رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الخسائر وصلت إلى مليارات الدولارات.. لعنة «كورونا» تهدد صناعة السينما في العالم

العارف
العارف


محمود قاسم: السينما مهنة تجارية.. و3 حلول مقترحة للخروج من الأزمة


يعيش الجميع، خلال الآونة الراهنة، حالة من الهلع والترقب المستمر، لأوضاع الحياة بمختلف مجالاتها، بعد انتشار فيروس "كورونا" المستجد، بطريقة سريعة، وسقوط آلاف الموتى والمصابين به يومًا بعد يوم، الأمر الذي أثر على قطاعات عدة، لاسيما مع غموض الموقف، وعدم وجود جدول زمني محدد لانتهاء هذه الأزمة.

السينما لم تكن بعيدة عن هذا التأثر، بل إن المجتمع السينمائي الدولي بأكمله، أصبح في عزلة وحيرة وقلق، سواء الصناع، أو العاملين بدور العرض، وحتى النقاد الفنيين، خوفًا من الانهيار التام لقطاع السينما المصرية، وبدأ الكثيرون يفكرون في حلول؛ للتكيف مع الوضع الراهن.

وما زاد الأمر صعوبة، هو أن هذا القطاع بات هشًا في السنوات الأخيرة الماضية، وهو ما جعله أمام تحد صعب لم يشهده منذ زمن بعيد، ففي أظلم الفترات التي مرت بالبلاد، أوقات الحروب مثلًا، لم تكن قاعات السينما تغلق أبوابها أمام الجماهير، لكنها كانت، في الكثير من الأحيان، ملاذًا آمنًا، يهربون إليه من الخراب والدمار، حتى صارت اليوم، تنطفئ تدريجيًا، ولا يعلم أحد هل ستعود إليها الحياة من جديد، أم ستقع تحت رحمة الأعباء المالية المتراكمة، إلى أن تعلن إفلاسها نهائيًا.

وبحسب التقديرات، فإن الخسارة المالية جراء الفيروس، في القطاع السينمائي، تقدر بعدة مليارات الجنيهات، بعد قرار إغلاق دور العرض السينمائية، في كافة أنحاء الجمهورية، لأجل غير مسمى، خوفًا من التجمعات والتكدس؛ الذي يزيد فرصة انتشار العدوى.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل إن جائحة "كورونا" أدت إلى إيقاف تصوير مجموعة كبيرة من الأفلام، التي كان من المقرر عرضها خلال موسم عيد الفطر، وبات موعد طرحها بالسينمات مجهولًا، على الرغم من شبه اكتمال تصوير مشاهدها، ومنها: "العارف" للفنان أحمد عز، و"البعض لا يذهب للمأذون مرتين" للفنان كريم عبد العزيز، و"العنكبوت" للفنان أحمد السقا.

كل هذا التوتر، دفع نقابة المهن التمثيلية إلى مناجاة شركات الإنتاج إلى تأجيل تصويرها حتى تجاوز الأزمة، وعلى الرغم من أن الخسارة ليست هينة، إلا أن أغلب الأطراف؛ من "منتجين، وممثلين، وأصحاب السينمات"، رحبوا بالفكرة؛ حفاظًا على أنفسهم.

السينما الصينية، أيضًا، كانت أكثر المتضررين من انتشار "كوفيد -19"، خاصة أن الصين كانت موطن ظهوره، في ديسمبر عام 2019، ووصل بها الحال إلى إغلاق سينمات كثيرة وحوالي 70 ألف مسرح، حتى بلغ حجم خسارة السينما هناك مليار دولار.

وفي هوليوود، تسبب الفيروس في إلغاء مهرجانات سينمائية عديدة، وتعطل أو توقف تصوير الأفلام، ليصل إجمالي الخسارة في صناعة السينما الأمريكية إلى 5 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تقع ديون على مالكي السينمات والاستديوهات والمسارح لعدة سنوات مُقبلة، في ظل اتساع بقعة تفشي الوباء القاتل. 

من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي لـ"النبأ" إن تأثير فيروس "كورونا" على صناعة السينما، سيكون على محورين؛ الأول يتمثل في غياب الجمهور عن دور العرض، حتى إن تم فتح أبوابها بعد فترة، خوفًا من التجمعات، والثاني يتمثل في محاولة بعض صناع السينما والمؤلفين في كتابة موضوعات تتعلق بهذا الفيروس، بشكل كوميدي، في أفلامهم المقبلة، موضحًا أن ذلك سيتسبب في تكرار وتشابه هذه الأعمال.

وتابع أن صناعة الفن، بشكل عام، لابد أن يطولها التأثير بدرجة معينة، وأن الوضع ليس على مصر فقط، ولكن بدول العالم أجمع، مؤكدًا أن إيطاليا أغلقت كل السينمات والمسارح، خلال الفترة الماضية، بعد زيادة أعداد المصابين والوفيات.

أما الناقد محمود قاسم؛ فـ أوضح، في تصريحاته لـ"النبأ"، أن السينما مهنة تجارية، مثلها مثل الاقتصاد والسياحة والصناعة، وأن القائمين عليها لابد أن يجدوا حلولًا لتقليل حجم خسارتهم، مشيرًا إلى أن الحال لن يعود لطبيعته قبل عام على الأقل، مضيفًا أن الخاسر الأكبر هم الموزعين، وأن عام 2020 يعتبر عامًا ضائعًا سينمائيًا بالنسبة لهم.

كما قدم "قاسم" عدة أفكار، ربما تساهم في إنقاذ صناعة السينما من الإفلاس، على حد قوله؛ أولها تعاون شركات الإنتاج الكبرى مع منصات إليكترونية شهيرة، لعرض أفلامها عليها، مقابل مثلًا تذاكر مدفوعة، مشيرًا أن ذلك سيكون مشابهًا لتجربة السينما، ولكن بشكل رقمي.

أما الحل الثاني؛ فهو اتفاق صناع السينما مع العارضين على تقليل حجم الديون المستحقة، للهروب من أزمة الإفلاس، والحل الثالث هو تخفيض أجور النجوم والالتزامات والنفقات، التي يحتاجها المنتجون، لتقديم عمل سينمائي جديد.

وأشار إلى أنه في حالة السيطرة على الفيروس في غضون بضعة أشهر، يمكن للجمهور أن يعود للسينمات، من جديد، ولكن بشرط تعقيم صالات العرض بعد كل عرض، وأن تكون نسبة الإشغال محدودة، حتى يمكن ترك مساحات مناسبة بين المشاهدين، مع وضع كمية كافية من المواد المطهرة داخل جميع دور العرض.