رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدكتور محمد أبو ليلة: «برنارد شو» قال: «لو كان محمد حيا لاستطاع حل مشاكل العالم وهو يشرب فنجان قهوة» (حوار)

محرر «النبأ» في حواره
محرر «النبأ» في حواره مع الدكتور محمد أبو ليلة

«المقاطعة» وسيلة مشروعة ضد المنتجات الفرنسية.. واستخدمها كفار مكة ضد الرسول وأصحابه

الغرب يحارب الإسلام تحت ستار الإرهاب والتطرف

قطع رأس المعلم الفرنسى جريمة حيوانية يستنكرها الإسلام

الدين الحنيف ليس مسئولا عن المآسى التى تحدث للمسلمين

الرئيس الفرنسى يريد أن يقول إن الإسلام هو السبب فيما يجرى فى العالم من إرهاب

المسلمون مضطهدون والإسلام بريء من كل هذه التهم التى يلصقها به رئيس فرنسا

لا يوجد شيء اسمه إسلام راديكالى أو إصلاحى أو متطرف وهذه تقسيمات وضعها أعداء ديننا

الحديث عن صناعة «إسلام فرنسى» هراء.. و«أسلمة أوروبا» اختراع غربى

الإرهاب صناعة بشرية لا علاقة لها بالأديان والإسلام لم يأت للقتل وتدمير الأرض

ديننا ليس مسئولا عن داعش والجماعات الإرهابية.. والمسيحية غير مسئولة عن الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش

الإسلام هو الذى أنار أوربا والعالم بعد أن كان فى ظلام دامس.. والالتزام بقيم الجمهورية الفرنسية لا يعنى تخلى المسلمين عن دينهم

ما يحدث للمسلمين فى الغرب بداية والمعركة ضد الإسلام والمسلمين ستستمر لهذا السبب

قال الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ ورئيس قسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر الأسبق، ورئيس قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بمعهد الدراسات الإسلامية بالإسكندرية، إن ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صحيح ودليل على الوضع المزري الذي يعيشه المسلمون، معبرا عن صدمته من واقعة قطع رأس المعلم الفرنسي، مؤكدا أن هذه الواقعة «جريمة حيوانية» يستنكرها الإسلام والمسلمون.

ويُضيف «أبو ليلة» في حواره مع «النبأ» أنّ رد المسلمين على كلام الرئيس الفرنسي يجب أن يكون بالسلوك الحسن والعشرة الطيبة، مشيرا إلى أن مقاطعة المنتجات الفرنسية وسيلة مشروعة استخدمها كفار مكة ضد الرسول وأصحابه.. وإلى تفاصيل الحوار. 


في البداية ما تعليقكم على تصريحات الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون عن الإسلام والتي ما زالت تثير جدلا كبيرا؟

تصريحات الرئيس الفرنسي مناسبة تماما للوضع المزري الذي يعيشه المسلمون، إنّ المسلمين مستضعفون إلى هذا الحد الذي أدى إلى وقوف رئيس دولة يهاجم الإسلام الذي يمثل العديد من الدول والشعوب، فهو بذلك يهاجم كل الدول الإسلامية، لكن الوضع المزري الذي يعيشه المسلمون اليوم جعل الهجوم عليهم سهلا أو هينا، الرئيس الفرنسي قال إن الإسلام يعيش اليوم في أزمة في كل مكان، هذه كلمة صحيحة، فالإسلام لا يعيش أزمة بسبب أنه إسلام، بل يعيش أزمة بسبب المسلمين المتهاونين في شأن الدين، فهو فعلا يعيش في أزمة، لكن ما يريده الرئيس الفرنسي غير ما نريده نحن، هو يريد أن يهاجم ويريد أن يظهر ضعف الإسلام وأن يقول إن الإسلام هو السبب في انتكاسة المسلمين وفيما يجري في العالم من إرهاب ومن عنف ومن تطرف، وحاشى الإسلام من ذلك، الإسلام هو المضطهَد وليس هو المضطهِد، عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة وقفوا ضده واستعملوا كل طرق الضغط حتى يتخلى عن الرسالة واستعملوا كل وسائل تنفير الناس من الإسلام ومع ذلك بقى النبي صلى الله عليه وسلم يقاوم هذه التيارات المضادة حتى انتصر الإسلام بعد ذلك ودخل مكة بعد أن خرج منها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي ويقف على مشارف مكة وهو يقول: «والله يا مكة إنك لمن أحب بلاد الله إلى الله ومن أحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت»، دخلها صلى الله عليه وسلم في عشرين ألفا بعد أن خرج منها فردا ومعه أبو بكر الصديق، والإسلام هو الذي قاوم الاضطهاد وهو الذي حرم الاضطهاد سواء للدين أو العرق أو الجنس أو للبلد أو لأي نظرية، الإسلام برىء من كل هذه التهم الذي يلصقها به رئيس فرنسا أو غيره، لكن الشيء العجيب والمؤسف حقا هو أن رئيس جمهورية فرنسا هو الذي يهاجم الإسلام وليس صحفي أو مجلة أو مفكر، ولكن هجوم رئيس الدولة وهو رمز الدولة يهاجم الإسلام ويضع فرنسا في عداوة شديدة مع الإسلام والمسلمين في فرنسا متجاهلا عدد المسلمين في العالم اليوم، ولم يحترم حتى مشاعر المواطنين الفرنسيين المسلمين.


وما الحل لهذه الأزمة فى رأيك؟

أدعو الله أن يستيقظ المسلمون وأن يعتبروا أن المعركة ضدهم ليست معركة عرق أو جنس وإنما هي معركة دين أيضا، هذه المعركة يقودها بعض المتطرفين في فرنسا والغرب، لأن هناك من الغربيين من أثنى على الإسلام ورفع من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك برناردو شو وتوماس كارلايل وغيرهما كثيرون ما أقر بعظمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه أعظم من مشى على الأرض، وأن محمد صلى الله عليه لو كان حيا بيننا في هذا العصر المتأزم لاستطاع أن يحل مشاكل العالم كلها وهو يشرب فنجان من القهوة أو الشاي، هذا كلام برناردو شو، فالمنصفون في كل مكان يعرفون قدر الإسلام، فلماذا يتجاهل الرئيس الفرنسي كل هذا التراث ويتجاهل أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم ويقف يهاجم الإسلام بهذه الصورة؟.


لكن هل الحرب في الغرب على الإسلام أم على المسلمين أم على المتطرفين؟

الحرب على الإسلام بالدرجة الأولى، ولكن هذه الحرب لها أقنعة وتكون تحت ستار أشياء كثيرة مثل الحرب على الإرهاب، هي حرب غير مباشرة تحت مسميات وتحت شعارات.


كيف ترى واقعة قطع رأس معلم فرنسي على يد طالب مسلم في فرنسا؟

هذه الحادثة مأساوية تهز الإسلام نفسه قبل أن تهز المسلمين، لأن الإسلام جاء لتكريم الإنسان، وقال تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم»، فالإسلام كرم الإنسان، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حض على القتل وإنما كان دائما حريص على السلم الاجتماعي والسياسي، وقطع رأس المعلم طريقة حيوانية سواء ارتكبها مسلم أو غير مسلم، وهي حادثة تهتز لها السماوات السبع، لأن كرامة الإنسان والحرص على حياته من أساسيات الإسلام.


كيف يرد المسلمون على هذه الهجمة على الإسلام؟

يردون عليها أولا بالسلوك الحسن وبالعشرة الطيبة إذا كانوا يعيشون وسط مجتمعات مسيحية أو في أوربا، والخلق وطن، فصاحب الخلق يمكن أن يعيش في أي مكان، وعلى المسلمين في هذه الدول أن يتواصلوا ويتعاملوا مع باقي أفراد المجتمع على قاعدة الإنسانية وليس على قاعدة الدين، وفي النهاية الإسلام لا يحض أبدا على قطع رقبة، فأنا كمسلم لا أستطيع تحمل كلمة قطع فضلا عن الفعل، فهذه جريمة يستنكرها الإسلام وجميع المسلمين إلا الشواذ الذين فعلوها ويمكن أن يكون وراءها أشخاص غير مسلمين.


كيف ترى حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية ردا على تصريحات ماكرون؟

المقاطعة وسيلة مدنية قديمة تم استخدامها ضد المسلمين في مكة، حيث تمت محاصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بواسطة كفار مكة، وتم منع الطعام والشراب عنهم، وبالتالي هذه وسيلة من وسائل المجتمعات للضغط على الطرف الآخر للوصول إلى الهدف، وهي ليست اختراعًا إسلاميًا.


كيف ترى المصطلحات التي يطلقها البعض على الإسلام مثل الإرهاب الإسلامي والإسلام الراديكالي والتطرف الإسلاموي وغيرها؟

الإسلام واحد، والله تعالى يقول: «إن الدين عند الله الإسلام»، فلا يوجد إسلام راديكالي ولا إسلام إصلاحي ولا إسلام متطرف، كلها تقسيمات وضعها أعداء الإسلام أو الذين لا يريدون رؤية الإسلام على الساحة الدولية.


الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر طالب بإصدار تشريع دولي يجرم الإساءة للإسلام.. كيف ترى ذلك؟

اقتراح «طيب» لو تم الأخذ به، ولكن هذا لا يمنع أن يكون المسلمون دائمًا مستعدين دائما الدفاع عن دينهم، لأن المعركة بين أهل الحق وأهل الباطل مستمرة ما دامت الإنسانية، وعلى المسلمين أن يغيروا على دينهم وأن يظهروا غضبهم على دينهم.


وماذا عن الحديث عن صناعة إسلام فرنسي؟

هذا هراء، وكلام يدل على فشلهم في اقتلاع جذور الإسلام، ويحاولون تنحي الإسلام بعيدًا عن ساحة الحياة، لكن هيهات هيهات الإسلام أقوى من هذا، الإسلام لم يخترعه بشر، الإسلام منزل من الله في القرآن وفي السنة الثابتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وطاعة الرسول هي من طاعة الله.


كيف ترى مصطلح الخوف من «أسلمة أوروبا» الذي يتحدث عنه البعض؟

هذا المصطلح هو اختراع أوروبي أيضًا، النبي صلى الله عليه وسلم جاء لنشر الإسلام في العالم كله، فالله تعالى قال: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، ولكنه لم يخص أوروبا ولم يخص دولة بعينها، وإنما أرسلة رحمة للعالمين، والإسلام لم يتم فرضه بالإكراه، لأن الرحمة لا تكون بالإكراه، وإنما اعتناق الإسلام يكون بالإرادة الحرة وليس بالفرض، والله تعالى لم يكره الناس ليكونوا مؤمنين، قال تعالى: «أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكره أحد على دخول الإسلام.


هل الإرهاب أيديولوجية إسلامية أم له أسباب أخرى؟

الإرهاب لا دين له، لا علاقة للأديان بالإرهاب، الإرهاب صناعة بشرية، وله أسباب كثيرة منها، الظلم الاجتماعي والظلم السياسي الذي انتشر في العالم، وهناك تيارات مثل الماسونية والصهيونية تستخدم الإرهاب كوسيلة لفرض نفسها على العالم.


لكن هناك الكثير من الجماعات الإرهابية التي تمارس العنف تحسب نفسها على الإسلام وتتحدث باسمه وتدعي أنها تدافع عن الإسلام؟

أي واحد ممكن يقتل ويدعي أنه يقتل من أجل الإسلام، لكن هل الإسلام أمر بقتل أحد، وهل الإسلام جاء لتدمير البشرية أو لتدمير الأرض؟، رسالة الإسلام الرحمة والإصلاح، والإسلام يرفض القتل ويرفض العنف ويرفض الإرهاب، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ركن من أركان الإيمان، والمسلمون يحترمون الأنبياء جميعا، ويسمون أبناءهم بأسمائهم، مثل عيسى وموسى وداود وغيرهم.


لكنهم يحكمون على الإسلام من خلال الجماعات الإرهابية والمتطرفة التى تقتل وتسفك الدماء؟

الإسلام لا علاقة له بما تقوم به هذه الجماعات، وإلا حكمنا على المسيحية بأنها ديانة تحض على القتل وسفك الدماء بسبب ما جرى فى الحروب الصليبية أو فى محاكم التفتيش فى إسبانيا، وطرد المسلمين وإكراه الكثير منهم على تغيير ديانته، فالمسيحية غير مسئولة عن كل هذه الجرائم، كما أن الإسلام ليس مسئولا عن داعش وغيرها من الجماعات، وبالتالى لا علاقة إطلاقا بين الإسلام والإرهاب، وآيات مثل "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن"، "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن" موجهة للعصاة أو الطائعين أو لغير المسلمين، المسيحى واليهودى، فالحضارة الإسلامية حضارة متسامحة، من خلال الآيات القرآنية مثل قوله تعالى "لا إكراه فى الدين"، وقوله تعالى "لكم دينكم ولى دين"، ومعنى اضربوهم فى حديث "مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم لعشر وفرقوا بينهم فى المضاجع" ليس بكسر ضلوعهم أو ضربهم بالسكين، فالإسلام حض على تربية الأولاد بالتى هى أحسن، وبما يناسب سنهم.


البعض يطالب بمنع تدريس فقه الأئمة الأربعة لأنه يدعو للقتل والكراهية وسفك الدماء؟

الأئمة الأربعة هم أربعة مصادر نفتخر بهم، ونتقرب إلى الله بجهودهم فى العلم، والواحد منهم يزن آلاف من الذين يطعنون فى علمهم، فهل سمعنا من ينادى فى إسرائيل بحرق كتاب التلمود، وهل سمعنا أحدا فى إسرائيل أو خارجها يهاجم الأحبار، رغم أن لهم فى التلمود أشياء منكرة وعجيبة، أقول لهؤلاء ارفعوا أيديكم عن الأزهر.


هم يقولون إن المسلمين يمارسون شعائر تتعارض مع قيم الجمهورية الفرنسية ومع القيم العلمانية التي قامت عليها فرنسا منها تعدد الزوجات ومنع زواج المسلمة من غير المسلم والقوامة وغيرها؟

منع زواج المسلمة من غير المسلم قضية محسومة بنص القرآن الكريم، قال الله تعالى في سورة البقرة "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم"، ويقول تعالى في سورة الممتحنة "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن، الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار، لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن"، ولم يحدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أن تزوجت مسلمة من غير مسلم، وهذا صار إجماعًا بين الأمة.


والله تعالى حرم الإسلام زواج المسلمة من غير المسلم وأباح زواج المسلم من غير المسلمة، لأن غير المسلم لا يؤمن بالإسلام ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يؤمن بالقرآن الكريم، والمرأة المسلمة تؤمن بالمسيحية واليهودية، وتؤمن بأن عيسى رسول الله وأن موسى رسول الله، كما أن الأولاد سيكونون على دين الأب وليس على دين الأم، وفي كل الأحوال يجوز أن تتزوج المسلمة من غير المسلم إذا دخل في الإسلام.


أما تعدد الزوجات للرجل فليس في المطلق، الإسلام أباح للرجل الزواج بأكثر من واحدة في حالات محددة منها، أن يكون عدد النساء أكثر من عدد الرجال بما يخاف معها على سلامة المجتمع، وفي حالة مرض المرأة مرضا لا يرجى منه شفاء، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على تلبية حقوق الزوج، وفي حالة عدم الإنجاب، حيث إنه من حق الرجل الزواج بأخرى من أجل الإنجاب، في كل هذه الحالات اشترط الإسلام العدل بين الزوجات، وما نراه في بلادنا من زواج عرفي وغيره لا دخل للإسلام به، وهو نوع من الهمجية الأخلاقية التي لا يقرها الإسلام ويرفضها تماما.

أما إذا تزوجت المرأة بأكثر من رجل سيؤدي ذلك إلى اختلاط الأنساب وانتشار الأمراض الجنسية كالإيدز، وفي أحد المؤتمرات في الغرب سألت فتاة: هل أنت عاشرتي رجال؟ قالت: أكثر من مرة حتى أصبت بالأمراض، قلت لها: الإسلام يعطى تطعيمًا من البداية، ويحصن الفرج، ويحصن المجتمع، ويحصن العقل.

أما قضية القوامة، فالله سبحانه وتعالى علل هذه القوامة بقوله تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم"، وهنا إنفاق الرجل مرتبط بشدة بقوامته ونصيبه في الميراث، وهي قوامة مادية وليست قوامة روحية أو أخلاقية، لكن هذه القوامة ليست استبدادا كما نلاحظها في مجتمعاتنا، في مجتمعاتنا الإسلامية هناك رجال مستبدون وظالمون لا تجوز لهم القوامة، رجال شاذون لا يحترمون المرأة ولا يحترمون حقوقها، المرأة على يد هؤلاء تتعرض للضرب والإهانة والتحقير والتقليل من شأنها، وكل ذلك ضد أخلاق الإسلام، وصنيعة المجتمع المتخلف البعيد عن الدين.


لكن بعض العلمانيين في بلادنا دافعوا عن وجهة نظر الرئيس الفرنسي.. تعليقكم؟

هؤلاء قلة ولديهم حرية الفكر، وكل ما يقولونه عن الإسلام غير صحيح، عندما الإسلام كان العالم يعيش في ظلام دامس فإنارة، والحضارة الإنسانية ذهبت فأعادها الإسلام وأنارها، الإسلام أنار أوروبا وأنار العالم كله، الإسلام دعا إلى العلم وإلى التحضر.


كيف ترى موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المسلمين؟

ترامب عمل أشياء كثيرة واضحة ضد المسلمين.


لكن كيف ترى استشهاد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن بآيات من القرآن الكريم وخطابه الودي عن المسلمين؟

لو صدق في كلامه سيكون شيئا جيد للمسلمين، واستشهاده بآيات من القرآن الكريم يدل على أنه على صلة بالقرآن وعلى صلة بالمسلمين.


هل ما يحدث في فرنسا هو امتداد للحروب الصليبية كما يزعم البعض؟

يمكن أن نقول ذلك، ولكن حتى نخفف من حدة الكلمة التي تحمل كما كبيرا من العداء والصراع يجب أن نتناولها بحذر، الدفاع عن المعتقد لا يكون بالقتل والترويع وتخريب البيوت والأرض.


كيف ترى مستقبل الإسلام والمسلمين في الغرب في ظل الهجمة التي يتعرضون لها في فرنسا والغرب وفي ظل انتشار ظاهرة الخوف من الإسلام «الإسلاموفوبيا»؟

ما يحدث للمسلمين في الغرب الآن بداية، ما دام المسلمون ضعافا ومتفرقين سيحدث لهم أكثر من ذلك، وسوف تستمر المعركة ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا.


لكن في فرنسا يريدون أن يلتزم المسلمين في فرنسا بقيم الجمهورية الفرنسية التي تقوم على العلمانية؟

لا يجوز للمسلمين أن يتركوا دينهم ويتبنوا أنماطا أخرى معادية للدين، إلا إذا كان ذلك من أجل الخلاص من الاضطهاد، ويكون بشكل ظاهري دون التخلي عن دينهم كما حدث في أسبانيا.


حالة الضعف والتشرذم التي يعيشها العالم العربي الآن هل هي بسبب الإسلام كما يزعم البعض أم لها أسباب أخرى؟

ليس الإسلام هو السبب، الإسلام قال «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، والإسلام دعا للوحدة ولم يدع للفرقة، وما يحدث هو من فعل الناس، لو تمسك المسلمون بالإسلام كما حدث في الماضي ما وصلوا إلى هذا الوضع المذري.


كلمة أخيرة؟

كل ما أريده هو أن يعي المسلمون ما عليهم من واجب تجاه الإسلام وتجاه الشعوب الإسلامية، وأن مصلحتهم مرتبطة بالإسلام، وفي حالة إذا ما تخلوا عن الإسلام فهذا سوف يكون انتكاسة كبيرة للعرب وللمسلمين، وعلى الذين يعيشون في مجتمعات غير إسلامية عليهم أن يمارسوا دينهم وأن يظهروا دينهم وفي نفس الوقت لا يعتدون على دين الآخر، وأن تكون لديهم مواطنة وانتماء كامل للبلد الذي يعيشون فيه، وأقول للمسلمين اتحدوا وقدروا حجم المأساة التي يعيشها المسلمون في كل أنحاء العالم، وأن الخلاص من هذه المآسي هو التمسك بالدين والتمسك بالوطن والمواطنة.