رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصر الكونت إيتيان زيزينيا.. صاحبه جاء لمصر هربًا من «مذابح» الأتراك

قصر الكونت إيتيان
قصر الكونت إيتيان زيزيني

يرجع تاريخ تسمية «حى زيزينيا» بهذا الاسم نسبة إلى الكونت «استيفان زيزينيا» أو الكونت «إيتيان»، وهو يوناني الأصل ولكنه حصل على الجنسية الفرنسية، واستقر بالإسكندرية في عهد محمد علي باشا، وكان يجمع بين العمل بالسلك الدبلوماسي وبين العمل بالتجارة؛ حيث كان قنصل دولة بلجيكا العام في مصر وأحد أكبر تجار القطن بالإسكندرية على غرار ما كان يحدث في تلك الفترة بمصر المحروسة. 

ويرجح أن "زيزينيا" كان قد جاء إلى مصر هربا من مذابح الأتراك وكان أحد المقربين من الأسرة العلوية، حيث منح أراضي كثيرة في القطر المصري.

كان استيفان زيزينيا قد عشق منطقة مرتفعة برمل الإسكندرية فكان أول أجنبي يسكن في تلك المنطقة ولإدراكه أهمية الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر قام بشراء أرض في العام 1854 من عائلة تدعى "أبي شال" كانت تمتلك الكثير من الأراضي في منطقة الرمل ولتصبح تلك الأراضي حي زيزينيا.

ولتعلق قلبه بتلك البقعة الساحرة شيد قصرا مهيبا كقصور الأحلام ليصبح أحد القصور الرئيسية بمدينة الإسكندرية ثم تحول قصر زيزينيا إلى فندق "جلوريا أوتيل" ثم اشتراه الأمير محمد علي وأعاد بناءه في العام 1927، وأطلق عليه اسم "قصر الصفا" وهو الاسم الحالي له وبعد قيام ثورة يوليو في العام 1952 تم ضم القصر لرئاسة الجمهورية وهو معد لاستقبال ضيوف الرئاسة أو كبار الوزراء ورجال الدولة في أثناء وجودهم في الإسكندرية.

كما أنشأ الكونت زيزينيا مسرحين مسرح زيزينيا الصيفي وزيزينيا الشتوى وأصبح مسرح زيزينيا الصيفي بعد ذلك فندق سان ستيفانو الشهير، ويقع مكانه الآن فندق الفور سيزون أما مسرح زيزينيا الشتوى، فقد تحول إلى تياترو محمد على سنة 1918 ثم إلى مسرح سيد درويش سنة 1962 ثم إلى دار الأوبرا بالإسكندرية سنة 2004.

وعلى هذا المسرح شاهد الخديو عباس حلمي الثاني الفنان جورج أبيض ناظر محطة سيدي جابر وقتها وهو يمثل مع فرقة أبناء مدارس الفرير المسرحية والتي كانت تقدم أعمالًا باللغة الفرنسية ووافق الخديو على سفره إلى فرنسا لدراسة المسرح عام 1904 وعلى هذا المسرح مثلت سارة برنار عندما زارت مصر عام 1908.

قصر الكونت إيتيان زيزينيا بالإسكندرية عام 1862 في ميدان القناصل بالمنشية وقد تم تدميره بمدافع الأسطول الإنجليزي عام 1882.