رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد النجاح الساحق لـ«ما وراء الطبيعة».. «الروايات الأدبية» طوق نجاة صناع السينما والدراما فى 2021

غادة عادل
غادة عادل



غادة عادل ويسرا اللوزى وهانى سلامة «بين السماء والأرض».. وروبى وعز ومنة «شلة ليبون»

محمود قاسم لـ«النبأ»: الفكرة تضمن نجاح العمل.. وتحقق انتعاشة متكاملة فى السينما والأدب

أمانى ضرغام: الجمهور يضع الرواية والعمل المعروض فى مقارنة.. وهذا سر انتشار الظاهرة


بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "ما وراء الطبيعة" للفنان أحمد أمين والمخرج عمرو سلامة، والذي كان مأخوذًا عن رواية الكاتب الكبير الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق، يبدو أن الفكرة راقت لصناع السينما والدراما، وقرروا تكرارها خلال الفترة المقبلة.

وكشفت الخريطة المبدئية لبعض الأعمال الفنية الجديدة في عام2021، عن وجود عدة أفلام ومسلسلات، مأخوذة عن روايات لكبار الأدباء.

وانقسم الكثيرون حول هذا الأمر؛ فريق يراه مجرد استسهال، وآخر يرى أنه يفتح أبوابًا جديدة في الدراما، خاصة أن الأدب، في رأيهم، هو الملهم الأساسي لكتاب السيناريو.

البداية مع مسلسل "بين السماء والأرض" لكل من "غادة عادل، ويسرا اللوزي، وهاني سلامة، وندى موسى، ونجلاء بدر، وسوسن بدر"، وإخراج ماندو العدل، فهو عن رواية الأديب الكبير نجيب محفوظ، والتي تم تحويلها، من قبل، إلى فيلم، عرض عام 1960.

وتدور أحداث المسلسل حول مجموعة أشخاص، يتعطل بهم المصعد الكهربائي الموجود بإحدى العمارات القديمة، ويتعرضون للموت.

كذلك يعرض مسلسل "الملك أحمس"، خلال الموسم الرمضاني المقبل، عن رواية "كفاح طيبة" لـ"محفوظ"، وهو بطولة: عمرو يوسف، وريم مصطفى، وياسين السقا، ومحمد فراج، وهو إخراج حسين المنباوي.

ويتميز المسلسل بضخامة الإنتاج، لاسيما أنه يضم معارك وحروبا وأسلحة وملابس وديكورات، ويناقش قصة طرد أحمس للهكسوس من مصر، وتحرير طيبة.

وعلى الصعيد السينمائي، جاء فيلم "أهل الكهف" للكاتب توفيق الحكيم في المقدمة، وهو معالجة سينمائية أيمن بهجت قمر، وإخراج عمرو عرفة.

ويشارك في بطولته: خالد النبوي، وغادة عادل، ومحمد ممدوح، وفتحي عبد الوهاب، ومحمد فراج، وبسنت شوقي، وعبد الرحمن أبو زهرة، وبيومي فؤاد.

ويجسد "النبوي" و"ممدوح"، ضمن الأحداث، دور صديقين مقربين، فيما يظهر "فواز" بدور وزير شرير، ومن المقرر تصويره في عدد من الدول الأجنبية، ودولتين عربيتين.

في سياق متصل، يتعاون السيناريست تامر حبيب مع المخرجة ساندرا نشأت في فيلم "شلة ليبون"، المأخوذ عن رواية هشام الخشن.

وهو بطولة: أحمد السقا، وغادة عادل، وماجد الكدواني، وأحمد عز، ومنة شلبي، وروبي.

أما الرواية؛ فهي عن سبعة أصدقاء تجمعهم صداقة تمتد لأطول من ثلاثين عامًا منذ تزاملوا في المدرسة الشهيرة بحي الزمالك، مهما فرقتهم الأيام لم يفوتوا على الأقل لقاءهم السنوي ليلة رأس كل سنة في شقة أحدهم بعمارة ليبون المطلة على نيل القاهرة، وفي ليلة رأس السنة ٢٠١٠ سيكون الأمر مختلفًا حين شدتهم لعبة اختاروا أن يلعبوها من أجل فوز أحدهم بجائزة كبرى، وسط استغراقهم في لعبتهم نتعرف على حكاياتهم التي تشابكت خيوطها، وأصبحت أقرب ما يكون لمقدرات الحياة.

من جانبه، قال الناقد الفني محمود قاسم لـ"النبأ"، إن فكرة تحويل الروايات إلى مسلسلات أو أفلام ليست جديدة، وإنها منذ أفلام "الأبيض والأسود"، مضيفًا أن العديد من الأعمال الأدبية حققت نجاحًا كبيرًا بعد عرضها على شاشات التلفزيون، منها "السكرية، واللص والكلاب، والفيل الأزرق، وتراب الماس، والرهينة"، ومسلسل "العميل 2001"، وغيرهم.

وتابع أن للموضوع ميزة وعيبا؛ الميزة هي ضمان جودة العمل، خاصة أن المرجع الأساسي له، أدبي، أما العيب، فهو الخوف من معالجة العمل الأدبي بطريقة سطحية، لا تليق مع عمق الرواية المكتوبة.

وأشار "قاسم" إلى أنه يجب على صناع الفن، بشكل عام، أن يضعوا في اعتبارهم أن العمل المأخوذ عن نص أدبي، مستقل تمامًا عن هذا النص، وألا يتعاملوا معه بطريقة "كوبي بيست"، مؤكدًا أن في هذه الحالة، ستزيد احتمالية نجاحه.

كما أوضح أن هذا الاتجاه، ربما يكون سببًا في تحفيز الشباب على القراءة، فعند مشاهدة الفيلم أو المسلسل، يتحمس المتفرج لقراءة الرواية الأصل، وبالتالي تحدث انتعاشة متكاملة في الأدب والسينما والدراما، لافتًا إلى أن ذلك شىء محمود وظاهرة إيجابية.

على الجانب الآخر، أوضحت المؤلفة أماني ضرغام لـ"النبأ"، أن السبب وراء انتشار هذه الفكرة، هو ضعف مستوى الأعمال الموجودة حاليًا على الساحة، مشيرة إلى أن الأمر صعب للغاية، وأنه يجب على الكاتب أن يستوعب الرواية جيدًا ويلم بكل تفاصيلها ويتفاعل مع أبطالها، ليخرجها على الشاشة بشكل أفضل مما هي عليه.

وتابعت أنه في الكثير من الأحيان يضع الجمهور العمل الفني في مقارنة مع الرواية، وأنه إذا كان الفيلم أو المسلسل دون قوة الرواية، ستكون الخسارة باهظة.

كما ختمت "ضرغام" حديثها بأن تحويل صفحات كثيرة مكتوبة إلى عمل مرئي لمدة ساعة ونصف أو ساعتين فقط، يحتاج مجهودًا كبيرًا من المؤلف والممثلين والأبطال، حتى يخرج على المستوى المنتظر منه.