رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل استعدادات مستشفيات الحميات لكبح جماح «الفيروس الصينى»

هالة زايد
هالة زايد

أنهت مديريات الصحة بالمحافظات استعداداتها؛ لتجهيز مستشفيات كي تكون مقرًا للحجر الصحي من أجل استقبال أي حالة إصابة بـ«فيروس كورونا» المنتشر، وخصصت وزارة الصحة «26» مستشفى لتكون حجرًا صحيًا بكل محافظة لاستقبال المرضى.

وتستعرض «النبأ» خلال التقرير التالى، وضع تلك المستشفيات، وهل تعانى أزماتٍ والخدمات الطبية المقدمة للمرضى، البداية مع دخول نواب البرلمان في صدام مع وزيرة الصحة؛ بسبب الإعلان عن مستشفيات بعينها لتكون حجرًا صحيًا لمرض «كورونا»، وطالب عضو مجلس النواب محمد عبد الله زين الدين، وزيرة الصحة بعقد مؤتمر صحفي لتعريف الرأي العام والشعب المصري بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الوزارة لمنع دخول «فيروس كورونا» إلى مصر.


وأضاف أن العالم كله يتحدث الآن عن فيروس كورونا، ولا حديث للأوساط الطبية أو السياسية أو العالمية إلا عنه، ومن هنا يجب طمأنة المصريين عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة وجاهزية الوزارة لأي طوارئ.

وتابع النائب: «لقد تسبب الفيروس حتى الآن في أكثر من 300 حالة وفاة، وتأكدت إصابة 9962 حالة في الصين، وانتقل إلى 18 دولة أخرى، منها أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية».

وأضاف: «يسود الرعب بشكل أساسي لسببين: الأول هو عدم وجود لقاح وعلاج للمرض حتى الآن، والثاني هو الخوف من تحول الفيروس في دول أخرى لصورة يصبح معها أكثر فتكا وخطورة، ويجب على وزيرة الصحة أن تكشف الحقيقة للمصريين، وتوضح ماذا يتم من إجراءات في مكاتب الحجر الصحي بالمطارات ومستشفيات الحجر الصحي». 

في الوقت نفسه، كان قرار تحديد مستشفيات بعينها، محور انتقادات كبيرة، وكشف سليمان فضل العميري، عضو مجلس النواب عن محافظة مطروح، أن وزيرة الصحة تفقدت فندق المشير ومستشفى النجيلة المركزي في زيارة غير معلنة، حيث تم تخصيص فندق المشير لإقامة المصريين القادمين من الصين ومستشفى النجيلة المركزي للمصابين بـ«فيروس كورونا».

وأوضح أن مستشفى النجيلة المركزي يخدم 3 مراكز تابعة لمحافظة مطروح، وغير مقبول علاج المصابين بفيروس الكورونا، وتقدّم «العميري» بطلب استجواب لرئيس مجلس الوزراء ووزيرة الصحة، بشأن إخلاء المرضى من مستشفى النجيلة، وعدم استقبال حالات جديدة أو إجراء عمليات تمهيدًا لأن تكون معزلًا وحجرًا صحيًا، مؤكدًا أن المستشفى يخدم أكبر ثلاثة مراكز في محافظة مطروح، كما أن إقامة حجر صحي وسط الكتلة السكنية يهدد المواطنين بالمحافظة بشكل عام، حيث إنه يقع وسط كتلة سكنية ولا يوجد معزل صحي في العالم وسط كتلة سكنية.

أما ثالث الأزمات التى تواجه «الصحة» في تحديد مستشفيات بعينها للحجر الصحي لـ«مرضى كورونا»، هي أزمة نقص الأطباء والفريق الطبي المعالج للحالات من الأطباء المتخصصين في أمراض الصدر والمناعة، والحميات خاصة في مستشفيات محافظات الأقاليم، بجانب أن هناك أطباء يرفضون العمل في مستشفيات الحجر الصحي خوفا من العدوى، وهناك اقتراح تدرسه الحكومة حاليًا، بالاستعانة بأطباء المعاش في تلك التخصصات؛ لسد العجز، وزيادة المكافآت وبدل العدوى التى تصرف للأطباء العاملين بمستشفيات الحجر الصحي لكورونا بالمحافظات.

وقال سمير البطيخي، عضو مجلس النواب، إنه قام بتقديم مقترح برغبة إلى الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان، بشأن سد نقص الأطباء داخل المستشفيات الحكومية.

وأضاف "البطيخي" في تصريحات له أن هناك مجموعة كبيرة من المستشفيات الحكومية تواجه عجزًا كبيرًا في عدد الأطباء، لافتًا إلى أن حل هذه الازمة يأتي في إطار مد سن المعاش من 60 عامًا إلى 65 عامًا لمن يرغب من الأطباء لمد معاشه.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن هذا المقترح يضمن حصول الطبيب على نفس الراتب بشرط العمل كطبيب ممارس وليس مسؤولًا أو مديرًا أو مشرفا لضمان سد العجز الموجود داخل المستشفيات الحكومية.

وأكد النائب أن قانون التأمينات الجديد أتاح للوزراء مد سن المعاش في حالة الضرورة وينبغي أن تستغل وزارة الصحة هذا الأمر في طلب ذلك من رئيس الحكومة لتنفيذه على أرض الواقع. 

قرار تجهيز مستشفيات بعينها لتكن حجرة عزل لمرضي كورونا بالمحافظات، جاء بعد وصول تقرير لمجلس الوزراء عن سوء حالة مستشفيات الحميات، وعدم توفير المستلزمات الطبية والإمكانيات لمواجهة المرض بجانب نقص الأجهزة الطبية من معامل وأشعة داخل تلك المستشفيات، وأن سبب إنشاء مستشفى حجر صحى بـ«النجيلة» بمطروح كان لهذا السبب حيث اعترضت منظمة الصحة العالمية على سوء تجهيزات المستشفيات في مصر لاستقبال مرضى كورونا.

ووفقا لتقرير مجلس الوزراء، فإن مستشفيات الحميات في مصر هي المكان الوحيد المفترض أن يكون جاهزا لاستقبال هؤلاء المرضى، لكن أوضاع هذه المستشفيات ليس في أفضل حال، على الرغم من إعلان وزارة الصحة خطة لتطوير تلك المستشفيات وزيادة أعداد الأسرّة، من خلال تجهيز 43 مستشفى حميات، جميعها مستعد لاستقبال حالات الاشتباه بالإصابة بالفيروس، بالتوازي مع رفع كفاءات غرف العناية المركزة بها.

كما كشف التقرير، أن أوضاع مستشفيات الحميات قد تكون سببًا في انتشار المرض؛ بسبب أسرة غير كافية، وقلة المستلزمات، وعنابر متسخة مليئة بالحيوانات الأليفة التي تشارك المرضى أماكن علاجهم وأحيانا طعامهم، بجانب نقص شديد في غرف العناية المركزة بمستشفيات الحميات بالمحافظات، أما الكارثة فتمثلت في نقص شديد في الأطباء، وعلى سبيل المثال، تعاني مستشفيات محافظة المنوفية من عجز شديد في الأطباء، الأمر الذي يمثل أزمة في عدم كفايتهم، مما يسبب أزمات داخل المستشفيات مع المرضى وعدم السرعة في الكشف ونشوب العديد من المشكلات بينهم وبين أهالي المرضى الذين ينتظرون الوقت الطويل حتى حضور الطبيب لإجراء الفحص اللازم.

ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها «النبأ»، من داخل مستشفيات الحجر الصحي لمرضى كورونا بالمحافظات، فإن وزارة الصحة تقوم بتجهيز المستشفيات بالمحافظات التى ظهرت بها المرض أولا، على أن تستكمل لباقي المستشفيات بعد توفير المستلزمات الطبية من ميزانية المحافظة والإدارات الطبية بكل محافظة، عن أهم التجهيزات الطبية، بأقسام الحجر الصحي، هي توفير مستلزمات مكافحة العدوى "الكمامات – والجوانتي – والمواد المطهرة"، تجهيز أقسام العزل بكافة مستلزمات الفريق الطبي المخصص للتعامل مع الحالات.

حيث تم تعقيم كل شيء داخل المستشفيات حتى الحمامات، وتوفير رذاذ التطهير ومنظمات التنفس والتأكد من توفير ما يكفى من القفازات الطبية والحواجز ونظارات الحماية وتوفير المناديل المبللة حتى يتم استخدامها فى تنظيف المكان، كذلك تجهيز غرفة لكل مريض عليها اسم الشخص أو أسرته وكل دور له تمريض يقيس درجة الحرارة، وتم تجهيز المكان بجميع الأغراض.

يتوفر لكل مستشفى بحد أدنى ثلاث سيارات إسعاف ذاتية التعقيم، مجهزة لمكافحة العدوى، ومخصصة لنقل الحالات المرضية والمشتبه فى إصابتها بالفيروسات المعدية ومنها "كورونا"، وجميع السيارات بها جميع التجهيزات الوقائية اللازمة، والتي تشمل الزي الطبي المعقم، وماسكات وواقى رأس وقفازات، كما أن السيارات يتم تعقيمها ذاتيًا باستخدام الأبخرة وكل سيارة مجهزة بوحدة رعاية مركزة.

كما تتوافر داخل صيدليات تلك المستشفيات أدوية ومضادات حيوية لعلاج الالتهاب الرئوي المزمن للمرضى الذين تم التأكد من ثبوت الإصابة لديهم، وهناك علاج مقوي للمناعة، ومخفض للحرارة، وأدوية للكحة، وحساسية الصدر، وهي في الغالب أدوية علاج الالتهاب الرئوي الحاد، أما بالنسبة للمرضى المشتبه فى إصابتهم والتحاليل ظهرت سلبية، أو تعافي من المرض ولكنه يحتاج للحجز للمتابعة، لابد من عمل له تحاليل شبه يومية عن طريق PCR، للتأكد من وجود الفيروس من عدمه، كذلك عمل أشعة، وتحاليل، بجانب إعطائه أدوية لتقوية المناعة لديه، وفي حالة المرضى الذين يكونون في وضع خطير نتيجة المرض يتم وضعهم في الرعاية المركزة، تحت التنفس الصناعي.

أما بالنسبة للمخالطين للمرضى، فإن كل مستشفى حجر صحي سيقوم بإرسال فريق طبي لهم في المنازل للتحليل، وأخذ عينة وفي حالة التأكد من الإصابة يتم حجزه مباشرة فى المستشفى، أما في حالة وجود عينات سلبية تتم متابعة المحاطين بالمنازل.

وإجراء فحص طبي شامل لجميع الوافدين وقياس درجة الحرارة، والتأكد من وجود حمى أو نزلات برد أو احتقان أو كحة جافة، أو في حالة نقل مريض يشتبه بإصابته بمرض كورونا ويتم تزويد المريض بقناع جراحي أو مناديل أحادية الاستخدام لتغطية الفم والأنف، وإذا كانت حالة المريض لا تسمح يتم وضع قناع أكسجين مزود بكيسbreathable) (non re- على أنف وفم المريض.

من ناحيته، قال الدكتور هاني جميعة، وكيل وزارة الصحة، إنه تم تحديد مستشفى الإحالة، وهو مستشفى سوهاج التعليمي، طاقته 137 سريرإقامة، 4 أسرة عناية مركزة، 5 عناية قلب، 6 أجهزة تنفس صناعي كبار، 2 تنفس صناعي أطفال، جهاز تحليل فيروسات اليزا، ويتم سحب وحفظ العينات وإرسالها إلى المعامل المركزية بالقاهرة، وفي حالة ورود نتائج إيجابية يتم تحويل الحالات إلى مستشفى النجيلة بمرسى مطروح، عن طريق سيارة إسعاف ذاتية التعقيم.

وأشار «جميعة» إلى أن قسم العزل يضم 14 غرفة، كل غرفة بها سريران بإجمالي 28 سريرا، لافتا إلى جاهزية المستشفى للتعامل مع الموقف بشكل فوري، وهناك حالة من الاستنفار للتعامل مع المشتبه فيهم.