رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل دفن المهندس ضحية سفاح الجيزة في مسقط رأسه

النبأ

توجهت أسرة المهندس رضا محمد عبد اللطيف أحد ضحايا سفاح الجيزة لدفنه بعد تسلم رفاته من مصلحة الطب الشرعي تنفيذا لقرار النيابة العامة.

وقال المستشار وفي الدين فؤاد، محامي أسرة الضحية، أنهم يتوجهون لدفنه في مدافن الأسرة بمحافظة بني سويف.

ويتم دفن الهيكل العظمي للمهندس المجني عليه بعد 5 سنوات من مقتله على يد صديقه قذافي فراج الذي أنهى حياته بعد مطالبة المجني عليه برد أمواله التي كان يستثمرها له فوضع السم له في الطعام ثم هشم رأسه بقطعة حديد ودفنه أسفل بلاط شقة بمنطقة بولاق الدكرور.


وأمرت نيابة الهرم بتسليم رفات المجني عليه إلى ذويه بعد ظهور نتيجة تحليل الحمض النووي DNA  والتي تطابقت مع العينة التي أخذت من أسرته.

وصرحت النيابة بدفن الهيكل العظمي للضحية عقب إرفاق تقرير الطب الشرعي لملف القضية.

وترأس اللواء عاصم ابو الخير، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة جلسات تحقيق مطولة مع المتهم قذافي فراج أسفرت عن اعترافات كثيرة ومتنوعة للمتهم باشراف مباشر من اللواء محمود السبيلي، مدير الإدارة العامة للمباحث داخل قسم شرطة الهرم جلس فريق البحث امام المتهم يواجهه باتهامات أسرتي زوجته وصديقه المختفين منذ عام ٢٠١٥ ليبدأ المتهم في سرد تفاصيل جريمتيه بقتلهما ودفنهما أسفل بلاط شقة في شارع ترعة عبد العال بمنطقة بولاق الدكرور معددا الدوافع لقتل كلا منهما.. طوال ٥ أيام شرح المتهم تفاصيل الجريمتين حيث اعترف بقتل صديقه المهندس رضا عبد اللطيف في شهر ابريل ٢٠١٥ فور عودته من دولة السعودية لمطالبته بأمواله التي كان يستثمرها له المتهم.


فجر مفاجأة جديدة عند سؤاله حول مكان زوجته فاطمة زكريا ليعترف بقتلها ايضا بذات الطريقة التي تخلص بها من صديقه ودفن جثتها في ذات الشقة في غرفة مجاورة للتي تحتوي على مقبرة صديقه.


في اليوم السادس وقف فريق البحث امام احتمالية وجود جرائم اخرى، حيث تردد في ذهن الضباط كلمات "اللي يعملها مرة واثنين سهل يكررها تاني وخصوصا ان محدش كشفه".. بدأت التحريات مرة اخرى وعاود الضباط رحلة استجواب المتهم وما ان خطت قدميه خارج حجز قسم الهرم واستقر داخل مكتب مدير المباحث الجنائية الذي سأله قائلا: قولي ياقذافي انت قتلت حد تاني؟.. ليتردد المتهم قبل الاجابة على السؤال ولكنه قرر إلقاء قنبلة جديدة لتنفجر محملة بالاعترافات قائلا: ايوة ياباشا انا نسيت اقول اني قتلت بنتين تانيين.


بداية جديدة اتبعها أعضاء فريق البحث ومحققي النيابة العامة مع المتهم فور الاعتراف ليتم فتح محضر جديد بمناقشاته واستجوابه وبدأ في سرد تفاصيل الجريمتين الجديدتين، مؤكدا انه قتل فتاتين احداهما كانت شقيقة احدى خطيباته والاخرى تم قتلها في الاسكندرية ودفنها بها.. عن شقيقة خطيبته قال القذافي: البنت دي كانت بداية دخولي لعالم الجريمة هي اللي قتلتها أول واحدة مش رضا صاحبي لأني نفذت الجريمة في فبراير ٢٠١٥ وقتلت رضا في إبريل بعدها بشهرين.


قال المتهم إنه تعرف على المجني عليها من خلال المكتبة التي كان يديرها وهي عملت لديه وارتبط بها بعلاقة عاطفية تطورت لعلاقة غير شرعية ورسم عليها الحب وأقنعها بإرسال رسالة لأسرتها تخبرهم فيها بعدم رغبتها في العودة ونيتها في الانتحار لتفاجأ الفتاة فيما بعد بأنه يقوم بخطبة شقيقتها فتثور غاضبة وتهدده بفضح علاقتهما وكانت تلك بداية تفكيره في ارتكاب جريمة قتل، حيث قفزت إلى ذهنه فكرة التخلص منها مرددا: كانت هتعملي قلق وتفضحني وتبوظ جوازتي من أختها فقررت اقتلها.. خلصت عليها وعملتلها قبر في غرفة بالشقة ورحت كتبت كتابي على أختها بعد ما أقنعت أهلها إن البنت هربت مع مخرج عشان تشتغل في الإعلانات والتمثيل وهما صدقوا بسبب الرسالة اللي بعتتها ليهم قبل ما اقتلها بشهر.

وأضاف قائلا: فضلت كاتب كتابي على أختها شهور وخلال الشهور دي قتلت صاحبي المهندس وكنت متجوز أصلا وقتلت مراتي من غير ماهي تعرف اي حاجة.. عاد المتهم ليتذكر الضحية الرابعة وخلال جلسة تحقيق تكررت فيها ذات المشاهد بإحضاره من الحجز وجلوسه أمام فريق البحث سرد حكايتها بانه عقب زيادة مطاردات اسرتي صديقه المهندس وزوجته له وسؤاله المستمر حول مكانهما والشك فيه بأنه وراء اختفائهما قرر التخلي عن هوية القذافي وسافر إلى محافظة الاسكندرية مستغلا حيازته لبطاقة صديقه الشخصية والتي تحصل عليها بعد قتله فقام بوضع صورته عليها بطريقة محترفة ويعيش في الإسكندرية باسم رضا عبد اللطيف ففتح حضانة أطفال ومحل أدوات كهربائية بالأموال التي استولى عليها من صديقه القتيل، وخلال تلك الفترة تعرف على ضحيته الرابعة التي أوهمها ايضا بالحب والزواج وحصل منها على مبلغ ٤٥ ألف جنيه ثمن شقة باعتها وعندما ماطلها في الزواج طالبته برد اموالها فاخبرها بالحضور إلى المخزن لاسترداد مالها في هيئة بضائع ولكنه عقد النية على التخلص منها، حيث اعتبر القتل الطريقة السهلة للتخلص من اية عقبات تواجهه.


توجهت إليه الفتاة وما أن انفرد بها داخل المخزن اطبق يديه على رقبتها حتى فارقت الحياة ووضع جثمانها في قبر أعده مسبقا لإخفاء جريمته ثم أعاد الأرض لما كانت عليه ولم يلاحظ أحد جريمته أو يكشفها حتى اعترف هو بها.


عن طريقة الحفر واعداد مقابر ضحاياه قال المتهم انه لم يحفر اي من تلك المقابر بنفسه ولكنه استعان بـ "فواعلية" او كان يجوب الشوارع بحثا عن "عمال التراحيل" ممكن يعملون باليومية ويطلب منهم إزالة البلاط وحفر حفرة عميفة لا تقل عن ٢ او ٣ أمتار بحجة ان السباك أخبره بحدوث كسر في ماسورة الصرف الصحي ورغبته في إصلاحها، وبالفعل ينهي العمال المهمة المكلفين بها فيطلب منهم الانصراف لحين الانتهاء من التصليح ويحضر الجثة من الغرفة المجاورة ليلقيها في الحفرة ويهيل عليها الردم الذي استخرجه العمال ويقوم بوضع طبقة من الاسمنت فوق التراب وعندما تجف وتخفي معالم المدفن يشتري سيراميك جديد ويحضر عامل مبلط لتركيبه كأن شيئا لم يكن.


على الجانب الآخر حالة من الصدمة انتابت السكان الذين يقطنون الشقة التي اتخذها المتهم مدفنا لضحاياه والتي كانت مستأجرة وعندما قرر السفر قام بتركها فاستأجرها اخرون.. موقفا لا يحسد عليه قاطني الشقة الذين فوجئوا بمكوثهم فوق جثث قتلى لمدة سنوات دون علم.


صدمة اخرى كانت من نصيب زوجة المتهم الاخيرة التي اكتشفت في زوجها شخصية غامضة وسردت السيدة مي زوجة المتهم سفاح الجيزة كواليس حياتها معه خلال ٩ اشهر زواج قبل اكتشاف جرائمه قائلة انها لم تكن تتوقع ما اكتشفته خاصة انه كان يعاملها بكل لين وطيبة واسرتها جميعا تحبه وتثق به.


واضافت انها اجهضت حملها ٣ مرات واكتشفت انها كانت تفقد جنينها فور علمها بالحمل كان زوجها يحضر لها اطعمة وعصائر وحلويات قائلة: كان بيجيبلي حاجات من بره، حلويات وعصاير وأكل جاهز، وكان بيجبرني آكله مخصوص أول ما يعرف إني حامل وماشكتش فيه للحظة، وعرفت انه كان بيحطلي حاجات في الاكل تجهضني.


ولفتت إلى أنها حاولت الوصول إليه يوم القبض عليه في 11 مايو لكنها لم تستطع، مضيفة أنه اتصل بها هاتفيًا اليوم التالي وأخبرها أنه ذهب إلى القاهرة، لكنها لم تطمئن للوضع.


وذكرت أنه كان يتواصل معها يوميًا من داخل محبسه، لكنه كان يعطيها مبررات مختلفة، حتى اخبرها ان اشخاص ورطوه في جريمة وتم حبسه وكان حديثه متناقضا حتى علمت بحبسه في جرائم كثيرة.


وأشارت إلى أن السكرتيرة الخاصة بالمتهم أرسلت لها أوراقًا وسبع بطاقات شخصية له، قدمتها لقسم سيدي جابر، ذاكرة أنه تزوجها بشخصية وكان عقد الشقة التي تسكن فيها باسم مختلف.


وكشفت أنه كان قد قال لها إن الشقة التي تسكنها تمليك، متابعة: «رابع يوم من اختفائه البواب قال لي إنها إيجار، ولقيت صاحب الشقة أعطاني عقد باسم محمد مصطفى أحمد محروس، ومن هنا اكتشفت إني متجوزة نصاب».


وأوضحت أنها اكتشفت أن عقد الزواج مزور، معربة عن استيائها وأهلها مما حدث لها.


واستطردت: كان شخص غامض، لكنه خير وأي صلاة يسيب اللي في إيده ويجري على الجامع ويحسسك إنه بني آدم طبيعي ومتدين»، لافتة إلى أنه رغم ذلك كانت للمتهم علاقات جنسية متعددة.


ونوهت بأنها اكتشفت ذلك من خلال الرسائل الموجودة على هاتفه المحمول، موضحة أنه كان ينفي ذلك عندما كانت تواجهه.


وواصلت: عشت معه ٩ أشهر، وتعرف عليا من خلال والدي أثناء الصلاة في الجامع، والشخص اللي قدمه قال إنه مهندس كهرباء ومسجل في النقابة، أول مرة جاء وحده والثانية مع خالته وقال المرة الجاية هجيب خالي واللي عرفنا بعد كده انهم مش قرايبه اصلا.


وأكدت أنه كان متعجلًا على إتمام الزواج منها، إضافة إلى أنه أصر على أن يأتي بمأذون من طرفه.