رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

فضيحة كبرى تهز الشركة الصينية المنتجة لقاح كورونا

لقاح الشركة الصينية
لقاح الشركة الصينية


في 11 ديسمبر الماضي، استقبلت مصر شحنة تحوي 50 ألف جرعة من اللقاح على متن طائرة قادمة من الإمارات، كهدية من الأخيرة، ومُنتجة من قِبل شركة سينوفارم الصينية؛ فيما تم تأجيل الدفعة الثانية من اللقاح.

بعدها أعلنت وزيرة الصحة أن جرعات اللقاح سوف تُوزع بالمجان على الفرق الطبية في مستشفيات العزل والحميات والصدر؛ الأكثر عرضة للإصابة، ومرضى الأورام والفشل الكلوي؛ الأكثر عرضة للضرر في حالة الإصابة.

كانت وزيرة الصحة، هالة زايد، دعت 6 آلاف متطوع للمشاركة في التجارب السريرية الخاصة بلقاحين صينيين، في 12 سبتمبر الماضي. ولكن في إعلان للمتحدث الرسمي للوزارة في 23 نوفمبر الماضي، أقر بانتهاء التجربة في مصر بناءً على رغبة شركة سينوفارم وشركة G42 الإماراتية التي أشرفت على التجارب في مصر، بعد مشاركة 3 آلاف متطوع فقط.

الشركة الصينية

لقاح سينوفارم من إنتاج المجموعة الصينية الوطنية للصناعات الدوائية، المملوكة للحكومة الصينية، بنسبة تراوح بين 49 إلى 51%، وتقوم الشركة بأبحاث في تطوير وتصنيع وتسويق الأدوية ومُنتجات الرعاية الصحية، وأدرجت البورصة أسهمها في بورصة هونج كونج عام 2009، ووقتها بلغ سعر الاكتتاب العام حوالي 16 دولارًا للسهم.

شبهات خطيرة

وفي عام 2018، توافرت شبهات فساد بعد تورطها في فضيحة بيع أكثر من 400 ألف لقاح به مشاكل ومفترض أن يعالج الدفتيريا وأمراض أخرى في مقاطعتين صينيتين، مما يُثير شكوك حول قدرة شركة سينوفارم على توفير لقاحات آمنة، بحسب تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وكانت الشركة بدأت في أبريل 2020، تطوير لقاحات فيروس كامل معطل كيميائيًا لفيروس كورونا، ونُشرت نتائج المرحلة الثانية في بعض المجالات الطبية، وأجرت سينوفارم عددًا من التجارب السريرية على لقاح كورونا في بلدان الأرجنتين والبرازيل ومصر والأردن والمغرب وباكستان وبيرو والإمارات العربية المتحدة. 

وفي 9 ديسمبر، أعلنت الإمارات عن التسجيل الرسمي للقاح سينوفارم بعد إعلان نسبة فاعلية 86%، وهي الشركة الإماراتية "G42"، هي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي تأسست عام 2018، وتعمل على تطوير حلول لعدد من المجالات من بينها الرعاية الصحية، بحسب موقعها الإلكتروني.

إجباري أم اختياري

يقول الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، إنه حتى هذا الوقت لا يوجد قرار رسمي بإجبار الأطباء والأطقم الطبية على تلقي تطعيم لقاح سينوفارم الصيني، لافتًا إلى أنه متشكك في مدى قدرة اللقاح على العمل نتيجة عدم الشفافية التي تحيط به سواء من جانب الحكومة الصينية أو وزارة الصحة المصرية.

ويُضيف، أن وزارة الصحة رفضت طلبه بأن يكون جزءا من تجربة اللقاح على المشاركين أثناء تجربته خلال شهر سبتمبر الماضي، بدعوى أن حالته الصحية لا تسمح له بذلك.

ويُطالب حسين، وزارة الصحة بالكشف عن نتائج التجارب السريرية التي أُجريت على المشاركين المصريين في تجربة لقاح سينوفارم، وعدم الاكتفاء بنتائج التجربة السريرية الإماراتية، مشيرًا إلى أن ضرورة الكشف عن كل الأعراض الجانبية التي يُحدثها اللقاح الصيني.

ويُتابع قائلًا:"في قول ساخر متداول حاليًا، بأن اللي ياخد التطعيم هم أعضاء الحكومة والبرلمان والممثلين ولاعبي الكرة الأول وبعدين نشوف الشعب".

وكان الدكتور خالد مجاهد مستشار وزير الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، قال إنه سيتم تسجيل الفئات المستهدفة بتلقي اللقاح، من خلال تطبيق إلكتروني مُخصص للتسجيل ومربوط بنظام تشغيل محدد، حيث يشمل التسجيل الأطقم الطبية في مستشفيات العزل والحميات والصدر كمرحلة أولى، لافتًا إلى أنه سيتم إدخال البيانات الخاصة وإتاحة كافة المعلومات الخاصة باللقاح للإطلاع عليها، وسيتم توفير الجرعات للأطقم الطبية في أماكنهم بالمستشفيات وذلك بعد التسجيل من خلال التطبيق، كما ستتم متابعتهم والتأكد من تلقي الجرعة الثانية بعد 21 يومًا.

ولفت مجاهد إلى أن الوزيرة تقدمت بالشكر لكافة الفرق الطبية العاملة في المستشفيات خلال إدارة أزمة فيروس كورونا، مؤكدة دعم القيادة السياسية للفرق الطبية لما يبذلونه من جهود وتضحيات لخدمة الوطن من خلال التصدي لجائحة فيروس كورونا.

فاعلية اللقاح

يقول الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي اكتشفت في جنوب وشرق انجلترا، معدية بنسبة 70% أكثر من سلالات فيروس كورونا المعتادة حاليًا.

ويُضيف، أن السلالة الجديدة سريعة الانتقال جدًا، لكنها ليست أكثر خطورة من حيث نسب الوفيات أو الاحتجاز في المستشفيات، موضحًا أنه حتى الآن لا توجد أي تفاصيل حول مقاومتها للقاحات كورونا سواء الصيني أو الأمريكي.

ويُوضح بدران، أن طفرات فيروس كورونا مختلفة تمامًا عن طفرات فيروس الأنفلونزا، متابعًا أنها ليست المرة الأولى التي يتحوّر فيها فيروس كورونا "كوفيد19"، وليست المرة الأولى التي تتغير فيها المادة الوراثية للفيروس، مشيرًا إلى أنه حدث 23 تغيرا مختلفا مع هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا.

ويلفت عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إلى أنه من المتوقع أن تنتقل السلالة الجديدة إلى دول أخرى في أوروبا ومنها إلى دول أخرى، وبالتالي يجب توخي الحذر بشكل أكثر، وتطبيق التدابير الوقائية بصرامة.