رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

العالم العربي .. الشعوب تفضل بايدن والأنظمة تريد ترامب

النبأ

 ساعات باتت تفصل العالم عن حدث كبير، هو الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وما ستسفر عنه، وكما يترقب كثيرون في العالم تلك الانتخابات، وما ستسفر عنه فإن المنطقة العربية، تأتي في مقدمة المترقبين، ذلك أن السياسة الخارجية الأمريكية، صاحبة تأثير قوي في العديد من ملفات المنطقة، كما أن كلا من الديمقراطيين والجمهوريين لهم رؤى مختلفة، بشأن إدارة تلك السياسة في المنطقة العربية، وإن كانوا لايختلفون في الخطوط العريضة.

 

وفي الحديث عن من تفضل المنطقة العربية فوزه، بين المرشحين الأمريكيين للرئاسة، الجمهوري "دونالد ترامب"، أم الديمقراطي "جو بايدن"، يتعين التفرقة كما يقول كثير من المحللين بين رغبتين، رغبة الشارع العربي من ناحية، ورغبة الأنظمة من ناحية أخرى، خاصة تلك التي عقدت تحالفات قوية، مع الرئيس الحالي دونالد ترامب خلال فترة حكمه الأولى.

 

وفي معرض الحديث عن رغبة الشارع، أظهر استطلاع أخير للرأي، أجرته مؤسسة "يو جوف" البريطانية، أن النسبة الأكبر من العرب، يفضلون فوز المرشح الديمقراطي "جو بايدن"،على نظيره الجمهوري "دونالد ترامب".، وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن بايدن تقدم على ترامب بفارق كبير، فمن بين 3097 شخصًا، شملهم الاستطلاع، في 18 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فضّل حوالي 39% "بايدن" بينما اختار 12% فقط "ترامب".

 

غير أن النتائج تشير ايضا، إلى أنه وعندما سئل من شملهم الاستطلاع عن المرشح الأفضل للعام العربي، فإن الغالبية وتصل نسبتهم إلى (49%)، قالوا إن أيا من المرشحين لا يفي بهذا الوصف، ومع ذلك لا يزال "بايدن" خيارا أفضل من "ترامب" وفقا لنتائج الاستطلاع، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس مؤسسة "يوجوف" للاستطلاعات، "ستيفان شكسبير" قوله : "لو كان العالم العربي يختار الرئيس المقبل، لفاز بايدن بأغلبية ساحقة".

 

وبرأي مراقبين فإن صورة ترامب في الشارع العربي، ربما تضررت كثيرا بفعل عدة خطوات، منها قراره بنقل السفارة الإسرائيلية للقدس وكذلك دعمه، لضم مرتفعات الجولان السورية لإسرائيل، ودعمه في المحصلة النهائية لكل المواقف الإسرائيلية، لكنه ربما حظي ببعض التأييد في نتائج الاستطلاع، لإقدامه على إلغاء الاتفاق النووي، الذي كان قد أبرمه سلفه الديمقراطي "باراك أوباما"، مع إيران وهو ما رحب به كثيرون خاصة في منطقة الخليج.

 

غير أن رأي الشارع العربي بالتأكيد، لايمثل كل الرأي، وربما تكون الصورة مختلفة لدى الأنظمة العربية، خاصة تلك التي بنت تحالفات قوية مع ترامب، وتلقت منه دعما كبيرا لسياساتها، خاصة الداخلية منها، فعلى عكس سلفه باراك أوباما، دعم ترامب حلفاءه من الحكام العرب، من مصر إلى السعودية إلى الإمارات، في مواجهة مزاعم بانتهاك حقوق الإنسان، كما لم يبد أي اهتمام بالحركات الداعية للتغيير والديمقراطية في المنطقة.

 

ونقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" اليمينية المؤيدة لترامب في تقرير لها، عن دبلوماسي إماراتي وصفته بالرفيع، قوله إن "أنظارنا متجهة إلى الانتخابات في الولايات المتحدة. ونتمنى فوز ترامب، لكننا نستعد لإمكانية دخول رئيس جديد إلى الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض".

 

كما نقلت الصحيفة عن موظف رفيع في المنامة، وصفته بأنه "مقرب من الأوساط الحاكمة في الرياض وأبو ظبي"، قوله إن "هناك تخوفا في محور الدول العربية المعتدلة من هزيمة ترامب، ومن أن يقود فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى تغيير السياسة في الشرق الأوسط".

 

ورغم أن الخطوط الرئيسية، للسياسية الخارجية الأمريكية، ربما لاتتغير كثيرا، في حالة فوز المرشح الديمقراطي "جو بايدن"، إلا أن كثيرا من المراقبين، يرون أن ممارسة تلك السياسة، قد تتغير كثيرا في حالة فوز "بايدن" ومن بين ما يتوقعونه، سحب الدعم الأمريكي للحملة التي تقودها السعودية في اليمن، منذ عدة سنوات، والتي أدت إلى تعالي أصوات رافضة لها في الكونجرس، بسبب ما أدت إليه من أزمة إنسانية يعيشها الشعب اليمني، وكذلك تخفيف التدليل المفرط الذي يحظى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

 

وفي الوقت الذي يبشر فيه بعض نشطاء حقوق الإنسان والديمقراطية، في العالم العربي، بتغيير كبير في صالح الديمقراطية في المنطقة، في حالة فوز "جو بايدن"، يعتبر محللون أنه لايجب الإفراط في هكذا توقعات، ويرون أن تاريخ بايدن السياسي، لا يتضمن أي حرص من جانبه، على دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط، وأنه الرجل ربما لايكون مهتما بهذا الملف، بالصورة التي يتوقعها نشطاء الديمقراطية إلا في حدود تحقيق المصلحة الأمريكية.

 

المصدر: BBC عربي