رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أعراض خطيرة تثير الرعب من سلالة جديدة لكورونا فى مصر

كورونا فى مصر
كورونا فى مصر


يعاني عدد كبير من المصريين، في الآونة الأخيرة، من أعراض غير عادية للإصابة بالإنفلونزا، والتي تأتي في أحيان كثيرة بأعراض غير معتادة، منها: الكحة الشديدة، وتكسير الجسم، والتهابات الحلق، وقد تتطور إلى ضيق في التنفس. 

هذه الأعراض العنيفة لمرض الإنفلونزا، ولنزلات البرد أيضا، جعلت الكثيرين يعتقدون أنهم مصابون بفيروس كورونا، وأنه تحور إلى سلالة جديدة أكثر حدة، وهو ما كاد أن يصبح اعتقادا راسخا لدى هؤلاء، لولا أن تلك الأعراض لا تستمر سوى أيام قليلة. 

هذا السيناريو المتصاعد لأعراض البرد والإنفلونزا، أثار التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الحالات يمكن بالفعل أن تمثل دليلا على وجود سلالة جديدة من فيروس كورونا "كوفيد 19"، في مصر.

وبشكل عام فإن الفيروسات عرضة لالتقاط تغييرات جينية صغيرة، أثناء انتقالها عبر مجموعة سكانية ضيقة، فالفيروسات التي تشفر الجينوم الخاص بها في الحمض النووي الريبي، مثل: SARS-CoV، وفيروس نقص المناعة البشرية، والإنفلونزا، تميل جميعها إلى التقاط الطفرات بسرعة، أثناء نسخها داخل مضيفها، لأن الإنزيمات التي تنسخ الحمض النووي الريبي، معرضة لارتكاب الأخطاء. 

وخلال تتبع العلماء للتغييرات الطفيفة في الشفرة الوراثية، لـCOVID-19، منذ بداية الوباء، تم اكتشاف ما لا يقل عن 1000 متغير، حتى الآن، ومن ذلك التطور الذي أعلنت بريطانيا عن وجودها لديها، والتي جعلت الفيروس أكثر عدوى.

تطور طبيعي

ويرى الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة، وعلم انتشار الأوبئة، أن تحور فيروس كورونا إلى سلالات جديدة، يعد أمرا طبيعيا شأنه شأن كل الفيروسات، التي تسعى للحفاظ على بقائها في الحياة، وملاءمة الطبيعة التي تعيش فيها. 

وأوضح أن الفيروس لديه طريقتان للتغير فإما أن يكون تحوره أكثر شراسة، أو أكثر انتشارا، وعادة ما تتحور الفيروسات لتكون أكثر انتشارا، وليس أكثر شراسة، حتى تحافظ على العائل لتضمن بقاءها، مشيرا إلى أن أعراض الكحة والعطس، هي أعراض يطلقها الفيروس ليصيب به أكبر عدد ممكن من البشر، تحقيقا لهدفه في الانتشار، وبالتالي البقاء حيا. 
أما عن كيفية قياس مدى انتشار الفيروس وتحوله لسلالة جديدة، فهذا يتم من خلال إجراء اختبارات لمعرفة التسلسل الجيني للفيروس، بحسب الدكتور إسلام عنان، الذي ضرب مثالا فقال: "دولة مثل المملكة المتحدة، تجري اختبارات مستمرة لمعرفة التسلسل الجيني للفيروس، وهذا يتم بصفة مستمرة، على حوالي 10% من المصابين بكورونا، وهو ما جعلها تكتشف السلالة الجديدة فور ظهورها، وتعلن عن وجودها، وكذلك دولة جنوب إفريقيا، وأيضا أمريكا". 

وأضاف: "لكن في مصر نادرًا ما نجري هذه الاختبارات، وبالتالي لا نعرف هل الفيروس تحور في مصر لسلالة جديدة أم لا"، مضيفا: "التحور الجديد للفيروس جعله أكثر انتشارا، لكن ليس أكثر شراسة، ومازالت اللقاحات المعلن عنها، ذات فعالية على الرغم من ذلك، لأن ما حدث هو تغير في السطح الخارجي للفيروس، فشكل كورونا الخارجي مثل: كرة التنس، وبه بروزات خارجية وبداخلها الشريط الجيني RNN، والتحور الذي حدث كان في الشكل الخارجي لتلك البروزات، ليكون أكثر التصاقًا، وهذا تحور بسيط لا يؤثر في فعالية اللقاحات".

روشتة العلاج

وشدد عنان على أنه يجب التعامل مع «دور البرد» المنتشر حاليًا على أنه إصابة بكورونا، وعليه يجب أن يعزل المصاب نفسه في المنزل، وينام عدد ساعات كافٍ، ويبتعد عن تناول «أكل الشارع» وتناول طعام صحي ويبتعد أيضا عن القلق والتوتر ويتعامل مع الأعراض المصاحبة للمرض، إذ إن 80% من مصابي كورونا إصابتهم خفيفة، و15% إصابتهم متوسطة، و5% إصاباتهم حادة، وعليه يجب أن يتعامل أصحاب الإصابات الخفيفة بجدية من خلال العزل، وعدم مخالطة الآخرين.