة الرغدة، مما يجعل الأمر بعيدًا عن المعاناة، بسبب سوء الأحوال المادية التي يعاني منها معظم الشباب، وتنبئ بأن الأمر لا يعدو كونه تحديًا، يريد فيه الشباب إثبات أنفسهم، وتستخدم فيه اللعبة دوافع لإثارة النفسية؛ للسيطرة على ضحيتها، وهو ما يعيد الذاكرة إلى موت نجل عضو مجلس النواب السابق حمدي الفخراني؛ بسبب لعبة الحوت الأزرق، بعدما وجدته أسرته مشنوقًا بغرفته.

الروليت الروسي
من جانبه قال الدكتور محمود أبو العزايم استشاري الطب النفسي لـ"النبأ" إن ظهور مثل هذه الألعاب كان منذ زمن بعيد، تحت ما يسمى "الروليت الروسي" وهي اللعبة التي كان يتم وضع رصاصة واحدة فقط في مسدس ذي خزينة رصاص دوارة، ويتم التحدي بأن يطلق الشخص الرصاص على نفسه وهو يلعبه، قد يدفع المتحدي حياته ثمنًا له، ومثل تلك الألعاب تجعل الجسم يفرز مادة الأدرينالين في الدم؛ مما يشعره بالقوة.

وأضاف "أبو العزايم" أنه يجب توعية الشباب، وإعطائهم بدائل مفيدة لإثبات أنفسهم، فالشرائع السماوية تحرم الإقدام على خطوات تؤدي لقتل النفس، فمن يقف على "سور البلكونة" ليعرف مدى قوة توازنه، وهو يعرف أنه بذلك يُعرض نفسه للخطر؛ لأن عدم اتزانه قد يكلفه حياته، فإنه يرتكب فعلًا محرمًا.

وأشار "أبو العزايم" إلى أن الإقدام على مثل هذه الألعاب، يعني قلة الثقة في النفس.

الأزهر يُحذر ويُحرم
في بيان له حذر الأزهر الشريف من هذا التحدي قائلًا: "فلا يكاد يخلو بيت الآن من تطبيقات الهواتف الذكية، وألعابها الإلكترونية، ولم يكد المجتمع أن يودع لها إصدارًا يحتوي على ضرر أو يدعم الكراهية، حتى يستقبل إصدارًا جديدًا أكثر خطرًا وأشد ضررًا.. وأضرار كثيرة من هذه الألعاب والتطبيقات، لم تتوقف عند العبث بالمعتقدات، ومحاولة هدم العديد من القيم والأخلاقيات، وإفساد الأسر والمجتمعات؛ وإنما امتدت لتشمل إهلاك النفس، والدعوة إلى الموت وإزهاق الروح".

وأضاف: "استمرارًا لجهود مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في التصدي لهذا النوع من الألعاب والتحديات الخطيرة -والتي سبق أن حذَّر منها مرارًا- يحذر المركز من تحدي «الوشاح الأزرق» أو «التعتيم» على تطبيق الفيديوهات «تيك توك» والذي يدعو مستخدميه إلى القيام بتجربة فريدة ومختلفة -على حد تعبيره- من خلال تصوير أنفسهم، وهم تحت تأثير الاختناق بعد تعتيم الغرفة، وبالفعل شارك العديد من الأشخاص فيديوهات لأنفسهم، بعد أن كتموا أنفاسهم وعرَّضوا أنفسهم للموت المُحقَّق، بينما تحوَّل لعب بعض المستخدمين إلى حقيقة مُعاشة، وأدى كتم تنفّسهم المُتعمَّد إلى اختناقهم وموتهم".

وتابع المركز: "تتضح من مجرد شرح كنه هذا التَّحدي مخالفته للدين والفطرة؛ إذ إنه إن لم يُفضِ إلى الموت؛ فإنه قد يؤثر على خلايا الدماغ؛ ومن ثمَّ يؤدي إلى فقدان الوعي والضرر.. لذا؛ يؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على خطورة وحرمة هذه اللعبة وأمثالها من الألعاب والتحديات؛ عملًا بقول الحق سبحانه: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. [البقرة: 195].. وقول سيدنا رَسُولُ الله ﷺ: «لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ» قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ البَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ». [أخرجه الترمذي]".

ودعا المركز المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية، إلى ضرورة التكاتف للتوعية بمخاطر ثقافة "التقليد الأعمى" على حد تعبيره.

موقف برلماني نشط
أما على مستوى البرلمان فقد تقدم أحمد حتة، عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب، بطلب إحاطة لكل من رئيس الوزراء ووزير الاتصالات، لحجب ما يطلق عليه «تحدي التعتيم» أو لعبة «الوشاح الأزرق»، التي انتشرت بشكل كبير بين الشباب وأثارت جدلًا بين المصريين، وفي عدد من دول العالم خلال الفترة الماضية.

وقال النائب أحمد حتة: إن خطورة هذه الألعاب تتزايد، وتتسبب في وفاة بعض المراهقين والأطفال الذين يشاركون فيها، ولا يجب أن تقف الدولة والاتصالات وكافة الأجهزة المعنية مكتوفة الأيدي، خاصة أنها ليست المرة الأولى.

وطالب النائب عن دائرة المغاغة والعدوة وبني مزار بالمنيا، بحجب لعبة الوشاح الأزرق أو المعروفة بـ تحدي التعتيم وغيرها من الألعاب الإلكترونية التي تهدد حياة الشباب المراهقين، مؤكدًا أنها ليست المرة الأولى، فقد وصل الأمر إلى انتحار شاب، وهو ما أعاد للأذهان الألعاب الإلكترونية المميتة، التي انتشرت على الهواتف المحمولة خلال السنوات الماضية، وتسببت في حالات انتحار لعدد من الشباب، مثل «الحوت الأزرق».