رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

واشنطن تتهم موسكو بارسال مقاتلات لحفتر..أمريكا وروسيا وجها لوجه في ليبيا

النبأ

 نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، عبر موقعها الإلكتروني تقريرا لمراسل الشؤون الدولية بورزو دراغي، بعنوان "الولايات المتحدة تتهم روسيا بإرسال مقاتلات لدعم حفتر في ليبيا".

 

ويقول دراغي إن الولايات المتحدة اتهمت روسيا بتسعير الحرب في ليبيا عبر تقديم غطاء جوي للمرتزقة الذين يقاتلون تحت لواء القائد العسكري خليفة حفتر.

 

ويضيف أن واشنطن قد التقطت الثلاثاء صورا لما قالت إنه مقاتلات روسية تقدم غطاء جويا لمرتزقة تابعين لشركة فاغنر وهي شركة روسية للعمليات العسكرية تدعم حفتر في مساعيه للإطاحة بالحكومة الموجودة في طرابلس والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة والمدعومة من تركيا.

 

وينقل دراغي عن الجنرال ستيفان تاونسند من قيادة قوات الجيش الأمريكي في قارة أفريقيا قوله إن "روسيا طالما تملصت في السابق من الاتهامات الموجهة إليها بالتدخل في الحرب في ليبيا لكن الآن لم يعد هناك مجال للتهرب".

 

ويشير دراغي إلى أن واشنطن اتهمت روسيا بإرسال مقاتلات متطورة لدعم حفتر، حيث سافرت المقاتلات مطلع الشهر الجاري من قاعدة في روسيا إلى سوريا وأعيد طلاؤها بلون مختلف بهدف التمويه، ثم انتقلت إلى ليبيا لتقديم دعم نوعي لمرتزقة فاغنر وحفتر.

 

ويواصل دراغي قوله إن الصور التي قدمتها الأقمار الإصطناعية الأمريكية توضح ظهور ست مقاتلات من طراز ميغ-29 و مقاتلتين من طراز سوخوي-24 في قاعدة جوية شرق ليبيا كان يعمل فيها مرتزقة من شركة فاغنر.

 

وأعلنت قيادة عمليات الجيش الأميركي في أفريقيا «أفريكوم» أن «موسكو نشرت مؤخراً طائرات مقاتلة عسكرية» من أجل دعم من وصفتهم بـ«المرتزقة الروس الذين يعملون على الأرض هناك».

 

وقالت «أفريكوم» في بيان: «من المرجح أن توفر الطائرات العسكرية الروسية الدعم الجوي القريب والنيران الهجومية لمجموعة فاغنر» التي تدعم قتال الجيش الوطني ضد حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج.

 

وأرفقت «أفريكوم» ببيانها صورة لطائرة عسكرية روسية من طراز «ميغ 29» في مطار الجفرة. وطبقا للبيان فقد وصلت الطائرات إلى ليبيا من قاعدة جوية في روسيا وتوقفت في سوريا، «حيث أعيد طلاؤها لتمويه أصلها الروسي».

 

واعتبر الجنرال ستيفن تاونسند، قائد «أفريكوم»، أنه «من الواضح أن روسيا تحاول قلب الميزان لصالحها في ليبيا». وتابع أن الروس «مثلما رأيتهم يفعلون في سوريا، فإنهم يوسعون وجودهم العسكري في أفريقيا باستخدام مجموعات المرتزقة». وحذّرت قيادة {أفريكوم} من خطورة إقامة روسيا قاعدة على سواحل ليبيا، بوصف ذلك تهديداً لأوروبا.

 

وتابع تاونسند موضحاً: «لفترة طويلة، أنكرت روسيا المدى الكامل لتورطها في الصراع الليبي المستمر. الآن لا يوجد إنكار لذلك. فقد شاهدنا بينما كانت روسيا تنقل الجيل الرابع من المقاتلات النفاثة إلى ليبيا... روسيا استخدمت مقاتلي (فاغنر)، الذين ترعاهم الدولة في ليبيا لإخفاء دورها المباشر، ولتحمل موسكو إنكاراً معقولاً لأفعالها الخبيثة»، مشيراً إلى أن «العمليات العسكرية التي قامت بها موسكو أطالت الصراع الليبي، وفاقمت الخسائر البشرية والمعاناة الإنسانية من كلا الجانبين».

 

ونقل البيان عن الجنرال جيف هاريجيان، قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا، قوله: «إذا استولت روسيا على قاعدة بالساحل الليبي، فإن الخطوة المنطقية التالية هي نشر قدرات دائمة، بعيدة المدى لمنع الوصول إلى المنطقة... وإذا جاء ذلك اليوم فسيخلق مخاوف أمنية حقيقية للغاية على الجناح الجنوبي لأوروبا».

 

 

في السياق نفسه، ترى صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية في افتتاحيتها أن "الانتصارات الميدانية التي حققتها قوات حكومة الوفاق المدعومة بشكل مباشر من تركيا وأكثر من عشرة آلاف مقاتل أصولي في الساحل الغربي الليبي، لم تكن ضد قوات الجنرال خليفة حفتر وإنما ضد داعميه وخاصة روسيا، الأمر الذي قد يدفع الأخيرة لإلقاء المزيد من ثقلها وعتادها العسكري في هذه الحرب للثأر لهذه الجريمة".

 

وتؤكد الصحيفة على وصول طائرات مقاتلة روسية من قاعدة حميميم شمالي سوريا لدعم حفتر، قائلة "ستكون أبرز مهام هذه الطائرات الروسية الاشتراك في الحرب الجوية الوشيكة، غير المباشرة، بين روسيا وتركيا في الأجواء الليبية، ومحاولةَ تدمير الدفاعات الجوية التركية في قاعدة 'الوطية' تمهيدا لهجوم مضاد جديد لإعادة سيطرة قوات حفتر عليها، ومنع إقامة قاعدة تركية فيها".

 

وتؤكد الصحيفة أن "الأزمة الليبية تنتقل إلى مرحلة جديدة اسمها 'سورنة' ليبيا، وتحويلها إلى حرب بالإنابة بين روسيا وتركيا، على غرار ما حدث وسيحدث في ريف إدلب، لأن التحالف الداعم للجنرال حفتر يضم مصر والإمارات وفرنسا والسعودية، إلى جانب روسيا، سيكون من الصعب عليه القبول بالهزيمة في طرابلس وغرب ليبيا لأنه يعني خسارة الحرب بالتالي، وكل ما يتردد هذه الأيام من تسريبات حول تخلي بعض دول هذا الحلف عن الجنرال حفتر، وخاصة مصر والإمارات وفرنسا مجرد تضليل متعمد".

 

إلى ذلك، قال السفير الأميركي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، خلال إحياء ذكرى قتلى أميركا خلال الحرب العالمية الثانية في المقبرة العسكرية الأميركية بتونس: «هناك في ليبيا قوى تسعى لفرض نظام سياسي جديد بالوسائل العسكرية أو الإرهاب». معرباً في المقابل عن فخر بلاده بالشراكة مع حكومة السراج: «الحكومة الشرعية والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة في ليبيا، وجميع أولئك الذين هم على استعداد لحماية الحرية والسلام». مشيراً إلى أنه تحدث مع السراج الأحد الماضي، بعد اتصاله بوزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو، لتأكيد «تقدير الولايات المتحدة لالتزامها بالمفاوضات، التي تقودها الأمم المتحدة، والتي يمكن أن توقف التصعيد الخطير الجاري حالياً، وفتح الطريق أمام حل سياسي للصراع».

 

المصدر: BBC عربي+ الشرق الأوسظ اللندنية