رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

لغز «إعتراض» 7 آلاف طبيب علي تكليف وزارة الصحة الجديد

هالة زايد
هالة زايد

تتجدد سنويًا أزمة أطباء التكليف، وتحديدًا منذ بدأت وزارة الصحة في العمل على استحداث نظام تكليف جديد لخريجي كليات الطب، بدلًا من القديم. 


وانفجرت الأزمة حاليًا بعدما امتنع قرابة «7» آلاف طبيب من خريجي دفعة 2020، عن التسجيل في نظام التكليف الجديد. 


بدايةً، فإن نظام التكليف الجديد الذي تغير اسمه ليصبح "طبيب مكلف متدرب بالزمالة المصرية"، وهو برنامج تدريبي يستمر لمدة 5 أعوام، يُتيح للطبيب التخصص في أي من أقسام الطب المختلفة، حيث تُقسّم السنة إلى محورين، الأول تدريب لمدة 9 أشهر في المستشفيات لرفع كفاءته ثم 3 أشهر يقضيها الطبيب في وحدات الرعاية الصحية الأولية.


ووفقًا لاستراتيجية وزارة الصحة، فإن برنامج الزمالة سيتم فيه التعاون مع كلية الطب بجامعة هارفارد والكلية الملكية البريطانية لتدريب ورفع كفاءة الأطباء المصريين؛ لكن هناك جوانب أخرى دفعت الأطباء حديثي التخرج لرفض نظام التكليف الجديد.

 

ويفسر الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء ذلك بقوله:" نظام التكليف الجديد يستمر 5 أعوام، بينما النظام القديم لايستمر سوى عام واحد"، موضحًا أن نظام التكليف القديم، كان يتم تكليف الطبيب حديث التخرج بالعمل لمدة عام واحد في إحدى الوحدات الصحية، ثم يتم إلحاقه بوظائف طبيب مقيم للتدريب بالمستشفيات على التخصصات المختلفة، ثم يتقدم الأطباء المقيمون للدراسات العليا "زمالة – ماجستير – دبلومة".


ويُتابع، أن مشكلة النظام الجديد تكمن فى نقص عدد الدراسات العليا المتاحة، حيث أن مجموع عددها لا يزيد عن نصف عدد الخريجين، وبالتالى يكون نصف الخريجين ليس لديهم فرصة للدراسات العليا طوال العمر، وهذا بالطبع يؤثر سلبا على الأطباء وعلى مستوى تقديم الرعاية الصحية نفسها، بحسب الأمين العام لنقابة الأطباء. 


ويُضيف، أن النظام الجديد الذى ترغب وزارة الصحة فى تطبيقه، يربط بين التكليف بالوحدات الصحية وبين وظائف الأطباء المُقيمين وكذلك إتاحة دراسة الزمالة المصرية، لجميع الخريجين فى آن واحد، وقد تم تطبيق النظام الجديد على الدفعة التكميلية السابقة وعددهم 800 طبيب فقط كتجربة. 


ويرى الطاهر، أن مشكلات هذا النظام هى عدم الجاهزية بالمستشفيات التى تنطبق عليها معايير التدريب، وكذلك بأعداد المدربين الكافى لتدريب جميع الخريجين بجميع التخصصات، بما يخل ببرامج التدريب المطلوبة، بالإضافة إلى مشكلة إخلاء الطرف واستلام العمل عدة مرات بين المستشفيات والوحدات الصحية بما يضيع معه وقت هام، ويخل باستمرار البرنامج التدريبى للزمالة دون توقف. 


ويُشير إلى أن النظام الجديد لا يُتيح فرصة الالتحاق للتدريب بالزمالة للدفعات التى تخرجت خلال السنوات القليلة السابقة، نظرا للاحتياج لتدريب كامل الدفعات الجديدة مع عدم وجود طاقة استيعابية لتدريب الجميع، لافتًا إلى وجود زيادة فى عدد الأطباء ببعض التخصصات مقابل عجز بالأعداد بتخصصات أخرى، بسبب عدم وجود تخطيط صحيح خلال عقود سابقة وعدم وضع محفزات تزيد من إقبال الأطباء على التخصصات النادرة. 


ويُضيف، أن هذا النظام حرم وزارة الصحة من نحو 7 آلاف طبيب امتنعوا عن التسجيل في التكليف، متابعًا أن الأطباء الشباب ليس لديهم مانع من الانضمام لفرق مكافحة فيروس كورونا "كوفيد19". 


وكان أطباء دفعة تكليف 2020، أعلنوا في بيان لهم مطلع الأسبوع الماضي، أنهم ممتنعون عن التسجيل في نظام تكليف وزارة الصحة الجديد، بدعوى أنه يُهدد مستقبلهم. 


ووفقًا للأطباء، فإن النظام الجديد أثبت فشله عند تطبيقه على 800 طبيب، مما أوجد لديهم شكوكا تجاه تطبيقه على آلاف من الأطباء الشباب. 


ويُشير الأطباء إلى أن ممثلي دفعة التكليف تواصلوا مع عدد من المسؤولين بوزارة الصحة على مدى شهرين لتفادي حدوث أي أزمة، وهم الدكتورة سحر حلمي مسئولة التكليف بالوزارة، والدكتور أحمد محيي مساعد وزيرة الصحة، والدكتور محمد فوزي مساعد وزير الصحة للتعليم الطبي المهني، وصولًا لمكتب وزيرة الصحة. 


ويلفت الأطباء في بيانهم، إلى إيداعهم مذكرة رفض للنظام الجديد وطلبنا أن يتم تكليفنا على نظم التكليف المتعارف عليه لسنوات، غير أنه لم تتم الاستجابة لأي من مطالبهم وتمت مواجهتهم بتعنت من مسؤولي وزارة الصحة.

 

إلى ذلك، يُوضح الطبيب هشام مصطفى، أحد ممثلي دفعة طب تكليف 2020، أن مطالبهم تكمن في العودة لنظام التكليف القديم والبدء في العمل بالوحدات الصحية، والانضمام لمنظومة الطب الوقائي، مشيرًا إلى أنهم لن يمتنعوا عن المشاركة فى مستشفيات العزل التي خصصتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا، وسيشاركون جميعا فى التصدي للفيروس. 


ويرى أن موقف وزارة الصحة سلبي تجاه أزمتهم، وأنها لم تستجب لأي مقترحات، لافتًا إلى أن نسبة الأطباء من خريجي كليات الطب التي سجلت فى نظام التكليف الجديد تصل لنحو 25%، وأن مُعظمهم أطباء ينتظرون نيابات الجامعة، ولذلك هم مضطرون للتسجيل فى النظام الحالي ثم سيقومون بالإخلاء من وزارة الصحة واستلام عملهم بالجامعة، وجزء آخر كان لأسرهم دور فى الضغط عليهم للتسجيل.


ويُشير إلى أن أيضًا من ضمن عيوب النظام الجديد، اختفاء تخصصات مثل المخ والأعصاب على مستوى الجمهورية، والاكتفاء بطبيب واحد أو اثنين لتخصص "النساء والتوليد" بمحافظة الإسكندرية، واختفاء التخصص ذاته في محافظتي الشرقية والسويس، بما يعني أنه بعد 5 أعوام من المُتوقع عدم وجود أخصائس واحد في تخصص المخ والأعصاب في مصر. 


من جهته، يقول عبد المنعم شهاب، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إنهم على تواصل مع وزارة الصحة لحل أزمة أطباء تكليف 2020، لافتًا إلى أن نظام التكليف الجديد يمكن من خلاله تأهيل الطبيب أكثر ولكن مع الأزمة الراهنة واستمرار الاحتياج لأكبر عدد ممكن من الأطباء لسد العجز فى الطب الوقائى فلابد من تعديل هذا النظام بما يمكن من تعيينهم بشكل فوري. 


ويرى، أنه يجب إحداث مواءمة بين هذا النظام وضمان الجانب التدريبى وبين الظروف الاستثنائية التى تعصف بالبلاد في ظل أزمة فيروس كورونا "كوفيد19"، والذي يتطلب توفير أكبر عدد ممكن من الأطباء فى ظل هذه الجائحة. 

وكانت وزارة الصحة، فتحت باب التظلّمات أمام أطباء دفعة تكليف 2020، خلال الأسبوع الجاري من أجل تهدئة الموقف، ومحاولة لاستيعاب غضب الأطباء.