رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تاريخ يضيفه الرئيس!

سليمان جودة
سليمان جودة

عشنا نحتفل بسيناء مرةً واحدة في رمضان، وقد كان ذلك يحدث كلما دار العام وأقبل الشهر الكريم من جديد، ولكننا نحتفل بها هذا العام مرتين لا مرةً واحدة.. ولابد أن ذلك سوف يكون مما يدعو إلى التفاؤل وسط سحابات كورونا الداكنة التي غطت على كل شىء!.


نحتفل بها اليوم، لأن الخامس والعشرين من أبريل سوف يظل شاهداً على أنه اليوم الذي ارتفع فيه علم مصر على آخر مساحة من أرض الفيروز تعود إلى الوطن الأم.. كان ذلك في ٢٥ أبريل ١٩٨٢، وهو التاريخ الذي أسس له السادات البطل وتمنى لو يحضره، لولا أنه غادر الدنيا قبلها بشهور معدودة، ولو عاش ليشهده لكان ذلك تتويجاً لانتصارات أكتوبر التي صنعها بيديه، وصنعها معه كل ضابط وكل جندى في جيش مصر العظيم!.

ونحتفل بسيناء مرةً ثانية بعد أيام في ذكرى العاشر من رمضان، الذي لما تعانق مع السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، كنا على موعد مع النصر الذي أزال العار من فوق جبين كل مصرى وكل عربى، والذى استرد الأرض ومعها الثقة في أن المصرى قادر على صناعة المعجزة إذا ما تهيأت له الأجواء المواتية!.

ولو شئنا لضممنا مناسبة أخرى قريبة هي التي تحل في ١٩ مارس من كل سنة، ففيها عادت طابا التي أرادت إسرائيل أن تجعل منها مسمار جحا، عندما زعمت أنها خارج سيناء، وأن من حقها أن تحتفظ بها، لولا أن المفاوض المصرى قد أثبت بطلان هذا الزعم، فعادت طابا إلينا في ذلك التاريخ من عام ١٩٨٩، وصارت كل ذرّة رمل في سيناء كلها تحت السيادة الوطنية كاملة!.

وهكذا.. عاشت سيناء محفورة في الذاكرة الوطنية بأربعة تواريخ: السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان، الخامس والعشرين من أبريل، التاسع عشر من مارس!.. وليس من الممكن أن يهل تاريخ منها علينا دون أن نجلس لنستعيد ما كان فيه ذات يوم، وما شهده من وقائع تستعصى بطبيعتها على النسيان، وتأبى إلا أن تكون مضيئة على كل جدار!.

ومن الممكن أن نضيف إليها تاريخاً خامساً هذه السنة، هو الثانى والعشرون من أبريل، عندما توجه الرئيس السيسى صباح الأربعاء إلى منطقة القناة، ليعلن من هناك أن سيناء قد حازت على إنفاق عام وصل على مدى ست سنوات إلى ٦٠٠ مليار جنيه.. كان الرئيس يعلن قبل ثلاثة أيام إطلاق محطة المحسمة لمعالجة ماء الصرف الزراعى بغرض الرى.. وكان يعلن الانتهاء من حفر نفق أحمد حمدى ٢.. وكان هذا كله له أهميته المؤكدة في معركة التنمية المستمرة بطبيعتها.. ولكن الأهم في تقديرى أن الرئيس أراد أن يقول من خلال المعلومات التي ساقها إلينا، إننا إذا كنا قد حررنا الأرض في سيناء في كل المناسبات السابقة، فإننا اليوم.. بمحطة الماء التي تبلغ طاقتها مليون متر مكعب يومياً، وبالنفق الثانى، وبغيرهما.. إنما نحررها من الإهمال!.

نقلا عن "المصري اليوم"