رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«حلبسة» يذبح صديقه غدرًا.. قصة بائع العيش مع سائق التوك التوك في البساتين

محرر النبأ أمام ستاند
محرر النبأ أمام ستاند بائع العيش في البساتين


يمكث رضا بائع العيش داخل المستشفى منذ أربعة أيام بين الحياة والموت إثر إصابته بذبح في الرقبة وجرح غائر بذراعه، عقب اعتداء صديقه عليه بسلاح أبيض في شارع بين المزارع بمنطقة البساتين.



«ستاند خشبي و4 أقفاص يحمل عليهم العيش» هذه هي أدوات «رضا» التي تساعده على جلب رزقه، عن طريق وقفته على ناصية محل ألبان بالشارع، استأجر هذه الناصية لتساعده للحصول على قوت يومه.

يستيقظ بائع العيش كل صباح ويتوجه إلى مخبز عم شعبان بشارع على عبد العزيز ليأخذ العيش الذي يكفي يومه ويمكنه من تحصيل رزقه بالحلال، عكس ما يقوم به بعض أقرانه الذين سلكوا مسلكا سيئا والوقوف على النواصي لترويج الكيف على المدمنين.



ظن «رضا» أنه بذلك العمل الشريف أصبح بعيدا عن الشر، وتناسى أن الشارع يجمعه بأصدقاء السوء، حيث تعرف على سائق توك توك ونشأت بينهما صداقة جعلت الأخير يمر عليه يوميا بالشارع بالمركبة قيادته، يناغشه تارة، ويقف يتحدث معه تارة أخرى، لفت كل ذلك أنظار أصحاب المحلات من حوله، لكن لحظة الجريمة التي تمثلت في قيام المتهم بالاعتداء على صديقه بائع العيش لم ينتبه لها أصحاب المحال بسبب انشغالهم في أعمالهم.

أما عدسة كاميرا المراقبة المثبتة أعلى واجهة محل سباكة ملك المعلم أبو يوسف السباك، الكائن بذات الشارع رصدت الواقعة كاملة التي يرويها شهود العيان «للنبأ» من مسرح الجريمة للوقوف على ملابساتها وأسباب الجريمة الشنعاء.



«رضا كان غارق في دمائه وكان واضع يده على رقبته»، بهذه الكلمات بدأ عم محمود غريب، صاحب مكتب عقارات بشارع المزرعة، حديثه «للنبأ» مضيفا: قولت له ارفع ايدك يا رضا كده، الجرح غائر، الصيدلية المجاورة، غطيت الجرح بقطنة كبيرة ووجهته بالإسراع لأقرب مستشفى، وقفنا توك توك وأخذه الشباب للمستشفى».

ويكمل: «المتهم صديقه اسمه حلبسة، حاول يهرب لكن مسكناه، ودخلته مكتبي وكبلت يديه وتركته بالمكتب وقفلت عليه الباب، واتصلت بقسم شرطة البساتين وأبلغتهم بالواقعة، وفوجئت بأهل رضا عاوزين المتهم، لكني أخبرتهم بأن الشرطة قبضت عليه، وتوجهوا للمستشفى للأطمئنان على بائع العيش، إلى أن حضر رئيس مباحث البساتين ومعونه، وتسليم المتهم واقتادوه إلى القسم».

يقول صاحب مكتب العقارات بشارع بين المزارع، إنه شاهد فيديو كاميرا المراقبة بمحل السباكة ظهر فيه أن المتهم وبائع العيش وقفوا أمام محل دواجن قريب من ناصية عم إبراهيم اللبان، الذي يقف بها رضا، لمدة كبيرة، يتحدثان مع بعضهما البعض، وفجأة أخرج المتهم كتر من جيب بنطاله الخلفي، ووجه له الضربة الأولى بذراعه، أحدث له جرحا كبيرا فأمسك رضا يد مقشة يدافع عن نفسه، فأخذها منه حلبسة وسدد له الضربة الثانية في المقتل أحدثت له ذبح غائر بالرقبة، سقط على إثر على الأرض».



ويقول عم ابراهيم اللبان، «رضا يعمل بجواري في الناصية على الاستاند يبيع عيش، يذهب كل صباح إلى مخبز عم شعبان بشارع على عبد العزيز، ليحضر العيش على اقفاصه، الكل في الشارع يشهد له بحسن خلقه والشتات في الشارع بتقول أنه عمره ما رفع وجه في اي ست فينا كان مؤدب، لكن عندما سألنا المتهم عملت كده في رضا ليه، قال لهم لأنه يكلم اختي في التليفون ويعاكسها».

يذكر أن شارع بين المزارع بمنطقة البساتين واقعة قيام شاب بذبح بائع عيش أمام المارة في الشارع قبل موعد حظر التجوال بساعة، تم نقل الأخير إلى المستشفى، وضبط المتهم.

وبدأت أحداث الواقعة عندما تلقى المقدم أحمد فرج، رئيس وحدة مباحث قسم شرطة البساتين، بلاغا يفيد بوجود مشاجرة بين شخصين بشارع بين المزارع بدائرة القسم، أحدهما مصاب بجرح ذبحي في الرقبة وآخر بالذراع، تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

انتقل رئيس وحدة مباحث قسم شرطة البساتين، والرائد أحمد سمير معاون مباحث القسم، والقوة المرافقة إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين قيام شاب بالاعتداء على بائع عيش بالشارع محل البلاغ الساعة السابعة مساء قبل موعد حظر التجوال، باستخدام سلاح أبيض عبارة عن «كتر»، وأحدث إصابته بجروح ذبحي في الرقبة وآخر بالذراع، تم نقله إلى المستشفى، كما تم ضبط المتهم بمساعدة أهالي المنطقة قبل محاولته الهرب، وتم اقتياده إلى ديوان القسم.

وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتتولى مباشرة التحقيقات، وطلبت الاستعلام عن حالة المصاب، وتم حبس المتهم على ذمة التحقيقات.