رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس إطلاق السيسى لمشروع القطار الكهربائى العملاق فى هذا التوقيت

السيسي يشيد بمشروع
السيسي يشيد بمشروع القطار الكهربائي



على الرغم من إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال السنوات الأخيرة، عددا كبيرا من المشروعات القومية العملاقة، فإن مشروع القطار الكهربائي، المزمع إنشاؤه في مصر، للربط بين الموانئ، وتعزيز فرص الاستثمار، والتجارة، تحقيقا للرؤية النهضوية الشاملة للدولة "مصر 2030"، يبقى مشروعا فريدا من نوعه، وربما غير مسبوق في التاريخ الحديث.

الرئيس السيسي، أعرب عن شكره وتقديره، لجهود شركة سيمنز، صاحبة عرض إقامة المشروع، لما يتميز به من مواصفات من حيث السعر وتوقيت التسليم، وإتمامه وفق أعلى المعايير الدولية في هذا المجال، خاصة في ظل ما تتمتع به الشركة الألمانية من سمعة فائقة في الدقة الفنية والانضباط بمواعيد التسليم.

مشروع عملاق
يعد مشروع قطار "العين السخنة - العاصمة الإدارية - العلمين"، الأول من نوعه في مصر، ومن أهم المشروعات القومية، فإن إطلاقه في هذا التوقيت بالتحديد يضيف إليه أهمية كبرى، لأنه يؤكد قدرة الدولة المصرية على إنجاز أصعب المشروعات، وتحمل المسؤولية الخاصة بالتمويل، والتعامل مع كبرى الشركات العالمية، دون أي خلل في الثقة المتبادلة بين الجانبين.

المشروع الذي سيضم محطات جديدة وقطارات حديثة فائقة السرعة، يصل مجموع أطوالها 2000 كلم، يمثل طفرة تحتاجها مصر، حتى تصبح من بين الدول الكبرى، القادرة على استقبال أنواع الاستثمارات المرتبطة بوجود هذا النوع من وسائل النقل فائقة التقدم.

ويشتمل المشروع على ثلاث مراحل، الأولى: تنفيذ مشروع قطار يصل بين العلمين والعين السخنة، والثانية استكماله من الإسكندرية حتى أسوان، والثالثة من العين السخنة ثم الغردقة، وصولًا للأقصر لتنمية وسهولة حركة السياحة.

تفاصيل مهمة
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة النقل ممثلة في الهيئة القومية للأنفاق وشركة سيمنز العالمية، وحضر مراسم التوقيع المهندس كامل الوزير، وزير النقل، وجو كايسر، الرئيس التنفيذى لشركة سيمنز، ورولاند بوش، النائب التنفيذى للشركة، ووقع الاتفاقية عن الجانب المصري الدكتور عصام والى، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، وعن جانب شركة سيمنز مايكل بيتر، العضو المنتدب للشركة.

وعقب التوقيع أوضح وزير النقل أن هذه الاتفاقية، جاءت بعد مفاوضات طويلة، انتهت بعد لقاء ممثلى الشركة بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، باتفاق الطرفين على شروط ممتازة، بفكر مختلف في التشغيل عن نظام عمل خطوط السكك الحديدية القديمة، وبمواصفات تعد الأعلى على مستوى العالم، حيث لا توجد تقاطعات ولا مزلقانات كما هو معمول به في السكك الحديدية الحالية، مؤكدًا أن هذا المشروع يعكس عمق العلاقات المصرية الألمانية، في إطار حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على تفعيل هذه العلاقات في كافة المجالات.

وأكد "الوزير" أن الرئيس "السيسي" تفاوض مع رئيس شركة "سيمنز" العالمية، وأقنعه بالتنازل عن مبلغ 360 مليون دولار (عمولة المخاطر)، من قيمة صفقة مشروع قطار (العين السخنة - العلمين)، وسيتم بدء تسديد قيمة المشروع، بعد "6 سنوات" بداية 2021، ولمدة "14 سنة"، بالإضافة إلى إن الرئيس "السيسي" نجح في أن يحصل على "4 قطارات" هدية من رئيس شركة سيمينز.

وأوضح وزير النقل أن مشروع القطار الكهربائي السريع (العين السخنة – العلمين)، يبلغ طوله 460 كم، ويشمل 15 محطة وأن السرعة التصميمية للقطار تبلغ 250 كم ساعة، وسيساهم فى ربط العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة، بشبكة السكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع، من خلال وسيلة نقل سريعة وعصرية وآمنة.

ويضم المشروع 3 محطات مستقبلية وهي كالتالي: (نفق المشير - محور الضبعة - العميد)، وسوف تبلغ السرعة التصميمية للقطار 250 كم ساعة، وسيسهم هذا المشروع في ربط العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة، بشبكة السكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع، من خلال وسيلة نقل سريعة وعصرية وآمنة، ومن المقرر، الانتهاء من أعمال تنفيذ المشروع بالكامل خلال عامين، من تاريخ تفعيل التعاقد الموقع مع شركة "سيمنز" العالمية، وروعي عند تشغيل القطار الكهربائى، أن يربط ويخدم المدن الجديدة، من خلال خطوط سكك حديدية.


وأضاف أن المشروع يهدف لربط العاصمة الإدارية والمدن الجديدة بشبكة سكة حديد سريعة كهربائية «القاهرة الجديدة – 6 أكتوبر – العلمين – برج العرب – الإسكندرية» بشبكة سكك حديد الجمهورية، ويسهم في تنمية الساحل الشرقى على البحر الأحمر، وزيادة معدلات وقيمة تنمية أراضى المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، كما يسهم في تنمية محور وادى النطرون ومحور الضبعة وتنمية الساحل الغربى على البحر المتوسط، ومدينتى برج العرب، ومدينة العلمين الجديدة كما سيساهم في نقل البضائع من ميناء السخنة على البحر الأحمر إلى ميناء الإسكندرية على البحر المتوسط مرورا بالميناء الجاف والمنطقة اللوجيستية بـ٦ أكتوبر.

ولفت الوزير إلى أن المشروع يبلغ طوله 438.3 كم ويشمل 17محطة، ومن المخطط أن تكون السرعة التصميمية للقطار 200 كم الساعة والسرعة التشغيلية 160-180 كم الساعة مع تصميم المسار والمنحنيات بسرعة 250 كم الساعة لتفادي تعديل المنحنيات مستقبلًا.

منظومة متكاملة
أشاد الدكتور أحمد الشامي، أستاذ اقتصاديات النقل ودراسات الجدوي، بالعمل على إنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائي السريع في مصر بإجمالي أطوال نحو 1000 كم على مستوى الجمهورية، وبتكلفة إجمالية قدرها 360 مليار جنيه، وذلك بدءًًا بالتنفيذ الفوري لمشروع الخط الذي سيربط مدينة العين السخنة بمدينة العلمين الجديدة مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة وعدد 15 محطة، بطول 460 كم، موضحًا أن القطار السريع ليس للركاب فقط، ولكنه يشمل البضائع، كما أن القطار السريع يهدف لخدمة التجارة سواء كانت داخلية أو دولية لذلك هناك أهمية لهذا المشروع كونه يصل العلمين بالعين السخنة.

بدوره أكد الدكتور أحمد صلاح، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة عين شمس، أن القطار الكهربائي السريع، سيوفر وقتًا كبيرًا في رحلة السفر، بين جميع المناطق التي سيمر بها، وهذه الخطوة الهامة ستكون داعمة للاستثمار، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، كما أن مشروع القطار السريع، يساعد في تحقيق المخططات العمرانية.

وأوضح الدكتور عماد نبيل، استشاري هندسة الطرق والنقل الدولي، أن هذا المشروع يهدف إلى نقل الكثافات العمالية، الموجودة في مدينة السلام ومدينة العاشر من رمضان إلى القاهرة، دون حدوث ازدحام بالطريقة السريعة، وربط العاصمة الإدارية بالقاهرة، مشيرًا إلى أن الراكب من القاهرة سيصل إلى العلمين في ساعة ونصف، مما يشكل طفرة في الربط بين العاصمتين القديمة والجديدة، وبين مدينة تخطط لها الدولة بأن تكون مليونية كالعلمين.

وأكد"نبيل" أن المشروع له عدة فوائد، أهمها الربط بين الظهير البحري وموانئ السخنة وبين العاصمة الإدارية، التي ستصبح قلب وعقل مصر الفترة القادمة، كما سيربط بين القاهرة والإسكندرية وصولًا إلى المدن المليونية على صدر البحر المتوسط، مُضيفًا أن من أهم نقاط المشروع، هي الربط بين موانئ البحرين المتوسط والأحمر بريًا فيما يخص الركاب، مما يسهل الانتقال البري بينهم، والتشجيع على هذه الأماكن، والقضاء على البعد المكاني بين سواحل البحرين وقلب القاهرة.