رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر اشتعال ثورة غضب «الماميز» ضد وزارة التعليم

وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم


تسود المجتمع حاليا حالة من اللغط والجدل بشأن «الامتحان المجمع»، التي يعتبرها بعض الخبراء «افتكاسة تعليمية» مثيرة للتساؤلات حول الهدف من إجرائها، وما مدى تربوية الفكرة وسلبياتها؟ هل هناك حلول لإجراء الامتحانات بطريقة أخرى؟

قرار مفاجئ

14 فبراير 2021 فاجأت وزارة التعليم طلاب سنوات النقل من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثاني الإعدادي وأولياء أمورهم بأنه سيتم عقد الامتحانات بطريقة «الامتحان المجمع»، على أن تشمل الورقة الامتحانية أسئلة بجميع المواد.

وبحسب وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، فإنه سيتم عقد «الامتحان المجمع»، لمدة ساعتين في يوم واحد بأسئلة اختيار من متعدد، موزعة على المواد الأساسية التي تضاف للمجموع، على أن يتم إجراء الامتحانات غير المضافة للمجموع في نهاية العام.


وأوضح وزير التعليم أنه لا يوجد نجاح ورسوب في امتحانات الفصل الدراسي الأول فقط، إلا أن النجاح سيكون مرتبطا بالفصل الدراسي الثاني، وفقًا لمجموعة ضوابط.


امتحانات الشهادة الإعدادية

وكان لقرار دمج امتحانات الشهادة الإعدادية نصيب الأسد من حالة الغضب العارمة بين الطلاب وأولياء أمورهم، الأمر الذي جعل وزير التعليم يتراجع عن قراره، مقررًا تطبيق «الامتحان المجمع» على طلاب الشهادة الإعدادية، على أن يتم عقده يوم 7 مارس المُقبل، على أن تكون نتيجة الامتحان (اجتياز أو عدم اجتياز).


وبخلاف الامتحان المجمع لطلاب سنوات النقل، لن تُضاف درجات امتحان الفصل الدراسي الأول للشهادة الإعدادية إلى المجموع الكلي في نهاية العام، ولكن يشترط اجتياز الامتحان المجمع للتقدم لامتحان الفصل الدراسي الثاني.


وفي حالة لم يجتز الطالب امتحان الفصل الدراسي الأول أو حصل على 50% فأكثر في الورقة الامتحانية ولم يحصل على 25% في مادة أو أكثر عليه التقدم لامتحان تكميلي، ويعد هذا الامتحان شرطًا أساسيًا للتقدم لامتحان الفصل الدراسي الثاني في المواد التي تسببت في ذلك.


وأكد «شوقي» أنه سيتم احتساب مجموع الطالب وفقًا للدرجات التي سيحصل عليها في امتحان الفصل الدراسي الثاني فقط، ويتم تنسيق الطالب للالتحاق بالمرحلة الثانوية وفقًا لتلك الدرجات، موضحًا أن امتحانات التيرم الثاني ستُعقد بالمدارس وبلجان مراقبة مؤمنة، وفقًا لخطة توزيع المنهج.

ونشرت الوزارة عددا من النماذج الاسترشادية لـ «الامتحان المجمع»، لمختلف الصفوف الدراسية، والتي سرعان ما تداولها الطلبة وأولياء أمورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلقوا عليها.

تدخل أوڤر

وفي 20 فبراير الجاري رد وزير التعليم على أولياء الأمور المعترضين على «الامتحان المجمع»، عبر قناة «مدرستنا»، قائلًا: "ده الأسهل للطلاب، لكن من يرغب في امتحان جميع المواد أنا موافق بعد موافقة وزارة الصحة، هناك دول متقدمة أوقفت الدراسة نهائية؛ لأنها لم تجد حلولا بإكمال العام الدراسي، وأن الوزارة عملت أكثر للحلول التي تتناسب مع ظروف كورونا، ولكن هناك البعض يريد حلول تناسبه هو فقط".

وأضاف: "لو موافقين أولادكم ينزلوا 8 أيام للامتحانات ننزلهم، وبعدين ما كانش فيه حاجة اسمها ترمين، وده اختراع غير تربوي وما فيش دولة في العالم عندها ترمين"، وتابع: "تدخل الأمهات في المنظومة التعليمية مُضر بها، واللي بتطلبه الأمهات «أوفر» التعليم وهن مش مؤهلات للكلام فيه".


احنا مش أغبياء

"مش معترضة على الامتحان المجمع، بس عايزة يكون للطلاب درجات ودا أقل حقوقهم، يشوفوا ونشوف تعبهم في المذاكرة"، لخصت نورا سامر، ولية أمر، بهذه الكلمات وجهة نظرها في الامتحان المُجمع.


"احنا مش أغبياء الوزارة عايزة توفر فلوس المراقبين والكنترولات"، كانت تلك وجهة نظر زهرة محمد، ولية أمر، لا سيما وأن الوزارة لم تطبق «الامتحان المجمع» على طلاب الثانوية العامة، إذًا فليس الغرض حماية طلاب سنوات النقل والشهادة الإعدادية من تفشي عدوى كورونا السبب في رأيها.

الامتحان المجمع كارثة

"هو يعني إيه امتحان.. وإيه الهدف منه"، بدأ عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، وائل كامل، حديثه مع «النبأ»، بهذه التساؤلات، مستنكرًا «الامتحان المجمع»، باعتباره يفتقد إلى معايير وأهداف الامتحانات.


وقال: "ما ينفعش يتعمل امتحان مجمع بورقة واحدة نحكم به على محتوى مواد تيرم كامل، وبعدين فيه حاجة اسمها فروق فردية"، موضحا أنه من المستحيل الامتحان المجمع يشمل وحدات دراسية متنوعة في كل المواد، في زمن لا يتعدى ساعتين.


ظُلم بيّن

كان من المفترض أن يتم عمل كتب مدرسية تحتوي على أسئلة شاملة من نوعية الأسئلة الواردة في نماذج «الامتحان المجمع»، ويتم تدريب المعلمين عليها، ومن ثم تدريب الطلاب، قبل التفكير في تطبيقه رسميًا بصورة مفاجئة، بحسب عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، وائل كامل.


وأضاف: "كان هيبقى منطقي لو قالوا ما فيش تيرم خالص من البداية، وسيتم التحول لنظام الامتحان المجمع، وتطبيقه مثلًا لآخر 3 امتحانات بمتوسطات"، واصفا الوزارة بأنها تتعامل مع الطلاب كأنهم آلات هندسية وروبوتات.


امتحانات بلا هدف
"إزاي الطالب هيستعد لجميع المواد في يوم واحد؟!"، بدأ ممثل نقابة المعلمين المستقلين، محب عبود، حديثه مع «النبأ» بهذا السؤال مستنكرًا تطبيق «الامتحان المجمع»، على اعتبار أن الطالب اعتاد مذاكرة مادة واحدة قبل أن يمتحنها، ومراجعتها ليلة الامتحان "إزاي بقى الطالب هيراجع كل المواد ليلة الامتحان"، مشددا على أن هذه الفكرة فاشلة.


رأي مخالف


"في دول كتير ألغت العام الدراسي، ودا ضد مصلحة الطلاب ولكن الامتحان المجمع حل مناسب للظروف الاستثنائية"، كان ذلك رأي أستاذ المناهج، الدكتور حسن شحاتة، مُضيفًا أن الهدف الأساسي من الامتحانات المجمعة هو التيسير على الطلاب.


ورأى «شحاتة» أن الوزارة بذلت قصارى جهدها للحافظ على الطلاب مع استمرار العملية التعليمية وعقد الامتحانات، دون تعرض للنزول يوميًا لأداء الامتحانات، واكتفت بتقييمهم بناءً على معرفة أساسيات المناهج وحسب.