رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الملك فاروق «سائق تاكسى» لامرأة فى الطريق

النبأ

يحكي الدكتور حسين حسنى باشا السكرتير الخاص للملك فاروق، قائلًا: كان الملك فاروق أحيانا يصحبني معه، وفي أحد الأيام كان فى طريقه إلى تفتيش أنشاص بسيارة خاصة ليست من سيارت القصر المعروفة، وقد ركب سائقه الى جواره عندما استوقفته سيدة ريفية حملت طفلها على كتفها وحملت قفة على رأسها ظنا منها بأنها سيارة أجرة تنقل الركاب بين بلاد الأرياف، ولما وقف الملك سألها عما تريد فأجابت المرأة المسكينة: أنت رايح أنشاص يا ابنى؟ فأجابها بالإيجاب، فقالت المرأة: توصلنى لغاية تفتيش الملك بكام؟

فقال: عاوزة تدفعى كام؟

أجابت المرأة: والنبى ما معاية غير تلاتة تعريفة يا ابنى، خدهم ووصلنى.

ففتح الباب وأشار للسائق أن يجلس فى المقعد الخلفى وقال لها: ادخلى يا ست. فقالت المرأة: طيب خد العيل منى لما أحط القفة، فأخذ الملك الطفل منها وحمله بين يديه ثم جلست المرأة الى جواره وانطلقت السيارة فى طريقها لأنشاص. 

وفى الطريق فهم الملك من المرأة أنها تقصد تفتيش أنشاص لترجو ناظر التفتيش أن يؤجل لها بيع جاموسة محجوز عليها من التفتيش لتأخرها فى دفع إيجار الفدان الذى تؤجره وتعطيه جنيها على الحساب لحين سداد الباقى فأخذت الشفقة الملك وقال لها: اسمعى، خدى الورقة دى واديها للناظر وهو يسيب لك الفلوس المتأخرة كلها. 

وكتب أمرا على ورقة بيضاء وأمضاها بتوقيعه وأعطاها للمرأة المسكينة التى لم تكن تعرف شخصيته والتى ترددت فى أخذ الورقة وقالت: يا ما يا سيدى جبت له وسايط، هوه ده بيقبل رجا حد؟ وفر يا ابنى على نفسك الورقة وبلاش كسوف. 

فأصر على إعطائها الورقة وأخرج ورقة من فئة العشرة جنيهات وأعطاها لها قائلا: خدى العشرة جنيه دول ادفعى منها الإيجار وادى الناظر الورقة.

فبهتت المرأة وقالت: ولما أنت يا ابنى غنى كده ليه بتشتغل سواق؟

أجابها الملك على الفور: القسمة كدة!

وأنزل الملك المرأة قبل التفتيش بدون أن تدرى شخصيته إلا عندما أعطت الورقة لناظر التفتيش وقصت عليه الحكاية فعرفها أنه الملك فاروق.