رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

موسيمانى سارق الفرحة

ياسر أيوب
ياسر أيوب

المدرب الناجح هو الذى يقود فريقه للانتصار ليراه اللاعبون والجمهور صانعًا للفرحة.. وهو أيضا الذى يضطر أحيانا لسرقة فرحة الانتصار من الجميع ليصنع بعدها انتصارًا أكبر.. وكان هذا هو أهم وأجمل ما قام به موسيمانى مع لاعبى الأهلى ليفوزوا أمس الأول على الوداد وتكرار فوزهم عليه فى كازابلانكا.. فقد عاد لاعبو الأهلى من هناك تسبقهم فرحتهم التى زادت مساحتها بعد ورود ومظاهرات حب استقبلتهم بها جماهيرهم فى القاهرة وظلت تكبر ساعة بعد أخرى.. وأدرك موسيمانى أنه مطالب بشكل عاجل بسرقة هذه الفرحة انتظارًا لمباراة الإياب فى القاهرة.. فقد خاف من دوام هذه الفرحة وأن تسكن الثقة تحت جلود لاعبيه فيخسروا قبل النهائى بينما هم يحلمون بالنهائى.. ففى كرة القدم وفى الحياة كلها.. هناك طريقان هما الأسرع من غيرهما وصولًا للخسارة.. المبالغة فى الفرحة والثقة.. وأيضا المبالغة فى اليأس والإحباط.. ولهذا كان الإعلام الرياضى المغربى حريصًا على التأكيد والتكرار والإلحاح على أن الوداد لايزال يملك فرصة للتأهل للنهائى فى القاهرة.. فلم يشأ هذا الإعلام خسارة الوداد للإياب قبل أن يلعب فكان لابد من زرع الثقة والتفاؤل واستعادة الأمل حتى إن تطلب الأمر تبرير الخسارة بكل ما هو حقيقى أو غير حقيقى.. واختفت تماما بعد ساعات أى انتقادات للمدرب واللاعبين قيلت عقب خسارة صادمة لمباراة الذهاب.. وفى المقابل كان دور موسيمانى هو ألا يفرح لاعبو الأهلى بما تحقق فى كازابلانكا وأخبرهم بمنتهى الوضوح أن إحراز الأهلى هدفين فى كازابلانكا يعنى قدرة الوداد على إحراز هدفين هنا فى القاهرة.. وظل يكرر ذلك للاعبيه ويحذرهم من فريق قوى سيأتى للقاهرة للثأر الكروى ومن مفاجآت ودراما كرة القدم.. فكان أن بدأ لاعبو الأهلى مباراة القاهرة بمنتهى الجدية كأنهم لم يفوزوا فى كازابلانكا.. ففازوا بالفعل بمزيد من الإصرار والجدية والتألق والإجادة.. بل إن موسيمانى نفسه لم يطل احتفاله الشخصى بفوزه ليلة مباراة العودة بجائزة أفضل مدرب فى جنوب إفريقيا الموسم الماضى مع نادى ماميلودى صن داونز.. ووسط عبارات الإشادة بموسيمانى التى قيلت فى ذلك الاحتفال.. لابد من التوقف أمام تأكيد كبار المدربين أن موسيمانى لم يذهب للقاهرة كمجرد مدرب للأهلى إنما باتت مهمته هى النجاح ليفتح أبواب إفريقيا كلها بمساعدة الأهلى أمام مدربى جنوب إفريقيا.

نقلا عن "المصري اليوم"