رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

السفير حسين هريدى: الإدارة الأمريكية بقيادة «جو بايدن» ستعيد النظر فى ملف سد النهضة (حوار)

السفير حسن هريدي
السفير حسن هريدي - أرشيفية

موضوع الإخوان والربيع العربى انتهى 

تصريحات «بايدن» عن مصر تم تحريفها 

سيتم تجميد خطة «ترامب» للسلام فى الشرق الأوسط وقطار التطبيع سيستمر

العلاقات بين أمريكا والسعودية لن تكون كما كانت فى عهد ترامب.. وواشنطن ستعود للاتفاق النووى مع إيران

الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون أكثر تشددا من مشروع «أردوغان» فى الشرق الأوسط

قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية الأمريكية في عهد «جو بايدن»، الرئيس الأمريكي الجديد، ستكون أفضل مما كانت عليه في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب، متوقعا أن تعيد الإدارة الأمريكية الجديدة النظر في ملف سد النهضة.

وأضاف «هريدي» في حواره مع «النبأ»، أنه يتوقع تجميد خطة السلام الأمريكية التي أطلقها الرئيس الحالي دونالد ترامب لتسوية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون أكثر تشددا من مشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن العلاقات بين أمريكا والسعودية لن تكون كما كانت في عهد «ترامب».. وإلى تفاصيل الحوار: 

في البداية.. ما توقعاتك لشكل العلاقات المصرية الأمريكية في عهد جو بايدن؟

أتوقع أن تكون العلاقة أفضل وأكثر استقرارا لأن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات، وأنا متفائل بإدارة جو بايدن وتأثيرها الإيجابي على مسار العلاقات المصرية الأمريكية، لكن على مصر أن تتواصل مع الأجهزة الأمريكية ممثلة في مجلس الأمن القومي بالكونجرس والخارجية والمراكز البحثية، لاستثمار دورها في المنطقة، وأن تكون طرفا مؤثرا في معادلة الشرق الأوسط، والعلاقات الأمريكية المصرية علاقات مؤسسية لا تعتمد على الرؤساء فهناك مراكز نافذة في الولايات المتحدة تؤثر على القرار الأمريكي تجاه مصر، وهذا ما حدث عندما تم رفض منع المعونة الأمريكية لمصر عقب ثورة 30 يونيو، وعزل جماعة الإخوان المسلمين من الحكم، وأتوقع أن يكون هناك تركيز أكثر على قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، ليس في مصر فقط ولكن في أغلب دول العالم، وأنا أطالب ألا يكون ملف الإخوان المسلمين هو العنصر المسيطر على العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.

والعلاقات المصرية الأمريكية منذ  26 مارس 1979، تاريخ توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لها ثوابت مستقرة حتى هذا اليوم بغض النظر عن الرؤساء في مصر أو في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ مارس 1979 تناوب على حكم أمريكا 4 إدارات جمهورية و3 إدارات ديمقراطية وما زالت العلاقات المصرية الأمريكية مستقرة وثابتة، مع حدوث شد وجذب في بعض القضايا، وهذا أمر طبيعي في بين قوة عظمى مثل أمريكا وقوة عربية وإقليمية لها تأثير وتاريخ ودور في المنطقة مثل مصر.

لكن كيف ترى تصريحاته بخصوص أوضاع حقوق الإنسان في مصر ؟

هذه التصريحات تم تحريفها، وأنا لا أعتقد أنه سوف يستهدف مصر بطريقة سلبية، وإنما سوف يكون هناك تعاون مع مصر في كل من شأنه تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة كافة الأمور بطريقة شفافة.

كيف ترى التخوفات التي يثيرها البعض حول عودة الإخوان وثورات الربيع العربي في عهد جو بايدن؟  

هذا الموضوع انتهى منذ عشر سنوات، و«جو بايدن» هو الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية بعد عشر سنوات من فشل الربيع العربي، وأعتقد أن كل الخبراء الأمريكيين استخرجوا الدروس الهامة من الربيع العربي، وأنا أعتقد أنه ستكون هناك توجهات جديدة وسياسات جديدة للرئيس المنتخب جو بايدن تختلف إلى حد ما عن بعض التوجهات التي كانت سائدة في الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما.

ولا ننسى، أن إدارة جورج بوش والمخابرات الأمريكية، قامت بتغيير الاسم الكودى الخاص بأحد القادة العرب كان يعمل كعميل مع جهاز الـ CIA، وقال: "شعار حركة 6 أبريل، هو نفس شعار إحدى الحركات فى صربيا، وأنه تم تدريب عدد من أعضاء الحركة فى صربيا، وإدارة بوش الابن بعد هجمات 11 سبتمبر، وصلتها القناعة بضرورة الإطاحة بعدد من الأنظمة العربية ومن بينهم مصر، وعلاقات جماعة الإخوان المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية والمخابرات الأمريكية تعود إلى ما قبل عام 1952، لدرجة أنه تم الاتفاق بينهما على إنشاء ما عرف بالمركز الإسلامى فى جنيف، وكان هدفه هو اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، لو راجعت جلسات الاستماع فى الكونجرس والخاصة بالأوضاع الداخلية فى مصر، "مش هتلاقى ولا حد من الناس اللى بتروح تشهد هناك يعترفوا أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية"، على الرغم من تورطهم فى عمليات إرهابية وأنهم المصدر الأول للإرهاب، وهم لم يعترفوا أن الجماعة الأم للإرهاب هى جماعة الإخوان الإرهابية منذ الأربعينيات من القرن الماضى.

هل تتوقع أن يصل الأمر إلى فرض عقوبات على مصر من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة بسبب ملف حقوق الإنسان في مصر؟

لا أحد يتحدث في فرض عقوبات، وأنا أستبعد ذلك تماما، وستتم مناقشة كل الملفات بين البلدين بعيدا عن الإعلان وفي ثقة متبادلة، ولن تكون هناك خلافات رئيسية بين القاهرة وواشنطن حول جميع الملفات.

كانت إثيوبيا تتهم ترمب بالانحياز لمصر في موضوع ملف سد النهضة وكانت هناك تصريحات للرئيس الأمريكي ترامب هاجم فيها الجانب الإثيوبي وتحدث فيها عن أن الأمر سوف ينتهي بمصر إلى تفجير السد مما اعتبره البعض ضوء أخضر من جانب الرئيس الأمريكي لمصر بضرب سد النهضة.

كيف تتوقع موقف الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن من ملف سد النهضة؟

علينا أن ننتظر، تعامل إدارة ترامب مع ملف سد النهضة عليه مآخذ، وأعتقد أن الإدارة الجديدة سوف تعيد النظر في هذا الموضوع، وعلينا أن ننتظر القرار الذي سوف تتخذه الإدارة الأمريكية الجديدة في هذا الشأن.

كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة وهل ترى أن مشروع ترامب القائم على صفقة القرن والتطبيع العربي مع إسرائيل سيسقط برحيل ترامب؟

هناك توقعات بأن يتم تجميد خطة السلام الخاصة بـ«ترامب»، ومن المتوقع أن تقوم إدارة «جو بايدن» باستئناف المساعدات للسلطة الفلسطينية والمساعدات الأمريكية لوكالة غوث للاجئين، مع تشجيع الجانب الفلسطيني على استئناف المفاوضات مع إسرائيل لتنفيذ حل الدولتين.

هل تعتقد أن قطار التطبيع العربي مع إسرائيل الذي بدأ في عهد ترامب سوف يستمر في عهد جو بادين؟

إدارة «جو بادين» ستجعل هذا الملف يأخذ مساره الطبيعي، ولن تمارس ضغوطًا على أي دولة عربية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

ما مصير التحالف العربي الإسرائيلي الذي شكله ترامب لمواجهة النفوذ الإيراني؟

هناك «عملية وارسو» التي كانت تؤطر لتعاون إقليمي ما بين إسرائيل والدول العربية السنية، فهل إدارة «جو بادين» سوف تلتزم بهذه المبادرة أم لا، ربما لا تضغط في هذا الاتجاه، وسوف تربطه بتحقيق تقدم على صعيد القضية الفلسطينية.

كيف ترى العلاقات الأمريكية مع كل من السعودية وإيران؟

أتوقع أن تعود أمريكا مرة أخرى إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه ترامب، أما العلاقات مع السعودية فسوف تأخذ مسارا مستقلا تماما عن العلاقات مع إيران.

هل العلاقات الأمريكية السعودية سوف تتأثر في ظل الجدل حول العلاقة التي تربط ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والحرب في اليمن؟

أتوقع أن يتم تصحيح مسار هذه العلاقة، ولن تكون على غرار ما كانت عليه في عهد ترامب.

هل تتوقع حدوث تغيير في الدور الأمريكي في ليبيا في عهد جو بايدن؟

أعتقد أن الموقف الأمريكي في الفترة الأخيرة كان يدفع بالحل السلمي وتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، وأعتقد أن إدارة «بايدن» ستسير في نفس الاتجاه.

وماذا عن مشروع أردوغان في المنطقة العربية والذي تمدد كثيرا في عهد ترامب سواء في ليبيا أو سوريا أو العراق؟

أعتقد أن إدارة «بايدن» سوف تتخذ موقفا أكثر تشددا إزاء السياسة الخارجية لأردوغان في الشرق الأوسط، لأن «أردوغان» كان يتمتع بغطاء سياسي ودعم من الرئيس ترامب، الآن الأمور سوف تختلف، وبالتالي سوف ينعكس ذلك على توجهات السياسة الخارجية التركية.

وماذا عن الموقف الأمريكي من إسرائيل في عهد جو بايدن؟

بالنسبة لموقف أمريكا من أمن إسرائيل سوف يظل كما هو، لكن التغيرات سوف تكون في إطار مبادرة السلام التي أطلقها ترامب والتي كانت هدية لإسرائيل، وأعتقد أن إدارة «بايدن» لن توافق على ضم 30% من الأراضي الفلسطينية، كذلك سوف تحاول إدارة بايدن تشجيع التفاوض بين سوريا وإسرائيل من أجل التوصل إلى تسوية للصراع العربي الإسرائيلي.

وماذا عن الأزمة الخليجية التي حاولت إدارة ترامب حلها دون جدوى؟

سوف تستمر الإدارة الأمريكية في النهج الدبلوماسي وتشجيع كافة الأطراف لحل الأزمة الخليجية وإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، وسوف تكون هناك محاولة لإقناع الدول الخليجية بتعزيز التضامن بينهم الفترة القادمة.

ما مصير محادثات السلام بين أمريكا وحركة طالبان الأفغانية؟

أتوقع أن يكون هناك حرص على سحب القوات الأمريكية من أفغانستان ووضع شروط أكثر قوة من المتفق عليها في عهد «ترامب»، بمعنى أن الإدارة الأمريكية الجديدة سوف تطلب ضمانات أكثر من حركة طالبان حتى يتم انسحاب كل القوات الأمريكية من أفغانستان.

توقعاتك للعلاقات الأمريكية مع كل من الصين وروسيا وأوربا والتي شهدت توترا كبيرا في عهد ترامب؟

أتوقع أن يتم تعزيز العلاقات مع أوروبا وسوف يتم إصلاح الضرر الذي لحق بهذه العلاقات في عهد «ترامب»، كما أتوقع أن يختلف أسلوب تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع الصين عن الأسلوب الذي اتبعه «ترامب» ولغة التهديد سوف تختفي.

هل تتوقع أن يكون ملف حقوق الإنسان في سلم أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة؟

ملف حقوق الإنسان ملف يفرض نفسه على الأجندة الدولية، ومن المفترض ألا يسبب هذا الملف أي مشاكل لمصر، ومصر سوف تتعامل مع هذا الملف بشفافية تامة، وأتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الملف بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة عندما تقف الإدارة الجديدة على حقيقة الأوضاع في مصر.