رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مظاهرة حب وحيد حامد في مهرجان القاهرة السينمائي: كلمات مؤثرة من النجوم وكتاب "الفلاح الفصيح" وحضور غير مسبوق

وحيد حامد ومحمد حفظي
وحيد حامد ومحمد حفظي

مظاهرة حب وحيد حامد في مهرجان القاهرة السينمائي: كلمات مؤثرة من النجوم وكتاب "الفلاح الفصيح" وحضور غير مسبوق


وحيد حامد: 
تعلمت التحايل على الرقابة للهروب من القضايا الهامة بمشهد ساخن 
أنتم لم تعيشوا في زماني ولكن أنا من عشت زمانكم 
فيلم سوق المتعة "اتظلم" رغم النجاح لأنه فكرة غير مسبوقة
وهبت حياتي أعيد تصدير ما أخذته من الناس عبر الفن 
أحصد ما زرعته من حب طوال مسيرتي 


اختار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، اسما من أهم الأسماء في صناعة السينما المصرية ليقوم بتكريمه في دورته الـ42 بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، وهو الكاتب الكبير وحيد حامد.


وحيد حامد: رغم نجاح فيلم "سوق المتعة" فهو فكرة غير مسبوقة ولكنه اتظلم

عبر الكاتب الكبير وحيد حامد عن سعادته البالغة بتكريمه: "أنتم منحتموني عمراً جديداً واستمرارية لم أكن متوقعها، وطيلة حياتي وأنا أكتب الكلمة أضع أمامي الناس، واليوم في تكريمي أحصد ما زرعته من حب".

وأضاف خلال ندوته التي شهدت إقبالا غير مسبوق على هامش فعاليات المهرجان أن بدايته مع الكتابة، كانت مع الكاتب الراحل يوسف إدريس الذي نصحه بكتابة السيناريو والدراما، وكان يتمنى أن يكتب السيناريو لقصة من تأليفه لكن القدر لم يسمح، حتى جاء نجله المخرج مروان حامد، وكانت أول أعماله من تأليف يوسف إدريس، وشعر وقتها بأن نجله سدد الدين لصديقه الراحل.

وقال "حامد": "الفيلم الوحيد رغم النجاح اللي حققه إلا أنه اتظلم هو سوق المتعة، بقيت أقول ياربي إزاي الفكرة موصلتش للناس؟ هل عيب في السيناريو؟ أم ماذا؟ رغم أنه مازال يشكل من أهم الأفلام التي عملتها وأنه فكرة غير مسبوقة".

وأضاف "حامد": أنا كل المخرجين اللذين عملت معهم استفدت وتعلمت منهم وكان لهم بصمة في شغلي، لكن شغلي موصلش للجمهور إلا بهذه البصمة على مختلف الأجيال.. عندما كنت أشعر بالتقدم في العمر، وأنا إنسان أخاف من الجمود فكنت أعمل مع مخرجين شبان عشان أجدد فكري، ومنهم مروان علشان ميزعلش، وحتى لما اشتغلت في التلفزيون فيرجع الفضل لناس مهمة جداً إسماعيل عبد الحافظ الذي كان له دور كبير جداً، وبعدين مرحلة أستاذ محمد ياسين في مسلسل الجماعة حتى أنا وهو طرحنا قضية الإرهاب في فيلم كوميدي من قبل، وأود أن أقول إن الخبرة كنت أجددها من خلال خلايا جديدة على مدار السنين الماضية.

وتابع "حامد": كنت أتمنى وجود كل جيلي اللي أنا فقدتهم، وهما محمود عبد العزيز، سمير سيف، محسن زايد، عاطف الطيب، محمود ياسين، رأفت الميهي، أحمد زكي، نور الشريف، وغيرهم.

وعبر عن حبه الشديد للسيناريست رأفت الميهي، وذكر أحد المواقف التي جمعته به، وقال: "وأنا شاب شوفت فيلم "على من نطلق الرصاص" لرأفت الميهي، وساعتها كان نفسي أشوفه، وإذا الأيام تمر، ويأتي يمسك أيدي ويهنئني على شغل أنا عملته، زمان المجتمع كان في حب مش ضغينة، والكبير كان "بيشيل" الصغير، وكنت بشوف الفرحة في قلوب الناس".

ووجه وحيد حامد رسالة للسيناريست تامر حبيب: "أنا سعيد إنك تلميذي الوحيد النجيب الذي تخرج من دفعة السيناريو وعمل بالمهنة"، مشيرًا إلى أنه يعتبر أيضًا السيناريست مريم نعوم "ابنته في المجال"، على الرغم من أنه لم يُدرِّس لها، معربًا عن سعادته البالغة أن له العديد من الطلاب الذي تتلمذوا على أيديهم.

وأردف "وحيد" "مروان ابني له أخوة كثيرين في المهنة، فهو من خلال أعماله، كان يقوي علاقته بمهندسين الديكور، لأنهم جزء مهم في كتابة السيناريو".

وأضاف "حامد": أنا مبعرفش أكتب إلا في مكان عام، أنا بعيش الشخصية وبقول كلامها وهل هو مناسب ولا لأ، فكل شخصية المؤلف بيتقمصها ويعيشها جيداً، ومهتم بالرأي العام واقرأ جرائد وأشوف شوارع وأحس بمشاكل الناس ولازم أخذ منهم، أنا عشت عمري كلها أخذ من الناس وأعيد تصدير اللي أنا أخدته ليهم تاني من خلال شكل فني.

وكشف أنه تعلم التحايل على الرقابة، حيث كان يعلم أنه بعد عرض نص فيلم له عليهم، سوف تحدث خلافات بسبب جرأته، فكان يضع مشهداً بسيطاً لا معنى قوياً له، مثل قبلة أو لمس أيدٍ من شاب لفتاة حتى تنشغل به الرقابة عن باقي مشاهد الفيلم.. ولا يتذكر أنه خاض معارك مع أحد، لأنه لا يريد شيئاً من أي شخص ولم يطمح أو يطمع يوماً في منصب أو نفوذ، بل كان شغله الشاغل هم الناس فقط وطرح مشاكلهم وهمومهم، من دون النظر إلى أي حسابات أخرى، موضحاً أن أي أموال دخلت حسابه كانت من مجهوده وكتاباته، وأنه لم يتبنى قضية إلا وكان مقتنعاً بها تماماً، سواء كانت صحيحة أو لا.

الناقد السينمائي طارق الشناوي يحاور الكاتب الكبير وحيد حامد: الفلاح الفصيح 

وأدار الناقد طارق الشناوي، ندوة وحيد حامد على هامش فعاليات المهرجان بحضور العديد من الفنانين، بمناسبة تكريمه بجائزة الهرم الذهبي التقديرية، وذلك في مسرح WE بدار الأوبرا المصرية، كما صدر له كتاب عن المهرجان بعنوان: وحيد حامد.. الفلاح الفصيح.

وعرض فيلم تسجيلي قصير بعنوان "الوحيد.. هي دي الحكاية" عن الكاتب الكبير وحيد حامد، من إخراج عبد الرحمن نصر، يتحدث فيه عدد من النجوم والسينمائيين، أبرزهم؛ يسرا، وكريم عبدالعزيز، وليلي علوي، وآسر ياسين، وهند صبري، بالإضافة إلى المخرجين شريف عرفة، ومروان حامد، وتامر محسن، ومحمد ياسين، والكتاب مريم نعوم، وتامر حبيب، ومحمد سليمان عبد الملك، و محمد أمين راضي.

كما تحدث في الفيلم أيضا النقاد طارق الشناوي، وأحمد شوقي، ورامي المتولي، ومصطفي الكيلاني، ومن إدارة مهرجان القاهرة يتحدث في الفيلم المنتج والسيناريست محمد حفظي رئيس المهرجان، والناقد أندرو محسن المنسق الفني ومدير مسابقة سينما الغد.

ثم تلقى الكاتب الكبير وحيد حامد رسائل حب وعرفان من العديد من الفنانين اللذين عملوا معه، وصناع السينما:

منى الشاذلي: صاحب الجمل الساحرة والقدرة المبهرة

أستاذ وحيد حامد أنا لا اعمل في صناعة السينما ولكن حضوري اليوم كواحدة من الجمهور وكنت من صغري أتابع أعماله وعند رؤيتي للجمل المكتوبة على الشاشة وأقول إزاي الجمل الساحرة دي دخلت قلوبنا، أنا من ملايين من الجمهور اللي عقله نور مما يكتبه.. وعندي سؤال للأستاذ وحيد حامد خارج فكرة السيناريو وصناعة السينما قدرته الغريبة والمبهرة والتي تثير الاستغراب على اقتحام المعارك.. وحيد حامد عندما يكون لديه معركة شخصية أو غيره.. ونفسي أسأله هو ومروان حامد هو أنتو في البيت في واحدة من المعارك الكبرى التي خاضها وحيد حامد وبالمناسبة لم تكن جميعها معارك سياسية ويكون خصمه أحيانا لا يستطيع التفاهم معه.. والسؤال هو ما يعادل هذه القوة الخطيرة التي يمتلكها تلك الرجل في المنزل؟

محمد العدل: عليكم جميعاً أن تفخروا انكم عيشتوا وعاصرتوا في زمن وحيد حامد

على مدار الزمن كان دائماً هناك من يطلق عليه الأستاذ، وأنت الاستاذ، أنا وأولادي نفخر بك وسأقول لهم أننا عيشنا في زمن عمالقة الدراما التليفزيونية والإذاعية أما في السينما فلابد أن يذكر وحيد حامد الذي أجاب على العديد من الأسئلة  في كل أفلامه التي طرحها، وتعلمنا منه حاجات كثيرة جداً لم يسعدني الحظ أن أعمل معه ولكن أسعدني الحظ أن جلست معك مرات عديدة تعلمنا منك كثيراً سواء في السينما أو في الحياة العادية، عليكم جميعاً أن تفخروا انكم عشتم وعاصرتم في زمن وحيد حامد اللي هتفضل مستمرة على مدى عمرنا ومستمرة لأجيلنا. 

إلهام شاهين: أول جائزة وأول بطولة كانت مع وحيد حامد

أنا ليا كل الفخر مش بس أني عيشت في زمن وحيد حامد ولكن عملت معه العديد من الأفلام أيضاً واعتبر نفسي محظوظة جداً، أني اشتغل وأنا في ثانية معهد ولسه تلميذة في فيلم كبير جداً وهو "البريء" مع حضرتك واستاذ عاطف الطيب وأستاذ أحمد زكي، كان حدث كبير جداً بالنسبة لي، وأن أول بطولة في حياتي حضرتك اللي أعطتني تلك الفرصة في فيلم (الهلفوت) مع استاذ سمير سيف والنجم الكبير عادل إمام، وأن أول فيلم تاريخ السينما المصرية يعمل حفل "ميد نايت" لأن مكنش عندنا غير أخر حفلة الساعة التاسعة مساءً، فكان أول فيلم يتعمل له حفلة "ميد نايت" كان "سوق المتعة" اللي كان ليا الشرف أني اشتغل فيه، أنت غيرت قواعد السينما، وأن الفيلم من شدة النجاح الجمهور كان يتوجه للسينما ولم يتمكن من حضور الفيلم فاقترحوا بعمل حفل عرض مسائي، كل أفلامك حصلنا من خلالها على جوائز، وكان تفوقنا من كتاباتك العظيمة، انا أول جائزة في حياتي كانت في فيلم "الهلفوت"، أعطتني كل الفرص لأكون نجمة، شكراً لحضرتك ومدينة لك وفخورة جداً أني اشتغلت معاك.


ليلى علوي: أتمني أشوف عمل سينمائي لأستاذ وحيد حامد في 2021

 أنت قيمتك كبيرة أوي؛ لأنك مش أثقلت كل الفنانين، ولكن ثقلت المجتمع المصري، وحببته في حياتنا ومستقبلنا وأحلامنا، وأرجوك أتمنى إني أشوف عمل سينمائي ليك في 2021.

يسرا: كبرتني كفنانة وإنسانة

"كبَّرتني كفنانة وإنسانة، وليا الفخر إني اشتغلت معاك أهم أفلام في تاريخ السينما، وأنت حتة من مصر الجميلة، لأنك أصدق واحد بيحب مصر.. أنت مش حتة بس من عمري ولا من قلبي، أنت حتة من عمرنا وعمر الفن الأصيل ومصرن وأنت حتة من مصر الجميلة وربنا يحفظك لينا".

تامر حبيب: لو اتقال عليا سيناريست محترم فهذا بفضل وحيد حامد

"لو كان اتقال عليا سيناريست محترم فدا أنا اتعلمته من وحيد حامد، واتعلمت منه الشغلانة والعمق بتاعها، وهو لما بيبقى عاوزك تكتب بيبقى مش عايزك تكتب زيه.. كنت عايز أبقى بنجومية وحيد حامد في هذه المهنة، وفي أي وقت بيبقى أستاذ وحيد جاهز للنصيحة وجاهز للرد، أنا مدينلك من أول ما كنت من جمهورك لحد ما بقيت في الشغلانة".


وحيد حامد في سطور

وحيد حامد كاتب وسيناريست مصري، ولد في الأول من يوليو 1944، بمحافظة الشرقية، وتخرج من قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس عام 1967، ليبدأ بالتوازي رحلة البحث عن تحقيق حلمه في كتابة القصة القصيرة، فكانت أول إصداراته مجموعة قصصية بعنوان "القمر يقتل عاشقه"، ولكن فجأة تغير المسار، وتحول الاهتمام لكتابة الدراما بنصيحة من الكاتب الكبير يوسف إدريس، لتنطلق رحلة السيناريست وحيد حامد بين جدران ماسبيرو مطلع السبعينيات، بكتابة الدراما الإذاعية والتلفزيونية، قبل أن ينطلق في مجال الكتابة للسينما نهاية السبعينات، بفيلم "طائر الليل الحزين"، إخراج يحيى العلمي، الذي كرر معه التعاون عام 1981 في فيلم "فتوات بولاق" عن قصة لنجيب محفوظ.

وحيد حامد الذي كرمته الدولة المصرية بأرفع جوائزها، وهي "النيل"، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون، قدم خلال مسيرته المهنية أكثر من 40 فيلما، وحوالي 30 مسلسل تلفزيوني وإذاعي، استطاع معظمها أن يجمع بين النجاح الجماهيري والنقدي، فحصدت الجوائز في أبرز المهرجانات محليا ودوليا، واختير منها فيلمين في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية بالقرن العشرين هما؛ "اللعب مع الكبار" إخراج شريف عرفة، و"البريء" إخراج عاطف الطيب.