رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

رحلة البحث عن المطربة شفيقة تكشف مفاجآت صادمة.. كيف عادت من الموت؟

المطربة الشعبية شفيقة
المطربة الشعبية شفيقة

 


مغامرة جريئة لمحررة «النبأ» تكشف تفاصيل حصرية عن الفنانتين الشهيرتين

«انفراد».. أسرار تنشر لأول مرة عن المطربة الشعبية «شفيقة» وقصة شبيهتها «نجوان»


شفيقة «الأصلية».. كانت من مؤسسي نقابة المهن الموسيقية فى طنطا.. ورفضت المناصب 


أحبت الخير ومساعدة أهالى بلدها.. وتكفلت بتجهيز الفتيات بالاحتياجات اللازمة للزواج


مشروع خاص وراء اعتزالها عام 2004.. لكنها عادت للغناء فى 2007 


أصيبت بجلطة في مايو 2010.. ورحلت عن عالمنا عام 2011  


نجوان «شبيهة شفيقة».. محمد سامى وراء فشل ظهورها فى فيلم شهير لـ«تامر حسنى»


هذه تفاصيل التحقيق معها بعد استدعائها بتهمة انتحال صفة «شفيقة»

 

 

 

إذا كنت أحد عشاق الطرب الشعبي الأصيل فبالتأكيد سمعت عن المطربة «شفيقة» التي كانت ملء السمع والبصر في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت أغانيها وشرائط الكاسيت التي تحمل صورتها وأغانيها منتشرة بشكل كبير جدًا، مما جعل لها بصمة بارزة في تاريخ الطرب الشعبي.

 

 

لكن غياب الإنترنت وعدم ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وقتها، كان بمثابة ظلم كبير للعديد من الفنانين والمبدعين الذين سقطوا سهوا من الذاكرة الإلكترونية، حتى أضحت الأجيال الجديدة لا تعرف بوجودهم من الأساس.



ولأننا نتذكر «شفيقة» جيدا فقررنا البحث عنها، وإلقاء الضوء على حياتها وأسباب غيابها عن الساحة وتواريها عن الأضواء وغياب الاهتمام بها، رغم أن أغانيها تذاع على بعض قنوات الأغاني.

 

 

والأهم هو كيف عادت «شفيقة» شابة بهذا الشكل الكبير الذي يظهر في الأغاني المصورة بطريقة الفيديو كليب وتذاع في بعض القنوات وعبر يوتيوب، وما سر هذا التغير في شكلها رغم احتفاظها بصوتها الطربي الجميل.

 

 

ولكن رحلة البحث عنها كشفت لنا عن صدمة مذهلة وهي أن «شفيقة» رحلت عن عالمنا منذ 9 سنوات وبالتحديد في عام 2011 بسبب المرض.. لكن من تلك السيدة التي تحمل اسم «شفيقة»، وتغني بصوتها عبر القنوات وفي الحفلات والأفراح؟

 

 

حكاية شفيقة.. خيط يقود لمفاجأة 



بدأنا البحث في مدينة طنطا مسقط رأس «شفيقة» التي تلقب هناك بـ«هرم طنطا الرابع»، وصلنا إلى عنوانها بصعوبة وذهبنا هناك، وعرفنا من الجيران أنها رحلت بعد صراع مع المرض، فبدأنا البحث عن أهلها وأصدقائها، وقادتنا الصدفة إلى سامح بكر الذى عرفنا من الجيران أنه ابن شفيقة.



قابلنا «سامح»، ليعرفنا على نفسه بأنه يعتبر نفسه ابن شفيقة لأنها هي من رعته وربته رغم أنه ابن شقيقتها، وعاصر حياتها، وأفراحها وأحزانها حتى رحيلها.



وحكى لنا سامح عن «الحاجة شفيقة» وكيف تألقت في القرن الماضي بسبب صوتها المميز مما جعلها لا تتوقف عن الغناء داخل وخارج مصر، حيث لم تتوقف رحلاتها لتجوب أنحاء الجمهورية وأرجاء العالم، حتى وصلت إلى الغناء في آسيا، وكانت تايلاند واحدة من أهم البلدان التي حققت فيها حفلاتها نجاحا كبيرا.



وعن أغنياتها الأشهر يقول «سامح» إن الناس مازالت تستمع وتحفظ أغانيها رغم مرور السنوات مثل جاي بيشكي، راجع تاني، زعلانة منك، جربت الحب مرة، غلطة مين، مش راح انسى،  كان زمان، غابوا الأحبة، متشوقة.

 

 

ومن الأسرار غير المعروفة أن «شفيقة» كانت واحدة من مؤسسي نقابة المهن الموسيقية في طنطا، ولكنها رفضت تولي أية مناصب بسبب رغبتها بالتركيز في الغناء واكتشاف المواهب الشابة، وكانت تتطلع لاكتشاف المواهب المدفونة وتقديمها للجمهور.

 

 

ولم يتوقف دور «شفيقة» عند العطاء الفني والتوهج الغنائي، لكنها كانت سيدة تحب الخير ومساعدة أهالي بلدها، حيث كانت تتكفل بتجهيز العديد من الفتيات بالاحتياجات اللازمة للزواج، بالإضافة إلى مساعدة عائلتها بالطبع، وأدت فريضة الحج أكثر من مرة.

 

لكن فجأة قررت «شفيقة» الاعتزال عام 2004؛ لأنها كانت تحلم بتنفيذ مشروع خاص بها، وهو إنشاء مطعم، لكنها عادت عام 2007 للغناء، قبل أن تتخذ قرارها النهائي بالاعتزال عام 2009، وبدأت في إنشاء مطعم الأسماك الخاص بها في محافظة الإسكندرية مما اضطرها للعيش هناك وكانت تغني في بعض الحفلات لكن داخل الإسكندرية فقط.

 

 

أما بداية نهاية رحلة «شفيقة» فكانت بصراع مع المرض حين أصيبت بجلطة في مايو عام 2010، تلتها جلطات أخرى جعلت حالتها الصحية تسير من سيئ لأسوأ، حتى رحلت في العام التالي 2011 بعدما بقيت لفترة طويلة في العناية المركزة دون جدوى، لترحل عن عمر يناهز «54» عامًا.

 

كيف عادت شفيقة إلى الحياة؟ 



الجزء الأول من القصة الحقيقية انتهى برحيل «شفيقة» الأصلية، لكن من تلك التي تحمل اسمها وتغني أغانيها بنفس صوتها؟ وكيف فعلت ذلك؟



في رحلتنا للبحث عن «شفيقة» عرفنا أن أمامنا رحلة أطول بعدما عرفنا نصف القصة لنصل إلى الحقيقة فتحدثنا إلى أصحاب قنوات الأغاني، وإلى متعهدي الحفلات المشاهير، لكن الجميع لم يكن يملك رقما ولا عنوانا ولا مكانا ثابتا لـ«شفيقة» التي نبحث عنها بل كانت المفاجأة أن بعضهم يعتقد أنها شفيقة الأصلية بالفعل ويتعامل معها على هذا الأساس.. لكننا سنعرف بعد قليل ما الذي يجعل لهم بعض العذر في هذا الاعتقاد.



وبعد رحلة بحث مضنية وصلنا إليها وفوجئنا بأنها تعجبت من كيفية عثورنا عليها، وعلى وسائل الاتصال بها، والأماكن التي تغني فيها، ولأنها عرفت أن هذا يعد من المستحيلات قالت إنها ستتحدث إلينا بعد كل هذا الجهد، وللمرة الأولى على الإطلاق في وسائل الإعلام.



مشوار فني عمره 6 سنوات بدأ من الإسكندرية



اسمي «نجوان» لكن شهرتي «شفيقة»، وبدأت مشواري الفني منذ 6 سنوات بسبب زوجي ومدير أعمالي إسماعيل فتحي، وبدأت من الإسكندرية بإحياء حفلات الزفاف، ولكن النجاح يبدأ من القاهرة حسبما يعتقد الجميع، لذا عدت إلى القاهرة، وطرحت أولى أغاني «شفيقة» على طريقة الفيديو كليب، وهي "متشوقة" وقمت بإحياء العديد من الحفلات حتى أصبحت مطلوبة في بعض الدول مثل الإمارات.



ودافعت «نجوان» عن اتهامها بانتحال صفة «شفيقة» قائلة: «إنها لم تختر اسم شفيقة منذ البداية لكن الجمهور أجبرها على حمل هذا الاسم، لأنهم كانوا يعتقدون أنها شفيقة الأصلية وينادونها به فأصبح الاسم ملاصقا لها، خاصة وأنها تغني أغاني شفيقة بالفعل».



ولكنها تعتقد أنها صنعت شهرتها بنفسها ولم تستغل اسم الراحلة شفيقة قائلة: «أنا أحب أغاني شفيقة وأحفظها عن ظهر قلب وأحب أن أغنيها وأحاول أن أخلدها خاصة وأن صوتي يعتبر صورة طبق الأصل من صوتها وتلك مفارقة لا دخل لأحد فيها، وصدفة لا تتكرر أبدا».



ونفت «نجوان» أنها قابلت «شفيقة» في حياتها، لكنها كانت تسمع عنها وأنها أسطورة تركت بصمة في عالم الغناء الشعبي، وأنها كانت تختار كلماتها وألحانها بعناية لذا مازالت تعيش في وجدان من عاصروها، مؤكدة أنها تحاول  إحياءها من جديد.



وأضافت أنها عندما كانت في بداية حياتها الفنية، حاولت إقناع الجمهور أنها ليست «شفيقة»، فكانوا يقولون إن هذا مستحيل أو أنها ابنتها التي لم تعلن عنها أبدا، وكانوا يرفضون مجرد الاقتناع بأنها شخص آخر لا تعرف شفيقة بل ولم تقابلها يوما.



وفجرت نجوان مفاجأة مذهلة قائلة إن بعض الأشخاص اتهموها بانتحال صفة «شفيقة»، وأنها تسرق صوتها وتغني عليه «Play Back»، فقامت النقابة باستدعائها للتحقيق وعرضتها على لجنة لاختبارها، فكانت النتيجة أن صوتها حقيقي ويكاد يتطابق مع صوت «شفيقة» الأصلية؛ بل يتميز عنها بقوة أكبر، وهو ما أصاب اللجنة بالذهول، حيث لم يحدث لهم هذا الأمر من قبل.



وأوضحت «نجوان» أنها متواجدة بشكل دائم على خريطة القنوات الشعبية، مثل "شعبيات" و"مزازيك" بالعديد من الأعمال الفنية التي صورتها على طريقة الفيديو كليب مثل: متشوقة، وهتندموا، وارحم عنينا يازمن، وراجع تاني، موضحة أن تصويرها هذه الأغاني وعرضها جاء بتصريح من النقابة بعد الحصول على التصاريح اللازمة.

وكشفت عن أنها تعاقدت مع المنتج محمد السبكي منذ سنوات لخوض أول تجربة سينمائية لها من خلال الغناء في فيلم "أهواك" من بطولة تامر حسني وغادة عادل ومحمود حميدة، ولكن المخرج محمد سامي أبدى عدم رغبته في وجود مشهد طربي في الفيلم ورفض ظهورها ما جعلها تقرر فسخ التعاقد.



وعن نجومها المفضلين في الطرب قالت إنها تحب أصوات أحمد سعد، أصالة، أنغام،  عبد الباسط حموده، حسن الأسمر، محمود الليثي، وبوسي وغيرهم".



وفي النهاية قالت «نجوان» إنها تستعد خلال الفترة المقبلة لتصوير المزيد من الأغاني على طريقة الفيديو كليب، بالإضافة إلى جولة غنائية في بعض الدول العربية.